خاص : محمد الشيباني /
يولد الأنسان غالبًا وهو متعافي البدن وخالي من أي إعاقات حسية أو بدنيةإلا أن هناك ثمة عوامل أو ضروف تؤثر على مسيرة حياة هذا الشخص فتصيبه بأعاقة أو اعتلال يزول أحيانًا وأحيانًا أخرى يلازمه بقية حياته.ومن تلك المؤثرات حوادث السير أو ضحايى الحروب وجرحاها، وهؤلاء هم من يُطلق عليهم (حديثوا الإعاقة، أو ذوي الإعاقة المكتسبة).
فكيف تؤثر الإصابة بالإعاقة المتأخرة على نفسية المصاب؟ وما طرق التفادي والعلاج؟وكيف تؤثر الإعاقة الحديثة على المستوى التعليمي لحديثي الإعاقة؟ توجد فروق كبيرة بين الأشخاص ذوي الأعاقة منذ الولادة وأولئك الذين تعرضوا للإعاقة الحديثة.فبحسب المختصين فإن الأطفال الذين خلقو وخلقت أعاقتهم معهم اكثر تكيف من أولئك الذين يفقدون حاسة من حواسهم في سن متأخر.
إذ أن الأشخاص حديثوا الإعاقة يواجهون الصدمة والإعاقة المفاجئة التي لم يتكيفوا عليها ولم تكن في حسبانهم مما يعرضهم لصدمات وآثار نفسية سيئة.-عبد الرحمن العدني (كفيف كلياً) فقد بصره في العاشرة من عمره بسبب اعتلال في الشبكية، يقول عبد الرحمن أن فقدان البصر أثر كثيراً على مجرى حياته وأن فقدان البصر شكل منعطف جديد ومختلف في طريقة العب والتعليم والعلاقات الاجتماعية من حوله، ويضيف عبد الرحمن: “تكمن الصدمة في البداية في أن الوضع الجديد لم أكن أتوقعه من قبل وعانيت بعض الشيء حتى تمكنت من التأقلم معه، وهناك جانب آخر أنني لم أكن أعرف أي شيء عن حياة المكفوفين (كيف يعتمدون على أنفسهم في التنقل والحركة!، كيف يدرسون ويقرأون ويكتبون!) وأمور أخرى كثيرة على الإعلام التوعية بها لأن هذا برأيي سيخفف من حدة المفاجأة لمن يتعرضون لإعاقات حديثة”
ويؤكد الدكتور ناصر البداي (أستاذ علم النفس في جامعة صنعاء) على حقيقة تأثير زمن الإعاقة على الجوانب النفسية للمعاق، ويقول البدا يلل-MCPD: “إن الأشخاص الذين ولدوا معاقين أكثر تعايشاً مع إعاقتهم في الغالب وتقبلاً لها من أولئك الذين تعرضوا للإعاقة بسبب حوادث مختلفة، فحديثوا الإعاقة يحتاجون لوقت وجهد أكبر وأكثر ليتقبلوا إعاقتهم وتعايشهم معها”
ما الذي يؤزم نفسية المعاق وكيفية العلاج؟
يشير الدكتور ناصر البداي إلى عدة عوامل تتحكم بالإزمة النفسية مثل: مدى نظرة الشخص لإعاقته ومستوى تقديره لذاته، فنظرة الاستحقار للنفس بسبب الأعاقة أو الدونية تلعب دوراًا فعالً في هذا الموضوع، بالأضافة الى مناعة الشخص في تقبل اعاقته على حد تعبير البداي.وعن طرق تجاوز هذه الأزمات يقول البداي: “أن البيئة المحيطة بالفرد هي التي تتحمل المسؤولية الأولى في إخراج الشخص من حالته النفسية وخصوصاً إذا كان المصاب من كبار السن، وكلما كان عمر المصاب أكبر حين يفقد حاسة من الحواس أو يتعرض لأي إعاقة فإن الحالة النفسية تصبح أكثر تعقيداً”.
حديثو الأعاقة والتعليم
في اتصال مع المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة قال صالح رسام (مدير مؤسسة التواصل والتخاطب): “إن من يفقد السمع أو يصاب بالصمم في سن متأخر فلا يؤثر ذلك على مستواه التعليمي بشكل كبير حيث أنهم قد اكتسبوا مهارات لغوية وأكاديمية فهم لا يحتاجون عادة الى تدريب وتأهيل خلافًا لمن يتعرضون للجلطات الدماغية”. وعما إذا كان المعاق حديثاً قد فقد السمع والكلام معاً يقول رسام: “إن هذا لا يحدث بل مستحيل أن يكون.
لأن من يفقد السمع نتيجة التعرض للصمم إيزاء حمى شوكية أو ما شابه ذلك فهو فقط يفقد المهارات الاستقبالية، أما الإرسالية فهي موجودة لكونه قد اكتسب المهارات اللغوية والأكاديمية” أما المكفوفين حديثاً فقد تحدث لل-MCPD أحمد العجاج (مدير مدرسة أبصار للتعليم الأساسي ومحو الأمية) عن المصاعب التي يواجهها المكفوفون حديثاً، وعبر عن أسفه لعدم وجود كوادر مؤهلة للتعامل مع المكفوفين خلقيًا فضلًا عن حديثي الأعاقةمشيراً إلى أن صعوبات البيئةة المحيطة بالمكفوفين حديثاً من عزل وتهميش غالبًا ما تسبب حاجز أمام تعلمهم.
هذا ويجمع المختصون على أثر زمن الإعاقة على نفسية الشخص ذي الإعاقة، وعلى أن لزمن الإعاقة أيضاً أثره على المستوى التعليمي لذوي الإعاقة ولو على المستوى القريب.وعلى الصعيد الاجتماعي والمهني فلاشك أن لذوي الإعاقات الحديثة قضايا وقصص يجب النظر إليها ومعالجتها باتخاذ القرارات والتدابير اللازمة تكنولوجياً ونفسياً وإلى آخره من التدابير التي تحاصر أزمة الإعاقة المستجدة وتضمن لهم توافقاً مهنياً واجتماعياً ملائمين.