متابعات :
انطلقت أعمال القمة العالمية للإعاقة اليوم الأربعاء في أوسلو، حيث حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع البلدان على بذل المزيد من الجهد لوضع الأشخاص ذوي الإعاقة “في مقدمة ومركز” خطط التعافي بعد كوفيد-19.
في كلمته الافتتاحية خلال الاجتماع – الذي استفاضته حكومتا النرويج وغانا – أصر الأمين العام للأمم المتحدة على أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم في الغالب أفقر أعضاء المجتمع وأكثرهم حرمانا.
وقال إن الأشخاص ذوي الإعاقة يموتون “بمعدلات أعلى بكثير” كل ذلك لأنهم يواجهون “حواجز مستمرة في النظم الصحية.”
وأشار السيد غوتيريش إلى أنه في البلدان النامية “حيث توجد مصاعب مالية” كان الأشخاص ذوو الإعاقة من بين الضحايا الأوائل.
التعرف على الإعاقة
بالانتقال إلى التعليم، قال السيد غوتيريش بما أن المدراس اضطرت للإغلاق بسبب فيروس كورونا، تُرك العديد من الطلاب ذوي الإعاقة دون الوصول إلى التكنولوجيا وأجهزة التعلم المساعدة، مما يجعل التعلم الفعال عن بُعد مستحيلا.
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) هناك 240 مليون طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم.
وقالت الوكالة يوم الأربعاء إن نصفهم لم يذهبوا إلى المدرسة قط، في حين أن ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة لا يأكل ما يكفي من الطعام اللائق لينمو ويزدهر.
وفي محاولة لضمان حصول جميع الأطفال ذوي الإعاقة على التعليم والصحة والاستجابة للطوارئ والحماية الاجتماعية والحياة الأسرية والمجتمعية، تعهدت اليونيسف يوم الأربعاء بتعميم الإعاقة في جميع أبحاثها.
كما حثت الوكالة على زيادة الاستثمار في التكنولوجيا والمعدات لدعم الأطفال الضعفاء ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالتالي زيادة فرصهم في التعليم والتوظيف والمشاركة الاجتماعية.
مهمّشون
حذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن “العمال ذوي الإعاقة – الذين كانوا يعانون بالفعل من الإقصاء والتهميش – غالبا ما يكونون أول أولئك الذين يفقدون وظائفهم وآخر من يُعاد تعيينهم.”
ولمعالجة هذه القضايا، من بين أمور أخرى، دعا السيد غوتيريش إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في كل ركن من أركان العالم وفي كل جانب من جوانب الحياة.
وقال: “يجب أن يتمتع الجميع، في كل مكان، بحرية ارتياد المدرسة والحصول على الرعاية الصحية وتكوين أسرة والحصول على العمل اللائق والمشاركة الكاملة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.”
ودعا إلى إجراء إصلاحات في النظام المالي العالمي، للسماح “باستثمارات أكبر بكثير في إدماج الإعاقة، وخلق بيئات وفرص يمكن الوصول إليها في كل مكان.”
تهديد العنف الجنسي
ترديدا لتحذير الأمين العام من أن النساء والفتيات ذوات الإعاقة اللائي يعانين بالفعل من تمييز مزدوج، يواجهن الآن خطرا أكبر في التعرض للعنف وسوء المعاملة بسبب الجائحة، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن النساء ذوات الإعاقة أكثر عرضة بعشر مرات للتعرض للعنف الجنسي.
في هذا الصدد، أشارت وكالة الصحة الجنسية والإنجابية التابعة للأمم المتحدة إلى أن الشابات والفتيات ذوات الإعاقة يحصلن أيضا على أدنى مستوى المعلومات والتعليم حول الصحة الإنجابية، مع دراسة حديثة تشير إلى أن واحدة من كل خمس نساء من ذوات الإعاقة لم تستخدم قط أي خدمة للصحة الجنسية والإنجابية.
لتعزيز العمل الداعم لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في هذا المجال، كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان عن حملة ملصقات في محطات مترو الأنفاق بالعاصمة النرويجية وعبر الإنترنت.
تمثل القمة العالمية للإعاقة، التي تنعقد في الفترة بين 16 و17 شباط/فبراير في أوسلو، جهدا جماعيا لتسريع تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى مبدأ “عدم ترك أي شخص يتخلف عن الركب” وإعادة البناء بشكل أفضل وأكثر شمولا بعد كوفيد-19.