المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

المركز الإعلامي لذوي الإعاقة يتحقق من مقتل مواطن أصم في أبين تحت التعذيب.

قارئ المقال

خاص /

استيقض اليمنيون على جريمة شنعاء هزت ضمير الإنسانية بحق أحد المواطنين، حيث تداول نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي صور مؤلمة لمواطن قالوا أنه شخص من ذوي الإعاقة السمعية يُدعى “محمد حسن عبده مهدي حنش” قضى تحت التعذيب.

وقال النشطاء أن محمد حنش الذي ينحدر من محافظة إب كان يعمل في محافظة شبوة قد تم توقيفه أثناء سفره من شبوة إلى إب في إحدى النقاط العسكرية التابعة للحزام الأمني بمحافظة أبين أثناء أيام عيد الأضحى المبارك، وتم إخفائه وتعذيبه بصورة بالغة القسوة حتى فارق الحياة ولم تعلم أسرته إلا قبل يومين بعد العثور عليه في إحدى مستشفيات أبين.

وقد لاقت الجريمة إدانة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاً أن المجني عليه شخص من ذوي الإعاقة وأن الصور التي تداولها النشطاء كانت صادمة.
ولقد قمنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة من التحري والتحقق من الأمر لنضع الشعب اليمني وجمهورنا الكريم في الصورة بكل مهنية ومصداقية، وبناءً على ما تحققنا منه نؤكد على ما يلي:
ندين ونستنكر جريمة التعذيب والقتل خارج نطاق القانون من أي طرف وفي أي مكان، وندعو إلى التحقيق الشفاف في القضية ومحاسبة المجرمين.

نؤكد أن المجني عليه ليس من الأشخاص ذوي الإعاقة وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال التقليل من شناعة الجريمة وضرورة محاسبة الجناة.
لقد تواصلنا في المركز بعدة نشطاء وأشخاص يعرفون المجني عليه عن قرب ونتحفظ عن ذكر أسمائهم بناءً على رغبتهم، ولكن سنورد لكم شهادة المواطن “علي عبد الله عبد القوي” بعد أن أذن لنا بنشر شهادته: حيث أن المواطن علي عبد الله من محافظة إب مديرية العدين عزلة جبل بحري ويعرف المجني عليه “محمد حسن عبده مهدي قائد” الملقب (حنش) بشكل شخصي.

يقول علي: “محمد حسن من أبناء عزلتي وأعرف حق المعرفة، يبلغ من العمر 40 سنة تقريباً، وهو متزوج ولديه ولد و أربع بنات، وأسرته جزء منها في العدين بمحافظة إب وجزء منها في عتق بمحافظة شبوة، ومحمد كان يعمل كعامل حر أينما وجد الفرصة للعمل خصوصاً أن الكثير من أبناء المنطقة يعملون في عتق ويتنقل محمد بينهم من عمل لآخر، وفي عطلة عيد الأضحى المبارك قرر محمد الذهاب لمحافظة إب لزيارة عائلته غير أن الأسرة فقدت الاتصال به ولم تعلم بوجوده إلا قبل يومين في إحدى مستشفيات أبين وعليه آثار التعذيب التي شاهدها الجميع وتوفي على إثرها”

ويؤكد علي أن المجني عليه لم يكن أصم ولا يعاني من أي إعاقة على الإطلاق، ولكنه كان يعاني من حالة نفسية يعرفها عنه من كانوا يحيطون بمحمد على حد قول علي.

وبناءً على ما سبق ذكره فإننا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة نجدد التأكيد على إدانة الجريمة والتضامن الكامل مع عائلة المجني عليه، والمطالبة بمحاسبة الجناة.
ونعبر عن أسفنا وإستيائنا الشديدين لمحاولة بعض النشطاء الزج بالأشخاص ذوي الإعاقة في مثل هكذا أحداث واستغلال عواطف الناس بشكل خاطئ.

ونعتبر إن إقحام ذوي الإعاقة بهذا الشكل يفقد حملات المناصرة لقضايا الإعاقة المصداقية لدى الناس، وهذا تهديد خطير للجهود التي قد يقوم بها الحقوقيون إيزاء أي انتهاك يتعرض له ذوو الإعاقة مستقبلاً.

وعليه ندعو وسائل الإعلام والنشطاء أن يتعاملوا بمهنية ومصداقية وأن يدركوا حساسية مثل تلك الإدعاءات وتأثيرها على ذوي الإعاقة وقضاياهم بشكل كبير.