قارئ المقال
|
خاص : المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة (MCPD)
تعتبر الخدمة الإجتماعية في مجال رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة أحد مجالات الخدمة الاجتماعية , وتعبر عن جهود مهنية يمارسها الأخصائي الاجتماعي مع ذوي الإعاقة وبيئاتهم المحيطة بهدف مساعدتهم وأسرهم ، على التكيف مع أنفسهم ومع مجتمعهم بالاشتراك مع فريق العمل بالمؤسسة التي تقدم خدمات للأشخاص ذوي الإعاقة , لتجعلهم أكثر قدرة على الاستقلال واعتماداً على أنفسهم .
وعلى الرغم من أن الخدمة الإجتماعية دخلت حديثا إلى اليمن ، وما تواجهه من تحديات واحتياجات لتطويرها وتحسين مستواها , إلا إن محور حديثنا عبر صفحة المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة , هو إقرار مادة مستقلة ضمن مقررات المنهج الدراسي بالتوصيف الجديد , بمسمى ( الخدمة الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة) , المزمع تدريسها بقسم الخدمة الاجتماعية بكلية الآداب بجامعة صنعاء للعام الدراسي (2020-2021م ).
نشأة الخدمة الاجتماعية في اليمن .
تحدث الأستاذ “طلعت حسن” معيد قسم الخدمة الإجتماعية بكلية الآداب جامعة صنعاء لــــ MCPD عن البداية الأولى للخدمة الإجتماعية في اليمن قائلاً : أن تعليم الخدمة الإجتماعية في اليمن يعتبر حديث العهد ، حيث أنشئ أول قسم للخدمة الإجتماعية في جامعة عدن عام ( 2001-2002م ) ، ثم أنشئت شعبة الخدمة الإجتماعية في قسم علم الاجتماع بجامعة صنعاء عام (2003 – 2004م ) وبدأت الدراسة في الشعبة كتخصص جديد ، وتخرجت أول دفعة من قسم الخدمة الإجتماعية في جامعة عدن وشعبة الخدمة الإجتماعية بقسم الاجتماع في جامعة صنعاء عام (2004- 2005م ).
تأسيس قسم الخدمة الإجتماعية بجامعة صنعاء.
يقول الأستاذ “طلعت” انه ومع تزايد الإقبال في أعداد الطلاب ونتيجة لما أظهرته الحاجة الأكاديمية إلى ضرورة تحويل الشعبة إلى قسم مستقل وعمل خطة دراسية للقسم وفقاً لنظام تعليم الخدمة الإجتماعية في الأقسام المماثلة على صعيد الوطن العربي ، وفي ضوء التقييمات الدورية لأداء الشعبة من قبل منظمة اليونيسيف فقد أوصى أخر تقيم للشعبة في 2007م بأهمية تحويل شعبة الخدمة الإجتماعية بجامعة صنعاء إلى قسم ، وتم صدور قرار رئيس الجامعة بتحويل شعبة الخدمة الاجتماعية إلى قسم مستقل عن قسم علم الاجتماع و تعديل اللائحة القديمة بلائحة جديدة طبقت اعتباراً من العام الجامعي 2007-2008م , مضيفاً انه ونظراً للاحتياج المجتمعي لهذا التخصص في اليمن تم افتتاح قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة العلوم والتكنولوجيا حضرموت في عام 2007م وقسم علوم الخدمة الاجتماعية وتنمية المجتمع في جامعة خاصة جامعة المستقبل بصنعاء في العام 2011م .
مـــادة الــخـدمـة الاجـتمـاعية للأشـــخاص ذوي الإعـــاقة .
مع إعلان جامعة صنعاء الانتهاء من عملية توصيف البرامج والمقررات الدراسية في كافة كلياتها الطبية والهندسية والعلوم الإدارية والإنسانية والشروع بتنفيذها بدءً من العام الجامعي 2020 – 2021 كما جاء في موقع الجامعة , كان للأشخاص ذوي الإعاقة نصيبا من هذا التوصيف بإدراج مادة دراسية ضمن مواد قسم الخدمة الإجتماعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية , كمقرر دراسي على طلاب المستوى الثالث للفصل الدراسي الثاني .
حول هذه المادة ومضمونها تواصلنا في الـــ MCPD مع الدكتورة “سكينة احمد هاشم” رئيس قسم الخدمة الإجتماعية ونائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية لشؤون الخدمة الاجتماعية , وأستاذ مادة (الخدمة الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة) .
وتشير الدكتورة “سكينة” أن من ضمن التوصيات في التوصيف الجديد , أن يكون هناك بحوث ميدانية يتم تخصيصها لآليات التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة ومناقشتها مع ذوي الاختصاص في مؤسسات ذوي الإعاقة وصندوق المعاقين والخروج بمجموعة من الحلول والتوصيات تهتم بالأشخاص ذوي الإعاقة .
أهــمية الــمـادة مــن وجــهـة نظر الدارسين .
على أساس أن هذا المقرر كان ضمن مقرر يسمى الخدمة الإجتماعية في المجال الطبي ورعاية ذوي الإعاقة , أصبحت الآن مادة مستقلة في إشارة إلى اهتمام كبير بالأشخاص ذوي الإعاقة , ونتيجة لعدم إعطائهم القدر الكافي من الاهتمام اتجهت الخدمة الإجتماعية نحو إعطائهم مقرر مستقل يتضمن التعامل معهم على أسس وآليات منهجية كما عبر طلاب من قسم الخدمة الاجتماعية للـــ MCPD
“احمد الاديمي” طالب بالمستوى الثالث يقول : ” تعد هذه الخطوة من أهم الخطوات التي واجهناها بمزيد من الترحيب , كون الأشخاص ذوي الإعاقة شريحة من المجتمع يجب على أخصائي الخدمة الاجتماعية العمل عليها ” داعيا “الاديمي” مؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة إلى التعاون والتنسيق المستمر مع الأخصائيين وإتاحة كل التسهيلات اللازمة من أجل تقديم الخدمة الاجتماعية بالشكل المطلوب , ويضيف ” أن من الصعوبات التي نواجهها هو عدم التعاون أحيانا من مسئولي المراكز والمؤسسات الخاصة بذوي الإعاقة من أجل توفير المعلومات أو التسهيلات اللازمة لنا كطلاب خدمة اجتماعية “
أما الطالبة “تاج نعمان” مستوى ثالث تقول: ” كون الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر ضرر خاصة مع الوضع الراهن وتزايد نسبة الإعاقة , لابد أن تكون هناك مادة أساسية , وكون عمل الأخصائي الاجتماعي يتركز مع من هم أكثر تضرر من شرائح المجتمع , وتتمنى “تاج” أن يكون هناك دورات لتعلم لغة الإشارة ليسهل التعامل والتواصل مع الأشخاص الصم وهذه نقطة مهمة جدا يجب أن يلتفت لها , تختم “تاج” حديثها معنا بعبارة “يجب الاعتراف بالاخصائيين باعتبارهم أطباء روح
لغة إشارة الصم من أنشطة قسم الخدمة الاجتماعية
حول تساؤل توجه به الـــ MCPD للدكتورة “سكينة هاشم” من خلال ماطرحه بعض الطلاب من وجود صعوبة في التواصل والتعامل مع الأشخاص الصم لعدم معرفتهم بلغة الإشارة الخاصة بالصم ؟ أجابت الدكتورة “سكينة” انه سيكون هناك دورات لتعلم لغة الإشارة , إضافة إلى إكساب الطلبة مهارات التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة
من جهته أكد فواز علوان الامين العام لجمعية رعاية وتأهيل الصم للـــ MCPD ، بأنهم في جمعية الصم لا يرون مانعا بالتنسيق المشترك مع قسم الخدمة الإجتماعية وترتيب اقامة دورات في لغة الإشارة لطلاب قسم الخدمة الإجتماعية .
وبهذا التوجه المميز الذي انفرد به قسم الخدمة الإجتماعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة صنعاء ، يبقى الأمل المنشود من الجامعات والكليات الحكومية و الخاصة، إستحداث الأقسام المتخصصة في مجال تأهيل ذوي الإعاقة ووضع المواد التربوية الخاصة بهم وفقا لما اكدته المادة ( الفقرة (ه) من قانون رعاية وتاهيل المعاقين رقم (61)لسنة 99 .