قارئ المقال
|
خاص : علاء الشلالي /
تسببت الحرب التي تدخل عامها السابع في اليمن بإعاقات مفزعة لأعداد مهولة من اليمنيين الذين انقلبت حياة البعض منهم رأسا علي عقب ليعيشوا المعاناة والتعب، ورغم ذلك واجه الأشخاص ذوي الإعاقة مختلف الصعاب والمنغصات غير أبهين بها، ضرار الشرجبي واحد من أولئك الذين لم يسمحوا أن تكون الإعاقة عائقا أمام أحلامهم وطموحاتهم . فما الذي فعله ضرار؟
طلق ناري أصابه بشلل نصفي .
ينتمي ضرار لمحافظة تعز اليمنية ويبلغ من العمر 30 عاماً، بعد أن أكمل تعليمه الجامعي في تخصص الهندسة الصناعية ونظم المعلومات عام 2002، في مساء الثاني من أكتوبر 2016 كان ضرار عائدا برفقة زميله من احدى المعاهد القريبة من مدرسة زيد الموشكي بمدينة تعز عند رجوعه للمنزل الذي يقطنه تعرض لإصابة بطلق ناري إخترق جسده ، ولا يدري من أين مصدره . أسعف ضرار حينها للمستشفى ، لكن الأطباء لم يفلحوا منع الرصاصة من التسبب له بشلل نصفي سفلي ،
بعد أن تداعى أصدقائه وأقاربه وآخرين كانوا يعرفونه لمواساته وتخفيف ما أصابه، تمكن ضرار السفر خارج اليمن وتحديدا إلى الهند، وفيها أجريت له عملية تثبيت للعمود الفقري، تحسنت حالة ضرار الصحية لكن إعاقته ظلت ملازمة له حتى عودته من الهند إلى تعز .
طموح ضرار
كان الصبر والكفاح عنوان ضرار الشرجبي خلال السنوات الخمس من إصابته إلي وقتنا الحالي، وفيها لم يفقد ضرار الأمل بالله ، وفيها كان ضرار حريصا على ممارسة حياته وأن ينطلق فيها، فعمل على مواصلة دراسته الجامعية ،واستأجر منزل دور أرضي متواضع في مدينة تعز.
إشترى ضرار كرسي متحرك كهربائي،ساعده على تذلل الكثير من الصعاب، فأصبح يستطيع الخروج لشراء احتياجاته من السوق، وخدمة نفسه بنفسه.
لكن ذلك لم يكن طموح ضرار، فأتجه لتعلم مهنة تؤمن له لقمة العيش وتكون مصدر رزقه، حينها تعلم ضرار تركيب العطور وتحضير البخور وبيعها ،يقول ضرار لـ”المركز الإعلامي للاشخاص ذوي الاعاقة”:« صحيح ان تحضير وبيع العطور ليست بمهنة تدر دخل مالي كبير، لكنها تؤمن لقمة العيش وهو الأهم ازاء مانعيشه من احداث ».
تزداد حالة ضرار النفسية صلابة يوما بعد أخر، ولاينكر أنه يرغب في المشي على قدميه، لكنه مسلم لقدر الله.
يكره ضرار الحرب، ويوجه رسالته عبر”المركز الإعلامي للاشخاص ذوي الإعاقة” قائلاً: «يجب فوراً أن تأمروا بوقف الحرب، وتضعوا أسلحتكم جانبا وأن تتذكروا بأن كل شي زائل فلسنا مخلدون في الأرض فالمللك لله وحدة فبسببكم تيتم الأطفال وتدمر المنازل وترمل النساء ويفقد الكثيرون صحتهم .
وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن تبلغ حوالي 15 % من عدد السكان البالغ نحو 24 مليون نسمة بحسب آخر تعداد سكاني في العام 2004،كما تُعد اليمن من أبرز الدول العربية الموقعة على “اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”،ولديها قوانين تهدف إلى حماية الأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أن تلك القوانين لم تطبق خلال فترة الحرب الجارية، بل أن الإنتهاكات الممارسة بحق الأشخاص ذوي الإعاقة تزداد يوماً بعد أخر، بحسب مراقبين، تحدثوا لـ” MCPD”.