السنة: 2021
خاص : سحر علوان /
في تقرير سابق للMCPD بعنوان : ( قصف ونهب وحريق لمراكز ذوي الإعاقة) تحدث مسؤولون عن تضرر مراكزومؤسسات ذوي الإعاقة جراء الحرب بشكل مباشر،وفي هذا التقريرسنتناول الأضرار غير المباشرة التي تعرضت لها هذه المؤسساتتقول منال الأشول رئيس جمعية السعيدة للفتيات الصم لل:MCPD إن أنشطة المركز المتعدده توقفت، على الرغم من كونه أول مركز رياضي للفتيات الصم في اليمن, وكان يضم أول فريق رياضي نسوي لكرة الطائرة، وكذلك نشاطات يومية رياضية متعدده و يرعى برنامج تأهيل الطلبة الصم للدراسة في الجامعات والمعاهد، بالإضافة للنزول الميداني للأرياف وتأهيل الصم من الكبار في المناطق الريفية، وأنشطة المركز التي تعددت بين معامل الكمبيوتر ومركز الأشغال اليدوية، وبحسب منال الأشول جميعها توقفت بسبب الحرب.
أما عن نشاط المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد بصنعاء والتي تعد الأولى في مجالها بحسب أحلام الرياشي المدير التنفيذي للمؤسسة فقد توقفت الأنشطة لأسباب أهمها الحرب وارتفاع أسعار المشتقات النفطية وقلة الإيرادات.وتقول أحلام : (كما أننا لم نعاني وحدنا فهناك مراكز أخرى تعنى بذوي اضطراب التوحد في أماكن أخرى أغلقت تماماً)
وتضيف أحلام للأسف الشديد أثرت الحرب على الجميع لكن التأثير كان أكثر على ذوي الإعاقة وعلى وجه الخصوص ذوي التوحد حيث توقف صندوق رعاية وتأهيل المعاقين عن مدنا بأي ميزانية منذ عام 2017 مما أثر على مجمل خدماتنا علاوة على ذلك فمعظم ذوي الإعاقة من الأسر المعدمه التي ليس بوسعها دفع الرسوم.
وهذا بدوره أدى إلى انقطاع الكثير من الأطفال عن الجلسات العلاجية والتدريبية مما عرضهم لانتكاسات كبيرة ، ومع الأوضاع الراهنه توقفنا عن تقديم الخدمات لفئة الشباب كون الخدمات لفئة الشباب لا تقتصر على الجانب الاكاديمي بل هناك خدمات مهنية ورياضية وغيرها وليس لدينا الإمكانيات كالسابق لتوفيرها).
عن الدور الحكومي ودور المنظمات الإنسانية في تبني الوضع للمؤسسات ومراكز ذوي الإعاقة تقول أحلام : للأسف الدور الحكومي مفقود والدور الوحيد للحكومة كان عبر صندوق رعاية وتأهيل المعاقين ولكنه رفع يده عن الاطفال ذوي اضطراب التوحد، أما عن دور المنظمات ضعيف جداُ لا يكاد يذكر اللهم فقط ما قامت به بعض المنظمات من عمل للمسامحات الآمنة بشكل محدود وحتى هذه للأسف توقفت بسبب جائحة كورونا العام الماضي.
إلا أنه وبحسب حسن عردوم المسؤول الإعلامي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين أن الصندوق يدعم نشاطات المؤسسات والمراكز مكتملة الوثائق والشروط والمده الزمنية، فيما تستبعد موازنة الصندوق المراكز حديثة الإنشاء وغير مكتملة الوثائق.
من جهته يرى عثمان الصلوي رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين في تصريحات سابقة له لموقع DW الألمانية) :أن هناك الكثير من الصعوبات والمشاكل التي تواجه ذوي الاعاقة، أهمها توقف عمل مراكز الرعاية المتخصصة بالتدريب والتأهيل، الذي ألقى بضلاله على توقف الخدمات الطبية والعلاجية للمعاقين، فهناك أكثر من 350 مركزاً ومنظمة ومعهد خاص توقف في اليمن بعد نشوب الحرب وانقطاع الموارد.
وبين حديث الجمعيات عن توقف النفقات والأنشطة وتعرقل المعاقين وتأكيد صندوق المعاقين على أنه مستمر بدفع النفقات، يظل الأشخاص ذوي الإعاقة هم الضحية
فيما يجري.
أهمية الرياضة للأشخاص ذوي الإعاقة
أمور اعتيادية يمارسها ذوي الاعاقة ، ولكن ؟!
خاص : محمد الشيباني /
تعتبر النظرة الدونية أحد أهم المعيقات التي تحول دون اندماج ذوي الإعاقة في المجتمع وإنجازهم لأهدافهم في الحياة. والدونية أو عقدة النقص كما يعرفها الطبيب النمساوي (ألفرد إدلر) هي:”شعور الإنسان بالنقص أو العجز العضوي أو النفسي أو الاجتماعي بطريقة تؤثر على سلوكه مما يدفع بعض الحالات إلى التجاوز التعويضي بالنبوغ والتميز وتحقيق الذات، أو إلى التعصب والإنطواء والضعة والجريمة في حالات أخرى”
لماذا قد ينظر ذوي الإعاقة لأنفسهم بدونية؟
وعلى الرغم من أن الأشخاص ذوي الإعاقة قد حققوا نجاحات كبيرة أكثر من ذي قبل وتمكنوا من قطع أشواط مهمة في الإلتحاق بالتعليم وإثبات ذواتهم إلا أنه مازال يعاني بعضهم من عقدة النقص أو النظرة الدونية لأنفسهم إما بسبب النظرة القاصرة تجاههم من قبل أسرهم أو من المجتمع الذي يعيشون فيه.فؤاد المعاين (كفيف البصر وطالب جامعي) يقول:”إن عدم توفر مقومات الحياة للمعاق بالشكل المطلوب من شأنها أن تعزز شعوره بالدونية” وبحسب فؤاد فالدونية في الأساس ناتجة عن نظرة بعض أفراد المجتمع القاصرة تجاه ذوي الإعاقة.
إلا أن المرشد الاجتماعي والنفسي –عبد الغني الضبياني، يرى أن السبب في عقدة النقص ونظرة ذو الإعاقة لنفسه بدونية تبدأ فعلياً من التعامل الخاطئ من قبل بعض أسر ذوي الإعاقة نفسها لأبنائهم، مرجعاً ذلك لأسباب لخصها: بضعف الوازع الديني وقلة الإيمان بالله مشيراًإلى الركن السادس من أركان الإيمان وهو الإيمان بالقدر خيره وشره.
ويعتقد الضبياني أن هناك دافعين لنظرة بعض الأسر لأبنائها ذوي الإعاقة بدونية هما: الدافع المادي والدافع الاجتماعي:فالأول ينتج عن اعتقاد الأسرة بعجز المعاق وأنه عالة على المجتمع لا يقدر على شيء.والأخير الاجتماعي حيث تتخوف بعض الأسر من تعييرها بابنها المعاق واهتزاز مراكزها الاجتماعية، فضلاً عن عدم إيمانهم بقدرة المعاق على تكوين أسرة.من جهتها ترى –تيسير مطر إن الجانب التعليمي والجانب الثقافي التوعوي للأسر والمجتمع يلعبان دوراً هاماً في مساعدة ذوي الإعاقة على تحقيق ذواتهم بشكل كبير،وتقول تيسير: “الكثير من الأسر لم يتلقوا تعليمهم بالشكل الجيد والأغلب تحت خط الأمية” وتضيف: “ثقافة المجتمع تؤثر سلبً او ايجابًا على الأفراد ككل فمجتمعنا مع الأسف لا يقرأ وهنا تكمن مشكلة تدني الوعي”، وتشير تيسير الى دور الإعلام في تكوين الصورة النمطية السلبية للمعاق مؤكدة على ضرورة إرتقاء الإعلام نظراً لأهميته.
من جهة أخرى يرى الناشط والإعلامي في مجال ذوي الإعاقة /مجيب قحطان، إن النظرة القاصرة قد تلاشت واندثرت بفعل ثقافة المجتمع واتجاهاته الإيجابية نحو ذوي الإعاقة مرجعاً الفضل لمؤسسات ذوي الإعاقة ووسائل الإعلام المختلفة التي أسهمت في تكوين صورة إيجابية عنهم في الآونة الأخيرة.
حلول ومعالجات.
يقول الضبياني لل-MCPD: “الحلول معروفة والوعي اهمها إلا أن هذه المعالجات تحتاج وقت طويل جدًا لتحقيق فعاليتها والوصول الى الهدف المطلوب”.الجدير بالذكر أن الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مادتها العاشرة نصت على “أن لكل إنسان الحق الأصيل في الحياة وتتخذ الدول الأطراف جميع التدابير الضرورية لضمان تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة فعلياً بهذا الحق على قدم المساواة مع الآخرين”.ويظل حق الحياة بكرامة وتكافؤ الفرص في التعليم والتأهيل والحصول على العمل والدخل الآمن والمحترم مرهون بوعي ذوي الإعاقة بحقوقهم وعملهم أفراداً ومؤسسات على اكتسابها.