المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

هل فشلت الدراما العربية في تناول قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة..؟

صورة للوكيشن تصوير الأفلام والمسلسلات
قارئ المقال

متابعات : المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة / MCPD

هل أنصفت السينما والتلفزيون العربي قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ؟وهل استطاعت الدراما العربية تقديم شخصيات ذوي الإعاقة بشكل لائق؟
رغم تناول السينما والتلفزيون العربيتين في العديد من الأعمال قصص نجاح وامتياز فئات كثيرة من المجتمع إلا أنها غفلت عن تقديم نماذج عن نجاح أو تميز لأشخاص ذوي الإعاقة في المجالات الرياضية أو العلمية أو الاجتماعية .
المتابع للأعمال العربية سواء تلفزيون او سينما يلاحظ ان الدراما العربية ركزت على السخرية والاستهزاء بشريحة الأشخاص ذوي الإعاقة وصوّرتهم على أنهم عبء يضاف إلى قائمة الأعباء الحياتية التي لا تنتهي.

لماذا لا توجد أدوار رئيسة للأشخاص ذوي الإعاقة؟

لا يختلف أثنين أن شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة هم أشخاص فاعلين ومتفاعلين في المجتمع و أنهم جزء حقيقي وموجود في الحياة، ولا يخلو حي أو مجمع سكني من واحد.
لذلك وجب ان نراهم في كثير من الأدوار الرئيسية في الدراما العربية ,لماذا لا يحدث هذا ,يبدو ان الحسابات التجارة والربحية حاضرة في كل عمل من تلك الأعمال القائمة على الربح السريع .
في السينما كما في الدراما، لم تفرد تلك الوسائل المساحات الكافية للفت النظر إلى هذه الشريحة من المجتمع ,بل عملت على تكريس النقص، وجعل الظهور للأشخاص ذوي الاعاقة أما وسيلة للضحك والاستهزاء ، أو جعله مثير للشفقة لعدم إمكانية أن يعيش كانسان طبيعي، وحتى الأفلام التي تطرقت لقضية الإنسان ذو اعاقة لم تسعده، بل تجعل منه إنسان مستغل أجتماعيا وغير مندمج وباحث عن الأنتقام.

دور الدراما في تحفيز الشخص ذو الإعاقة

أصبح الجمهور المتلقي يأخذ قناعاته من السينما والتلفزيون ويعتبرها صور حقيقية، كل هم الأنسان ذو اعاقة ان يصبح انسان عادي كي يتقبله المجتمع، فتأتي السينما والتلفزيون وتجعل منه انسان ناقص، وتصوره على أنه من غير الممكن ان يصل لمرتبة الأنسان العادي، فتقفل بوجه باب الأمل وتزيد من محنته، نحتاج إلى سينما وتلفزيون تهتم بالقضايا الإنسانية، فالشخص ذو اعاقة يحتاج الكثير من الدعم كي يندمج بالمجتمع، وهذا واجب أنساني نبيل يجب ان تأخذه تلك الوسائل بعين الأعتبار.

تلعب الدراما دورا مهما في حياة المجتمعات من خلال إبراز القيم الإيجابية في المجتمع من محبة وتقدير، وحقوق وواجبات، وتعمل على إبراز دور الخيال والواقع في طرح الحلول المناسبة للمشكلات، ووجب على القائمين عليها أن يهتموا أكثر بمجتمع ذوي الاعاقة فهو غني ومتنوع، ففيهم الذكي والمتميز والمبدع.

اذا أردنا القاء نضرة على اعمال التلفزيون والسينما ففي واقع الحال غالباً ما تصور تلك الأعمال الأشخاص ذو الإعاقة بطرق متعددة لكنها تتفق على وحدة المضامين, فهي إما تصوره (لصاً) أو عضواً في عصابة إرهابية.

كما تعمد معظم المحطات التلفزيونية إلى تقديم الأشخاص ذو الإعاقة الذين تلتقيهم في مناسبات مختلفة بصورة هامشية مما يرسخ في الأذهان وبطريقة غير مباشرة الفارق الثقافي والاجتماعي بينهم وبين الآخرين ، وحتى في حالة التناول التي يقصد بها نوع من التعاطف الإنساني معهم نتلمس نوعا من التقديم الفني المعتمد على استدرار العطف اكثر من ابراز الصورة الحقيقية او الانسانية لهم .
لا تأخذ الكثير من وسائل الأعلام اليوم بعين الاعتبار مشاعر الأشخاص ذوي الاعاقة فهمي غالباً ما تستخدم مفردات في البرامج الدرامية او البرامج الحوارية تسيئ لهم وتصف الاشخاص السلبيين بـ ( العجزة , العميان, الاطرش, الاخرس, العالة) وغيرها من المفردات التي تستخدم العاهة الطبيعية بشتم الأخر دون الالتفات لألاف الأشخاص ذوي الذي يشاهدون او يتابعون هذه البرامج ومن هنا يمكن للصورة أن تلعب دورا محوريا في توجيه سلوك الأفراد كما انها وسيلة فعالة لتوجيه أهدافهم واتجاهاتهم داخل المجتمع وذلك لعدة أسباب يلخصه

نحتاج من الإعلام أن يقدم فن إنساني لا يقلل من شأن أي مواطن لاعتبارات التسويق والتسفيه، ونطالب برقابة حكومية على المسرح والتلفزيون والسينما يمنع عرض المادة التي تقلل من الأشخاص ذو الاعاقة، وكذلك على الأعلام التصدي لأي مادة فنية تهاجمهم.

تصحيح المفاهيم الخاطئة

تقع على وسائل الأعلام والسينما والتلفزيون مسؤولية كبيرة لتصحيح المفاهيم ألمغلوطة والأحكام الجائرة على الأشخاص ذوي الاعاقة بحيث تبتعد عن وصفه على انه إنسان ذو عطل دائم، وانه مجرد إنسان مريض ومثير للشفقة ومكتئب، ويغلب عليه الصمت، والسلبية تلازمه، وهي صورة غير حقيقية رسمتها السينما والتلفزيون والمسرح في عقول الناس .

القيم الإنسانية تدعونا للوقوف مع الانسان ذو الاعاقة، لكن مع الأسف يعمل التلفزيون والسينما على الحط من كرامة الانسان المعاق، فتجعل منه أضحوكة في كل المشاهد التي تعرضها! أو تجعل منه انسان مريض نفسيا، أو شخص قليل القدر، وينظر للدنيا بعين سوداوية! هكذا يتم تصويره للناس وهي صورة مشوهة .
على صناع الفن التركيز على الانعكاسات السلبية لدى المتلقي من ذوي الاعاقة، فعندما يشاهد الافلام والمسلسلات والبرامج وهي تنتقص من كيانه وشخصيته ! كيف يمكن أن يتقبل الناس ذو الاعاقة هذه النضرة السلبية .