قارئ المقال
|
تابعنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة MCPD باهتمام ما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات المحلية والعربية خلال اليومين الماضيين بخصوص الصورة التي أثارت الشارع اليمني ويظهر فيها أحد المتنفذين يدعس على رأس مواطن في محافظة إب وسط اليمن.
وعلى مدار ال48 ساعة الماضية تلقينا سيل من الأسئلة والرسائل عن حقيقة الأمر وموقف المركز مما جرى خصوصاً مع ظهور بيانات تدعي أن المجني عليه من ذوي الإعاقة، وتقديراً منا لثقتكم الكبيرة بمهنية ومسؤولية المركز الإعلامي لذوي الإعاقة فقد حرصنا على التريث وعدم الاستعجال في النشر والتهويل انطلاقاً من مبادئنا التحريرية الثابتة التي تغلب مصلحة ذوي الإعاقة وتحمي الشهود وتتحرى من صحة ودقة المعلومات من مختلف المصادر ولا تُقدم السبق الصحفي على حساب الحقيقة وشرف المهنة، وقد تواصلنا في المركز بمصادر حقوقية وأمنية وشهود عيان ومسؤولين في محافظة إب للوقوف على حقيقة الأمر كما هو، وبناءً عليه نؤكد على التالي:
أولاً: ندين ونستنكر ما أقدم عليه المدعو أحمد محمد حيدر، المُكنى بالبرادعي، من انتهاك لكرامة مواطن يعاني من حالة نفسية ونوبات صرع، ونعتبر ما قام به فعلاً همجي وغير إنساني وعليه تحمل تبيعاته الأخلاقية والقانونية كاملة.
ثانياً: نؤكد على تضامننا التام مع المجني عليه المواطن محمد عبده علي، ونعبر عن تعاطفنا مع حالته الصحية وحقه في تلقي العلاج من الدولة والمنظمات العاملة في هذا الميدان.
ثالثاً: لقد حصلنا على صورة من الأشعة المقطعية وإفادات متطابقة تثبت بأن المجني عليه لا يعاني من أي إعاقة، وفي هذا الصدد نعبر عن أسفنا لتسرع بعض النشطاء بإصدار بيانات مضللة تدعي أن المجني عليه من ذوي الإعاقة، ونعبر عن رفضنا الشديد لاستغلال عاطفة المجتمع بشكل خاطئ، ونعتقد أن التمترس وراء الإعاقة لتهييج المجتمع يضر بقضايا ذوي الإعاقة على المدى البعيد، وندعو من أصدروا بعض البيانات والمناشدات باسم ذوي الإعاقة أن يتحلوا بالمسؤولية والمهنية للاعتذار عما أقدموا عليه، وما جرى بحق المواطن ذوي الاضطراب النفسي فعل مرفوض لا يحتاج لنضفي عليه الدراما والمزايدات.
رابعاً : نشيد بالدور المسؤول والفعال لبعض النشطاء الإعلاميين والحقوقيين في محافظة إب الذين قاموا بتبني حالة المواطن محمد عبده وإيصاله للمستشفى وقاموا بإحضار المدعو البرادعي للقسم الذي سلم نفسه طواعية، وفي المقابل نرفض بأشد العبارات الاستغلال لاسم ذوي الإعاقة وحشرهم في قضية لا علاقة لهم بها فضلاً عن استغلال القضية من بعض القنوات وتسيسها بشكل يدعو للاستغراب، وفي الوقت الذي يلعب نشطاء التواصل الاجتماعي دور إيجابي وضاغط للانتصار لبعض القضايا المحقة فإنه من غير المقبول استغلال ذلك الدور للضغط على الجهات الأمنية لاستغلال الحادثة وتصفية حسابات مع المدعو البرادعي لا علاقة لها بقضية المجني عليه خصوصاً مع شغل البرادعي في ضرائب سوق الظهار وتعسفه لبعض الباعة بحسب تعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي وتطابق شهادات الشهود في قسم أمن الظهار بأن المواطن محمد عبده يعاني من حالة نفسية وصرع وأنه يترجى الناس دائماً أن يدعسوا على رأسه حتى يزول الألم وهو ذات الأمر الذي أكده شقيقه في شهادته لدى القسم، وهذا ليس تبييض للفعل المرفوض الذي قام به البرادعي لكن المهنية تتطلب أن نضع الرأي العام في الصورة الحقيقية لما حدث بالضبط.
ونرجو في الختام توجيه تأثير وسائل التواصل الاجتماعي للانتصار للقضايا الحقوقية بشكل إيجابي وتجنب المبالغات وعدم الضغط على جهات إنفاذ القانون بأكثر مما يتطلب الأمر وإغفال قضايا أهم كالإعاقات المزدوجة، وتعرض النساء والأطفال ذوي الإعاقة للعنف والحرمان من التعليم، وحق ذوي الإعاقة في العمل وغيرها.
والله ولي التوفيق.
صادر عن: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD يوم الأحد، بتاريخ: 6 نوفمبر تشرين الثاني 2022م.