قارئ المقال
|
خاص : إبراهيم محمد المنيفي /
“فرحتي لا توصف، وأنا سعيد جداً بما حققته فهو إنجاز لكل ذوي الإعاقة وإثبات بأننا قادرون على التميز” علي نصر، الأول على الجمهورية في القسم الأدبي حسب وزارة التربية والتعليم في عدن.
لقد كان لافتاً هذا العام تصدر ثلاثة من ذوي الإعاقة قوائم أوائل الجمهورية في الثانوية العامة في القسم الأدبي في كل من صنعاء وعدن، وقد تصدر القسم الأدبي في عدن –علي نصر علي عبد الرحمن، من ذوي الإعاقة السمعية، بحصوله على المركز الأول بمجموع درجات 765 ومعدل 95.63%، من ثانوية خديجة بعدن.
فيما أحرزت –أماني صادق صالح شداد، من ذوات الإعاقة البصرية، في صنعاء المركز الأول على القسم الأدبي على مستوى الجمهورية بمجموع درجات 664 ومعدل 94.86%، من مدرسة القدس بصنعاء.
بينما حصدت زميلتها في محافظة إب وسط اليمن – سمية أحمد علي محمد ناصر، المركز الثامن على القسم الأدبي بمجموع درجات 628 بمعدل 89.71%، من مدرسة الثورة في إب.
ويدرس ذوو الإعاقة بمختلف فئاتهم المرحلة الثانوية ضمن المدارس العامة عملاً بسياسة الدمج التي تسعى وزارة التربية للتوسع فيها تناغماً مع الاتجاهات العالمية الحديثة في هذا الإطار، ويُعفى الطلاب المكفوفون من مادة الرياضيات ابتداءً من الصف السابع بسبب عدم توفر الوسائل التعليمية المناسبة ما يعني أن مجموع الدرجات يقسم على عدد سبع مواد بدلاً من ثمان مواد في الصف الثالث الثانوي كون المكفوفين لا يدرسونها وهم معفيون منها بقرار وزاري.
كما يعد عدم توفر المواد المكيفة والوسائل التعليمية السبب لحرمان المكفوفين والصم من القسم العلمي وحصرهم على القسم الأدبي.
هكذا استقبلوا نتائجهم.. وهذه رسائلهم.
استقبل الأوائل النتائج بفرح كبير حيث عبروا في اتصالات مع المركز الإعلامي لذوي الإعاقة عن سعادتهم بما حققوه، واعتبروا تلك النتائج المشرفة رغم صعوبة البيئة المدرسية والكثير من الصعوبات التي تواجه ذوي الإعاقة في التعليم اعتبروها دليل على أن المعاقين قادرين على الإنجاز والتميز حسب علي نصر، والذي يقول: “نرجو من الجهات المعنية أن تولي ذوي الإعاقة اهتمام أكبر، ونرجو أن تسلم مستحقاتهم وأن تلتفت الجهات المعنية لحل الكثير من الصعوبات التي يعانيها ذوو الإعاقة في التعليم كالرسوم والمواصلات وغيرها”.
من جهتها عبرت أماني شداد، عن شكرها وتقديرها للجهود الكبيرة التي تقوم بها مؤسسات ذوي الإعاقة على اختلافها للارتقاء بأبنائها تعليمياً، مطالبةً بالمزيد من الجهود لحل مشاكل الدمج والطلاب ذوي الإعاقة في مختلف مراحل التعليم.
أما سمية أحمد، فقد اعتبرت أن أوائل الجمهورية هذا العام قد أوصلوا للجميع رسالة مفادها: “إن الإعاقة ما كانت ولن تكون مانع من المنافسة والتميز” على حد تعبيرها، وطالبة باعتماد طريقة برايل ولغة الإشارة في أداء الامتحانات كحق لذوي الإعاقة ومنحهم استقلالية وثقة أكبر.
ما حققه ذوو الإعاقة هذا العام كان لافتاً بوصول ثلاثة للمراكز الأولى على مستوى الجمهورية في نفس الوقت، غير أنها لم تكن المرة الأولى ففي عام 2012 حصلت –حياة علي الأشموري، من ذوات الإعاقة البصرية، على المركز السادس في القسم الأدبي على الجمهورية، وفي العام التالي حصلت انتصار حمود العريق، على المركز الأول في القسم الأدبي كذلك، وفي عام 2020 حصلت –رؤى عادل الغابري، من ذوات الإعاقة البصرية، على المركز الثالث في القسم الأدبي على مستوى الجمهورية.
هل تعاطفت وزارة التربية مع ذوي الإعاقة وجعلتهم أوائل؟
شّكك البعض في تلك النتائج وأن الوزارة قد تكون منحتها لذوي الإعاقة من باب التعاطف، وهذا ما أنكره –محمد حسين الدباء، مدير عام الإعلام التربوي بوزارة التربية في عدن، ونفى بشدة تلك الادعاءات، وقال للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “التصحيح يتم بأرقام سرية، ولا تعرف هوية الطالب أثناء التصحيح وبالتالي فلا مجال للتعاطف مطلقاً” وعبر الدباء عن تهنئته للأوائل، وأشاد بدور مؤسسات ذوي الإعاقة وقال: “أن تميز أبنائنا ذوي الإعاقة في مختلف المحافظات على مستوى الجمهورية دليل على أن خلفهم مؤسسات وجمعيات تعمل بصدق وفق نظام واهتمام آتى ثماره”
من ناحيتها قالت صباح الجوفي، مدير عام التربية الشاملة بوزارة التربية في صنعاء: “لا أستغرب تفوق أبنائي من ذوي الإعاقة ونطمح أن يكون عدد الأوائل ذوي الإعاقة أكثر في السنوات القادمة، فهم يستحقون ذلك بتميزهم ومثابرتهم” وأضافت الجوفي: “لا يوجد تعاطف فهناك من ذوي الإعاقة من حصلوا على درجات متوسطة ومنخفضة وربما لم ينجح البعض منهم، وقد زرت العديد من المدارس ورأيت الطالبة الأولى بنفسي وكيف كانت متميزة في مدرستها، كما رأيت متميزين آخرين من مختلف الإعاقات”
احتفاء واسع.
احتفى ذوو الإعاقة في صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بما حققه أوائل الجمهورية ذوي الإعاقة في صنعاء وعدن، معتبرين ذلك التفوق حافزاً لهم جميعاً، كما وجه النشطاء ذوي الإعاقة رسائل للدولة والمجتمع عن أهمية إدماج ذوي الإعاقة، ومنحهم فرص أكثر، وطالبوا بحقهم في المساواة في فرص التعليم والعمل وغيرها.
من جهته احتفى –إبراهيم جحوش، من ذوي الإعاقة السمعية، بطريقته فهو يمتلك محل للمصوغات الفضية، وقد قام بأعمال فنية بأسماء الأوائل وأهداها لهم.
وعلى المستوى الرسمي أكد لنا الأوائل أنهم تلقوا مكالمات هاتفية من مسؤولين على مختلف المستويات باركت لهم الإنجاز والتفوق، كما نظمت صباح اليوم جمعية الأمان لرعاية الكفيفات برعاية صندوق المعاقين بصنعاء حفل تكريم للأولى والثامنة على مستوى الجمهورية في القسم الأدبي، وفي الحفل الذي حضرته شخصيات رسمية وشعبية تم تكريم الطالبتان أماني وسمية من صندوق المعاقين وجمعية الأمان وشخصيات اعتبارية بمبالغ مالية، وأجهزة حاسوب، وجوائز عينية أخرى، كما تم تكريم أولياء أمور الطالبتين.
وذات الأمر في عدن حيث التقى وزير التربية طارق العكبري، الطالب علي نصر، وقام بتكريمه.