قارئ المقال
|
خاص : محمد الشيباني /
تعتبر النظرة الدونية أحد أهم المعيقات التي تحول دون اندماج ذوي الإعاقة في المجتمع وإنجازهم لأهدافهم في الحياة. والدونية أو عقدة النقص كما يعرفها الطبيب النمساوي (ألفرد إدلر) هي:”شعور الإنسان بالنقص أو العجز العضوي أو النفسي أو الاجتماعي بطريقة تؤثر على سلوكه مما يدفع بعض الحالات إلى التجاوز التعويضي بالنبوغ والتميز وتحقيق الذات، أو إلى التعصب والإنطواء والضعة والجريمة في حالات أخرى”
لماذا قد ينظر ذوي الإعاقة لأنفسهم بدونية؟
وعلى الرغم من أن الأشخاص ذوي الإعاقة قد حققوا نجاحات كبيرة أكثر من ذي قبل وتمكنوا من قطع أشواط مهمة في الإلتحاق بالتعليم وإثبات ذواتهم إلا أنه مازال يعاني بعضهم من عقدة النقص أو النظرة الدونية لأنفسهم إما بسبب النظرة القاصرة تجاههم من قبل أسرهم أو من المجتمع الذي يعيشون فيه.فؤاد المعاين (كفيف البصر وطالب جامعي) يقول:”إن عدم توفر مقومات الحياة للمعاق بالشكل المطلوب من شأنها أن تعزز شعوره بالدونية” وبحسب فؤاد فالدونية في الأساس ناتجة عن نظرة بعض أفراد المجتمع القاصرة تجاه ذوي الإعاقة.
إلا أن المرشد الاجتماعي والنفسي –عبد الغني الضبياني، يرى أن السبب في عقدة النقص ونظرة ذو الإعاقة لنفسه بدونية تبدأ فعلياً من التعامل الخاطئ من قبل بعض أسر ذوي الإعاقة نفسها لأبنائهم، مرجعاً ذلك لأسباب لخصها: بضعف الوازع الديني وقلة الإيمان بالله مشيراًإلى الركن السادس من أركان الإيمان وهو الإيمان بالقدر خيره وشره.
ويعتقد الضبياني أن هناك دافعين لنظرة بعض الأسر لأبنائها ذوي الإعاقة بدونية هما: الدافع المادي والدافع الاجتماعي:فالأول ينتج عن اعتقاد الأسرة بعجز المعاق وأنه عالة على المجتمع لا يقدر على شيء.والأخير الاجتماعي حيث تتخوف بعض الأسر من تعييرها بابنها المعاق واهتزاز مراكزها الاجتماعية، فضلاً عن عدم إيمانهم بقدرة المعاق على تكوين أسرة.من جهتها ترى –تيسير مطر إن الجانب التعليمي والجانب الثقافي التوعوي للأسر والمجتمع يلعبان دوراً هاماً في مساعدة ذوي الإعاقة على تحقيق ذواتهم بشكل كبير،وتقول تيسير: “الكثير من الأسر لم يتلقوا تعليمهم بالشكل الجيد والأغلب تحت خط الأمية” وتضيف: “ثقافة المجتمع تؤثر سلبً او ايجابًا على الأفراد ككل فمجتمعنا مع الأسف لا يقرأ وهنا تكمن مشكلة تدني الوعي”، وتشير تيسير الى دور الإعلام في تكوين الصورة النمطية السلبية للمعاق مؤكدة على ضرورة إرتقاء الإعلام نظراً لأهميته.
من جهة أخرى يرى الناشط والإعلامي في مجال ذوي الإعاقة /مجيب قحطان، إن النظرة القاصرة قد تلاشت واندثرت بفعل ثقافة المجتمع واتجاهاته الإيجابية نحو ذوي الإعاقة مرجعاً الفضل لمؤسسات ذوي الإعاقة ووسائل الإعلام المختلفة التي أسهمت في تكوين صورة إيجابية عنهم في الآونة الأخيرة.
حلول ومعالجات.
يقول الضبياني لل-MCPD: “الحلول معروفة والوعي اهمها إلا أن هذه المعالجات تحتاج وقت طويل جدًا لتحقيق فعاليتها والوصول الى الهدف المطلوب”.الجدير بالذكر أن الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مادتها العاشرة نصت على “أن لكل إنسان الحق الأصيل في الحياة وتتخذ الدول الأطراف جميع التدابير الضرورية لضمان تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة فعلياً بهذا الحق على قدم المساواة مع الآخرين”.ويظل حق الحياة بكرامة وتكافؤ الفرص في التعليم والتأهيل والحصول على العمل والدخل الآمن والمحترم مرهون بوعي ذوي الإعاقة بحقوقهم وعملهم أفراداً ومؤسسات على اكتسابها.