المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

الإعاقات المُستجدّة.. صدمات وآثار نفسية

الإعاقات المُستجدّة.. صدمات وآثار نفسية

لا يتوقف غضب الطبيعة عن إدهاشنا بالمآسي، فيما تقضي الحروب والكوارث على كل ما هو جميل، مخلفين آثارٍ على شكل ساقٍ بترها زلزال، أو إصبعٍ قضمه انفجار، أو طرفٍ شقّته رصاصة، أو عينٍ أطفأها لغم.

هذه ‘الإعاقات الطارئة’ أو ‘المستجِدّة’، أي التي تصيب الأفراد نتيجة حادث ما وليس عند الولادة، تتسبّب بتغييرات مفاجئة في حياتهم، ولا تكون لحظات المواجهة الأولى معها هيّنة، لا سيما أنها تترافق مع صدمات نفسية ناجمة عن هول ما رأى المُصاب، أو تتزامن مع خسارة شخص قريب أثناء الحادثة.

تتحدّث المعالجة النفسية خلود هنيدي عن نظرة الإنسان ‘للإعاقة الطارئة’، قائلةً إن “الإنسان يكبر وهو يرى أجزاء جسده كأنها هيكل واحد، وعندما يخسر عضواً منها يعيش مرحلة تجزّؤ، فيشعر بتشظّي جسده”، عدا عن الأفكار التي تثقل كاهله، مثل: “كيف سينظر الناس إليّ؟ وكيف سأتابع حياتي بعد هذه الخسارة؟”.

غير أنّ الإجابات غالباً تكون جاهزة، ويستحضرها من خياله الذي ينسج سيناريوهات سوداوية عن الحياة بعد الإعاقة، تضيف هنيدي. وتعزّز هذه الأفكار نظرة بعض المجتمعات للشخص المعوّق، التي تجعله يقلق من عدم تقبّل الناس له وتنمرهم عليه وتهميشهم له. إضافة إلى العوائق التي تعترضه بمختلف نواحي حياته، لا سيما في “المجتمعات العربية التي لا توفر البيئة الدامجة للأشخاص المعوقين وظروف الحياة الملائمة”، كما تقول هنيدي.

من الإنكار إلى التأقلم

هرع حسين الخشعي يوم 7 تموز عام 2019 لإسعاف صديقه الذي أُصيب بلغم في ريف محافظة شبوة جنوب اليمن، فباغته لغم آخر عند وصوله. يتذكر حسين قائلاً: “صحوتُ في طريقي إلى المستشفى محاولاً فتح عينيّ، فلم أشاهد غير السواد، كانت تلك المرة الأولى التي أستخدم فيها حاسة اللّمس لأجد إجابة عن أسئلتي”.

بعد إجراء التحاليل الطبية، سمع حسين من طبيبه أنّه فقد حاسة البصر كلياً، وعليه أن يعتاد حياته الجديدة. كانت الكلمات صادمة وعصيّة على الفهم. “هل يقصد أنني لن أرى بعد اليوم؟ أيّ حياة جديدة التي يتحدّث عنها؟ هذا الموت بعينه، لا شكّ أنّه يبالغ”، تساءل حسين في قرارة نفسه.

مرّ الشاب الثلاثيني بمرحلة إنكار الإعاقة. يعود بالذاكرة قائلاً: “لم أتقبّل أنا وأسرتي الواقع الجديد، تنقّلت من طبيب إلى آخر بحثاً عن علاج، غير مكترث لصوتي الداخلي الذي يقول: لا فائدة من ذلك”. أضناه البحث، حتى سمع نصيحة أحد الأطباء بأن يكفّ عن استنزاف أمواله سُدى بعدما فقد العصب البصري.

يعد هذا السلوك، وفق هنيدي، “آلية دفاعية غير واعية تتسم بعدم إدراك وتقبل ما حصل وتسمى ‘الإنكار’، قد تستمر لوقت طويل، ذلك أنّ غياب ردود الفعل لا يدلّ على عدم قدرة الفرد على التحمّل، بقدر ما يدلّ على إنكاره ما يمر به”.

عطّل حسين حياته سنة كاملة نتيجة الإعاقة، رافضاً الخروج من المنزل ومخالطة الناس، حتى تمالكه اليأس وعدم الجدوى من المضي في حياة لا يستطيع فيها “قيادة سيارة أو قراءة كتاب، أو استعمال هاتف، أو العمل وإعالة الأسرة”، كما يقول.

تغيّر كل ذلك حين تعرّف، عن طريق جمعية تُعنى بتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى آلية القراءة ‘البرايل’، والبرامج الناطقة في الهاتف الذكي. وها هو اليوم يتابع دراسته في كلية العلوم الإنسانية، “رغم الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، افتتحت بقالة صغيرة في القرية”، يختم حديثه بتقبّل وأمل.

”انتظرت الليل لأبكي”

رفض محمد أسدودي (37 عاماً) في البداية بتر ساقه اليُمنى بعدما أُصيب برصاص أثناء مشاركته في مسيرات العودة بقطاع غزة في آب عام 2018. عاش محمد رحلة علاج شاقة، لم ترافقه فيها غير مسكّنات الأوجاع التي لم تفلح في تهدئة آلامه. وبعدما خضع لأكثر من 67 عملية جراحية في قطاع غزة ومصر وتركيا بحثاً عن حلّ بديل للتخلّي عن ساقه، فقد قدرة تحمّل الأوجاع، واستسلم لخيار البتر بعد عامين من التهرّب منه، واصفاً إيّاه بـ “الحدث الأقسى والأصعب والأكثر إيلاماً لكلّ العائلة”.

قرّر محمد بتر ساقه من أسفل الركبة، آملاً في تركيب طرف صناعي بعدها يُمكّنه من المشي على عكاز. لكنّ آماله تحطّمت عندما قرر الأطباء بتر المفصل أيضاً. عندها، مُني بآلام نفسية جمّة ظلّت مكبوتة، لم يتسنَّ له عيشها كما يجب حفاظاً منه على قوته أمام عائلته. يروي: “كنت أنتظر الليل لأبكي بعيداً عن أعين أولادي”. وتعزو هنيدي ردة فعله إلى “تفكيره بالسلوك المتوقع منه، ما يعني أنه تصرّف وفقاً لتوقعات الآخرين عنه”.

وجد محمد حياته بعد البتر “مختلفة تماماً”، فلم يعد باستطاعته مواصلة عمله في المقاولات، وصار يحسب عدد درجات السلّم الإسمنتي في كلّ مرة يرغب فيها بالخروج من المنزل. وإلى جانب ألم الفقدان والتغيّرات التي عاشها بعد البتر، تعرّض لإحباطات متكررة نتيجة سوء المعاملة والنظرة المجتمعية “الجارحة” لذوي الإعاقة التي تركت في نفسه شعوراً بالعجز.

تخطى محمد ذلك كلّه، وتصالح مع إعاقته إلى حدّ بعيد، عندما اكتشف مواهباً وطاقات كامنة فيه لم يدركها قبل بتر ساقه. لاحظ مثلاً، أن بإمكانه طلاء جدران منزله بينما يجلس على كرسي متحرك، وأنه مستمع جيد للآخرين، يخبرونه مشاكلهم ويساعدهم على حلّها، “صاروا يعرفونني بالمصلح الاجتماعي”، يقول مبتسماً.

“تأخرتُ لأعي أنني خسرت أكثر من شقيقي”

استغرق حسين صوّان (39 عاماً) فترة طويلة ليعيَ أنّه خسر أكثر من شقيقه في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب عام 2020، وأنّه خرج من الانفجار يحمل إعاقة دائمة، تتمثّل ببتر إصبع في يده اليمنى، وفقدان القدرة على تحريك إصبع آخر جرى ترميم عظامه، مع ضعف القدرة على استخدام ثالث في اليد نفسها، ما يعني تعذّر استخدام اليد اليمنى التي اتكّل عليها في حياته، بالإضافة إلى اضطرابات متكررة في السمع والنظر.  

كان حسين يصطاد السمك برفقة شقيقه عندما وقع الانفجار. “ابن البحر”، كما كان يطلق على نفسه، ما عاد يتحمّل زيارة البحر وممارسة هوايته الوحيدة في الصيد. فهناك قضى شقيقه، وهناك أيضاً طبعت الإعاقة في أصابعه ذكرى أليمة لن ينساها.

عند الانفجار رأى حسين رمالاً تتطاير ومياهاً تصعد إلى الكورنيش، ثم استيقظ في المستشفى على صوت الطبيب يستأذنه: “لم تنجح العملية الجراحية في الحفاظ على أحد أصابعك، لذلك يتوجّب علينا بتره حفاظاً على سلامتك”. سمح حسين لهم بذلك من دون إدراك معنى هذه الخطوة. حتى بعد البتر، كان حسين رهين صدمة هول الانفجار وخسارة شقيقه.

تعلّق هنيدي على عدم إطلاق حسين العنان لمشاعره حيال فقدان جزء من جسده قائلة: “لا تختفي المشاعر بإنكارها أو تجاهلها وإنما تُؤجل، ثم تظهر مع مرور الزمن، ما ينتج عنها في أوقات كثيرة اضطرابات ما بعد الصدمة، فتظهر أعراضاً مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم والتشتت، أو سلوكيات عدوانية أو انطوائية”.

“الإعاقة المؤقتة علّمتني”

جرّبت نجمة ردّة الإعاقة لفترة وجيزة حين أصيبت في الزلزال الذي ضرب شمال سوريا في 6 شباط الماضي. في ذلك اليوم، قضت ابنة الـ 24 عاماً نحو 5 ساعات تحت أنقاض المبنى الذي تسكنه في محافظة اللاذقية، مثقلة بالحجارة والحديد. ثمّ خرجت من تحت الركام تصرخ: “أبي، لن أمشي بعد اليوم، أبي لقد ماتت رجلي”، ذلك أنّ جرحاً عميقاً شق ساقها من أعلى الفخذ وأعاق حركتها.

قضت نجمة ليالٍ صعبة في المستشفى من دون نوم، ومع كوابيس متكرّرة حول الزلزال، ولحظات أليمة تقفز إلى ذاكرتها في صحوها ونومها. تملّكها شعور عميق بالخوف والذعر، مولداً نوبات من الهلع المتكرر، مصدره إحساسها بأنّها لن تمشي مجدداً على قدميها. “فالتأقلم مع الإعاقة الطارئة كان أمراً بغاية الصعوبة في بداياته، لأنّ الصوت الرافض من الأعماق يصرّ على نكرانها، وعدم تقبّل شعور العجز والضعف المرافق لها”، كما تقول. اختلطت هذه المشاعر الرافضة لاحتمال فقدان جزء من جسدها مع فقدان طفلها البالغ سنة و3 أشهر جرّاء الزلزال، ليصبح “الألم مضاعفاً”.

تخطّت نجمة هاجس الإعاقة الذي لاحقها أشهراً عديدة مع أول خطوة مشتها بعد الحادثة. تصف شعور الإعاقة العابر لجسدها بأنّه “ثقيل مهما كان المحيط متعاطفاً وقريباً، لأنّ العجز الطارئ مهين جداً للذات، خصوصا إذا رافقته مشاعر الشفقة واستباحة الخصوصية، والإحساس بسلب الإرادة في كلّ شيء، حتى في قرار دخول المرحاض”. لذلك، علّمت هذه التجربة كلاً من نجمة وزوجها الذي رافقها خلال رحلة “الإعاقة المؤقتة” أهمية دعم الأشخاص ذوي الإعاقة نفسياً. وتؤكد هنيدي على ضرورة توفير جلسات دعم نفسي متواصلة لذوي الإعاقات الطارئة، وليس جلسات إسعافية فحسب، مشيرة إلى “أهمية جلسات العلاج الجماعية في هذه الحالات التي تمنح شعوراً بالانتماء إلى المجموعة المساندة، عدا عن أنّه عندما يلتقي المرء بمن عاش تجربته يتراجع أثر المشاعر السلبية لاعتقاده أنّه الناجي الوحيد.”

تحرير وإعداد: غزل بيضون

تم إنتاج هذه المادة بالتعاون بين المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة و منصة عكازة وأخر قصة.

الأمم المتحدة تطلق برنامج لتمكين المصريين ذوي الإعاقة باستخدام التكنولوجيا

الأمم المتحدة تطلق برنامج لتمكين المصريين ذوي الإعاقة باستخدام التكنولوجيا

متابعات /

أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر مبادرة بعنوان “دامج”، سعيا لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في مجال استخدام التكنولوجيا، حيث تهدف المبادرة إلى تدريب ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة بمهارات تكنولوجيا المعلومات وتحفيز الابتكار التكنولوجي بهدف تلبية احتياجاتهم وتسهيل ظروفهم في الحياة اليومية.

ووفقا لبيان صادر عن الأمم المتحدة في مصر، فدامج هي مبادرة استحدثها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر بهدف تمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام التكنولوجيا من خلال عدة محاور، منها رفع الوعي المجتمعي بأهمية استخدام التقنيات الحديثة للاستفادة من قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة.

وعنه قالت عبير شقوير، مساعدة الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر: “يولي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أهمية كبيرة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام التكنولوجيا من خلال ثلاثة محاور رئيسية، أولها رفع وعي الجمهور بشكل عام وذوي الإعاقة وأقاربهم بشكل خاص، وتوعيتهم بالتكنولوجيا المساعدة لهم، لا سيما في مجالي التعليم والتدريب”.

وتابعت شقوير: “لذلك، قمنا بتنظيم عدد من الندوات أثناء جائحة كورونا للتوعية بأهمية التكنولوجيا المساعدة، ووصل عدد الندوات إلى اثنتي عشرة ندوة، منها ما كان على المستوى الأفريقي والعربي، واستهدفت السيدات وذوي الإعاقة، وركزت على استخدام التكنولوجيا في قضايا التعليم العالي”.

وأضافت الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر أن المحور الثاني فهو يتعلق بتطوير تكنولوجيا مساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع الجهات الحكومية لرفع الوعي بإتاحة الخدمات التي تقدمها الدولة لهذه الفئة، منها مثلا “منصة الدردشة عبر الانترنت بالشراكة مع إحدى الشركات، وهي منصة خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقات السمعية والبصرية، فتم تزويدهم بالمعلومات عن فيروس كورونا مثلا، ومن كان يرغب منهم بإجراء اختبار طبي لحالته يتم توصيله بوزارة الصحة وكل هذه المحادثات كانت تتم بلغة الإشارة المصرية”.

من جانبه، أشار حازم سالم أحد مؤسسي مبادرة “دامج” إلى أن التكنولوجيا المساعدة تخلق أدوات تسهل الحياة بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والبصرية لدمجهم في المجتمع بشكل أسرع، وذلك بتمكينهم من تصفح المواقع الإلكترونية بشكل سلس.

وأضاف سالم أن “التكنولوجيا المساعدة تعمل على تسهيل الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم بشكل كبير في المجتمع، ودامج هي أداة تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية والبصرية وضعاف السمع والبصر في تصفح أي موقع الكتروني بشكل سلس لفهم المحتوى باستخدام ألوان الشاشة وتحويل الحروف إلى لغة إشارة، ليصل إلى المعلومات كأي شخص يرغب في ذلك”.

وقال طارق سليم، وهو مهندس متخصص بشبكات إنترنت الأشياء ومبادرة دامج: “إننا نحتاج إلى منصة تجمع كل الأدوات التكنولوجية التي تساعد ذوي الإعاقة للعمل باستقلالية تامة، وهذا ما نقوم به من خلال شركتنا”.

وأضاف:”تحتاج مصر إلى منصة تجمع الأدوات التكنولوجية التي تساعد ذوي الإعاقة بمختلف إعاقاتهم وشركتنا قامت بتجميع تلك الأدوات، واستطعنا أن نصل إلى الأشخاص ذوي الإعاقة في منازلهم ونبصرهم بتلك الأدوات وكيفية استخدامها”.

أما ياسمين جمال من مؤسسات مبادرة دامج تحكي عن تجربة موقع إلكتروني يساعد الأطفال ذوي الإعاقة على الالتحاق بالمدارس: “لدينا موقع إلكتروني يوفر الخدمات المتنوعة للأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة الأطفال للالتحاق بالمدارس، ونعمل على تدريبهم وتأهيلهم كي تكون لديهم فرصة كبيرة للالتحاق بالمدرسة ونعمل على رفع الوعي ومكافحة التنمر في هذه الفئة سواء في الأسرة أو المدرسة، ونحلم بأن نوفر أكبر عدد من الأطفال لدخول المدارس”.

يشار إلى أن عددا كبيرا من الأشخاص ذوي الإعاقة يفتقرون للمهارات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وريادة الأعمال وغيرها من المهارات اللازمة لبدء مشاريعهم الخاصة.

وتستهدف مبادرة دامج لتمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة باستخدام التكنولوجيا تمكين هؤلاء الأشخاص من خلال دعمهم بمهارات تكنولوجيا المعلومات وتحفيز الابتكار التكنولوجي لتلبية احتياجاتهم وتسهيل ظروفهم في الحياة اليومية والحصول على فرص لائقة للتدريب والعمل.

المصدر : موقع الشروق

عناوين مدارس ذوي الإعاقة في معظم المحافظات.

عناوين مدارس ذوي الإعاقة في معظم المحافظات.

إذا كنت ولي أمر لشخص من ذوي الإعاقة أو تعرف أولياء أمور لأطفال من ذوي الإعاقة فهذا أهم منشور يجب أن تطلع عليه هذا العام، وإذا لا يهمك الأمر فكن إيجابياً وقم بنشره في وسائل التواصل الاجتماعي فهناك من يحتاج إليه وربما ستسهم في تغيير حياة شخص وأسرة إلى الأبد.

باختصار ودون إطالة: الموضوع يتعلق بإلحاق أبنائنا وبناتنا الأطفال من ذوي الإعاقة بركب التعليم، حيث أن الكثير من الأسر لا تعلم بوجود جمعيات ومراكز ومدارس خاصة بذوي الإعاقة، وإذا عرفت بوجود مؤسسات تخص ذوي الإعاقة فربما تعتقد أنها مؤسسات لتقديم المساعدات المالية والسلات الغذائية، بينما نريد من خلال هذا المنشور أن نُعرِف أولياء الأمور بأن هناك مدارس خاصة بذوي الإعاقة تعمل على تدريسهم لمنهج وزارة التربية والتعليم نفسه ولكن بأساليب وطرق خاصة بالمعاقين، وتعمل تلك المدارس على تهيئة الطلاب ذوي الإعاقة نفسياً واجتماعياً للدمج في مدارس التعليم العام.

كما أن من حق ذوي الإعاقة بموجب القانون التسجيل في أي مدرسة عامة ولا يحق لأي مدرسة رفض تسجيله ما لم يعاني من إعاقة عقلية ذهنية أو عقلية متوسطة أو شديدة.

وقد قمنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة MCPD بالتزامن مع فتح باب التسجيل للعام الدراسي الجديد 2023-2024 بجمع أسماء وعناوين وأرقام التواصل لأهم مدارس ذوي الإعاقة في معظم المحافظات التي توجد فيها مدارس لذوي الإعاقة وتشمل:

صنعاء وأمانة العاصمة، عدن، ذمار، إب، حضرموت، لحج، أبين، الحديدة.

علماً أن معظم تلك المدارس يوجد فيها لجان لمقابلة الحالات وفحص الوثائق التي تتضمن عادةً (تقرير طبي بحالة الإعاقة، صور شخصية 4-6، صورة لشهادة الميلاد، صورة للبطاقة الشخصية لولي الأمر، والشهائد السابقة معمدة إذا كان سبق له الدراسة في مدارس أخرى).

كما أن هناك شروط للتسجيل والقبول في بعض المدارس مثل ازدواج الإعاقة والعمر وغيرها، لذلك ننصح بالتواصل مع المدارس أو الجمعيات المشرفة عليها أو قراءة إعلانات التسجيل التي نشرتها المدارس في صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه عناوين أهم مدارس ذوي الإعاقة وأرقام التواصل فلا عذر لأي ولي أمر يحرم ابنه أو ابنته من التعليم:

محافظتي صنعاء وأمانة العاصمة

  • مركز النور لرعاية وتأهيل المكفوفين، ويدرس فيه الطلاب من الصف الأول وحتى الصف التاسع الأساسي، كما يحتوي على سكن داخلي للطلاب من خارج أمانة العاصمة ويتولى مسؤولية متابعة طلاب السكن في مدارس الدمج في المرحلة الثانوية.

العنوان: الصافية جوار وزارتي الشؤون الاجتماعية والثروة السمكية.

  • مركز إبصار لتعليم المكفوفين، ويتبع الجمعية اليمنية لرعاية وتأهيل المكفوفين، ويدرس فيه الطلاب المكفوفون من الصف الأول وحتى الصف التاسع الأساسي بالإضافة للمكفوفين كبار السن بنظام محو الأمية وتعليم الكبار لجمع سنتين في سنة بحيث يتجاوز الستة الصفوف الأولى في ثلاث سنوات.

العنوان: جولة كنتاكي.

  • معهد الشهيد فضل الحلالي للكفيفات، وتدرس فيه الكفيفات من الصف الأول وحتى الصف الخامس الأساسي.
  • ومركز الأمان للتدريب والتأهيل المجتمعي، ويقدم خدمة نوعية حيث تدرس فيه الكفيفات ذوات الإعاقة المزدوجة (بصرية ذهنية خفيفة، أو بصرية حركية) بالإضافة لنظام محو الأمية وتعليم الكبار.

المركزان يقعان في الحتارش، ويتبعان جمعية الأمان لرعاية الكفيفات، وتسجيل الطالبات في مقر الجمعية الكائن في شارع الثلاثين حي صوفان خلف مجمع العاقل الصناعي.

  • مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع، العنوان: مذبح.
  • مدرسة المستقبل للصم وضعاف السمع، العنوان: شارع مأرب جوار وزارة التربية والتعليم.
  • مركز التأهيل، وهي مدرسة للصم وضعاف السمع،

العنوان : الحتارش بعد كلية المجتمع

ملاحظة: عند التواصل بمسؤولي مدارس الصم يستحسن غالباً استعمال لغة الإشارة أو الرسائل الكتابية بدلاً من الاتصال المباشر.

  • مركز السلام لرعاية وتأهيل المعاقين حركياً، ويتبع جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً.

العنوان: شملان حي السلام بعد نادي شعب صنعاء.

  • مدرسة مركز المعاقين، ويدرس فيها المعاقون حركياً وفئات أخرى من الصف الأول وحتى الصف السادس الأساسي، وتتبع مركز بني حشيش لرعاية وتأهيل المعاقين.

العنوان: مديرية بني حشيش غضران.

محافظة عدن.

  • معهد النور للمكفوفين، ويعد أول معهد للمكفوفين في الجزيرة العربية حيث تأسس عام 1954.

العنوان: المعلى الدكة.

  • مدرسة الشروق للمعاقين حركياً، وتتبع جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً بعدن.

العنوان: المنصورة مدينة الشعب شارع الشهيد.

أما بالنسبة للصم في عدن فهم موزعون في عدة مدارس من خلال الدمج في فصول ملحقة بها تحت إشراف ومتابعة جمعية رعاية وتأهيل الصم.

العنوان: المنصورة شارع المطار حي الرشيد جوار مسجد الهدى.

محافظة ذمار.

  • مدرسة الأديب البردوني للمكفوفين

العنوان: شارع صنعاء تعز خلف إدارة المرور، وتقع المدرسة في مبنى وهو جزء من مدرسة الميثاق للبنات.

  • مدرسة الصالح للمعاقين حركياً، ويتبع جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً بذمار.

محافظة إب.

  • مدرسة الطموح للمعاقين ذهنياً: ويدرسون مناهج مكيفة وخاصة بالإضافة للتدريب والتأهيل، تتبع المدرسة جمعية الطموح لرعاية المعاقين ذهنياً.

العنوان: خلف فندق جاردن إب وادي المعاين من الجهة الشرقية.

  • مدرسة الآمال للصم.

العنوان: الظهار الصلبة جوار مدرسة صلاح الدين.

  • مدرسة الفجر الجديد للمكفوفين، وتتبع جمعية العين للمكفوفين.

العنوان: شارع المحافظة خلف الحربي للصرافة.

  • مدرسة نور الأمل لذوي الإعاقة، وتقدم خدماتها لعدة شرائح من ذوي الإعاقة وتتبع جمعية الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة.

العنوان: خلف كلية الهندسة جوار وادي المعاين.

أما الكفيفات في المحافظة والمحافظات المجاورة فهناك مكتب لجمعية الأمان للكفيفات يضم سكن داخلي ويقوم بتوزيع الطالبات على مدارس الدمج وإعادتهن للسكن نهاية الدوام.

العنوان: شارع المحافظة أمام الفهد للطباعة.

محافظة حضرموت.

  • مركز الأمل المنشود لتأهيل أطفال التوحد، يستهدف أطفال التوحد ويتبع جمعية الأمل المنشود.

العنوان: سيئون مريمة الشارع العام شرقي الصالة الرياضية.

  • مدرسة الضياء للمعاقين بصرياً بالمكلا، وتتبع جمعية الضياء لرعاية وتأهيل المكفوفين.

العنوان: الشرج الشارع الثامن جوار مسجد التقوى

  • مدرسة الأمل للصم، وتقدم الخدمات التعليمية والترفيهية للصم بسيئون، وتتبع جمعية رعاية وتاهيل الصم والبكم بوادي حضرموت.
  • مركز النور للمكفوفين وتدريب المعاقين، ويقدم خدماته التعليمية والتدريبية للمكفوفين وفئات أخرى من ذوي الإعاقة ابتداءً من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية.

العنوان: حضرموت المكلا.

محافظة لحج.

  • مدرسة التربية الشاملة للاحتياجات الخاصة، وهي مدرسة معتمدة من وزارة التربية تقدم خدماتها التدريسية لعدة فئات مثل: الأشخاص الذين لديهم صعوبات تعلم، والذوي التوحد، ومتلازمة داون، وغيرها وتقوم بتأهيلهم وتدريبهم ثم تعمل لهم اختبار تحديد مستوى لدمجهم في المدارس العامة.

العنوان: الحوطة جوار مدرسة الزهراء.

  • جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين بلحج، وتقوم الجمعية بالمتابعة والإشراف على الطلاب المكفوفين والعمل على دمجهم.

العنوان: الحوطة أمام مبنى السلطة المحلية.

  • جمعية الصم بلحج، ويمكن لأولياء أمور الطلاب الصم التواصل بالجمعية لمعرفة الخدمات التعليمية التي تقوم بتقديمها للطلاب الصم بالمحافظة.

العنوان: الحوطة جوار مؤسسة الأنوار.

محافظة أبين.

  • مدرسة فاطمة العاقل، وتقوم بتدريس الطالبات الكفيفات في المرحلة الأساسية بمحافظة أبين وتشرف عليها جمعية الأمان لرعاية الكفيفات.

العنوان: أبين جعار.

محافظة الحديدة.

  • مدرسة الضياء للمكفوفين، ويدرس فيها الطلاب المكفوفون من الصف الأول وحتى الصف السادس أساسي، وتتبع الجمعية اليمنية لرعاية وتأهيل المكفوفين محافظة الحديدة.

العنوان: شارع التنمية أمام كلية العلوم الشرعية.

  • مدرسة الأمل للصم، ويدرس فيها الطلاب الصم جزء من المرحلة الأساسية قبل أن تعمل جمعية الصم بالحديدة التي تتبعها المدرسة على دمجهم في المدارس العامة أو المعاهد التقنية.

العنوان: مدينة العمال خلف السوق المركزي

  • مدرسة المعاقين حركياً، ويدرس فيها الطلاب من ذوي الإعاقة الحركية جزء من المرحلة الأساسية قبل مرحلة دمجهم في المدارس العامة، تتبع المدرسة جمعية المعاقين حركياً في المحافظة.

العنوان: نهاية شارع جمال دخلة محطة الحاشدي.

  • مركز حقوق الطفل، ويقدم خدمات التدريب والتأهيل للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية.

العنوان: شارع المواصلات.

علماء يختبرون لقاحا مصمما لحماية أصحاب متلازمة داون من الإصابة بالزهايمر.

علماء يختبرون لقاحا مصمما لحماية أصحاب متلازمة داون من الإصابة بالزهايمر.

متابعات /

يختبر العلماء لقاحا مصمما خصيصا لمنع أصحاب متلازمة داون من الإصابة بمرض الزهايمر، وفقًا لـ صحيفة ديلي ميل البريطانية .

مرض الزهايمر

وبحسب الدراسات، فإن ثلثي المصابين بالاضطراب الوراثي سيصابون بمرض الزهايمر، وهو السبب الأكثر شيوعا للخرف، قبل سن الستين.

وتحدث متلازمة داون عند الأفراد الذين يولدون مع كروموسوم إضافي؛ ما يترتب عليه عادة صعوبات في التعلم وتغيرات جسدية واضحة.

ويعتقد الخبراء أنهم أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر، بسبب خلل في الحمض النووي، الذي يحد من قدرة الجسم على إزالة بروتين سام من الدماغ، يسمى لوحة أميلويد، الذي كان يُعتقد منذ فترة طويلة أنه سبب لمرض الزهايمر.

وأعلنت شركة الأدوية AC Immune السويسرية، في وقت سابق من الشهر الماضي، أنها أعطت الجرعة الأولى من لقاحها المضاد للأميلويد لمريض مصاب بمتلازمة داون، والآن تم منحه الموافقة على توسيع التجربة لتشمل الولايات المتحدة من أجل تقديم اللقاح لمزيد من الأشخاص المصابين بهذه الحالة.

وبحسب الصحيفة، إذا نجحت التجربة، فسيتم إجراء مزيد من الاختبارات للقاح، المسمى حاليًا ACI-24060، لمعرفة إذا كان يمكن أن يمنع مرض الزهايمر لدى كبار السن الذين لا يعانون من متلازمة داون.

ويأتي ذلك الإنجاز في أعقاب موافقة الولايات المتحدة الأسبوع الماضي على عقار لذوي متلازمة داون الزهايمر يعمل على إزالة لوحة الأميلويد من الدماغ.

المصدر :القاهرة ٢٤

المركزي يتفرج.. والبنوك اليمنية تواجه القانون والمكفوفين.

المركزي يتفرج.. والبنوك اليمنية تواجه القانون والمكفوفين.

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

تمارس معظم البنوك اليمنية تمييزاً تعسفياً ضد المكفوفين وصل ببعضها لرفض فتح حسابات شخصية لهم، ما تسبب ويتسبب لهم بالحرمان من حق التمتع بالخدمات المصرفية مثل بقية المواطنين.

ونظراً لانتهاج الأتمتة والخدمات الإلكترونية من قبل الكثير من المؤسسات وانتشار المحافظ المالية وتقديم العديد من الخدمات اعتماداً على الدفع الإلكتروني ولجوء معظم المؤسسات الحكومية والخاصة لدفع مرتبات الموظفين عبر حساباتهم البنكية فإن فتح حساب بنكي أصبح أحد المتطلبات الضرورية خصوصاً لطلاب الجامعات والموظفين فضلاً عن حق أي مواطن كامل الأهلية فتح حساب بنكي وفقاً للقوانين السارية في البلاد.

وقد اشتكى المكفوفون أكثر من مرة من ممارسات تمييزية تمارسها معظم البنوك اليمنية حيث ترفض فتح حسابات لهم إلا بشروط تعجيزية أو تنطوي على اضطرارهم للتخلي عن خصوصيتهم واستقلالهم.

يقول عمار الصبري: “ذهبت إلى أحد البنوك لفتح حساب بنكي واستخراج بطاقة دفع إلكترونية لشراء بعض التطبيقات التي أحتاج إليها، فرفض الموظفون فتح الحساب أو حتى السماح لي باستخراج بطاقة دفع إلكترونية، بل أن الموظف المعني لم يتعامل معي بشكل لائق وبدلاً من مخاطبتي مباشرةً أخذ يقول لزميله: “أخبره أننا لا نستطيع أن نفتح له حساب عندنا””

من ناحيته يقول مصطفى المدولي، وهو معلم في مدرسة إبصار للمكفوفين، إن جهة العمل ترسل مرتبات الموظفين عبر أحد البنوك التي تمتلك فيه سيولة مالية وأن زملائه المعلمين المبصرين فتحوا حسابات بنكية بكل سهولة بينما رفض البنك أن يفتح له ولزملائه المكفوفين حسابات ما اضطر بعضهم للذهاب والعودة للبنك أكثر من مرة لعلهم يجدوا موظف يستطيع أن يمرر لهم الإجراء بقيود أخف على حد تعبيره، ويضيف مصطفى: “إلى اليوم لم أتمكن من فتح حساب ويتم إرسال راتبي مع بعض الزملاء عبر حساباتهم، علماً أن بعض الزملاء عادوا لذات البنك وتمكنوا من فتح الحسابات إما بوكيل أو بدون أي شرط وذلك اعتماداً على مزاج الموظف”

المكفوفون يسددون فاتورة تناقض البنوك والمركزي يتفرج.

تحققنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة من شكاوى المكفوفين وتواصلنا بتسعة بنوك هي: “بنك التسليف التعاوني الزراعي كاك بنك، وبنك اليمن الدولي، وبنك اليمن والكويت، وبنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي، وبنك سبأ، وبنك التضامن، وبنك اليمن والخليج، وبنك الإنشاء والتعمير، وبنك الأمل”

وقد تفاوتت ردود الأفعال كما يلي:

فقد رحب بنك الكريمي بالعملاء المكفوفين، وأكد حسين اليوسفي، مختص التسويق الإلكتروني في البنك أن بنك الكريمي يعامل جميع عملائه على قدم المساواة ودون تمييز، وقال اليوسفي: “لدينا الكثير من العملاء المكفوفين ولا توجد أي مشكلة لدينا في فتح حساب لأي كفيف يأتي إلينا وهناك إجراء واحد فقط هو أننا نطلب من الكفيف عمل ختم خاص به ليختم على المعاملات والإجراءات بدلاً من التوقيع، بل أن هناك توجيهات واضحة لكل الفروع بالتعامل الإيجابي مع مختلف شرائح المعاقين والنزول إليهم عندما تكون بعض الفروع غير مهيئة لذوي الإعاقة الحركية مثلاً”

من ناحيتها قالت سارة جميل، من خدمة العملاء في بنك الأمل: “إنهم لا مانع لديهم في قواعد الامتثال في البنك من فتح الكفيف للحساب بنفسه، وأن المكفوفين مرحب بهم في أي وقت”، واعتبرت جميل أن اشتراط الوكيل يعد مخاطرة وتسريب للمعلومات التي ربما يرغب العميل ألا يعرفها أحد غيره. أما معظم البنوك فقد أكدت على ضرورة وجود وكيل ينوب عن الكفيف في فتح الحساب وحتى في عملية السحب منه، وبعضها مثل بنكي “الإنشاء والتعمير” و”اليمن والخليج” تشترط أن تكون الوكالة عبر المحكمة.

أما بنك اليمن الدولي فلهم عدة مواقف متذبذبة بحسب الموظف المستلم لكنها جميعاً تتفاوت في عرقلتها للمكفوفين ففي حين تم فتح حسابات للبعض بصعوبة رفض البنك فتح حسابات لآخرين، وقام بحجز جزء من حوالاتهم طالباً إحضار وكيل عنهم، وأوقف بعض الخدمات عن البعض الآخر.

يقول دارس البعداني، رئيس المركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “قمت بفتح حساب في بنك اليمن الدولي بكل سهولة، ولكني تفاجأت مؤخراً بإيقاف بطاقة الصراف الآلي وإذا أردت ممارسة أي عملية مالية فلابد أن أجريها عبر موظفي البنك، وهذا تمييز على أساس الإعاقة وتجرمه الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة التي تصادق عليها بلادنا”

وقمنا بالنزول إلى بنك “اليمن والكويت” وهو البنك اليمني الوحيد الذي اعترف بحق المكفوفين بالعمل لديه واستوعب شابة كفيفة ضمن موظفيه، وثبت لنا أن البنك يتخذ موقفاً وسطاً من القضية ويحاول تمرير التمييز بطريقة أكثر تهذيباً وذلك من خلال ورقة رسمية تسمى “إقرار العميل” حيث يقر العميل بأنه لا يستطيع القراءة بسبب أنه كفيف، وأنه قد استلم نسخه من ملف فتح الحساب بقراءة المُعرف الذي يحضره العميل بحسب الوثيقة، وفي وثيقة الإقرار تؤخذ جميع بيانات المُعرف بالتفصيل، وبعد توقيع المُعرف والموظف المختص يستطيع الكفيف ممارسة كل الإجراءات بمفرده بما في ذلك السحب عبر الصراف الآلي وغيرها.

صورة لوثيقة “إقرار العميل” التابعة لبنك اليمن والكويت

احتجت البنوك التي تواصلنا معها بردود غير رسمية عبر خدمة العملاء أو مخاطبة أشخاص ذهبوا إليها وسألناهم بأن لديهم تعميم من البنك المركزي باشتراط الوكيل عن الكفيف لفتح الحساب مبررين ذلك بالحرص على الكفيف وبأنه قد يتعرض للسرقة أو الاحتيال.

وفي تصريح مقتضب قال بشير المعبوش، مدير إدارة الرقابة على البنوك في البنك المركزي أنهم لم يصدروا مثل هكذا تعميم إلى البنوك وأنها قد تكون إجراءات داخلية لديهم.

وتوجهنا بالسؤال للقائم بأعمال رئيس مجلس إدارة جمعية البنوك اليمنية محمود قائد، وهي الصوت النقابي الذي يمثل الموقف الموحد للبنوك بحسب ما تقدم به الجمعية نفسها في موقعها على الإنترنت، غير أن السكرتير وعد بترتيب موعد مع محمود قائد ثم رفض الإجابة على التليفون ومازال يرفض الرد على اتصالاتنا حتى اللحظة.

صورة للبنك المركزي

البنوك والقانون وجهاً لوجه.

ينص قانون البنوك اليمني رقم 38 لسنة 1998 في المادة (83) على أنه: “في جميع المعاملات المتعلقة بفتح أي حساب والإيداع فيه أو السحب منه وعندما يكون المُودِع غير قادر على التوقيع فإن وضع بصمة إبهامه بحضور مدير البنك يكون له نفس الفعالية القانونية للتوقيع” ومن المعروف أن المكفوفين غير قادرين على التوقيع ومن المفترض أن هذه المادة تشملهم من باب أولى.

أما الاتفاقية الدولية فإن من أهم مبادئها عدم التمييز على أساس الإعاقة وإتاحة إمكانية الوصول بحسب صالح الضحياني، رئيس جمعية الناجين من الألغام سابقاً وناشط حقوقي، ويرى أن الاتفاقية كانت واضحة وصريحة وأن منع المكفوفين من فتح حسابات بنكية يعتبر جريمة تمييز، “ولابد من ترتيبات تيسيرية تكفل للمكفوفين ممارسة حقهم على قدم المساواة بغيرهم عملاً بالفقرة 3 من المادة الخامسة في الاتفاقية، والمادة 12 التي تحث الدول الأطراف على الاعتراف بأهلية الأشخاص ذوي الإعاقة أمام القانون في جميع الحالات.

العلاج بالفن .. أساليب مساندة غير تقليدية تخفف من ضجر ذوي الإعاقة

العلاج بالفن .. أساليب مساندة غير تقليدية تخفف من ضجر ذوي الإعاقة

متابعات/

“انفعال حاد وصراخ مستمر” هكذا تتلخص حالة الطفل أحمد (7 أعوام)، الذي يعاني من “متلازمة داون”.

لم يكن والدي أحمد يدركان أساليب آخرى للتعامل مع طفلهما خارج إطار التعليمات الطبية التقليدية. حتى بدأت إحدى معلماته المتخصصات في التأهيل بممارسة نهج مختلف، يعتمد على الفن، الذي بات يساعد أحمد ويسعده.

اختصاصية التربية الخاصة والتأهيل شفاء العمارات، تبين أن كل طفل يتميز عن غيره، ولا سيما الأطفال ذوو الإعاقة، الذين يحتاجون إلى اهتمام ورعاية أكبر، وانطلاقا من هذا وجدت في الأساليب الفنية غير التقليدية بارقة أمل قد تساعدهم. حيث كانت بداية تجربتها بالعلاج بالفن مع أحمد بعد ملاحظتها لسلوكه العدواني في الصف.

يعرف العلاج بالفن بحسب دراسات: بأنه شكل من أشكال العلاج النفسي المعتمد على الفن كوسيلة للتعبير غير اللفظي. بهدف التنفيس عن الصراعات الداخلية والمشاعر وتحسين جودة الحياة والوعي الذاتي لدى الشخص. تحديدا أولئك الذين يفقترون إلى أدوات التعبير اللفظي مثل الأطفال وذوي الإعاقة، بمختلف أنواعها (الإعاقة البصرية، الإعاقة العقلية، الإعاقة الحركية، صعوبات التعلم، اضطرابات النطق والسمع، الاضطرابات السلوكية والانفعالية، والتوحد).

وتكمل العمارات، قمت بجمع مجموعة كبيرة من أغطية العلب البلاستيكية الملونة، لأضعها أمامه من باب التجربة، ولنعمل منها شيئا تشكيليا، لكنه سرعان ما فاجأني باندماجه باللعبة وأبهرني بمهارته بتشكيل صورة جميلة ومدهشة.

وتضيف العمارات، خلال فترة وجيزة من الممارسات الفنية الموجهة في الرسم والتشكيل أظهر تحسنا ملحوظا في سلوكه الغاضب، وخف صراخه الذي كان يصدره دوما لعدم قدرته على التعبير اللفظي المباشر، ما شجعها على استخدام أساليب آخرى، مثل “المسرح الصغير للدمى” والرسم، اللذين يسهمان بدورهما في تنفيس الطفل عن انفعالاته والتعبير عن احتياجاته.

إلى ذلك، تبين الاختصاصية العمارات، دور الفن في توطيد العلاقة بين المعالج والطفل، وتسهيل عملية التوجيه والعلاج من خلال الكشف عن مهارات الطفل وتكوين شخصيته بطريقة إيجابية. إضافة إلى توظيف العمليات العقلية وتنمية الحواس.
ومن جانبها، تبين المعالجة النفسية هبة شخشير قدرة الفن في صنع العجائب للأطفال ذوي الإعاقة على حد تعبيرها. من خلال تعزيز ثقتهم بأنفسهم والاتصال لديهم، حيث يعمل العلاج بالفن مع نقاط القوة الفريدة لدى الطفل ويوظفها ما يساعده على النمو والتطور.

وتضيف، يمكن للأطفال الاستفادة بشكل كبير من هذا النوع من العلاج من خلال عمله على الكشف عن مكنونات الطفل التي لا يستطيع شرحها. إضافة إلى ضبط الانفعال، وشغل أوقات الفراغ لديهم بنشاط ممتع ومفيد بالوقت ذاته.

وفي هذا الخصوص تشير الشخشير، إلى تنوع التقنيات العلاجية المستخدمة بالفن تبعا لتنوع الوسائط الفنية، فمنها ما يعتمد على البصر ومنها ما يعتمد على السمع، وأخرى تعتمد على الحواس كفنون الرسم والتشكيل والسايكودراما والموسيقا وغيرها.

وتلفت الشخشير، إلى أهمية التعرض التدريجي للوسلية الفنية بمختلف أشكالها مع توخي الحذر في استخدامها بالخصوص مع الأطفال الذين يواجهون مشاكل في التلاعب بالأشياء الصغيرة والتركيز. مع ضرورة إعطائهم الأدوات والطرق المناسبة لسنهم وقدراتهم.

وتضيف، أن كل طفل فريد من نوعه ويستجيب بشكل مختلف، قد يعبر البعض عن أنفسهم بشكل كامل من خلال أعمالهم الفنية على الفور، بينما يحتاج البعض الآخر إلى مزيد من الوقت والصبر قبل أن يشعروا بالراحة الكافية للانفتاح.

وتشير الشخشير، إلى تنوع مذاهب ومدارس العلاج بالفن، بعضها يركز على نتاج العملية الفنية والمزايا الإبداعية. وبعضها الآخر يركز على العملية الفنية كمتطلب للعلاج.

ويشمل العلاج بالفن التحليلي، العلاج بالفن الموجه والعلاج بالفن غير الموجه. إضافة إلى العلاج بالفن المتأثر.
وفي هذا السياق تقول الشخشير: “إن الأدلة واعدة في هذا العلم -الحديث نسبيا-، لكنها ما تزال محدودة. تحديدا فيما يخص الحالات العقلية الخطيرة”.

وتذكر إحصاءات، أن مصر ولبنان أول دولتين عربيتين أدخلتا العلاج بالفن ضمن العلاج النفسي، لكن ما يزال الإيمان به والاقبال عليه دون المستوى المطلوب حتى اليوم”.

ومن جانبه يوضح رئيس قسم الفنون الموسيقية في الجامعة الأردنية نضال النصيرات، دور الموسيقا في العلاج النفسي، حيث تسهم الذبذبات الصوتية المنبعثة من الموسيقا في التحكم بمزاج وحالة المستمع بصورة كبيرة من خلال تأثيرها المباشر على الدماغ وذلك بحسب نوعها.

ويشير النصيرات في حديثه إلى دور الموسيقا والألعاب الإيقاعية في تفريغ الشحنات الانفعالية لدى أطفال التوحد على وجه الخصوص، الذين يفتقرون إلى كافة مهارات التواصل الاجتماعي.

إلى ذلك، تثبت تجارب طبية سريرية، تحسن في مراكز الاتصال الوظيفي المرتبط بالسمع والحركة لدى الأطفال المصابون بالتوحد بعد فترة من استماعهم إلى الموسيقا.

ويشير النصيرات، إلى أن استخدام الموسيقا في التعافي يعود إلى القرن العشرين حيث كان العلماء والأطباء يستخدمونها كوسيط علاجي للتخفيف من الأمراض والصدمات النفسية النتاجة عن الحربين العالميتين الأولى والثانية.

ويذكر النصيرات، أن الجامعة الأردنية متمثلة بكلية الفنون قامت بطرح برنامج “الدبلوم المهني للعلاج بالفنون” في العام 2022. كبرنامج دراسي بعد مرحلة البكالوريوس، ليمكن طلبة الطب والفنون والموسيقا وعلوم التأهيل من العمل بهذا المجال.
وذلك ضمن مشروع مدعوم من قبل الأتحاد الأوروبي وبالشراكة مع جامعات أردنية عدة، لنشر تقنيات العلاج بالفن في الوطن العربي والعمل بها.

وبهذا الصدد يقول النصيرات: “كأي برنامج في البداية يكون عليه الإقبال ضعيفا ولكن مع مرور الوقت يبدأ المجتمع بإدراك أهميته وما له من تبعات إيجابية مستقبلاً”.

ويضيف، سيكون لدينا في المستقبل مراكز متخصصة في “العلاج بالفن” تحتوي على أجهزة واستوديوهات خاصة ومجهزة بكافة الوسائل والتقنيات الحديثة التي تخدم عملية العلاج الفردي والجماعي.

يذكر أنه تخرج في العام الماضي (8) طلاب في معهد الجامعة الأردنية في برنامج “الدبلوم المهني للعلاج بالفنون”، والآن يوجد على مقاعد الدراسة (8) طلاب أيضاً.

المصدر .. موقع الغد