المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

اغتصاب طفل من ذوي الإعاقة من قبل أقاربه.. وتحذيرات من تمييع القضية.

اغتصاب طفل من ذوي الإعاقة من قبل أقاربه.. وتحذيرات من تمييع القضية.

خاص :

هزت جريمة اغتصاب طفل من ذوي الإعاقة بعدن وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن.حيث تداول الناشطون عبر وسائل التواصل قصة طفل من ذوي الإعاقة العقلية تعرض للاغتصاب المتكرر من قبل إثنين من أخواله في منطقة صلاح الدين بمديرية البريقة بعدن جنوبي اليمن، وكانت والدة الطفل المطلقة قد تركت ابنها لدى شقيقتها المقيمة مع أخوتها الإثنين المتهمين باغتصاب الطفل.وقال الناشط الحقوقي أنيس الشريك، رئيس منظمة الراصد لحقوق الإنسان، في منشور على صفحته على الفيس بوك رصده المركز الإعلامي لذوي الإعاقة MCPD: “بأن شخصين في الخمسينات من العمر أقدما على اغتصاب إبن شقيقتهم وهو طفل من ذوي الإعاقة في مدينة صلاح الدين بمديرية البريقة بعدن”.

وبحسب ناشطون فإن الجريمة الصادمة اكتشفت منذ شهر تقريبا والفاعلين محتجزين لدى السلطات الأمنية.وقال الشريك أن نشره للجريمة تم عقب إستكمال الإجراءات واختار الوقت المناسب من أجل الضغط للمحاكمه بأسرع وقت ولتكون قضية رأي عام، محذراً من أن هناك محاولات للتستر على القضية وتمييعها.ونقلت صحيفة “عدن حُرة” عن نائب مدير شرطة عدن اللواء أبو بكر جبر تأكيده أن القضية قد أصبحت منظورة في النيابة العامة.غير أن مصدر أمني في شرطة البريقة قال للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة MCPD أن القضية ما تزال قيد التحقيق في إدارة الأمن الجنائي، وتواصلنا مع الأمن الجنائي ولم نتلقى منهم رد حتى لحظة كتابة هذا الخبر.

صندوق المعاقين يدشن  المرحلة الثالثة من مشروع “النموذج المتكامل للتمكين الاجتماعي والاقتصادي للأطفال  ذوي الإعاقة”

متابعات /

بالشراكة مع منظمة اليونيسيف للطفولة ، دشن صندوق رعاية وتأهيل المعاقين اليوم السبت في مقره ، صرف المرحلة الثالثة من مشروع النموذج المتكامل للتمكين الاجتماعي والاقتصادي لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة والمتمثل بصرف الحوالات النقدية لعدد (11918) طفل من ذوي الإعاقة في محافظات ( أمانة العاصمة ، وصنعاء ، وإب ) بمبلغ (365.220.000) ثلاثمائة وخمسة وستين مليون ، ومائتين وعشرين ألف ريال ، بواقع (30.000) ريال لكل أسرة لديها طفل معاق ، ومبلغ (45.000) ريال لكل أسرة لديها طفلان او أكثر .وفي التدشين الذي حضره “عثمان الصلوي” نائب المدير التنفيذي لصندوق المعاقين ، ” عبدالعزيز الصبري” مدير عام مكتب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل ، “جمال احمد الرجوي” مستشار إدارة الحالة بصندوق المعاقين وعدد من مدراء وموظفي صندوق المعاقين .

أكدت كلمة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل رئيس مجلس إدارة الصندوق “عبيد بن ضبيع” ان تدشين المرحلة الثالثة من صرف الحوالات النقدية بالشراكة مع منظمة اليونيسف لما يقارب اثنا عشر الف طفل في ثلاث محافظات، تأتي للتخفيف من معاناة اسر الأطفال ذوي الإعاقة في هذه المحافظات كمرحلة أولى ونسعى الى توسيع هذا المشروع ليشمل بقية المحافظات .

داعيا كافة الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية إلى القيام بالتزاماتها تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة لمساندة الصندوق في تنفيذ خططه وبرامجه لتمكين ذوي الإعاقة .

من جانبه أشار المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين ” علي ناصر مغلي ” إلى ضرورة تسليط الضوء على معاناة الأطفال ذوي الإعاقة في اليمن مضيفا ان هذا المشروع يستهدف ثلاث محافظات لما يقرب من اثنى عشر ألف طفل ، فكيف إذا استهدفت بقية المحافظات بالتأكيد ستكون هناك اعداد كبيرة جدا .ونوه ” مغلي” أن إدارة الصندوق تسعى الى التغلب على كافة الصعوبات والعراقيل وتقديم الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف أنواع إعاقاتهم . بينما أشارت كلمة رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين “عبدالله احمد بنيان” الى أن الاتحاد وصندوق المعاقين شركاء في مسار واحد لما من شأنه تطوير وتسهيل خدمات الصندوق امام المستفيدين من ذوي الإعاقة . داعيا في الوقت نفسه ، المنظمات الدولية المانحة الى تخصيص نسبة معينة من برامجها للأشخاص ذوي الإعاقة بما فيها دعم المجالات الاقتصادية والمشاريع التنموية والتي تعود بالنفع على ذوي الإعاقة .

عبد الواحد.. طريقك للابتسام والبهجة

عبد الواحد.. طريقك للابتسام والبهجة

خاص : ميادة العواضي /

 عندما تتصفح  صفحته يمكنك أن تلاحظ صورته وهو مبتسم ابتسامة رائعة ومبهجة، إنه عبد الواحد أحمد يمتلك صفحته الخاصة في الفيس بوك بمساعدة أخيه الأكبر، يشارك فيها أصدقاءه أحلامه ولحظاته الجميلة ويعطي درساً بأن الحياة تستحق أن نعيشها بتفاؤل.

عبد الواحد أحمد، من محافظة إب وسط اليمن 23 عاماً، عازب، لم يستطع دخول المدرسة وتعلم تعليم منزلي فقط.

يعاني عبد الواحد من متلازمة داون منذ مولده، يقول عبد الرحيم أحمد الأخ الأكبر لعبد الواحد أنه عانى كثيراً من قصور الوعي في المجتمع حوله، ويضيف عبد الرحيم: “انطوى عبد الواحد وبقي فترة طويلة خائفاً من الاختلاط بالناس والمجتمع لأنه وجد مضايقات كثيرة حينما كان يخرج إلى الشارع، لذلك عانى من رهاب الخروج من المنزل،”

إيجابية المتابعين وعفوية عبد الواحد صنعتا الفرق.

يقول عبد الرحيم للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة أنه حينما أحس بأن أخيه يواجه خطر الوحدة لمعت في ذهنه فكرة إنشاء صفحة في الفيسبوك كمحاولة منه لخلق فرصة أخيرة يستطيع من خلالها الخروج بأخيه الأصغر من حالة العزلة التي يعانيها.

لم تسعف عبد الواحد كلماته في إيصال ما يريده بداية الأمر فكان عبد الرحيم الوسيط بينه وبين الناس، وبعدها حدث التواصل بين الأصدقاء المتابعين وبين عبد الواحد، واستطاع بعفويته وبراءته كسب قلوب العديد من المتابعين.

عكس المتوقع تماماً كانت التعليقات لطيفة وإيجابية من متابعي عبد الواحد، ولم تكن ساخرة أو متنمرة، يقول عبد الرحيم: “تفاعل الجميع مع عبد الواحد منذ أول لحظة وبدأت الصفحة تؤتي ثمارها… فإلى جانب أنه استطاع أن يعبر عن مشاعره في مساحته الخاصة ويكسر عزلته المجتمعية ويتلقى ردوداً إيجابية ممن كان يعتبرهم سابقاً مصدر خوف… فقد استطاعت الصفحة أيضاً أن تنقل رسائله للآباء والأمهات في تغيير نمط تربية الأطفال… وتعليمهم أكثر بخصوص هذه المتلازمة والطرق الصحيحة للتعامل معهم.”

في أحد المنشورات يقوم عبد الواحد بأداء رقصة البرع الشعبية المعروفة لدى اليمنيين، وبكل تلقائية قام بالرقص في الشارع وبإمكانك الإحساس بمدى سعادته وهو يقوم بأداء الرقصة بكل عفوية.

عبدالواحد بعيون متابعيه.

يرى صديقه وليد الحمودي، أن ما يقدمه عبد الواحد كمثل هذا الفيديو هو لطيف جداً ومؤثر، وبالرغم أنه لم يلتقِ عبد الواحد وجها لوجه يوماً إلا أنه حريص على متابعته وتشجيعه حسب قوله.

تلقى عبد الواحد العديد من ردود الفعل المحفزة والتشجيع في أحدث منشور له وهو يخوض تجربة أشعة البانوراما للأسنان الذي كان يخافها كثيراً، لم يعد يخاف منها كما في السابق، فبحسب المنشور استطاع عبد الواحد التغلب على خوفه وهو ما يعتبره إنجازاً.

في أحد منشوراته كتب عبد الواحد: “من المهم جداً أن أكون شريكاً في الحل أيضاً وليس فقط في المشكلة” ليعطي درساً هاماً أن الإنسان يجب أن يتحمل نتيجة خطئه بنفسه

من خلال حكايته مع الآيباد الذي لم يحافظ عليه وكسره مرة أخرى بعد أن أصلحه له أخوه عبد الرحيم، وتمت معاقبته على ذلك الإهمال.

يسلط عبد الواحد الضوء على إشكالية التنمر المجتمعي تجاه ذوي متلازمة داون ولكن بطريقته الخاصة، حيث نشر منشور يتحدث فيه عن رغبته في الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة ولكنه وعلى الرغم من استيقاظه مبكراً وارتدائه الثوب استعدادا للذهاب لم يجد من يأخذه إلى هناك، ولن يستطيع الذهاب بمفرده لأنه عادة ما يتعرض لمضايقات كثيرة لا يستطيع تحملها.

تلقى منشورات عبد الواحد تفاعلاً كبيراً من قبل أصدقائه منهم بليغ حجر، صديق عبد الواحد وهو أخصائي اجتماعي، حيث يتحدث عنه ويقول: “لدى عبد الواحد العديد من المتابعين والمحبين إذ يرون فيه اللطافة، وأن الأمر رائع أن يحصل عبد الواحد على تلك المحبة التي يستحقها.

وبخصوص إدارة صفحة عبد الواحد قال عبد الرحيم للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة أنه يتابع كل التعليقات التي ترد صفحة عبد الواحد باهتمام.

ويضيف: “أصدقاء عبد الواحد  يتابعونه بشغف ويعبرون عن محبتهم له، وأعتقد أن الصورة النمطية عن متلازمة داون بدأ هو بتغييرها حيث أعطى صورة جميلة ومختلفة عنهم من خلال فيديوهات ومشاركتها للآخرين”

 يستطيع عبد الواحد أن يغير وجه نظرك عن ذوي  متلازمة داون، وهذا ما يراه صديقه مصعب حميدي، الذي يقول: “إن عبد الواحد شخص لطيف ومحبوب من قبل الجميع ويعطي أملاً كبيراً لغيره بأن المجتمع مستعد ليتقبلهم كما هم”

فيديو من صفحة عبد الواحد على الفيس بوك

اجتماع لقيادات ذوي الإعاقة، وإيقاف تصنيف الإعاقة أهم القرارات

اجتماع لقيادات ذوي الإعاقة، وإيقاف تصنيف الإعاقة أهم القرارات

خاص /

عُقد اليوم الخميس بمقر الاتحاد الوطني للمعاقين بصنعاء اجتماع ضم قيادات مؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة لمناقشة قائمة تصنيف الإعاقة بصندوق المعاقين.وفي الاجتماع عبر قيادات الأشخاص ذوي الإعاقة عن رفضهم الشديد والكامل للإجراءات التي بدأ صندوق المعاقين بتنفيذها مثل حرمان بعض ذوي الإعاقة من الرسوم التعليمية بحجة درجة الإعاقة.

يقول عبد الله بنيان، رئيس الاتحاد الوطني للمعاقين: “إن التصنيف غير مقبول لأن قيادات ومؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة لم يشتركوا في إقراره ولا شيء يعني المعاقين بدونهم”هذا وقد أقر المجتمعون بالإجماع تحرير رسالة خطية من قبل الاتحاد إلى صندوق رعاية المعاقين لإيقاف العمل بالإجراءات الأخيرة فيما يخص توقيف بعض الخدمات بناءً على درجة الإعاقة حتى يتم مناقشة قائمة التصنيف والخدمات مع جمعيات ومؤسسات ذوي الإعاقة والخبراء المتخصصين في ورشة عمل موسعة يعقدها الاتحاد في وقت لاحق هذا العام.

وعلى صعيد آخر ناقش رئيس الاتحاد الوطني للمعاقين مع قيادات مؤسسات ذوي الإعاقة سبل تنفيذ القرارات الصادرة من أمانة العاصمة بخصوص إلزام ملاك الأسواق والمولات التجارية بأخذ الترتيبات التيسيرية لإمكانية الوصول بعين الاعتبار وتهيئتها لمرتاديها من ذوي الإعاقة بحرية واستقلال.وأفاد رئيس الاتحاد بأنه سينفذ نزول ميداني للمولات التجارية بهذا الخصوص خلال الأيام القادمة.

تصنيف الإعاقة.. ما قانونيته؟ وما عواقبه؟

تصنيف الإعاقة.. ما قانونيته؟ وما عواقبه؟

خاص /

تصنيف الإعاقات هو حديث الساعة لذوي الإعاقة في اليمن هذه الأيام –فماهو تصنيف الإعاقة؟، وما قانونيته؟، ومن يحق له التصنيف؟، ولماذا التصنيف أصلاً؟

سنحاول في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة أن نجيب على هذه الأسئلة في هذا المقال بمقاربة حقوقية وقانونية تضع الأمور في نصابها نظرياً في انتظار مؤسسات ذوي الإعاقة لتتحرك فعلياً في الميدان وهذا اختصاصنا، وذاك صميم عملهم. –

ورد تعريف الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام في كلاً من الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة والقوانين اليمنية دون تصنيف، وقصة تصنيف الإعاقة بدأ فعلياً عندما اجتمعت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية وعددها 191 في الثاني والعشرين من مايو أيار 2001 في الدورة الرابعة والخمسين، ووافقت بالإجماع على الإطار المفاهيمي الموحد المسمى “التصنيف الدولي للأداء والعجز والصحة” والمعروف اختصاراً ICF، ويركز التصنيف الدولي للأداء والعجز والصحة على الوضع السريري والقدرات الوظيفية للإنسان ومدى تكاملها، كما أنه وضع بهدف التدخل الوقائي والتدخل المبكر لمنع تدهور الوظائف والحفاظ عليها أو تحسين أدائها.

وقسم  التصنيف الدولي ICF الناس من حيث الإعاقة إلى خمس فئات كما يلي:

الفئة الأولى: بنسبة عجز تتراوح ما بين 1 -4% اعتبرها التصنيف خارج فئات الإعاقة تماماً.

الفئة الثانية: ما بين 5 – 24% إعاقة خفيفة.

الفئة الثالثة: ما بين 25 -49% إعاقة متوسطة.

الفئة الرابعة: ما بين 50 -95% إعاقة شديدة، أو كما عبر عنها التصنيف “مشكلة خطيرة”.

الفئة الخامسة: ما بين 96 -100 إعاقة شديدة جداً، أو بتعبير التصنيف مشكلة مكتملة.

وعقدت العديد من المؤتمرات وورش العمل على المستوى الإقليمي لوضع تصنيفات موحدة تتفق ومضمون التصنيف الدولي ICF آخرها ورشة العمل التي عقدت في دولة قطر في 16 من الشهر الجاري بعنوان: “التصنيف الموحد للإعاقة في الدول العربية”.

ما قانونية التصنيف؟

لا يوجد في الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة وقانون رعاية المعاقين رقم 61 لسنة 1999 ما يشير إلى وضع ذوي الإعاقة ضمن تصنيفات محددة، غير أن اللائحة التنفيذية لقانون رعاية المعاقين الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 284 لسنة 2002 في المادة 9 أشارت إلى أن لمراكز التأهيل والتدريب وما في حكمها الحق في وضع تصنيفات للإعاقة لتقديم الخدمات الصحية والتأهيلية حسب احتياجات كل فئة، وكانت الإشارة واضحة إلى أن ذلك التصنيف يجب أن يكون بناءً على تقارير لا يمكن التوصل لها إلا بواسطة فريق متعدد التخصصات

يضم في عضويته خمسة أعضاء على الأقل وهم:

أخصائي اجتماعي، أخصائي تربية خاصة، أخصائي مهني (علاج طبيعي)، طبيب متخصص، أخصائي نفسي، وهذا نص الفقرة: “الاطلاع على ملف المعاق والتقارير الاجتماعية، والتربوية، والمهنية، والطبية، والنفسية المحالة إلى المركز من الإدارة المختصة لدراستها وتقرير مدى عجز المعاق وحاجته إلى التأهيل والتدريب”.

لماذا يتم تصنيف مستوى الإعاقة؟

كما تقدم فإن غرض التصنيف في البداية كان صحياً سريرياً صرفاً، ولكن لا بأس أن يتم تصنيف الإعاقات لغرض تقديم الخدمات التأهيلية وبعض خدمات إمكانية الوصول والتدريب كلاً حسب طبيعة ودرجة الإعاقة وفق معايير يضعها خبراء ومتخصصون، يشاركهم ذوو الإعاقة عملاً بمبدأ “لا شيء يعنينا بدوننا”.

ولا يجوز أن يتم التصنيف بطرق عشوائية وبلا معايير، كما أن مسألة التعليم والرسوم التعليمية حق لجميع المعاقين بغض النظر عن درجة الإعاقة، وإن محاولة حرمان ذوي الإعاقة البسيطة أو المتوسطة من الرسوم التعليمية يعد انتهاكاً صارخاً للاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة التي عرفت التمييز في المادة 2 بأنه: “أي تمييز أو استبعاد أو تقييد على أساس الإعاقة يكون غرضه، أو (أثره) إضعاف أو إحباط الاعتراف بكافة حقوق الإنسان والحقوق الأساسية”، ولاشك أن التعليم من أهم الحقوق الأساسية. وبقليل من التفكير والمنطق أيضاً سنجد أن رسوم المواصلات التعليمية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بدرجة الإعاقة.

وإذا كان الهدف تنمية الموارد المالية لصندوق المعاقين فيجدر بالمختصين وضع حد أعلى للمرتبات، ولائحة تنظم المكافآت، والنسب، والمناقصات التي تدور عليها الكثير من علامات الاستفهام.

من يحق له التصنيف؟.

للأمانة والإنصاف فإن تصنيف الإعاقات ضرورة إجرائية إذا كان الغرض تحسين الخدمات وتجويدها، ويحق لكل المؤسسات وفي مقدمتها المؤسسات التي تقدم خدمات الرعاية والتأهيل والتدريب لذوي الإعاقة أن تضع تصنيفاً للإعاقات المختلفة، ولكن كيف؟

يجب أن يكون التصنيف وفق معايير علمية وقانونية وتربوية متخصصة يضعه فريق متعدد التخصصات، بالاشتراك مع ذوي الإعاقة من خلال المؤسسات التي تمثلهم، على أن يكون التصنيف على المستوى الوطني ولا ينتقص من الحقوق والمكتسبات التي تحققت لذوي الإعاقة من خلال القوانين المحلية والاتفاقيات الدولية وفي مقدمتها الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة.

وختاماً ندعو بمناسبة هذا النقاش المستفيض عن التصنيف إلى التعامل مع ذوي الإعاقة من منطلقات حقوقية قانونية وتخصصية بعيداً عن القرارات المرتجلة وغير المدروسة، كما ندعو ذوي الإعاقة أفراداً ومؤسسات أن يطلعوا بدورهم، وأن تكون لهم الكلمة والصوت القوي تجاه قرار تصنيف الإعاقة لأنه سيكون إطاراً مرجعياً لكل الخدمات وحتى الحقوق البسيطة التي اكتسبها ذوو الإعاقة الفترة الماضية سواءً الخدمات والحقوق في صندوق المعاقين أو مختلف الجهات الحكومية والخاصة وحتى الجمعيات والمؤسسات الخاصة بذوي الإعاقة.

إذا مر قرار التصنيف بهذه الطريقة فستكثر الاجتهادات والتفسيرات وسيُحرم ذوي الإعاقة من الكثير من الحقوق وحتى حقهم في الانتساب والتصويت والترشح في الجمعيات التي تمثلهم بناءً على درجة إعاقتهم، فالتصنيف بلا معايير سيؤسس لفوضى وضياع للحقوق على المدى البعيد.