خاص /
في حين تعد الإجازة الصيفية فرصة للراحة والإستمتاع والترفيه لدى الطلاب ، إلا أنه من زاوية أخرى قد تتسبب في آثار سلبية عليهم بشكل عام وبعض فئات ذوي الإعاقة بشكل خاص وذلك بسبب الفراغ وعدم توفر فرص الترفيه والإستمتاع أسوة بغيرهم مما يترتب على ذلك آثار نفسية كبيرة، كون التأثير أكثر عندما يتعلق الأمر بالجانب الصحي خصوصًا لأولئك الذين لديهم إعاقات حركية وعصبية وقد يحتاجون علاج طبيعي وفيزيائي في أماكن تعليمهم وتأهيلهم والذي إذا توقف يتعرضون لانتكاسات صحية بالغة.
فكيف تؤثر الإجازة الصيفية على ذوي الإعاقة؟
توهيب القدسي متحدث إلى MCPD أنه يلتحق بدار لتحفيظ القرآن الكريم وتعلم اللغة والنحو خاصة في إجازة الخدمة أو ما بعد الثانوية والتي تعد الإجازة الأطول بالنسبة للطالب فضلًا عن المعاق. وعلى الرغم من أن توهيب يعيش في الريف فإنه كما قال للMCPD لا يسافر إلا في الأعياد والمناسبات.من جهتها تقول الطالبة شيماء نشوان من ذوات الإعاقة الحركية ان عطلتها ممتلئة بالأنشطة لكونها أحد أعضاء نادي القصة والتي تشارك فيه بنشاطات اسبوعية نظرًا لما تتميز به من موهبة في الشعر والإلقاء.لكن مع ذلك فإن المقيمين في القرى والأرياف من ذوي الإعاقة يشكون من فراغ تام ويشعرون بالملل جراء ذلك بسبب قلة بل انعدام الخدمات التنموية والتعليمية بالإضافة إلى غياب وسائل الترفيه.
ما الذي قدمته مراكز ذوي الإعاقة في العطلة الصيفية؟
يقول جهاد دحان (مدير مركز إبصار للتدريب) : أنه في الفترة الأخيرة لم تدشن أي برامج صيفية نتيجة لعدم توفر الدعم اللازم لذلك، وعن ما إذا كانوا قد قدموا خطط لمشروع صيفي أو مخيم فقد قال أنهم لم يناقشوا أو يطرحوا الموضوع بتاتًا نظرًا لسفر الطلاب وتفرقهم في المحافظات لقضاء الإجازة مع أهاليهم حسب قوله. على الرغم من أن كثير من ذوي الإعاقة يتواجدون في صنعاء ويشكون من شحة الأنشطة الصيفية أو توقفها من جهته يقول صابر العديلي (مدير معهد كابلان للغات والتدريب) :”أنه لا توجد في معهدهم أي آليات تحاكي الأوضاع الاستثنائية لذوي الإعاقة و يعود الى عدم التحاق ذوي الإعاقة بهذه المعاهد وإنحصارهم في مخيماتهم المتخصصة بالإضافة الى قلة تواجد هذه الشريحة بكثرة في الحياة العامة.
ما الآثار النفسية الناجمة عن الفراغ جراء الإجازة؟
تتحدث عبير منصر ( رئيس الجمعية اليمنية للمكفوفين في عدن وهي خريجة قسم علم النفس)عن تبعات الفراغ النفسي والجسدي حيث يؤدي إلى الشعور بالملل وبالتالي يصاب الشخص بالإكتئاب، وكما تقول عبير فإن آثار الإجازة متعلقة بالشخص ذاته ومدى استسلامه للفراغ حيث لا يستطيع استثمار وقته بالشكل المطلوب، وتؤكد منصر على أهمية تكوين علاقات الصداقة والتواصل بالمحيط المجتمعي وكذا الإستفادة من برامج التواصل الاجتماعي.
ما هي التصورات التي وضعتها وزارة التعليم الفني والتدريب المهني للمعاقين في الإجازة؟
قال عبد القوي العلفي (مدير التوجيه المالي وقطاع الأعمال بوزارة التعليم الفني والتدريب المهني) للMCPD: بأن اللائحة الرئيسية في الوزارة سمحت لذوي الإعاقة المزدوجة بتلقي التدريب لكن على البرنامج القصير وليس النظامي
لأن الأخير بحسب العلفي يؤثر على من لديه إعاقة حركية من صعوبة الصعود والنزول حسب قوله.وعن بقية الإعاقات يقول عبد القوي العلفي أن الجهات الرسمية المعنية بذوي الإعاقة لم تقدم طلب لوضع خطة شاملة وتصور كامل لبرنامج صيفي تدريبي تنموي يتيح للمعاق المشاركة الفاعلة في أنشطة الإجازة الصيفية التي تشرف عليها الوزارة.
ووجه العلفي عتاب شديد اللهجة إلى صندوق رعاية وتأهيل المعاقين الذي يرى بأنه مهمل لهذه المواضيع وغير مستعد لدعمها، كما وجه اللوم لوزارة الأشغال العامة الغائبة كليًا عن الموضوع والتي من المفترض أن تضع نصب أعينها أهمية إنشاء بنية تحتية ملائمة لذوي الإعاقة كما هو الوضع في دول العالم بحسب عبد القوي. ويكمل المسؤولية لا بد أن يتحملها كل من له سلطة وقرار ويجب أن تكون متكاملة.وبناءًا على ذلك فإن المراكز المعنية بالمعاقين شركاء في تهميش ذوي الإعاقة من خلال تقاعسهم وحصر التدريب على أماكنهم الخاصة والدولة لم تضع أهمية لهذا الأمرفيا ترى ماذا بعد؟
هل سيجد المعاقون متنفس يغطي فراغ عطلتهم الصيفية؟وهل منصات التعليم والتدريب عن بعد ستساهم في التنمية؟