المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

الإعاقات المُستجدّة.. صدمات وآثار نفسية

الإعاقات المُستجدّة.. صدمات وآثار نفسية

لا يتوقف غضب الطبيعة عن إدهاشنا بالمآسي، فيما تقضي الحروب والكوارث على كل ما هو جميل، مخلفين آثارٍ على شكل ساقٍ بترها زلزال، أو إصبعٍ قضمه انفجار، أو طرفٍ شقّته رصاصة، أو عينٍ أطفأها لغم.

هذه ‘الإعاقات الطارئة’ أو ‘المستجِدّة’، أي التي تصيب الأفراد نتيجة حادث ما وليس عند الولادة، تتسبّب بتغييرات مفاجئة في حياتهم، ولا تكون لحظات المواجهة الأولى معها هيّنة، لا سيما أنها تترافق مع صدمات نفسية ناجمة عن هول ما رأى المُصاب، أو تتزامن مع خسارة شخص قريب أثناء الحادثة.

تتحدّث المعالجة النفسية خلود هنيدي عن نظرة الإنسان ‘للإعاقة الطارئة’، قائلةً إن “الإنسان يكبر وهو يرى أجزاء جسده كأنها هيكل واحد، وعندما يخسر عضواً منها يعيش مرحلة تجزّؤ، فيشعر بتشظّي جسده”، عدا عن الأفكار التي تثقل كاهله، مثل: “كيف سينظر الناس إليّ؟ وكيف سأتابع حياتي بعد هذه الخسارة؟”.

غير أنّ الإجابات غالباً تكون جاهزة، ويستحضرها من خياله الذي ينسج سيناريوهات سوداوية عن الحياة بعد الإعاقة، تضيف هنيدي. وتعزّز هذه الأفكار نظرة بعض المجتمعات للشخص المعوّق، التي تجعله يقلق من عدم تقبّل الناس له وتنمرهم عليه وتهميشهم له. إضافة إلى العوائق التي تعترضه بمختلف نواحي حياته، لا سيما في “المجتمعات العربية التي لا توفر البيئة الدامجة للأشخاص المعوقين وظروف الحياة الملائمة”، كما تقول هنيدي.

من الإنكار إلى التأقلم

هرع حسين الخشعي يوم 7 تموز عام 2019 لإسعاف صديقه الذي أُصيب بلغم في ريف محافظة شبوة جنوب اليمن، فباغته لغم آخر عند وصوله. يتذكر حسين قائلاً: “صحوتُ في طريقي إلى المستشفى محاولاً فتح عينيّ، فلم أشاهد غير السواد، كانت تلك المرة الأولى التي أستخدم فيها حاسة اللّمس لأجد إجابة عن أسئلتي”.

بعد إجراء التحاليل الطبية، سمع حسين من طبيبه أنّه فقد حاسة البصر كلياً، وعليه أن يعتاد حياته الجديدة. كانت الكلمات صادمة وعصيّة على الفهم. “هل يقصد أنني لن أرى بعد اليوم؟ أيّ حياة جديدة التي يتحدّث عنها؟ هذا الموت بعينه، لا شكّ أنّه يبالغ”، تساءل حسين في قرارة نفسه.

مرّ الشاب الثلاثيني بمرحلة إنكار الإعاقة. يعود بالذاكرة قائلاً: “لم أتقبّل أنا وأسرتي الواقع الجديد، تنقّلت من طبيب إلى آخر بحثاً عن علاج، غير مكترث لصوتي الداخلي الذي يقول: لا فائدة من ذلك”. أضناه البحث، حتى سمع نصيحة أحد الأطباء بأن يكفّ عن استنزاف أمواله سُدى بعدما فقد العصب البصري.

يعد هذا السلوك، وفق هنيدي، “آلية دفاعية غير واعية تتسم بعدم إدراك وتقبل ما حصل وتسمى ‘الإنكار’، قد تستمر لوقت طويل، ذلك أنّ غياب ردود الفعل لا يدلّ على عدم قدرة الفرد على التحمّل، بقدر ما يدلّ على إنكاره ما يمر به”.

عطّل حسين حياته سنة كاملة نتيجة الإعاقة، رافضاً الخروج من المنزل ومخالطة الناس، حتى تمالكه اليأس وعدم الجدوى من المضي في حياة لا يستطيع فيها “قيادة سيارة أو قراءة كتاب، أو استعمال هاتف، أو العمل وإعالة الأسرة”، كما يقول.

تغيّر كل ذلك حين تعرّف، عن طريق جمعية تُعنى بتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى آلية القراءة ‘البرايل’، والبرامج الناطقة في الهاتف الذكي. وها هو اليوم يتابع دراسته في كلية العلوم الإنسانية، “رغم الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، افتتحت بقالة صغيرة في القرية”، يختم حديثه بتقبّل وأمل.

”انتظرت الليل لأبكي”

رفض محمد أسدودي (37 عاماً) في البداية بتر ساقه اليُمنى بعدما أُصيب برصاص أثناء مشاركته في مسيرات العودة بقطاع غزة في آب عام 2018. عاش محمد رحلة علاج شاقة، لم ترافقه فيها غير مسكّنات الأوجاع التي لم تفلح في تهدئة آلامه. وبعدما خضع لأكثر من 67 عملية جراحية في قطاع غزة ومصر وتركيا بحثاً عن حلّ بديل للتخلّي عن ساقه، فقد قدرة تحمّل الأوجاع، واستسلم لخيار البتر بعد عامين من التهرّب منه، واصفاً إيّاه بـ “الحدث الأقسى والأصعب والأكثر إيلاماً لكلّ العائلة”.

قرّر محمد بتر ساقه من أسفل الركبة، آملاً في تركيب طرف صناعي بعدها يُمكّنه من المشي على عكاز. لكنّ آماله تحطّمت عندما قرر الأطباء بتر المفصل أيضاً. عندها، مُني بآلام نفسية جمّة ظلّت مكبوتة، لم يتسنَّ له عيشها كما يجب حفاظاً منه على قوته أمام عائلته. يروي: “كنت أنتظر الليل لأبكي بعيداً عن أعين أولادي”. وتعزو هنيدي ردة فعله إلى “تفكيره بالسلوك المتوقع منه، ما يعني أنه تصرّف وفقاً لتوقعات الآخرين عنه”.

وجد محمد حياته بعد البتر “مختلفة تماماً”، فلم يعد باستطاعته مواصلة عمله في المقاولات، وصار يحسب عدد درجات السلّم الإسمنتي في كلّ مرة يرغب فيها بالخروج من المنزل. وإلى جانب ألم الفقدان والتغيّرات التي عاشها بعد البتر، تعرّض لإحباطات متكررة نتيجة سوء المعاملة والنظرة المجتمعية “الجارحة” لذوي الإعاقة التي تركت في نفسه شعوراً بالعجز.

تخطى محمد ذلك كلّه، وتصالح مع إعاقته إلى حدّ بعيد، عندما اكتشف مواهباً وطاقات كامنة فيه لم يدركها قبل بتر ساقه. لاحظ مثلاً، أن بإمكانه طلاء جدران منزله بينما يجلس على كرسي متحرك، وأنه مستمع جيد للآخرين، يخبرونه مشاكلهم ويساعدهم على حلّها، “صاروا يعرفونني بالمصلح الاجتماعي”، يقول مبتسماً.

“تأخرتُ لأعي أنني خسرت أكثر من شقيقي”

استغرق حسين صوّان (39 عاماً) فترة طويلة ليعيَ أنّه خسر أكثر من شقيقه في انفجار مرفأ بيروت في 4 آب عام 2020، وأنّه خرج من الانفجار يحمل إعاقة دائمة، تتمثّل ببتر إصبع في يده اليمنى، وفقدان القدرة على تحريك إصبع آخر جرى ترميم عظامه، مع ضعف القدرة على استخدام ثالث في اليد نفسها، ما يعني تعذّر استخدام اليد اليمنى التي اتكّل عليها في حياته، بالإضافة إلى اضطرابات متكررة في السمع والنظر.  

كان حسين يصطاد السمك برفقة شقيقه عندما وقع الانفجار. “ابن البحر”، كما كان يطلق على نفسه، ما عاد يتحمّل زيارة البحر وممارسة هوايته الوحيدة في الصيد. فهناك قضى شقيقه، وهناك أيضاً طبعت الإعاقة في أصابعه ذكرى أليمة لن ينساها.

عند الانفجار رأى حسين رمالاً تتطاير ومياهاً تصعد إلى الكورنيش، ثم استيقظ في المستشفى على صوت الطبيب يستأذنه: “لم تنجح العملية الجراحية في الحفاظ على أحد أصابعك، لذلك يتوجّب علينا بتره حفاظاً على سلامتك”. سمح حسين لهم بذلك من دون إدراك معنى هذه الخطوة. حتى بعد البتر، كان حسين رهين صدمة هول الانفجار وخسارة شقيقه.

تعلّق هنيدي على عدم إطلاق حسين العنان لمشاعره حيال فقدان جزء من جسده قائلة: “لا تختفي المشاعر بإنكارها أو تجاهلها وإنما تُؤجل، ثم تظهر مع مرور الزمن، ما ينتج عنها في أوقات كثيرة اضطرابات ما بعد الصدمة، فتظهر أعراضاً مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم والتشتت، أو سلوكيات عدوانية أو انطوائية”.

“الإعاقة المؤقتة علّمتني”

جرّبت نجمة ردّة الإعاقة لفترة وجيزة حين أصيبت في الزلزال الذي ضرب شمال سوريا في 6 شباط الماضي. في ذلك اليوم، قضت ابنة الـ 24 عاماً نحو 5 ساعات تحت أنقاض المبنى الذي تسكنه في محافظة اللاذقية، مثقلة بالحجارة والحديد. ثمّ خرجت من تحت الركام تصرخ: “أبي، لن أمشي بعد اليوم، أبي لقد ماتت رجلي”، ذلك أنّ جرحاً عميقاً شق ساقها من أعلى الفخذ وأعاق حركتها.

قضت نجمة ليالٍ صعبة في المستشفى من دون نوم، ومع كوابيس متكرّرة حول الزلزال، ولحظات أليمة تقفز إلى ذاكرتها في صحوها ونومها. تملّكها شعور عميق بالخوف والذعر، مولداً نوبات من الهلع المتكرر، مصدره إحساسها بأنّها لن تمشي مجدداً على قدميها. “فالتأقلم مع الإعاقة الطارئة كان أمراً بغاية الصعوبة في بداياته، لأنّ الصوت الرافض من الأعماق يصرّ على نكرانها، وعدم تقبّل شعور العجز والضعف المرافق لها”، كما تقول. اختلطت هذه المشاعر الرافضة لاحتمال فقدان جزء من جسدها مع فقدان طفلها البالغ سنة و3 أشهر جرّاء الزلزال، ليصبح “الألم مضاعفاً”.

تخطّت نجمة هاجس الإعاقة الذي لاحقها أشهراً عديدة مع أول خطوة مشتها بعد الحادثة. تصف شعور الإعاقة العابر لجسدها بأنّه “ثقيل مهما كان المحيط متعاطفاً وقريباً، لأنّ العجز الطارئ مهين جداً للذات، خصوصا إذا رافقته مشاعر الشفقة واستباحة الخصوصية، والإحساس بسلب الإرادة في كلّ شيء، حتى في قرار دخول المرحاض”. لذلك، علّمت هذه التجربة كلاً من نجمة وزوجها الذي رافقها خلال رحلة “الإعاقة المؤقتة” أهمية دعم الأشخاص ذوي الإعاقة نفسياً. وتؤكد هنيدي على ضرورة توفير جلسات دعم نفسي متواصلة لذوي الإعاقات الطارئة، وليس جلسات إسعافية فحسب، مشيرة إلى “أهمية جلسات العلاج الجماعية في هذه الحالات التي تمنح شعوراً بالانتماء إلى المجموعة المساندة، عدا عن أنّه عندما يلتقي المرء بمن عاش تجربته يتراجع أثر المشاعر السلبية لاعتقاده أنّه الناجي الوحيد.”

تحرير وإعداد: غزل بيضون

تم إنتاج هذه المادة بالتعاون بين المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة و منصة عكازة وأخر قصة.

عناوين مدارس ذوي الإعاقة في معظم المحافظات.

عناوين مدارس ذوي الإعاقة في معظم المحافظات.

إذا كنت ولي أمر لشخص من ذوي الإعاقة أو تعرف أولياء أمور لأطفال من ذوي الإعاقة فهذا أهم منشور يجب أن تطلع عليه هذا العام، وإذا لا يهمك الأمر فكن إيجابياً وقم بنشره في وسائل التواصل الاجتماعي فهناك من يحتاج إليه وربما ستسهم في تغيير حياة شخص وأسرة إلى الأبد.

باختصار ودون إطالة: الموضوع يتعلق بإلحاق أبنائنا وبناتنا الأطفال من ذوي الإعاقة بركب التعليم، حيث أن الكثير من الأسر لا تعلم بوجود جمعيات ومراكز ومدارس خاصة بذوي الإعاقة، وإذا عرفت بوجود مؤسسات تخص ذوي الإعاقة فربما تعتقد أنها مؤسسات لتقديم المساعدات المالية والسلات الغذائية، بينما نريد من خلال هذا المنشور أن نُعرِف أولياء الأمور بأن هناك مدارس خاصة بذوي الإعاقة تعمل على تدريسهم لمنهج وزارة التربية والتعليم نفسه ولكن بأساليب وطرق خاصة بالمعاقين، وتعمل تلك المدارس على تهيئة الطلاب ذوي الإعاقة نفسياً واجتماعياً للدمج في مدارس التعليم العام.

كما أن من حق ذوي الإعاقة بموجب القانون التسجيل في أي مدرسة عامة ولا يحق لأي مدرسة رفض تسجيله ما لم يعاني من إعاقة عقلية ذهنية أو عقلية متوسطة أو شديدة.

وقد قمنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة MCPD بالتزامن مع فتح باب التسجيل للعام الدراسي الجديد 2023-2024 بجمع أسماء وعناوين وأرقام التواصل لأهم مدارس ذوي الإعاقة في معظم المحافظات التي توجد فيها مدارس لذوي الإعاقة وتشمل:

صنعاء وأمانة العاصمة، عدن، ذمار، إب، حضرموت، لحج، أبين، الحديدة.

علماً أن معظم تلك المدارس يوجد فيها لجان لمقابلة الحالات وفحص الوثائق التي تتضمن عادةً (تقرير طبي بحالة الإعاقة، صور شخصية 4-6، صورة لشهادة الميلاد، صورة للبطاقة الشخصية لولي الأمر، والشهائد السابقة معمدة إذا كان سبق له الدراسة في مدارس أخرى).

كما أن هناك شروط للتسجيل والقبول في بعض المدارس مثل ازدواج الإعاقة والعمر وغيرها، لذلك ننصح بالتواصل مع المدارس أو الجمعيات المشرفة عليها أو قراءة إعلانات التسجيل التي نشرتها المدارس في صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه عناوين أهم مدارس ذوي الإعاقة وأرقام التواصل فلا عذر لأي ولي أمر يحرم ابنه أو ابنته من التعليم:

محافظتي صنعاء وأمانة العاصمة

  • مركز النور لرعاية وتأهيل المكفوفين، ويدرس فيه الطلاب من الصف الأول وحتى الصف التاسع الأساسي، كما يحتوي على سكن داخلي للطلاب من خارج أمانة العاصمة ويتولى مسؤولية متابعة طلاب السكن في مدارس الدمج في المرحلة الثانوية.

العنوان: الصافية جوار وزارتي الشؤون الاجتماعية والثروة السمكية.

  • مركز إبصار لتعليم المكفوفين، ويتبع الجمعية اليمنية لرعاية وتأهيل المكفوفين، ويدرس فيه الطلاب المكفوفون من الصف الأول وحتى الصف التاسع الأساسي بالإضافة للمكفوفين كبار السن بنظام محو الأمية وتعليم الكبار لجمع سنتين في سنة بحيث يتجاوز الستة الصفوف الأولى في ثلاث سنوات.

العنوان: جولة كنتاكي.

  • معهد الشهيد فضل الحلالي للكفيفات، وتدرس فيه الكفيفات من الصف الأول وحتى الصف الخامس الأساسي.
  • ومركز الأمان للتدريب والتأهيل المجتمعي، ويقدم خدمة نوعية حيث تدرس فيه الكفيفات ذوات الإعاقة المزدوجة (بصرية ذهنية خفيفة، أو بصرية حركية) بالإضافة لنظام محو الأمية وتعليم الكبار.

المركزان يقعان في الحتارش، ويتبعان جمعية الأمان لرعاية الكفيفات، وتسجيل الطالبات في مقر الجمعية الكائن في شارع الثلاثين حي صوفان خلف مجمع العاقل الصناعي.

  • مدرسة الأمل للصم وضعاف السمع، العنوان: مذبح.
  • مدرسة المستقبل للصم وضعاف السمع، العنوان: شارع مأرب جوار وزارة التربية والتعليم.
  • مركز التأهيل، وهي مدرسة للصم وضعاف السمع،

العنوان : الحتارش بعد كلية المجتمع

ملاحظة: عند التواصل بمسؤولي مدارس الصم يستحسن غالباً استعمال لغة الإشارة أو الرسائل الكتابية بدلاً من الاتصال المباشر.

  • مركز السلام لرعاية وتأهيل المعاقين حركياً، ويتبع جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً.

العنوان: شملان حي السلام بعد نادي شعب صنعاء.

  • مدرسة مركز المعاقين، ويدرس فيها المعاقون حركياً وفئات أخرى من الصف الأول وحتى الصف السادس الأساسي، وتتبع مركز بني حشيش لرعاية وتأهيل المعاقين.

العنوان: مديرية بني حشيش غضران.

محافظة عدن.

  • معهد النور للمكفوفين، ويعد أول معهد للمكفوفين في الجزيرة العربية حيث تأسس عام 1954.

العنوان: المعلى الدكة.

  • مدرسة الشروق للمعاقين حركياً، وتتبع جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً بعدن.

العنوان: المنصورة مدينة الشعب شارع الشهيد.

أما بالنسبة للصم في عدن فهم موزعون في عدة مدارس من خلال الدمج في فصول ملحقة بها تحت إشراف ومتابعة جمعية رعاية وتأهيل الصم.

العنوان: المنصورة شارع المطار حي الرشيد جوار مسجد الهدى.

محافظة ذمار.

  • مدرسة الأديب البردوني للمكفوفين

العنوان: شارع صنعاء تعز خلف إدارة المرور، وتقع المدرسة في مبنى وهو جزء من مدرسة الميثاق للبنات.

  • مدرسة الصالح للمعاقين حركياً، ويتبع جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً بذمار.

محافظة إب.

  • مدرسة الطموح للمعاقين ذهنياً: ويدرسون مناهج مكيفة وخاصة بالإضافة للتدريب والتأهيل، تتبع المدرسة جمعية الطموح لرعاية المعاقين ذهنياً.

العنوان: خلف فندق جاردن إب وادي المعاين من الجهة الشرقية.

  • مدرسة الآمال للصم.

العنوان: الظهار الصلبة جوار مدرسة صلاح الدين.

  • مدرسة الفجر الجديد للمكفوفين، وتتبع جمعية العين للمكفوفين.

العنوان: شارع المحافظة خلف الحربي للصرافة.

  • مدرسة نور الأمل لذوي الإعاقة، وتقدم خدماتها لعدة شرائح من ذوي الإعاقة وتتبع جمعية الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة.

العنوان: خلف كلية الهندسة جوار وادي المعاين.

أما الكفيفات في المحافظة والمحافظات المجاورة فهناك مكتب لجمعية الأمان للكفيفات يضم سكن داخلي ويقوم بتوزيع الطالبات على مدارس الدمج وإعادتهن للسكن نهاية الدوام.

العنوان: شارع المحافظة أمام الفهد للطباعة.

محافظة حضرموت.

  • مركز الأمل المنشود لتأهيل أطفال التوحد، يستهدف أطفال التوحد ويتبع جمعية الأمل المنشود.

العنوان: سيئون مريمة الشارع العام شرقي الصالة الرياضية.

  • مدرسة الضياء للمعاقين بصرياً بالمكلا، وتتبع جمعية الضياء لرعاية وتأهيل المكفوفين.

العنوان: الشرج الشارع الثامن جوار مسجد التقوى

  • مدرسة الأمل للصم، وتقدم الخدمات التعليمية والترفيهية للصم بسيئون، وتتبع جمعية رعاية وتاهيل الصم والبكم بوادي حضرموت.
  • مركز النور للمكفوفين وتدريب المعاقين، ويقدم خدماته التعليمية والتدريبية للمكفوفين وفئات أخرى من ذوي الإعاقة ابتداءً من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية.

العنوان: حضرموت المكلا.

محافظة لحج.

  • مدرسة التربية الشاملة للاحتياجات الخاصة، وهي مدرسة معتمدة من وزارة التربية تقدم خدماتها التدريسية لعدة فئات مثل: الأشخاص الذين لديهم صعوبات تعلم، والذوي التوحد، ومتلازمة داون، وغيرها وتقوم بتأهيلهم وتدريبهم ثم تعمل لهم اختبار تحديد مستوى لدمجهم في المدارس العامة.

العنوان: الحوطة جوار مدرسة الزهراء.

  • جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين بلحج، وتقوم الجمعية بالمتابعة والإشراف على الطلاب المكفوفين والعمل على دمجهم.

العنوان: الحوطة أمام مبنى السلطة المحلية.

  • جمعية الصم بلحج، ويمكن لأولياء أمور الطلاب الصم التواصل بالجمعية لمعرفة الخدمات التعليمية التي تقوم بتقديمها للطلاب الصم بالمحافظة.

العنوان: الحوطة جوار مؤسسة الأنوار.

محافظة أبين.

  • مدرسة فاطمة العاقل، وتقوم بتدريس الطالبات الكفيفات في المرحلة الأساسية بمحافظة أبين وتشرف عليها جمعية الأمان لرعاية الكفيفات.

العنوان: أبين جعار.

محافظة الحديدة.

  • مدرسة الضياء للمكفوفين، ويدرس فيها الطلاب المكفوفون من الصف الأول وحتى الصف السادس أساسي، وتتبع الجمعية اليمنية لرعاية وتأهيل المكفوفين محافظة الحديدة.

العنوان: شارع التنمية أمام كلية العلوم الشرعية.

  • مدرسة الأمل للصم، ويدرس فيها الطلاب الصم جزء من المرحلة الأساسية قبل أن تعمل جمعية الصم بالحديدة التي تتبعها المدرسة على دمجهم في المدارس العامة أو المعاهد التقنية.

العنوان: مدينة العمال خلف السوق المركزي

  • مدرسة المعاقين حركياً، ويدرس فيها الطلاب من ذوي الإعاقة الحركية جزء من المرحلة الأساسية قبل مرحلة دمجهم في المدارس العامة، تتبع المدرسة جمعية المعاقين حركياً في المحافظة.

العنوان: نهاية شارع جمال دخلة محطة الحاشدي.

  • مركز حقوق الطفل، ويقدم خدمات التدريب والتأهيل للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية.

العنوان: شارع المواصلات.

المركزي يتفرج.. والبنوك اليمنية تواجه القانون والمكفوفين.

المركزي يتفرج.. والبنوك اليمنية تواجه القانون والمكفوفين.

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

تمارس معظم البنوك اليمنية تمييزاً تعسفياً ضد المكفوفين وصل ببعضها لرفض فتح حسابات شخصية لهم، ما تسبب ويتسبب لهم بالحرمان من حق التمتع بالخدمات المصرفية مثل بقية المواطنين.

ونظراً لانتهاج الأتمتة والخدمات الإلكترونية من قبل الكثير من المؤسسات وانتشار المحافظ المالية وتقديم العديد من الخدمات اعتماداً على الدفع الإلكتروني ولجوء معظم المؤسسات الحكومية والخاصة لدفع مرتبات الموظفين عبر حساباتهم البنكية فإن فتح حساب بنكي أصبح أحد المتطلبات الضرورية خصوصاً لطلاب الجامعات والموظفين فضلاً عن حق أي مواطن كامل الأهلية فتح حساب بنكي وفقاً للقوانين السارية في البلاد.

وقد اشتكى المكفوفون أكثر من مرة من ممارسات تمييزية تمارسها معظم البنوك اليمنية حيث ترفض فتح حسابات لهم إلا بشروط تعجيزية أو تنطوي على اضطرارهم للتخلي عن خصوصيتهم واستقلالهم.

يقول عمار الصبري: “ذهبت إلى أحد البنوك لفتح حساب بنكي واستخراج بطاقة دفع إلكترونية لشراء بعض التطبيقات التي أحتاج إليها، فرفض الموظفون فتح الحساب أو حتى السماح لي باستخراج بطاقة دفع إلكترونية، بل أن الموظف المعني لم يتعامل معي بشكل لائق وبدلاً من مخاطبتي مباشرةً أخذ يقول لزميله: “أخبره أننا لا نستطيع أن نفتح له حساب عندنا””

من ناحيته يقول مصطفى المدولي، وهو معلم في مدرسة إبصار للمكفوفين، إن جهة العمل ترسل مرتبات الموظفين عبر أحد البنوك التي تمتلك فيه سيولة مالية وأن زملائه المعلمين المبصرين فتحوا حسابات بنكية بكل سهولة بينما رفض البنك أن يفتح له ولزملائه المكفوفين حسابات ما اضطر بعضهم للذهاب والعودة للبنك أكثر من مرة لعلهم يجدوا موظف يستطيع أن يمرر لهم الإجراء بقيود أخف على حد تعبيره، ويضيف مصطفى: “إلى اليوم لم أتمكن من فتح حساب ويتم إرسال راتبي مع بعض الزملاء عبر حساباتهم، علماً أن بعض الزملاء عادوا لذات البنك وتمكنوا من فتح الحسابات إما بوكيل أو بدون أي شرط وذلك اعتماداً على مزاج الموظف”

المكفوفون يسددون فاتورة تناقض البنوك والمركزي يتفرج.

تحققنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة من شكاوى المكفوفين وتواصلنا بتسعة بنوك هي: “بنك التسليف التعاوني الزراعي كاك بنك، وبنك اليمن الدولي، وبنك اليمن والكويت، وبنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي، وبنك سبأ، وبنك التضامن، وبنك اليمن والخليج، وبنك الإنشاء والتعمير، وبنك الأمل”

وقد تفاوتت ردود الأفعال كما يلي:

فقد رحب بنك الكريمي بالعملاء المكفوفين، وأكد حسين اليوسفي، مختص التسويق الإلكتروني في البنك أن بنك الكريمي يعامل جميع عملائه على قدم المساواة ودون تمييز، وقال اليوسفي: “لدينا الكثير من العملاء المكفوفين ولا توجد أي مشكلة لدينا في فتح حساب لأي كفيف يأتي إلينا وهناك إجراء واحد فقط هو أننا نطلب من الكفيف عمل ختم خاص به ليختم على المعاملات والإجراءات بدلاً من التوقيع، بل أن هناك توجيهات واضحة لكل الفروع بالتعامل الإيجابي مع مختلف شرائح المعاقين والنزول إليهم عندما تكون بعض الفروع غير مهيئة لذوي الإعاقة الحركية مثلاً”

من ناحيتها قالت سارة جميل، من خدمة العملاء في بنك الأمل: “إنهم لا مانع لديهم في قواعد الامتثال في البنك من فتح الكفيف للحساب بنفسه، وأن المكفوفين مرحب بهم في أي وقت”، واعتبرت جميل أن اشتراط الوكيل يعد مخاطرة وتسريب للمعلومات التي ربما يرغب العميل ألا يعرفها أحد غيره. أما معظم البنوك فقد أكدت على ضرورة وجود وكيل ينوب عن الكفيف في فتح الحساب وحتى في عملية السحب منه، وبعضها مثل بنكي “الإنشاء والتعمير” و”اليمن والخليج” تشترط أن تكون الوكالة عبر المحكمة.

أما بنك اليمن الدولي فلهم عدة مواقف متذبذبة بحسب الموظف المستلم لكنها جميعاً تتفاوت في عرقلتها للمكفوفين ففي حين تم فتح حسابات للبعض بصعوبة رفض البنك فتح حسابات لآخرين، وقام بحجز جزء من حوالاتهم طالباً إحضار وكيل عنهم، وأوقف بعض الخدمات عن البعض الآخر.

يقول دارس البعداني، رئيس المركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “قمت بفتح حساب في بنك اليمن الدولي بكل سهولة، ولكني تفاجأت مؤخراً بإيقاف بطاقة الصراف الآلي وإذا أردت ممارسة أي عملية مالية فلابد أن أجريها عبر موظفي البنك، وهذا تمييز على أساس الإعاقة وتجرمه الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة التي تصادق عليها بلادنا”

وقمنا بالنزول إلى بنك “اليمن والكويت” وهو البنك اليمني الوحيد الذي اعترف بحق المكفوفين بالعمل لديه واستوعب شابة كفيفة ضمن موظفيه، وثبت لنا أن البنك يتخذ موقفاً وسطاً من القضية ويحاول تمرير التمييز بطريقة أكثر تهذيباً وذلك من خلال ورقة رسمية تسمى “إقرار العميل” حيث يقر العميل بأنه لا يستطيع القراءة بسبب أنه كفيف، وأنه قد استلم نسخه من ملف فتح الحساب بقراءة المُعرف الذي يحضره العميل بحسب الوثيقة، وفي وثيقة الإقرار تؤخذ جميع بيانات المُعرف بالتفصيل، وبعد توقيع المُعرف والموظف المختص يستطيع الكفيف ممارسة كل الإجراءات بمفرده بما في ذلك السحب عبر الصراف الآلي وغيرها.

صورة لوثيقة “إقرار العميل” التابعة لبنك اليمن والكويت

احتجت البنوك التي تواصلنا معها بردود غير رسمية عبر خدمة العملاء أو مخاطبة أشخاص ذهبوا إليها وسألناهم بأن لديهم تعميم من البنك المركزي باشتراط الوكيل عن الكفيف لفتح الحساب مبررين ذلك بالحرص على الكفيف وبأنه قد يتعرض للسرقة أو الاحتيال.

وفي تصريح مقتضب قال بشير المعبوش، مدير إدارة الرقابة على البنوك في البنك المركزي أنهم لم يصدروا مثل هكذا تعميم إلى البنوك وأنها قد تكون إجراءات داخلية لديهم.

وتوجهنا بالسؤال للقائم بأعمال رئيس مجلس إدارة جمعية البنوك اليمنية محمود قائد، وهي الصوت النقابي الذي يمثل الموقف الموحد للبنوك بحسب ما تقدم به الجمعية نفسها في موقعها على الإنترنت، غير أن السكرتير وعد بترتيب موعد مع محمود قائد ثم رفض الإجابة على التليفون ومازال يرفض الرد على اتصالاتنا حتى اللحظة.

صورة للبنك المركزي

البنوك والقانون وجهاً لوجه.

ينص قانون البنوك اليمني رقم 38 لسنة 1998 في المادة (83) على أنه: “في جميع المعاملات المتعلقة بفتح أي حساب والإيداع فيه أو السحب منه وعندما يكون المُودِع غير قادر على التوقيع فإن وضع بصمة إبهامه بحضور مدير البنك يكون له نفس الفعالية القانونية للتوقيع” ومن المعروف أن المكفوفين غير قادرين على التوقيع ومن المفترض أن هذه المادة تشملهم من باب أولى.

أما الاتفاقية الدولية فإن من أهم مبادئها عدم التمييز على أساس الإعاقة وإتاحة إمكانية الوصول بحسب صالح الضحياني، رئيس جمعية الناجين من الألغام سابقاً وناشط حقوقي، ويرى أن الاتفاقية كانت واضحة وصريحة وأن منع المكفوفين من فتح حسابات بنكية يعتبر جريمة تمييز، “ولابد من ترتيبات تيسيرية تكفل للمكفوفين ممارسة حقهم على قدم المساواة بغيرهم عملاً بالفقرة 3 من المادة الخامسة في الاتفاقية، والمادة 12 التي تحث الدول الأطراف على الاعتراف بأهلية الأشخاص ذوي الإعاقة أمام القانون في جميع الحالات.

ما وراء وراء الحرب

ما وراء وراء الحرب

كتب: إبراهيم محمد المنيفي، كاتب السلسلة ومدير التحرير في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة /

ما وراء الحرب؟

قصص وحكايات لم تُروى، روينا بعضها في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة بلسان الضحايا أنفسهم.

مآسي كثيرة وجراح لما تندمل بعد، فأن تتحول إلى شخص من ذوي الإعاقة بين ليلة وضحاها ليس بالأمر السهل خصوصاً أنك لا تعرف عن الإعاقة أي شيء من قبل.

مؤلم أن تدفع الثمن في حرب عبثية لا ناقة لك فيها ولا جمل، والأكثر إيلاماً أن تكون أول ضحايا الحرب والأكثر خسارة وآخر من تفكر أطراف الحرب في إنصافه وحمل قضيته على محمل الجد:

سلسلة “ما وراء الحرب” تناولنا فيها عشر قصص وشهادات مباشرة من أشخاص أصبحوا من ذوي الإعاقة بسبب الحرب الدائرة منذ عام 2015 بغض النظر عن سبب الإعاقة أو الطرف المتسبب بها.

بدعم من مركز توجيه المبادرات الإعلامية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع للمركز الدولي للصحفيين قمنا في المركز بالتواصل مع الضحايا أو مقابلتهم بشكل مباشر والاستماع إلى شهاداتهم المروعة، وتلمسنا معهم منافذ للأمل وقصص للنجاح في تجاوز ظروف ما بعد الإعاقة، وتعرفنا عن قُرب عن كيف عاشوا الصدمة الأولى بعد الإصابة وكيف تعاملوا معها وصولاً لرسائلهم التي نوصي الجميع بقراءتها باهتمام فقد قمت بسرد القصص مكتوبة باللغة العربية، وترجمها الزميل العزيز ياسر محمد إلى اللغة الإنجليزية بشكل احترافي ومتميز، كما يمكنكم الاستماع إليها بسرد مختلف ومن زاوية أخرى في بودكاست “ما وراء الحرب” للزميل محمد ناصر الشماحي، حيث رواها صوتياً بأسلوب مختلف وشاركه الأبطال في رواية القصص، ورافقنا من الإشراف العام والمتابعة رئيس المركز الأستاذ – دارس البعداني،

وكانت القصص على النحو التالي:

  1. “قبل زفافها بيوم.. لماذا ترك العريس هذه الفتاة في تعز”
  2. “كمينٌ للطفولة في محافظة إب ينتهي بمأساة،  فكيف يمكن إيقافها؟”
  3. “عبد الله حسين والبحث عن عمل بعد الإعاقة.. تحدي وجودي”
  4. “الآيسكريم أم تراجيديا الموت؟ من أفقد الطفلين البصر وقتل الثالث؟!”
  5. “الشاعر محمد الشامي.. أطفأت الحرب عينيه ولم تُطفئ مشعله”
  6. “تجاهل الأبطال خذلان وخيانة.. عبد الرحمن الضالعي نبيلٌ من زمن الحرب”
  7. “مأساة أسرة يمنية بصنعاء تهز ضمير الإنسانية.. أسرة الضبيبي والثمن الباهظ”
  8. “وفقد أحمدُ الابتسامةَ للأبد.. –فهل خطفها أصحاب الصور الجماعية؟”
  9. “لم يعد بهدية، بل عاد بنصف حضن.. علي ومأساة معاقي الحديدة”
  10. “من احتضان ميت إلى معانقة الحياة.. حسين الخشعي ومعادلة النجاح”

الحقيقة أن القصص كانت مليأة بالمفاجآت والأحداث، كما أن أبطال تلك القصص ظلوا على تواصل معنا ليخبرونا بالجديد في حياتهم سواءً على صعيد الآمال والأحلام أو على صعيد تجديد الوجع حيث أخبرنا بعضهم عن حالات إعاقات جديدة بمناطقهم حصلت أثناء العمل على السلسلة، وقالت لنا لبيبة أن والدتها تعرضت للقنص وظلت في العناية عدة أسابيع ولا ندري ما الذي جرى لها بعد ذلك.

لقد مرينا بلحظات من الوجع ونحن نستمع لبعض الشهادات ولا أستطيع وصف قسوة تلك اللحظات، لكنها مؤلمة ومفزعة وغاية في الصعوبة، صعب جداً أن يروي لك ضحية قصته ويعتقد أن بوسعك أن تقدم له شيء مادي أو أن بإمكانك أن توفر له طرف صناعي، صعب جداً أن تسمع أحدهم يبكي وهو يقول: “فقدت كل شيء ولم يعد لدي في الحياة ما أخسره لكن ما ذنب أطفالي يبقوا بلا تعليم وبلا مستقبل”، موجع جداً أن تخبرك إحداهن بالقول: “لا أستطيع النوم فديون الناس تقض مضجعي، وأحلم بلوح طاقة شمسية حتى أتمكن من الرؤية في بيتي ليلاً فأنا بغير ضوء”.

كم كان مجهد نفسياً وذهنياً ونحن نبحث عن ضحايا ليرووا لنا قصصهم ورغم أنهم كثيرون وبعشرات الآلاف لكن القليل جداً من يقبلون التحدث للإعلام خشية أن يتعرضوا لأذى لأي من أطراف الحرب.

أما النساء اللواتي أصبحن من ذوات الإعاقة بسبب الحرب فرغم أنهن دفعن ولا يزلن ثمناً مضاعفاً إلا أننا واجهنا صعوبات كثيرة في إقناعهن بالتحدث عن قصصهن لا سيما أننا نريد أن يكون جزء من سرد القصة بصوت أصحابها ما حال دون الوصول للكثير منهن.

وفي وطن مثخن بالجراح وتمزق نسيجه الاجتماعي كنا نتعرض لتحقيق مطول من بعض الأشخاص من قبيل: “من أنتم؟ ومن تتبعون؟، من أين أنتم؟، ولماذا الاتصال بي أنا تحديداً؟، ما ستكتبون لصالح من؟، ما الذي سأستفيد منكم لو قلت لكم قصتي؟”.

وأحدهم كانت إجابته صادمة ومؤلمة حيث قال لنا: “ما حصل قد حصل، ولن تستطيعوا أن تعيدوا لي ما فقدت وخلوها على الله بس” وأغلق الهاتف ورفض الإجابة على اتصالاتنا.

وختاماً نضع هذه السلسلة بين أيديكم كشهادة على فداحة الحرب في اليمن، ونأمل أن يأتي اليوم الذي يتم فيه إنصاف الضحايا والانتصار لحقوق ذوي الإعاقة عموماً.

كما نضع الدولة والمنظمات الإنسانية ومؤسسات ذوي الإعاقة أمام دورها الحقوقي والإنساني، وندعو لتبني قضية الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن منظومة حقوق الإنسان في اليمن وعدم تجاهلهم في أي حل أو تسويات مقبلة، ونتطلع إلى توسيع دائرة المناصرة لقضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بحيث يشعر الجميع أنها قضيتهم وندرك أن هذا مشوار طويل ويجب أن نضعه هدف ونسعى مع جميع المؤمنين بحقوق ذوي الإعاقة وحقوق الإنسان عموماً لتحقيقه.

بمشاركة 73 لاعبً غدا انطلاق مهرجان الالعاب البارالمبية للاشخاص ذوي الاعاقة.

خاص/

تنطلق غدا الاحد على ملاعب حديقة السبعين ‏في العاصمة صنعاء فعاليات مهرجان الالعاب البارالمبية للاشخاص ذوي الاعاقة الذي تنظمه اللجنة البارالمبية اليمنية بمشاركة 73 مشاركا يمثلون أندية وجمعيات ومراكز الأشخاص ذوي الإعاقة بأمانة العاصمة.

ويتنافس اللاعبين في 12 لعبة رياضية من الالعاب البارالمبية هي
(طائرة جلوس،وكرة سلة كراسي متحركة ، العاب قوى ، جري للمكفوفين ،كرة الهدف للمكفوفين ،كرة الريشة ،تنس ميدان ، كرة قدم لذوي الاعاقة الذهنية ، تنس طاولة ، رفع اثقال ، شطرنج مكفوفين).

وأوضح الأستاذ عبد ربه ناصر حميد أمين عام اللجنة البارالمبية اليمنية أن الاستعدادات لانطلاق هذا المهرجان الرياضي الكبير تجري على قدم وساق لما لهذا المهرجان من أهمية كبيرة في تعريف المجتمع بالالعاب البارالمبية التي يمارسها الأشخاص ذوي الإعاقة وما يمثله من ميدان للتنافس بين اللاعبين في مختلف الألعاب وبما يمكننا من اختيار اللاعبين المتميزين وإعدادهم ليكونوا ممثلين للمنتخبات الوطنية في المشاركات الخارجية.

وأضاف حميد أنه تم التنسيق والتواصل مع عدد من الجهات بهدف نجاح المهرجان الذي نأمل ان يكون تظاهرة رياضية كبيرة أبطالها الأشخاص ذوي الإعاقة التواقون للرياضة بشكل كبير
داعياً الجميع إلى التفاعل مع هذا الحدث الرياضي الهام وحضور المهرجان ومشاهدة اللاعبين وتشجيعهم أثناء المنافسة في الالعاب والتكريم.

من احتضان ميت إلى معانقة الحياة.. حسين الخشعي ومعادلة النجاح.

من احتضان ميت إلى معانقة الحياة.. حسين الخشعي ومعادلة النجاح.

“تم إنتاج هذه القصة بدعم من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الاعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين”

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

كثيرون من يتحدثون عن الطموح والإرادة.. هناك في الأدنى عند ازدحام باعة الأوهام والحلول المعلبة، هناك عند استهلاك العبارات التحفيزية المملة والمكررة والتي لا تُحدث فارقاً يُذكر.

وقليلون جداً هم الذين في القمة.. حيث لا تواكل ولا تواني، حيث سهر الليالي والتفكير في الحلول لا التوقف عند المشكلات.

قصة اليوم فريدة ومختلفة جداً وتستحق أن تروى، وقد كنت شاهداً على فصلها الأهم.

لقد كنت قبل عامين في مهمة تدريبية رفقة زوجتي لمعلمين ومعلمات على طريقة برايل للمكفوفين في محافظة شبوة جنوب البلاد، إذ أن جمعية المكفوفين هناك والتي تأسست منذ سنوات قليلة كانت تخطط لافتتاح أول مدرسة للمكفوفين في المحافظة، حيث أن ذوي الإعاقة عموماً والمكفوفين خصوصاً أقل حظاً في تلقي مختلف الخدمات أسوة بغيرهم في باقي المحافظات.

كان عدد المتدربين قرابة العشرة أو يزيدون، لكن واحداً منهم كان لافتاً للانتباه بشكل واضح اسمه “حسين محمد الخشعي” قدم نفسه على أنه خريج ثانوية وفقد بصره قبل عامين، وبنبرة صوت لا تخطؤها الأذن كان فرحاً وهو يقول: “أخيراً سأتعلم طريقة برايل وأستطيع القراءة والكتابة مرة أخرى، هذا أمر جميل سأقرأ مرة أخرى ولو بطريقة مختلفة”

خلال الثلاثة الأيام الأولى حفظ حسين جميع رموز طريقة برايل باتقان، وفي اليوم الرابع بدأت معه بشكل خاص تعليم مبادئ الكتابة على اللوح والقلم المسماري.

في بداية الأسبوع التالي وضع بين يدي ورقة ضمنها قطعة تعبيرية بسيطة يتحدث فيها عن سعادته بتعلم طريقة برايل للمكفوفين وشكره للقائمين على الدورة –احتوت القطعة على بعض الأخطاء نعم- لكن الوقت القياسي الذي تعلم فيه القراءة والكتابة بطريقة برايل كان مدهشاً.

وبنهاية الأسبوع الثاني قرأ الشاب حسين أول صفحة من القرآن الكريم بطريقة برايل، وكانت ابتسامته واضحة لو وُزعت على أشقياء الأرض لوسعتهم، حينها غالبت دمعة كادت تخونني أمام المتدربين.

ومن وقت لآخر كان المتدربون يعبرون عن إعجابهم بطموح حسين وذكائه وكيف أنه لم يستسلم لإعاقته الحديثة.

حسين يفاجئنا بقصة غير متوقعة.

وفي ذات استراحة قال لنا حسين: “المكفوفون في هذه المحافظة محرومون بشكل كبير ومن يتعلم منهم أو يحقق إنجاز فهو بدافع وجهد شخصي ويعلم الله كم من المكفوفين في منازلهم دون تعليم ودون رعاية”، وأضاف  قائلاً: “في منطقتنا حصل أن انفجر لغم بأحد كبار السن وذهب ثلاثة من الشباب لمحاولة إنقاذه، وقبل أن يصلوا إليه بأمتار قليلة انفجر بهم لغم آخر واشتعلت سيارتهم وتوفي اثنان منهم ونجا الثالث، لكنه نجا بعد أن قلعت عينه اليمنى وتلف العصب البصري في العين اليسرى فأصبح كفيفاً كلياً، ظل ذلك الشاب في المستشفى أكثر من عشرة أيام، وبعد خروجه بحث كثيراً عن العلاج دون فائدة فالعصب البصري قد تمزق تماماً”

سألنا حسين: وكيف كان شعوره بعد أن عرف أنه قد أصبح كفيفاً للأبد؟

قال حسين: “لقد دخل في حالة نفسية يرثى لها، ووجد أن الظلام يلفه من كل ناحية فلن يتمكن من مواصلة تعليمه، ولن يستطيع العمل، كما أنه لم يعد قادر على استخدام الهاتف الذي كان شغوفاً به وكان مهتم بقراءة الكتب بشكل كبير، لكن حدث تغير كبير في حياته عندما عرف لأول مرة أن المكفوفين قادرون على استخدام الهاتف والكمبيوتر من خلال برامج ناطقة، واشترى تلفوناً وزوده بالبرنامج الناطق وبدأ يتواصل مع الناس وأدرك أن هناك مكفوفين كثيرين غيره، والأهم أنه عاد لقراءة الكتب بنهم كبير بعد أن كان يحمل تسجيلات صوتية مملة لبعض الكتب”

باهتمام سألنا حسين: وأين هو الآن؟

قال حسين: “بعد تحميل البرنامج الناطق لهاتفه وكسر عالم العزلة تواصل بزملاء مكفوفين له وعرف أن هناك دورة ستقام لتعليم طريقة برايل في شبوة فلم تحمله قدماه فرحاً وعلى جناح السرعة جاء إلى هنا وهو من يحدثكم الآن”

حسين يجيب عن الأسئلة الصعبة.

صمتٌ وذهول تملك الجميع، ثم بدأت الأسئلة:

ما الذي كنت تعرف عن المكفوفين من قبل؟

“معلومات قليلة هنا وهناك وبعض الفيديوهات”

لحظة الانفجار كيف كان شعورك؟

“لقد كنت في فم الموت ومات اثنان إلى جانبي، وكان الظلام هو سيد الموقف”

ما الموقف الذي لا تنساه أثناء الحادث أو بعده؟

“عندما انفجر بنا اللغم كنا في السيارة ثلاثة أشخاص وعندما جاء المواطنون لإسعافنا كنت لا أرى شيء وبسبب وعورة الطريق وسرعة السيارة ولأني لا أرى أي شيء فقد كنت متمسك بجثة صديقي الذي كان ميتاً إلى جواري، لقد كان مشهداً قاسياً للغاية”

ما أصعب موقف مر بك؟

“لقد بحث كثيراً عن العلاج وانتقلت من طبيب لآخر ولم أكن أعلم بماهية العصب البصري وأنه إذا تلف لا يمكن العلاج، لذلك كلما يأست من طبيب انتقلت لآخر وكان لدي بصيص أمل رغم أن هناك صوت بداخلي يقول لي “إنك لن ترى أبداً” ومع ذلك استمريت في المحاولة إلى أن وصلت إلى طبيب مصري الجنسية فقال لي بصراحة: “أنت فقدت عصبك البصري ولن ترى أبداً وعليك أن تتوقف عن استنزاف أموالك بلا فائدة وعليك أن تتقبل واقعك بشجاعة” وما كان كلام الطبيب إلا صداً لصوت في أعماقي سمعته بأذني فشعرت أن الحياة أغلقت أبوابها في وجهي تماماً، لكنها أشهر وقررت أن أعيش حياتي الجديدة وأعمل على أن تكون سعيدة ومليئة بالصبر والرضى وكنت أستذكر حديث النبي محمد (ص): {من رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط}”.

رسائل واضحة ودقيقة.

وهكذا فقد استطاع حسين أن يتعلم طريقة برايل وهو الآن يستعملها بمهارة، وقرر أن يواصل مشواره التعليمي الذي كان قد توقف عنه عام 2011 بسبب الظروف التي مرت بها البلاد، فسجل في إحدى الجامعات تخصص علوم قرآن وامتحانات نهاية العام الأول على الأبواب.

ويوصي حسين زملائه ذوي الإعاقة بعبارات دقيقة وواضحة: “لا تستسلموا للظروف وإن بدت صعبة واعملوا وفق المتاح أفضل من اليأس والتوقف، اقتنصوا الفرص وأهلوا أنفسكم ولا تضيعوا أوقاتكم، ومالم تبحثوا عن أنفسكم فلن يبحث عنكم أحد”

وللدولة والمنظمات يقول حسين: “إن ذوي الإعاقة تعرضوا لتهميش كبير ويجب أن يحظوا بالرعاية والتأهيل، وعلى المنظمات أن تجعل ذوي الإعاقة ضمن اهتماماتها ولا تتجاهلهم، كما أن التعويض وجبر الضرر حق لكل مواطن تعرض للإعاقة بسبب الحرب الدائرة في البلاد”