المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

طريقة برايل والتكنولوجيا المتاحة في اليمن.. البديل الذي لا يحل مشكلة

قارئ المقال

خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD / محمد الشيباني.


تحتفل الأمم المتحدة ومكفوفو العالم في الرابع من يناير كانون الثاني باليوم العالمي لطريقة برايل منذ عام 2019، وهو اليوم الذي يتزامن مع ذكرى وفاة لويس برايل مخترع الطريقة الذي نسبت إليه في عام 1852

يرى الكثير من المكفوفين والمتخصصين إن الثورة التكنولوجية قد حدت بشكل ملحوظ من استعمال المكفوفين لهذه الطريقة التي تعد “وسيلة للتواصل في الإعمال الكامل لحقوق الإنسان للمكفوفين وضعاف البصر” بحسب الأمم المتحدة في موقعها على الإنترنت، وفي تقرير سابق نشره المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة في يناير كانون الثاني من العام الماضي قال: “بأن المناهج الصوتية والتكنولوجيا الحديثة قد ساهمت بشكل كبير في الحد من استعمال المكفوفين لطريقة برايل, وذلك لسهولة الوصول وتذليل الإمكانيات”.

انحسار برايل، وبديل لا يفي بالغرض.

لقد أدى انتشار الهواتف النقالة والحواسيب المزودة بالبرامج الناطقة إلى انحسار استعمال طريقة برايل بين المكفوفين، كما أن عدم الاعتراف بطريقة برايل واستعمالها في مدارس الدمج والجامعات اليمنية قد أدى هو الآخر إلى عزوف أكبر للمكفوفين عن تلك الطريقة رغم أهميتها.
ومما حد من استعمالها هو اعتماد المكفوفين جزئياً على بقايا البصر وتلك مشكلة أخرى يحذر منها الأطباء ويقولون إنها قد تؤدي إلى تدهور بقايا النظر وربما فقدانه ويدعون ضعاف النظر لتعلم طريقة برايل.

وعن التكنولوجيا كبديل لطريقة برايل يقول –عبد الرزاق السباك، مدرب برايل في مركز النور للمكفوفين: “إن التكنولوجيا مهما بلغ تطورها وتعددت خياراتها إلا أنها لا يمكن أن تحل مقام طريقة برايل على الإطلاق”، ويعتقد السباك أن برايل كطريقة للكتابة والقراءة هي الوسيلة الأمثل للاستخدام في القاعات الدراسية وفي أي مكان، وأن الكفيف يمكنه القراءة بكل خصوصية ودون ازعاج لأحد على خلاف المواد المسجلة صوتية، فضلاً عن عدم إيفاء المواد الصوتية بالغرض في كل المواقف مثل الإلقاء أمام الجمهور في المحاضرات أو الدروس والتدريب وغير ذلك على حد قوله.

أسعار باهظة.. وتجاهل وعدم اعتراف.

يتم استيراد أدوات القراءة والكتابة التي يستعملها المكفوفون من الخارج بأسعار باهظة جداً لاحتكار صناعتها وعدم اهتمام التجار بتوريدها، بالإضافة لعدم اتجاه الدولة ومؤسسات المكفوفين لإنتاجها محلياً رغم بساطة تكاليف إنتاجها بحسب المهتمين.
وتحدث مجموعة من الطلاب والمعلمين المكفوفين إلى المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة عن أسباب عزوف المكفوفين عن استخدام طريقة برايل مرجعين الأمر إلى جملة من الأسباب منها:

• غلاء أسعار وسائل الكتابة والقراءة مقارنة بالهواتف المحمولة والبرامج الناطقة المجانية التي تحمل على الهواتف والحواسيب بسهولة.

• عدم طباعة المقررات الجامعية بطريقة برايل والاكتفاء بطباعة المرحلتين الثانوية والأساسية بسبب ثبات المقررات على خلاف الجامعة.

• عدم استخدام طريقة برايل في مدارس الدمج في الواجبات وأداء الامتحانات، وعدم الاعتراف بها نهائياً في الجامعات.

ويرى نشطاء مكفوفون ومختصون أن مؤسسات ذوي الإعاقة البصرية تتساهل في إلزام الطلاب المكفوفين بطريقة برايل وربما لجأت لامتحانهم شفوياً.

اختلاف في التقييم، وعدم اتفاق على الحلول.

يتفق الجميع على تشخيص المشكلة، لكنهم يختلفون في تقييمها ووضع الحلول المناسبة لها، يقترح –عبد العزيز الحداء، معلم لغة عربية في مركز النور للمكفوفين بصنعاء اعتماد طريقة برايل مادة أساسية وإجبارية في مراكز المكفوفين إلى جانب باقي المواد لمواجهة العزوف المتزايد للمكفوفين عن طريقة برايل، ودعا الحداء مؤسسات المكفوفين لتحمل مسؤوليتها ومواجهة هذه المشكلة بالدراسة والخروج بحلول عملية.

من جهته يقول –يحيى الدروبي، وكيل مركز النور للمكفوفين: “أن طريقة برايل جزء من اهتمام معلمي اللغة العربية لدينا، وهناك صعوبة تحول دون جعل طريقة برايل مادة مستقلة فهي تحتاج لأمور كثيرة منها تفريغ معلمين متخصصين لهذا الغرض”، وحول انتقال الطلاب من صفوف لأخرى رغم عدم إجادتهم لطريقة برايل قال الدروبي: “هذه النقطة فيها تفاصيل كثيرة مثل الطلاب الملتحقين بالمركز ممن فقدوا بصرهم مؤخراً، ومن توجد لديهم مشاكل صحية متعلقة بالشحنات الكهربائية التي تؤثر على القدرات اللمسية وغيرها من المشاكل، وتغلباً على تلك المشاكل فإن المركز يخصص لهم دورات إضافية مكثفة على أيدي أمهر المعلمين المتخصصين.”

على الرغم من اتفاق الكثير على أن ضرورة سحب المناهج الصوتية واستبدالها بطريقة برايل هو الحل الناجع كما جاء في التقرير السابق للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة وكذا تفعيل الاختبارات بطريقة برايل إلا أن هناك أصوات أخرى لا ترى هذا حلاً مناسباً، فبحسب مسعودة الدبيس مسؤول الدمج في جمعية الأمان لرعاية الكفيفات فإن الإمكانيات لا تسمح باعتماد الاختبارات بطريقة برايل نظرا لعدم توفر الاستراتيجية المناسبة التي تعنى بها وزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالشراكة مع الجمعيات المختصة بالمعاقين بصرياً, بالإضافة إلى الصعوبات التي يواجها البعض من الطلاب عند تعلم طريقة برايل جراء إعاقاتهم المتأخرة غالباً.