المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

اليوم العالمي للإذاعة وذوي الإعاقة.

قارئ المقال

خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة (MCBD).

محمد الشيباني، وإبراهيم محمد المنيفي.

أعلنت الدول الأعضاء في اليونيسكو الثالث عشر من فبراير شباط 2011 يوماً عالمياً للأذاعة ثم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2012 بوصفه يوماً دولياً للإذاعة، والثالث عشر من فبراير شباط هو ذاته اليوم الذي انطلقت فيه إذاعة الأمم المتحدة عام 1946. وبحسب منظمة اليونيسكو فإن الإذاعة أكثر وسائل الإعلام استخداماً على الصعيد العالمي، وقد دعت اليونيسكو جميع الإذاعات للاحتفال بالذكرى العاشرة لإعلان اليوم العالمي للإذاعة وبذكرى مرور أكثر من قرن على اختراع المذياع تحت شعار (إذاعة متجددة لعالم متجدد)، وقالت اليونسكو في موقعها على شبكة الإنترنت:”أنه ينبغي للإذاعة أن توفر خدماتها لمختلف المجتمعات على تنوعها وأن تقدم إليها تشكيلة متنوعة من البرامج ووجهات النظر والمحتويات، ويجب أن تكون المحطات الإذاعية قادرة من حيث تنظيمها وتشغيلها على التعبير عن تنوع مستمعيها. وتعد شريحة ذوي الإعاقة واحدة من الشرائح الاجتماعية التي تستهدفها الإذاعة، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على علاقة الإذاعة في اليمن بالأشخاص ذوي الإعاقة.

البدايات وتسجيل الحضور.

تربط ذوي الإعاقة علاقة حميمة بالإذاعة ولم تكن بداية العلاقة متأثرين بل مؤثرين وفاعلين، فقد سجل ذوي الإعاقة وبالتحديد المكفوفين حضورهم ووضعوا بصمتهم من خلال الشاعر والفيلسوف الراحل – عبد الله البردوني، في إذاعة الجمهورية العربية اليمنية من صنعاء والذي ترأس فيها لجنة النصوص عقب ثورة 26 سبتمبر ١٩٦٢ واطلاعه بمسؤولية مدير البرامج بإذاعة صنعاء عام 1980، وأغنية محمد البصير (جمهورية ومن قرح يقرح) الذي كانت تعتبر بمثابة برنامج يومي خلال الستينات من القرن الماضي، أما الاستماع فتكاد تكون لكل شخص من ذوي الإعاقة قصته مع الإذاعة وأول نضال حقوقي بحسب الأستاذ – عبد العزيز بلحاج، رئيس الجمعية اليمنية للمكفوفين هو اعتراض المكفوفين في مركز النور أواخر الثمانينات على محتوى مسلسل قدم المكفوفين بطريقة مسيئة حتى توقفت إذاعة صنعاء عن بثه.

تناول الإذاعة لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة والبرامج الخاصة.

تناولت إذاعتي صنعاء وعدن والإذاعات المحلية قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال قوالب برامجية مختلفة ولكن على هامش الحديث كتناول عابر لفئة ضعيفة من المجتمع تستحق الرعاية والتعامل معها برحمة وإنسانية. أما البرامج المتخصصة والموجهة للأشخاص ذوي الإعاقة فقد بدأت بها إذاعة عدن من خلال برنامج (النور والأمل) من إعداد وتقديم الراحلة – أمل بلجون ، ثم تولى إعداده وتقديمه الإعلامي – صالح النادري ، رئيس الاتحاد الوطني للمعاقين بعدن، وقد وصف النادري برنامج النور والأمل بأنه ملامس لجميع قضايا وابداعات الأشخاص ذوي الإعاقة، لكن البرنامج توقف بسبب مجريات الأحداث على حد قول النادري . وبرنامج (التحدي والأمل) على أثير إذاعة الحديدة من إعداد وتقديم الناشط الحقوقي والإعلامي – جمال عبد الناصر الحطامي ، الذي انطلق منذ العام 2009 وما يزال مستمراً حتى الآن. وبرنامج (صناع الأمل) من على أثير إذاعة إب من إعداد الاتحاد الوطني للمعاقين في محافظة إب وتقديم الإعلامي عمر الصناعي. أما الأذاعات الخاصة فإن عصا السبق كان ت لإذاعة راديو شباب نت لسان حال اتحاد شباب اليمن والتي تحولت للإفإم تحت مسمى راديو إفإم شباب من خلال برنامج (نحن هنا) من إعداد وتقديم ليزا الكوري وهنا الغزالي، وبحسب ليزا الكوري فإن البرنامج كان حواري منوع عالج الكثير من القضايا وتم بثه على الإنترنت وعلى الإفإم عند تحول الإذاعة للإفإم ، وقد حصل برنامج نحن هنا على جائزة الدكتور عصام قدس للتميز عام 2011 في المملكة العربية السعودية ، وعلى الرغم من أن برنامج نحن هنا من أوائل البرامج إلا أنه توقف، وفي اتصال لل/MCBD مع ليزا الكوري عبرت عن استيائها من عدم احترام الحقوق الأدبية والفكرية من قبل بعض الإذاعات . أما إذاعة يمن تايمز بصنعاء فقد كانت من أوائل الأذاعات التي استوعبت ذوي الإعاقة ضمن كوادرها وخصصت برنامج للأشخاص ذوي الإعاقة برنامج (ذوو الإرادة) عام 2012 من إعداد وتقديم الناشط الإعلامي – دارس البعداني ، لكنه توقف. وبرنامج (تفاؤل) على إذاعة يمن إفأم من إعداد وتقديم الإعلامي والناشط الحقوقي – فهيم القدسي، وإذاعة بانوراما من خلال برنامج (بإرادتي) من إعداد وتقديم علاء الهمداني، وبرنامج (مع رسالة) من إعداد وتقديم – رسالة الشوكاني، على إذاعة برق وجميعها توقفت، وبرنامج (نجوم الإرادة) من إعداد وتقديم – أحلام الغابسي ، ما يزال مستمراً على إذاعة هوى اليمن .

كيف يقيم الأشخاص ذوي الإعاقة تناول الإذاعة لقضاياهم. على الرغم من أن الإذاعت هي أكثر وسائل الإعلام تغطية لقضايا ذوي الإعاقة واستيعابهم ضمن كوادرها إلا أنه ما تزال لذوي الإعاقة بعض المآخذ على الإذاعة فقد تحدث إعلاميون من ذوي الإعاقة عن اشتراط الكثير من الإذاعات قبول المذيع المعاق بأن يقدم برنامج خاص بذوي الإعاقة إلا أن العديد من الإعلاميين تجاوزوا هذا الأمر بحسب الإعلامي – عبد العزيز القدمي، ويشير – دارس البعداني رئيس المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة إلى تمكن الإعلاميين من ذوي الإعاقة من التميز في جوانب أخرى إلى جانب التقديم كالإعداد والإخراج والتخطيط البرامجي وغيره.

كما يرى محمد الفقيه من ذوي الإعاقة البصرية إن الإذاعات رغم أنها تقدم رسائل توعوية تجاه ذوي الإعاقة إلى أنها ليست عند الطموح مقارنةًً بنسبة المعاقين في المجتمع والعدد الكبير للمحطات الإذاعية والبرامج المقدمة لذوي الإعاقة، وا عتبر الإعلامي الكفيف محمد العماري من عدن عدم تواجد الإعلاميين منذوي الإعاقة سبب في عزوف الإذاعات عن تناول قضايا ذوي الإعاقة. وانتقدت المستمعة الكفيفة أمل الشامي بعض المحتويات والمضامين التي تقدمها بعض الإذاعات عن ذوي الإعاقة،من جهته تحدث العميد نصر الدين عامر وكيل وزارة الإعلام بصنعاء لل mcpd عن سبب عزوف الإذاعات عن قضايا ذوي الإعاقة مرجعاً ذلك لظروف الحرب والحصار على حد وصفه مقدراً أن 70% من مساحات البث الأثيري مساحات عسكرية تعبوية ، واعتبر عامر إن تغطية وسائل الإعلام لذوي الإعاقة في الغالب تندرج تحت أمرين إما للدعاية والإعلان أو للكسب والشهرة على حد وصفه. وعلى الرغم من كل تلك المآخذ فإن الإذاعة مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى هي الأكثر قرباً من ذوي الإعاقة وقضايهم وسيكون القرب أجمل عندما تكون الإذاعات ومتخذي القرار بها أكثر قرباً وإصغاءاً للمعاقين وقضايهم بأذن حقوقية واعية بعيداً عن النظرة الرعائية السائدة يقول ذوي الإعاقة. ويضل السؤال المطروح متى ومن يلزم المحطات الإذاعية ووسائل الإعلام المختلفة بميثاق شرف إعلامي يعنى بتناول قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في كل خارطة برامجية وبشكل يتفق مع التوجهات والأدبيات العلمية والعالمية بهذا الخصوص؟