المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

المكفوفون والتكنولوجيا ما الذي قدمته لهم وماذا بقي؟

قارئ المقال


خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCBD إبراهيم محمد المنيفي .

لطالما تسبب فقدان البصر بفجوة معرفية وعلمية بين المكفوفين وأقرانهم المبصرين رغم النماذج المشرقة التي فرضت نفسها على مر التاريخ إلا أنها نماذج لا يمكن تعميمها بحسب خبراء التربية الخاصة لوجود الفروق الفردية من ناحية وصعوبة الاعتماد على الحفظ وسيلة وحيدة للتعلم من ناحية أخرى فضلاً عن الحاجة إلى القراءة والإطلاع ومعرفة كل جديد في أي ميدان من ميادين المعرفة، وقد ظلت تلك الفجوة قائمة حتى اخترع الفرنسي لويس برايل طريقة فعالة يستخدمها المكفوفون للقراءة والكتابة وتعرف بالخط البارز ( برايل ) .

وقد تم اعتماد الحروف العربية لطريقة برايل في عام 1951 في مؤتمر بيروت الذي نظمته اليونيسكو برعاية الأمم المتحدة، ودخلت طريقة برايل إلى اليمن في عام 1960 عبر معهد ريلي ( Railly Institute).

محدودية طريقة برايل والثورة التكنولوجية.

يقول عبد الله الوصابي (خبير في برامج المكفوفين وإمكانية الوصول): “إنه رغم أن طريقة برايل قد فتحت آفاق جديدة ومهمة لذوي الإعاقة البصرية إلا أنها ظلت محدودة وتتطلب تكاليف كبيرة لطباعة الكتب فضلاً عن حجمها الكبير، ولذلك مثلت الثورة التكنولوجية قفزة مهمة في ردم تلك الفجوة الناجمة عن فقدان البصر من خلال ظهور قارئات الشاشة التي تحول النصوص المكتوبة على الشاشة إلى أصوات مختلفة بواسطة برامج كثيرة ومتنوعة”

وقد ظهرت قارئات الشاشة في نهاية التسعينات مثل: برامج هال Hal وجوز jaws وسوبر نوفا SuperNova ونيفادا NVDA للكمبيوتر، وتوكس Talks للهواتف القديمة وصولاً للصوت الذكي للهواتف العاملة بنظام الإندرويد Androi d والبرامج التي أصبحت الشركات تقدمها بشكل افتراضي مثل شركة Apple في منتجاتها عبر برنامج VoiceOver وحذواً بشركة Apple بدأت الشركات تولي أهمية لقسم (إمكانية الوصول) في منتجاتها وتطور وتحدث في قارئات الشاشة أو ما تعرف بالبرامج الناطقة وآلات النطق المختلفة لتوفر أكثر من صوت ولهجة وعدادات وتفضيلات أخرى كثيرة وذلك تماشياً مع الاتجاهات العالمية التي تعتبر إمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم للتكنولوجيا حقاً من حقوقهم الأساسية.

ما التحدي الذي يواجهه المكفوفون والخبراء بعد البرامج الناطقة؟

وهكذا فإن قارئات الشاشة قد مثلت قفزة كبيرة سمحت لذوي الإعاقة البصرية بمواكبة التطور التكنولوجي وفتحت لهم الأبواب مشرعة للولوج إلى شبكة الإنترنت فأنشأوا المنتديات والمواقع الخاصة بهم وأداروها بكل احتراف كما يرى المهتمون.

ومع كل ذلك فإن الصورة وأبعادها وكيف يمكن أن تصل للمكفوفين على غرار النصوص ظلت موضوعاً يشغل المكفوفين والخبراء المهتمين بالتكنولوجيا المساعدة طيلة السنوات الماضية ومازال فظهرت مبادرات كثيرة إلى حيز الوجود تهدف إلى شرح الصور ووصفها وتقريبها للمكفوفين قدر الإمكان مثل وصف الوجوه التعبيرية في برامج Apple و/Samsung ومؤخراً شرح الصور ومحاولة وصفها باستخدام خوارزميات ذكية في Facebook إلى أن تلك المحاولات على أهميتها ظلت قاصرة عن الوصف الدقيق للصورة المحيطة بالكفيف فظهرت تطبيقات غير فعالة على الهواتف النقالة تحاول التعرف على الألوان والصور وغيرها.

ولأن تلك البرامج والتطبيقات ليست فعالة بدرجة كبيرة فقد ظهرت على شبكة الإنترنت العديد من المبادرات التطوعية التي تهدف لمساعدة المكفوفين من خلال قراءة محتويات الوثائق المصورة التي لا تتعرف عليها البرامج الناطقة أو تحويلها إلى صيغ تتوافق والبرامج الناطقة، أو توفير متطوعين لتقديم خدمات متنوعة لذوي الإعاقة البصرية .

وسنستعرض في تقرير قادم أهم المبادرات العربية والعالمية فضلاً عن التطبيقات التي يحتاج إليها الكفيف لتسهل له الكثير من المهام وتزيل أمامه العديد من العقبات مثل: تطبيقات قراءة النقود، وتطبيقات وصف الإلوان والتعرف على الضوء، وكيف يستطيع الكفيف التحدث مع متطوعين ومتطوعات من مختلف بلدان العالم في أي وقت لقراءة أي وثيقة أو وصف للصور والبيئة من حوله، بالإضافة لأهم المبادرات التي تعمل على تسجيل وطباعة الكتب للمكفوفين في العالم العربي.