قارئ المقال
|
خاص /
عبده قائد من أبناء وصاب محافظة ذمار، من ذوي الإعاقة،حيث يعاني من ضمور في الدماغ، بجسد منهك وروح متعبة، يكافح الشاب العشريني رغم االصعوبات من أجل تأمين لقمة عيش له ولعائلته، ويمر بتجارب قاسية في مشوار حياته المثقل بالهموم والمتاعب، ليحصد المزيد من التعب والمعاناة من خلال تجواله من شارع لآخر ومن حديقة لأخرى في صنعاء لبيع ما بحوزته من حلويات عصر كل يوم، حيث أنه يذهب في الصباح الباكر للدراسة والعمل أيضاً في إحدى مدارس إعادة تأهيل ذوي الإعاقة في صنعاء.
في حديثه للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة يقول عبده أنه يبيع بضاعته في يومه بخمسمائة ريال يمني فقط (أقل من دولار 1) وهذا ربما يكون أفضل مبلغ يجمعه في يومه من خلال بيعه بضاعته المتواضعة وهو مكسب لا يكفي، لتلبية احتياجاته، لكنك تجد عبده شاكراً لله على كل النعم ويتمتع بقدر كبير من الرضى والتصالح مع الذات.
جيران عبده لا يخفون إعجابهم بالشاب العصامي عبده لأنه ما يزال صامدا وقادرا على المثابرة، والحصول على دخل يومي، وهو أفضل حالاً من الذين لم يعودوا قادرين على توفير حتى قيمة وجبة واحدة في اليوم تسد جوعهم وأسرهم بسبب الأزمات الاقتصادية الناتجة عن الحرب في اليمن.
ترتسم على وجوه بعض المارة علامات استفهام،وهم يشاهدون الشاب عبده ولسان حالهم يقول: ترى كم سيصمد هذا الشاب النحيل وهو يبحث عمن يشتري منه بضاعته البائرة، في سوق راكد، إلا من المعاناة والقسوة ،لكن عبده يؤكد أنه لا ييأس، وأن المبلغ القليل الذي يحصل عليه بعد شق الأنفس يتقاسمه مع عائلته المكونة من والدته العجوز وشقيقته القاطنتين في قرية نائية بمديرية وصاب محافظة ذمار.
وفي الوقت الذي كان يفترض على الدولة ومؤسسات ذوي الإعاقة أن توفر لعبده من الرعاية بما لا يضطره للعمل في ظروف كهذه فإنه ثمة دور على كبار التجار الإطلاع به خصوصاً في زمن الحرب وعجز الدولة عن الإيفاء بالتزاماتها