المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

الفتيات ذوات الإعاقة بعد الزواج: أحلام ذابلة

صورة تعبيرية
قارئ المقال

خاص : سحر علوان /

قبل الزواج مارست حياتي كفتاة لها الحرية الكاملة في صنع القرارات ولي وظيفتي وباستطاعتي خلق علاقات إجتماعية ودية مع الجميع أبدع في عملي واهتماماتي، وسعت من دائرة تعليمي في الدراسات والتعليم، بعدها رضيت بأن أكون زوجة ثانية.تضيف م/خ التي تعاني من إعاقة بصرية والتي رفضت الكشف عن اسمها “تزوجت و تقلصت دائرة إهتماماتي شعرت بالإنطفاء أصبحت فقط أمارس دوري كأم وربة منزل لأن زواجي في الأساس كان لغرض الإنجاب، لم تشفع لي هذه التضحية فقد تركني زوجي وطفلاي في منزل والدي، والدي الذي توفى مؤخراً وبقيت أعاني من الأمرين تحمل وجود أسرتي لي وطفلاي وفقد أطفالي لوجود الأب والجد فجميعهم رحلوا”.

هذه واحده من القصص المأساوية التي تعاني منها بعض الفتيات ذوات الإعاقة بعد الزواج، فماذا عن الفرص المتاحه أمامهن ؟

ركزت الدراسات على الإعاقة بشكل عام حيث درست المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الناجمة عن الإعاقة للنساء، وتعاني المرأة المعاقة من مشكلات كثيرة منها: الحرمان من فرص التعليم، فرص الزواج، والإندماج الإجتماعي، ومحدودية الخدمات الصحية، بالإضافة إلى معاناتها من التمييز مرتين “الأولى لكونها أنثى، والثانية لأنها معاقة”( المجلس الأعلى لشؤؤون الأفراد المعاقين،2007)

تقدر نسبة الإناث المعاقات حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية حوالي 10% من عدد الإناث في العالم، وهذا يعني أن هناك (300) مليون أنثى تعاني من إعاقة، كما تشكل الإناث ثلاثة أرباع الأفراد المعاقين في الدول ذات الدخل المحدود أو المتوسط.( اللقيس, 2005)الجدير بالذكر أنه لا تزال تعاني واحدة من بين كل ثلاث نساء من العنف الذي يعد أحد أشكال انتهاك حقوق الإنسان وفق منظمة الصحة العالمية.وتعرف الأمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنه ” أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويرجح أن يترتب عليه أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية او النفسية، بما في ذلك التهديد بالحرمان التعسفي من الحرية، أو الإستغلال سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.

ومن جانب محدودية وفرص الزاواج للفتيات ذوات الإعاقة تقول د/ منى الغشمي ( مدير مركز الأمان للتدريب والتأهيل المجتمعي للمعاقين بصرياً، ومسؤول البرامج والمشاريع في مؤسسة رمز)أن مجموعة كبيرة من الفتيات يتم إستغلالهن من قبل العائلات سواءاً بدافع التمكين الإقتصادي للأسرة أو لظروف عائلية أخرى.كما يرى يحي الدروبي ( استشاري اضطرابات نفسية وسلوكية، وكيل مركز النور لرعاية وتأهيل المكفوفين)

أن فرص الزواج للفتيات محدوده لدواعي عده منها تحرج الأسر من الإفصاح عن حالات الإعاقة لدى فتياتهم،وكذلك العزوف عن الزواج من معاقات تخوفاً من إنجاب أطفال معاقين.معاناة وتحقيق ذات فلة القباطي (رئيس مركز فتيات الصم الرياضي التنموي)تزوجت فلة إلا أن زواجها لم يدم طويلاً بسبب المشاكل التي حدثت وعدم فهم المحيط العائلي لها كزوجة( لديها إعاقة سمعية)، تطلقت فله ولديها طفلة بعمر الستة اشهر.ومع ذلك لم تستسلم لتحليلات ونظرات المجتمع وإنما واصلت حياتها وشقت طريق تعليمها وأكملت دراستها الجامعية في مجال هندسة الحاسوب..وأنشأت مركزها الخاص الذي يدعم الفتيات الصم ويكسبهن الكثير من المهارات في الخياطة والرياضة.

تحليل وواقع

تقول نضال الشيباني ( اخصائية إجتماعية لدى مركز السلام للمعاقين)عن دواعي استغلال النساء ذوات الإعاقة في الزواج قد يكون من الأسباب الوضع القائم والأوضاع الإقتصادية المعاشه التي تجعل من الزوج (غير الموظف) يتكل على الزوجة الموظفة كونها قادرة على جلب المال وتوفير التزامات المنزل، ولأن هناك معتقد لدى بعض الأزواج أن زوجتي لديها عمل وتصرف على المنزل فلا داعي للبحث عن وظيفة للزوج.ومن هنا قد ترضخ الكثير من الزوجات وتتقبل الواقع المعاش رغم جحيمه وتعيش راضيه كضحية صامته كون الأفكار تتولد لديها إن تحدثت أو قاومت هكذا وضع فلن ترحمها نظرات وردود الأهل وكذلك المجتمع، فالجميع لن يشعر بمعاناتها وستوجه التهم عليها أنها غير قادره على إدارة أمورها العائلية، فما عليها إلا الرضوخ والتضحيات المتواصلة.

حقوق وحلول

تقول نضال الشيباني لا بد من توعية مكثفة للفتيات ذوات الإعاقة تأهلهن لمعرفة حقوقهن والدفاع عنها والعيش بكرامة في حال تعرضن لأي نوع من الإستغلال.كما تؤكد د. منى الغشمي على أن قضايا الإستغلال للفتيات ذوات الإعاقة قائم بشكل كبير إلا أنه من الصعب الحديث فيه وأن معظم الفتيات لا يمتلكن الحرية والجرأة للحديث عن ما يعانينه في هذا الجانب حتى وإن تحدثت الفتيات فليس هناك جهات او مؤسسات أو منظمات تناصر قضاياهن وتدافع عن حقوقهن لذلك تظل مثل هذه القضايا طي الكتمان، وترضخ الفتاة للوضع.وتضيف منى أن هناك واحد من الحلول وهو اللجوء لطلب العون القضائي في حال تعرضت المرأة المعاقة للعنف أو الإستغلال وبإمكانها رفع القضية عبر محامي ومتابعة القضية.كما يضيف يحيى الدروبي على الفتاة أن تمتلك قناعة بأنها شخص ذا قيمة في هذا المجتمع ولها الحق في العيش مع كامل الحقوق.