قارئ المقال
|
خاص : فهيم القدسي /
حظى شهر ديسمبر /كانون الأول وهو الشهر الثاني عشر من أشهر السنة الميلادية بنصيب وافر من مناسبات الأشخاص ذوي الإعاقة من حيث تخصيص أيام تسلط الضوء للتذكير بمن يكونوا ، فلدينا هنا في اليمن اليوم العالمي واليوم العربي إضافة الى اليوم الوطني .
وتحمل هذه الأيام في طياتها الكثير من المعاني في إشارة واضحة من أجل تسليط الأضواء والاهتمام الحقوقي بذوي الإعاقة وإزالة المعوقات التي تواجههم ، لخلق مجتمع شامل متاح للجميع هذه الأيام وما تحمله من شعارات الغرض منها الحرص على نشر فهم أوسع لقضايا الإعاقة ولحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وللمكاسب المحققة من إدماجهم في المجتمع في كل مناحي ومجالات الحياة على قدم المساواة مع الآخرين ، ولن يتأتى ذلكم الدمج الشامل إلا من خلال إزالة الحواجز والمعوقات التي تمنعهم لدى التعامل مع مختلف الحواجز من المشاركة وبصورة كاملة وفعالة في المجتمع.
ويعتبر شهر ديسمبر شهر خالد يزخر بالعديد من الانتصارات الحقوقية والتي أكسبت الأشخاص ذوي الإعاقة مزيد من الثقة من أجل المشاركة بفعالية في كل مناحي الحياة ومجالاتها .
الثالث من ديسمبر وهو اليوم الذي كان من نتائج عقد الأمم المتحدة (للمعوقين ) والذي اعتمدته الأمم المتحدة منذ العام 1983 وحتى 1992م و اُعتبر فترة لنشر الوعي واتخاذ تدابير عملية لاستمرار تحسين حالة الأشخاص المصابين بحالة عجز وإتاحة الفرص لهم على قدم المساواة مع غيرهم .
وكان من نتائج هذا العقد الأممي أن أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها العامة الثامنة والعشرين المنعقدة في أكتوبر 1992م , وبمناسبة اختتام العقد ، يوم الثالث من ديسمبر من كل عام يوما دولي لذوي الإعاقة وحث كل المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية على أن تتعاون تعاونا تاما في الاحتفال باليوم الدولي لذوي الإعاقة .
اليوم الثاني في شهر ديسمبر حليف الأشخاص ذوي الإعاقة هو اليوم الوطني لذوي الإعاقة هذا اليوم الذي صدر فيه قرار مجلس الوزراء رقم (150) لسنة 1990م بشأن تحديد يوم التاسع من ديسمبر من كل عام ليكون يوم وطني لذوي الإعاقة والذي أهمل واغفل تماماً منذ فتره طويلة ومن المفروض وما ينبغي أن يكون في هذا اليوم الوطني قائم على عاتق المؤسسات والمنظمات والجمعيات والاتحادات العاملة تحت مسمى الأشخاص ذوي الإعاقة والناشطة في مجال الإعاقة وهو إثارة حقوق هذه الشريحة وبخاصة تلك الحقوق التي كفلتها القوانين والتشريعات اليمنية والعمل على كيفية مؤامتها وتعديلها مع ما جاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والوقوف على أهم الصعوبات والعراقيل التي تقف حجر عثرة أمام الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية إيجاد المعالجات لها لتجنبها في العام القادم وكم كنت أتمنى أن يكون اليوم الوطني للمعاقين ملتقى عام كما كان من ذي قبل يجمع كل فئات الإعاقة من مختلف المحافظات في اليمن للتعارف وتبادل الخبرات والمعلومات من خلال ورش عمل تسلط الضوء على التجارب والأنشطة والإبداعات لذوي الإعاقة والوقوف على ابرز تلكم النجاحات والإعلان عن أفضل عمل ونشاط أو انجاز تحقق خلال العام المنصرم ويكرم ويعطى أفضل جائزة وتسمى جائزة التميز الوطني لذوي الإعاقة فهذا فقط سيخلق روح المنافسة والإبداع بين كم الجمعيات والمنظمات والمراكز العاملة في مجال الإعاقة وكثيرة هي الطموحات .
أما يوم الثالث عشر من ديسمبر فهو يوم آخر من أيام الإعاقة
هذا اليوم اقر من مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في الدورة السابعة والعشرين التي عقدت في مقر الجامعة العربية بالقاهرة خلال شهر ديسمبر 2007م حيث تم اعتماد الثالث عشر من ديسمبر من كل عام يوماً عربياً للإعاقة ويأتي اختيار هذا اليوم تزامناً مع يوم تاريخي مشهود وانتصار حقوقي في قضية الإعاقة على مستوى العالم ذلكم هو اليوم الذي تم فيه اعتماد المشروع النهائي الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2006م .
ومع ذلك نحتفي بهذه الأيام على استحياء أحيانا ، وقد مر عليها وقت من الدهر حين آخر وتُلقى فيها الكلمات والخطابات والفقرات الفنية ومن ثم يعود كل ذي إعاقة من حيث آتى ولا جديد .
فهل لنا أن ندرك ما يدور حولنا ويكون الاحتفال بهذه الأيام من أجل أن نُقيم فيه أنفسنا ابتداءً من الحكومة ممثله بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وانتهاءً بمنظمات الإعاقة لنعرف إلى أين وصلنا بقضية الإعاقة وهل نحن مواكبين لكل ما يدور حولنا في إطار هذا التحول العربي والعالمي و لكل ما من شأنه تحقيق غد أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة وهل لنا الاستفادة من تجارب الدول المجاورة في ما قدمته لذوي الإعاقة ، هل لنا أن ننشر الوعي المجتمعي في هذه الأيام بمسببات الإعاقة وكيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة ، وهل لنا أن ننظر إلى المبدعين والموهوبين والمتميزين في شتئ الجوانب الثقافية والعلمية والرياضية وغيرها لنقول لهم فقط أحسنتم ومزيد من التألق ونعمل على تطوير تلكم الإبداعات من خلال صقلها وتنميتها وإيجاد الدعم اللازم لها , هل كل ذلك ممكن أن يكون أتمنى ذلك .
والمهم في هذه الأيام من شهر ديسمبر الإعاقة و الحليف للأشخاص ذوي الإعاقة والغني بمناسباتهم العالمية والعربية والوطنية ، أن يكون محطة لكل ذو إعاقة لنتزود بكل ما نستطيع لنكون مؤهلين ولكي نثبت جدارتنا في الحياة ومن اجل المشاركة الكاملة والمساواة الحقيقة لكل فئات المجتمع دونما تمييز ولتكن إرادتنا قوية وعزيمتنا اقوي وأشد وقدراتنا أصدق دليل لنترجم بها كل ذلك على ارض الواقع ولننفع بها يمننا الغالي .