السنة: 2021
أولوية العمل لذوي الاعاقة في المؤسسات الخاصة بالاعاقة
خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD
انطلقت صباح اليوم السبت فعاليات مؤتمر محاكاة الأمم المتحدة النموذج الأول في اليمن التي تنظمه مؤسسة عدالة للتنمية القانونية بالتعاون مع الأمم المتحدة بمنتجع الرمادة السياحي بمدينة المكلا عاصمة حضرموت، حيث يشارك في المؤتمر حوالي 100 شاب من بين 1605 من الشباب المتقدمين بحسب عمر باوزير المدير التنفيذي لمؤسسة عدالة للتنمية القانونية ، ويهدف مؤتمر محاكاة الأمم المتحدة بحسب المنظمين له إلى التعرف على كيفية عمل أجهزة الأمم المتحدة وطرق عملها واكتساب خبرات دولية في صنع القرار وإدارة الأزمات .
وقد أكد عمر باوزير في المؤتمر الصحفي الذي عقدته مؤسسة عدالة للتنمية القانونية صباح الأربعاء الماضي على أن هذا المؤتمر يعقد في الكثير من دول العالم لكنه المؤتمر الأول من نوعه في اليمن، مشيراً إلى أن التحضيرات للمؤتمر كانت جارية منذ شهر يوليو آب 2020 أي منذ ستة أشهر تقريباً.
هذا وقد تلقى المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCBD ممثلاً برئيس المركز دارس البعداني دعوة حضور من مؤسسة عدالة للتنمية القانونية كضيف شرف وعضواً في اللجنة الإعلامية للمؤتمر . وقد عبر دارس البعداني عن أهمية انعقاد مثل هذا المؤتمر وإشراك الأشخاص ذوي الإعاقة فيه مؤكداً على أنه سيعمل على تمثيل الأشخاص ذوي الإعاقة وتبني قضاياهم إما لنقاشها خلال المؤتمر أو لرفع توصيات للمؤتمرات الأخرى، وعبر البعداني عن شكره لمؤسسة عدالة على حرصها على مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة وتمثيلهم لافتاً إلى أن ذوي الإعاقة جزء مهم من المجتمع وإن تهميشهم في أي فعاليات يتنافى والتوجهات العالمية الحديثة وخصوصاً بعد إقرار الأمم المتحدة لاستراتيجية إدماج منظور الإعاقة في ديسمبر كانون الأول الماضي وتقييم مدى التزام المنظمات والهيئات بإشراك ذوي الإعاقة في التخطيط والتنظيم وتهيئة البيئة والتجهيزات اللوجستية التي تكفل للأشخاص ذوي الإعاقة مشاركة كاملة وغير منقوصة أسوة بالآخرين.
وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر محاكاة الأمم المتحدة النموذج الأول في اليمن سيناقش في الدورة الأولى هذا العام مواضيع جهود تعزيز السلام الدولي ومكافحة الإرهاب، إلى جانب الاحتياجات الإنسانية في مناطق النزاعات، ومستقبل العالم بعد جائحة كوفيد 19، فضلاً عن المسؤولية الوطنية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر والتي يفترض الانتهاء من تحقيقها بحلول العام 2030-م.
خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة (MCBD). إبراهيم محمد المنيفي .
لحظة… انظروا معي إلى هناك ، فثمة ظل يقترب منا بهدوء، انهضوا لتنظروا معي – ماذا رأيتم؟ امرأةٌ مقعدةٌ على كرسي متحرك ما الملفت في الأمر قد تجيبون ببرود. لكن بطلتنا لا تعتبره مجرد كرسي متحرك بل عرشاً تتربع عليه .
هل قالت ذلك ؟ لا لم تقل ذلك بل فعلت. كيف؟ حسناً سأجيبكم أو دعوا صاحبة الشأن ستجيبكم بنفسها فتفضلوا معي لنسمعها.
من أنتي سيدتي؟ وما قصة الإلهام التي يمكننا أن نرويها عنك في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة لتكون نبراساً لأجيالنا القادمة؟
أنا: صباح محمد قائد العتبي ، من صنعاء، من ذوات الإعاقة الحركية، بكالريوس إدارة أعمال وبطلة السيدات ذوات الإعاقة في لعبة الشطرنج، سأحدثكم عن نفسي بأكثر تفصيلاً، ولكن اسمحوا لي بعض الوقت لأذاكر لعمار في الصف السادس بعض دروسه، وأساعد إسراء في الصف الرابع في حل واجب الرياضيات، وأيضاً حتى أحضر آلاء ذات العام الواحد لتنام فلا تقطع أفكاري، وحينها سيكون زوجي ياسر بجانبي كما تعودت دائماً أن يكون معي فهو زوجي وسندي.
إذاً بطلت قصتنا مرتبطة وعمار وإسراء وآلاء هم أبنائها؟
طفولة بمرارة اليتم. ولدت صباح العتبي في العاصمة صنعاء، وكمعظم العظماء عاشت طفولتها يتيمة الأب فقد توفي والدها رحمه الله وعمرها سبعة أشهر فقط. أصيبت صباح بحمى شوكية أصبحت على إثرها معاقة حركياً على كرسي متحرك. وتتحدث صباح عن أسرتها بكل حب واعتزاز وتخص والدتها بالذكر والدعاء فلقد عاشت في كنف أسرتها حياةً جميلة وعاشت تفاصيل طفولتها كباقي أخوانها لا تشعر بكثير فرق بينها وبينهم. ولكن كيف لطفلة من ذوي الإعاقة ألا تشعر بالتمييز وقهر الاستثناء بسبب الإعاقة في مجتمع يعاني الفقر والحروب المستمرة وعدم الاهتمام بذوي الإعاقة على حد تعبير صباح.
صباح تتعلم رغم الحواجز والعوائق. بادرت والدة صباح المثالية بتسجيل ابنتها المعاقة ذات الخمس سنوات في أقرب مدرسة من المنزل، ولكن صباح الطموحة وقفت باب المدرسة منكسرة بعض الشيء وهي اليوم لا تتذكر شقاوة الأطفال ولا وجوه بعض المعلمات بل تتذكر تلك الفصول المرتفعة والدرج والسلالم التي وقفت حائلاً أمام كرسي صباح المتحرك فاضطرت للتسجيل منازل وتذهب إلى المدرسة للاختبار فقط، واستمر ذلك الحال حتى الصف السادس، بعدها التحقت صباح بجمعية المعاقين حركياً والتي تتحدث عنها بكل إيجابية كيف لا وهي المكان المهيئ نفسياً وبيئياً لها ولرفاقها الأطفال ذوي الإعاقة الحركية، ثم انتقلت صباح في الإعدادية والثانوية لمدارس الدمج، والدمج هي المرحلة التي تتحدث عنها صباح بوجع فقد أصبحت فتاة أكثر إدراكاً ونضجاً فهي ترى أنصاف النظرات لها بعض الأحيان والأعين المحدقة إليها أحياناً أخرى، كما كانت تتحاشى أن ترى فتاة بجانبها جاءت لتساعدها فإذا بها دون قصد تحبطها بدموعها المتعاطفة التي كانت ولا تزال صباح المثابرة ترفضها وترفض أن يعامل ذوي الإعاقة بشفقة ورحمة وتطالب أن يعامل ذوي الإعاقة بتقدير واحترام وتهيئة للبيئة فقط. . وفي الجامعة انتقلت صباح لكلية الإدارة قسم إدارة الأعمال حاملةً همها وهمتها لتوصلها إلى بر الأمان حيث تخرجت من الجامعة عام 2007 وتوظفت في إدارة الأحوال المدنية.
صباح تضع بصمتها وتتميز .
درست صباح المرحلة الإساسية فالثانوية فالجامعة وتوظفت ، و لكن الكثيرات يفعلن ذلك وصباح امرأة لا تحب الازدحام بل تحب أن تكون حين يكون القليل (أنها القمة) فالكثيرون يزدحمون في الأسفل، فحصلت صباح على الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب، ولكن كان المنعطف والتميز الحقيقي في خوضها لمجال رياضة النساء ذوات الإعاقة وبالتحديد لعبة الشطرنج، حيث تميزت فيها وأصبحت تُعرف بين بعض ذوي الإعاقة بملكة الشطرنج اليمنية، فقد حازت صباح العتبي على المركز الأول على مستوى الجمهورية في لعبة الشطرنج للشرطة النسائية عام 2014، وحصلت على المركز الأول في الجمهورية للعبة الشطرنج للسيدات ذوات الإعاقة، بينما حصلت على المركز الثالث في بطولة العالم السابعة للشطرنج في سلوفاكيا والتي جرت عبر الإنترنت عام 2016.
ترى صباح إن أهم إنجاز حققته في حياتها هي تمكنها من بناء أسرة مثالية وناجحة على الرغم من الصعوبات والعقبات التي يضعها المجتمع أمام المرأة ذات الإعاقة. وتعتقد أن المجتمع اليوم أكثر تقبلاً للأشخاص ذوي الإعاقة وأكثر إصغاءاً لقضايهم من ذي قبل رغم أن المطلوب والمأمول أكثر بكثير مما هو حاصل، وتتوجه برسائلها أولاً للأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم والنساء ذوات الإعاقة على وجه الخصوص بألا يستسلمن للظروف والحواجز البيئية والاجتماعية مهما كان مطالبة لزميلاتها أن يكن قويات من الداخل وإن الإنسان الذي يشعرن به في أنفسهن سينعكس على شخصيتهن وحياتهن كما قالت. ثم تتوجه صباح لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة وتطالبهم بأن يكونوا سنداً وعوناً لأبنائهم المعاقين وأن يأخذوا بأيديهم حتى ينهضوا وينطلقوا وسيعتمدون على أنفسهم. كما طالبت صباح الدولة ومؤسسات ذوي الإعاقة أن تواكب تزايد الأزمات بمضاعفة خدماتها لذوي الإعاقة بشكل عام والنساء ذوات الإعاقة بشكل خاص لأنهن الحلقة الأكثر تضرراً.
خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة (MCPD).
أستضافت إذاعة الجمهورية اليمنية من الحديدة ظهر اليوم الأحد قيادة المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة ومجموعة من النشطاء الإعلاميين من ذوي الإعاقة في برنامج (التحدي والأمل) للحديث عما قدمته الإذاعة اليمنية للأشخاص ذوي الإعاقة ادماجاً وتوعية.
حيث تحدث للإذاعة دارس البعداني رئيس ال- MCPD مستعرضاً التقرير الذي نشره ال- MCPD يوم أمس السبت بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة مطالباً الإذاعات بمزيد من التبني لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، كما طالب البعداني بأن تقيم العلاقة بين الإذاعة وذوي الإعاقة من زاويتين: زاوية ماذا قدمت الإذاعة لذوي الإعاقة والزاوية الأخرى ماذا قدم ذوي الإعاقة للإذاعة على حد قوله، وعبر البعداني عن شكره لكل المحطات الإذاعية اليمنية التي تبنت قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وطالب المحطات التي أوقفت البرامج الخاصة بذوي الإعاقة أن تستأنف تلك البرامج نظراً لأهميتها وملامستها لشريحة كبيرة ومهمة في المجتمع.
أما الناشط الإعلامي – عبد العزيز القدمي الإعلامي بإذاعة وطن الحكومية فقد عبر عن رفضه لحصر ذوي الإعاقة بالبرامج التي تعنى بذوي الإعاقة دون غيرها، ودعا القدمي لتقييم الإذاعات فيما يخص ذوي الإعاقة وفق معياري التوعية وإتاحة الفرصة لذوي الإعاقة للعمل ضمن كوادر تلك ال إذاعات، واعتبر القدمي أن السبب الذي جعل الإذاعة أكثر وسائل الإعلام تبنياً لقضايا ذوي الإعاقة هو تسجيل ذوي الإعاقة لحضورهم وإثباتهم لوجودهم على حد تعبيره، وأضاف القدمي:”حينما لم يتواجد ذوي الإعاقة في القنوات والصحف لم تهتم القنوات والصحف بقضايا ذوي الإعاقة مثل الإذاعة التي تواجد فيها ذوي الإعاقة فحضرت قضيتهم حينما حضروا فقط للأسف”.
أدار سير البرنامج إعداداً وتقديماً الناشط الحقوقي والإعلامي – جمال عبد الناصر الحطامي ، والذي أثنى على ما يطلع به ال- MCPD من أدوار إعلامية وتوعوية مهنية ومتخصصة تجاه ذوي الإعاقة. وتجدر الإشارة إلى أن إذاعة الحديدة من أوائل المحطات الإذاعية التي خصصت برنامج للأشخاص ذوي الإعاقة منذ 2008 وهي الإذاعة الحكومية الوحيدة التي لم توقف برنامج ذوي الإعاقة حتى الآن.