خاص : ميادة العواضي /
قام حامد من البحرين وهو شاب من ذوي الإعاقة الحركية –بالتسجيل في أحد المواقع الخاصة بطلبات الزواج على الإنترنت راغباً في إيجاد شريكة حياته من ذوات الإعاقة بطريقة يراها مشروعة ومفيدة.
يقول حامد أنه منذ قام بالتسجيل في هذا الموقع، يتلقى العديد من الرسائل التي تهدف إلى التعرف عليه أكثر، وأنه يتلقى طلبات بالقبول من عدة فتيات ولكنه لم يوفق الى الأن وذلك لوجود عراقيل جغرافية أو مادية على حد قوله.
عندما يحاول الزائر التسجيل في أحد المواقع الخاصة بطلبات الزواج في الشبكة العنكبوتية، سيجد غالباً استمارة عليه أن يملأها بمجموعة من المعلومات مثل: العمر، الطول، لون الشعر، لون العين، الدخل المادي، الحالة الاجتماعية، البلد، رقم الهاتف، الاسم. بعد تلك المعلومات تقوم إدارة الموقع بإعطاء الزائر مساحة للتعبير فيها عن السبب الذي دفعه إلى البحث عن الشريك او الشريكة في هذا الموقع، وخانة أخرى يكتب فيها عن طموحاته في شريك حياته هذه المعلومات ليتم عرضها على من يريد الاطلاع على صفحة المسجلين في الموقع.
وعند اكتمال التسجيل، يتم الترحيب بالمسجل، ثم تتوالى عليه رسائل الأعضاء سواءً كانت طلبات أو موافقة على العرض، وهذا ما حدث تماماً مع حامد الذي يعتقد أن هدفه سيتحقق بتلك الطريقة، يقول: “أنا مقتنع كثيراً بمصداقية هذه المواقع وسوف أجد شريكة حياتي عن طريق أحدها”.
واقع مر يدفعهم للبحث عن بصيص أمل عبر تلك المواقع.
تشجع حنان من مصر هذا النوع من المواقع، وكتبت على أحدها: “أنا فتاة من ذوات الإعاقة أبحث عن الستر ولم أجد طلبات على أرض الواقع”
قالت لنا حنان أنها تشجعت بعد تجربة لإحدى صديقاتها من ذوات الإعاقة التي مضت على زواجها سنتان.
وهذا مستخدم بمعرف مستعار يسمى “زوجة صالحة” يقوم في أحد المواقع بسرد معلومات عنه وأنه من ذوي الإعاقة الحركية حسب قوله، وأنه بحاجة الى مساعدة ومساندة، ويريد الزواج سواءً من ذوات الإعاقة أو من غير ذوات الإعاقة.
يرجع مختار الحمادي، -مدرب ومستشار تربوي- لجوء بعض من ذوي الإعاقة إلى هذه المواقع إلى أنه هروب من رفض المجتمعات لفكرة زواجهم بطرق عادية.
يقول الحمادي للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “إنه يتم التعاطي مع حقوق ذوي الإعاقة فيما يخص موضوع الزواج وحقهم في تكوين أسر خاصة بهم بالكثير من الإجحاف، ويواجه المجتمع هذا النشاط من وجهة نظره وفهمه ولو كان ذلك ضد احتياجات وحقوق ذوي الإعاقة، الأمر الذي يؤدي إلى تشويه هذه الحقوق أو الابتعاد عنها أو حرمان ذوي الإعاقة من ممارستها”
رغبة في الزواج من ذوي الإعاقة
ليس ذوو الإعاقة فقط هم من يبحثون عن الزواج عبر الإنترنت، كما أن تواجد ذوي الإعاقة لا يعني بالضرورة أنهم قد رُفِضوا على أرض الواقع، فقد رصدنا في العديد من مواقع طلبات الزواج وبعض الصفحات في التواصل الاجتماعي أشخاصاً غير معاقين يعبرون عن رغبتهم بالارتباط بأشخاص من ذوي الإعاقة من الجنسين.
“أنا شاب مصري 34 سنة، مقيم في الرياض، لدي وظيفة محترمة، منفصل وأبحث عن فتاة من ذوات الإعاقة”، هكذا قام إبراهيم الحامد بتقديم نفسه في أحد مواقع طلبات الزواج.
تواصلنا معه في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة، وسألناه إذا ما كان من ذوي الإعاقة أم لا؟ ولماذا لجأ لمواقع طلبات الزواج؟
فأفاد بأنه ليس من ذوي الإعاقة، وأن لديه مواصفات خاصة لما يجب أن تكون عليه شريكة حياته ولم يتطرق لتلك الشروط، وأضاف إبراهيم: “إن مثل هكذا زواج لا يمكن أن يتم بالطرق العادية لذلك لجأت إلى الإنترنت”
كذلك الشاب التونسي نور سعيد -35 سنة- من غير ذوي الإعاقة ويرغب بالزواج بفتاة من ذوات الإعاقة ويقول أنه قد تلقى طلبات للزواج عديدة وهو في مرحلة فرز الرسائل التي وصلته.
ليس الشباب فقط بل الفتيات أيضاً يعبرن عن رغبتهن في الزواج بشباب من ذوي الإعاقة، سلام ثورية- 35 سنة- من المغرب وهي ليست من ذوات الإعاقة، تعرض في صفحة خاصة بتقديم طلبات الزواج عبر الفيسبوك رغبتها في الزواج من شخص ذي إعاقة، معللة سبب رغبتها بأنها لا ترى فيهم عيباً أو قصور وأن الكل بشر على حد تعبيرها، وتعتقد سلام أنها ستكون سعيدة باختيارها في المستقبل.
ويتساءل بعض ذوي الإعاقة –لماذا حينما يتقدم ذوي أو ذوات الإعاقة بطلب عبر الإنترنت يعتقد الناس أنه قد تم رفضه في الواقع؟ وحينما يفعل الأمر ذاته غير ذوي الإعاقة ينظر إليه الناس من زاويا مختلفة تماماً؟!.
مصداقية مواقع طلبات الزواج.
لا توفر مواقع طلبات الزواج أي ضمانات حقيقية لعدم تعرض زوارها للاستغلال، بل أن بعضها تحذر زوارها من أنها لا تتحمل أي تبيعات استغلال أو ممارسات خاطئة.عبد الإله شاب من ذوي الإعاقة وجدنا اسمه على أحد مواقع طلبات الزواج، قال لنا أنه لما وجد الرفض على أرض الواقع لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع طلبات الزواج، وقال: “أنا أحاول منذ حوالي سنتين، وفي كل مرة أجد نفسي على مشارف محاولة احتيال واستغلال، ولكنني سأستمر ولن أتوقف حتى أحقق هدفي”
يؤكد الحمادي أنه وبغض النظر عن موضوع مشروعية الزواج عبر مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي فهذا الأمر تحدده الأنظمة القائمة في البلد من حيث مدى جودته أو خطورته على الأسرة، ويضيف الحمادي: “إن مثل هكذا زواج قد يكون جيداً ومناسباً إذا كان الاختيار فيه يقوم على المؤسسية لكن تزيد خطورته إذا كان الاختيار فردياً”
وتضل ظاهرة لجوء ذوي الإعاقة لمواقع طلبات الزواج، أو الطلب بزواج من ذوي الإعاقة من غير المعاقين ظاهرة جديدة تتفاقم أكثر وأكثر ولم تنل حقها من الدراسة والبحث من المتخصصين.