قارئ المقال
|
خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD / ميادة العواضي.
“يتعاطف أبنائها معها ولا يجدون حرجاً كون أمهم من ذوات الإعاقة ولا تستطيع السير وهي مقعدة على كرسي متحرك” هكذا تحدث ياسر الصهباني عن زوجته ذات الإعاقة الحركية.
ويعتقد ياسر وهو يعاني من إعاقة حركية بسيطة كذلك أن هناك الكثير من التفاصيل التي تتعلق بالبيئة المحيطة قد تشعر ذوي الإعاقة بالعجز، ويقول: “نحن مثلاً نسكن في الطابق الثاني و زوجتي تجد صعوبة في الخروج والدخول خاصة في غيابي، هناك صعوبات اجتماعية وبيئية عديدة، ولكننا لا نستسلم بعون الله”
ينصح ياسر الأهل بانتهاج الحقيقة مع أبنائهم بخصوص الإعاقة وعدم إعطائهم وعود كاذبة، وعن تجربته في هذا المجال يقول:”لقد تساءل ابني الأكبر عمار في بداية إدراكه عن إمكانية أن تستطيع والدته المشي بشكل طبيعي محفزاً أياها لتمشي مثله، لكن والدته أجابته بصراحة بأنها لن تستطيع أن تتحرك وتتنقل إلا من خلال الكرسي المتحرك”
يضيف ياسر: في وجود إعاقة تعاملنا بشكل طبيعي، في بداية إدراك الأولاد كانت تساؤلاتهم كثيره وملحة عن إعاقتنا نحن والديهم وخاصة والدتهم التي تقعد على كرسي متحرك، لكنهم اعتادوا هذا الأمر وأصبح لا يذكر حتى في ما بيننا، وهناك أحياناً تعاطف منهم تجاه الحركة والأعمال في المنزل ,و لا توجد معاناه بخصوص شعورنا بالعجز أو الخجل، وكأشخاص ذوي إعاقة فقد تحدثت مع أولادي بخصوص هذا الموضوع وكان حواراً طويلاً مثمراً.”
مصارحة الآباء لأبنائهم بحقيقة الإعاقة.. وبناء توجهات إيجابية.
يعتبر عيبان الوصابي، من ذوي الإعاقة البصرية، وهو أب لطفل وطفلة أن تعامل أبنائه معه طبيعي جداً رغم وجود صعوبات كبيرة تعوق أحياناً ذلك الانسجام إلا أنه وبمساعدة الأم يستطيع تجاوز تلك الصعوبات، حسب قوله.
يدرك عيبان مثل الكثير من الآباء ذوي الإعاقة أن تقبل الإعاقة منذ البداية والتعامل معها، ومصارحة الأبناء بإعاقة الوالدين أو أحدهما كفيل بتسهيل مهمة الأسرة وإنشائها على مبادئ سليمة وتوجهات إيجابية للأبناء تجاه آبائهم ذوي الإعاقة.
يرى المختصون في التربية الخاصة أن من المهم في علاقة الآباء ذوي الإعاقة بأبنائهم ألا يشعر الأبناء بأن آبائهم عاجزون عن منحهم ما يمنحه الآباء غير المعاقين لأبنائهم
يقول عيبان: “أهتم بممارسة النشاطات المعتادة مع أبنائي، وأن أشاركهم هواياتهم بقدر المستطاع، وبإيماني بأن الإعاقة لا تمنع الشخص في أن يكون إيجابي في علاقته مع أسرته استطعت مع أسرتي تجاوز الكثير من المحن”
هناء الغزالي ،امرأة كفيفة، متزوجة منذ 11 عاماً تعمل في جمعية للكفيفات بصنعاء، وتعيش مع أولادها وزوجها ترى بأن تعامل أولادها معها يحمل الكثير من التعاطف والحنان تجاهها، وتجاه اعاقتها ودائما ما يحاولون طمأنتها حسب تعبيرها، تقول هناء: “يتعامل أطفالي معي بشكل طبيعي وكأنهم يدركون إعاقتي ويتعاملون معي على أساسها، وأصبحت أعتمد على ابني في الخروج واصطحابي مشاويري الخاصة كالسوق والبقالة، ويتعامل معي ابني بكل حذر ويخاف علي، وحتى داخل البيت تعود أبنائي على التركيز على كل التفاصيل داخل البيت حتى لا أتأذى أو أعاني من صعوبة في البحث عن الأشياء”
تتمنى هناء من الله منحها القوة لكي تستطيع تربية أولادها وان تجعلهم فخورين بها مراحل خجل الأبناء من إعاقة آباءهم ثلاث، والأخيرة أصعبها.
يشير ماجد الحميدي ،أخصائي اجتماعي، إلى ان واحدة من التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة هي تربية الأبناء ومدى تقبل الأبناء لإعاقة آباءهم.
يرى الحميدي أن فخر الأبناء بآبائهم من ذوي الإعاقة يمر بمراحل ثلاث وتبدأ بمرحلة الخمس سنوات، حيث يبدأ الطفل فيها باكتشاف العالم الخارجي ويتفاعل معه، ومن هنا يبدأ الطفل بعمل مقارنات بين ما يراه في المنزل وبين ما يشاهده في الخارج ويشعر أن هناك اختلاف فيما يخص والديه.
وينصح الحميدي في هذه المرحلة الآباء ذوي الإعاقة بحسن تربية أبنائهم والتكلم معهم بكل صراحة عن إعاقاتهم، وذلك لأن الطفل في هذه المرحلة يحتاج الى الاهتمام والرعاية، وحدة التناقض في شخصياتهم أقل.
المرحلة الثانية، الممتدة من الصف الأول الابتدائي إلى الصف السادس، وهي المرحلة التي يبدأ فيها الطفل اكتشاف شخصيته فيجب على الآباء منحهم الثقة وذلك بالشرح لهم عن مدى التعب والمعاناة التي مر بها آبائهم من ذوي الإعاقة وإدخال مفهوم وجود الفروقات في الأشخاص منذ الصغر وذلك لتسهيل تقبله فيما بعد لاختلاف والده عن بقية الآباء.
المرحلة الثالثة: مرحلة المراهقة وهي من أصعب المراحل للآباء والتي يمر فيها أبنائهم بمراحل نكران وجحود لتضحيات الآباء من ذوي الإعاقة طوال سنين وذلك يمكن أن يحدث مع جميع الآباء، ولكنها تكون أكثر بالنسبة للمعاقين منهم.
ويجب تعزيز القيم لديهم من قبل الآباء.
وينصح الحميدي الآباء ذوي الإعاقة في مسألة عدم القدرة على التواصل بأن يبحثوا عن أقرب شخص لطفلهم ليتحاور معه بحيث يكون التأثير والتوجيه أكثر فائدة
بناء الثقة بين الآباء ذوي الإعاقة والأبناء.
يقول الحميدي: “أنه مع مرور الوقت سيلاحظ الآباء ذوي الإعاقة تقبل أبنائهم لإعاقتهم واختلافهم، وسيأتي التقدير في مراحل متقدمة من العمر، وسيجد هؤلاء الآباء صعوبة في البدء في الشعور بفخر الأبناء ولكن مع الوقت يبدأ شعور الامتنان من كل ما فعله أبويه على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهها الآباء.”
فــخر واعـتزاز
كان ممسكاً بيد أمه يساعدها في الصعود للمسرح لتكريمه وفي لفتة من المدرسة قامت بتكريم الأم التي رغم الصعوبات أوصلت ابنها وليد للمرتبة الأولى. الابن وليد 11 سنة يقول: ” أنا فخور بأمي جداً لأنها ربتني على القيم، وحب النجاح، وبذلت مجهوداً مضاعفاً على باقي الأمهات بسبب أعاقتها الحركية”
يضيف وليد بفخر: “أمي لم تحرمني من أي مميزات يحصل عليها أي طفل، فأخذتني الى المنتزهات ولعبت معي وكانت امي طبيعية جداً وعلاقتنا اقوى من علاقة أي أم مع ابنها، وأنا أحبها وأحترمها كثيراً”
سألنا أم وليد –عما إذا كان ابنها يخجل منها أو من إعاقتها في بعض المواقف؟ فأجابت والدموع تملأ عينيها: “في بداية دخول ابني للمدرسة كانت تساؤلات كثيرة تملأ رأسي وخوف كبير من شعور ابني بالخجل مني أمام زملائه، ولكنني تفاجأت بعكس ذلك ووجدته يناديني امام زملائه ليعرفهم بي, كان موقفاً جميلاً أعطاني الثقة وجرعة من التفاؤل لأكمل مهمتي مع ابنائي.”