المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

“بك أُبصر” مبادرة يبصر المكفوفون بها مناهجهم في الجامعات.

“بك أُبصر” مبادرة يبصر المكفوفون بها مناهجهم في الجامعات.

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

هناك عيونٌ رأى بها أصحابها الحياة واستمتعوا بتفاصيل يومية كثيرة عن طريقها، لكن كثيرون لم يجربوا أن يمنحوا أعينهم بضع دقائق لمن لا يبصرون، كثيرون ضنوا أنهم يستمتعون بأبصارهم لكنهم لم يجربوا متعة من نوع آخر ومختلف إنها متعة أن تكون عينك هي عين إنسان آخر يشاركك الإنسانية، كما أنه مثلك يدرس ويتعلم ويحلم أن يكون شيئا في المستقبل، إنها مُتعة العطاء تشبث بها من جربوها وسطروا قصص لا ينساها لهم المكفوفون مادامت بهم الحياة.

تبدأ القصة الجديدة القديمة في جامعاتنا التي تأبى أن تتحمل مسؤولياتها عن جميع طلابها على السواء فتترك بعضهم ليتدبرو  شؤون أنفسهم بأنفسهم، تترك الجامعات اليمنية المكفوفين دون مناهج أو كتب ومراجع بطريقة برايل أو حتى مسجلة، ولأن المقررات الجامعية غير ثابتة وعملية اختيار المراجع والإحالات الأكاديمية تختلف من دكتور إلى آخر فإن الطلاب المكفوفين يلجؤون إلى زملائهم أو مراكزهم في الجامعة لتسجيل تلك الكتب والمقررات صوتياً.

ومع الدور المهم الذي تقوم به مراكز المكفوفين التي أنشأتها جمعياتهم في بعض الجامعات إلا أن تسجيل المقررات لا يزال مشكلة حيث أن المراكز تعتمد على المتطوعين من الطلاب والطالبات، ولأسباب كثيرة عانى ولا يزال المكفوفون من تأخر التسجيلات أو عدم الالتزام بالمواعيد فضلاً عن ضياعها وعدم الاهتمام بجودة التسجيل ودقة اللغة وغيرها من المشاكل كما يقول أمين حترش، بطل قصتنا – وأمين علي محمد حترش، هو من ذوي الإعاقة البصرية تخصص شريعة وقانون مستوى رابع بإحدى الجامعات الخاصة–، يضيف أمين للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “اعتاد معظم الدكاترة تحديد المقررات الذي تدخل منها الامتحانات نهاية الفصول الدراسية، وهذا ما يضع الطالب الكفيف في سباق مع الزمن ليتمكن من الحصول على المقرر مسجل صوتياً فكيف إذا واجه بعد ذلك عدم الالتزام بمواعيد التسجيل وضياع المادة؟!” ويحاول أمين أن يضع المعنيين أمام مسؤولياتهم ويتساءل باستهجان: “هل يعلم المعنيون أن بعض الطلاب لا تصله التسجيلات إلا قبل الامتحان بيوم أو ليلة الامتحان نفسها وبعض الحالات امتحن الطلاب المكفوفون دون مقررات يرجعون إليها؟ هل يدركون حجم الضغط النفسي الذي يقع فيه الطلاب جراء هذا التأخير؟ هل يستشعرون مسؤولية أن هناك طلاب مكفوفين قادمين من محافظات بعيدة والبعض صرفت عليه أسرته دم قلبها ليتعلم ومع ذلك يواجه كل هذا الخذلان؟!”

أمين يهندس الحل بعيون مخلصة

لم يتوقف أمين عند المشكلة ليشبعها تنظيراً ويبحث على من يلقي اللوم، مباشرةً قرر أن يشعل الشمعة بنفسه ويتحمل المسؤولية، فقام بطرح المشكلة على أحد الزملاء الذي بدوره استدعى زميلة أخرى ليجتمع ثلاثتهم ويقرروا أن يطلقوا مبادرة أسموها “بك أُبصر” مهمتها جمع الراغبين من الطلاب والطالبات بالتطوع ليمنحوا المكفوفين جزء من أوقاتهم لتسجيل المقررات صوتياً، وشيء فشيء انتشرت الفكرة بين الطالبات بنفس الجامعة التي يدرس فيها أمين حتى توسع الفريق بشكل لافت.

استثمار الضوء وتوظيف الجهود بشكل مناسب

التقط أمين زمام المبادرة وقرر مع فريقه توظيف الجهود بشكل رائع يضمن استمرارها وإيصال التسجيلات للطلاب المكفوفين وفق المدة الزمنية المعقولة التي تضع في أول اعتباراتها احتياج الطالب والوقت المُتاح.

وضعت المبادرة آلية تراعي سهولة الاستفادة منها واستغلال التكنولوجيا يشرحها أمين بالتفصيل إذ يقول: “قمنا بإنشاء مجموعتين: مجموعة للمتطوعين وأخرى للمتطوعات حرصاً على خصوصية الفتيات، ومجموعة ثالثة للطلاب المكفوفين من مختلف الجامعات، يقوم الطالب الكفيف بإرسال الكتاب أو المرجع على شكل مستند إلكتروني عبر الواتساب أو التلجرام ويحدد الفترة التي يريد خلالها التسجيل، بعد ذلك نقوم بعمل منشور على مجموعات المتطوعين باسم المادة لدينا والمدة التي نريد خلالها أن يكون التسجيل جاهزاً ، ثم نستقبل طلبات التسجيل ونقوم بتوزيع المستندات الموجودة لدينا على المتطوعين والمتطوعات وبعد إرسالها لنا كملفات صوتية نقوم بتجميعها وترتيبها وإرسالها إلى الطالب، وفي حالة عدم وجود الكتاب بصيغة إلكترونية يضع الطالب الكتاب في أقرب محل عام معروف ونقوم بالإعلان عن الكتاب ومحل توفره ليقوم المتطوع الأقرب بأخذه وتسجيله”

حينما يكون المتطوعون نبلاء.. مواقف لا تُنسى.

بصوت يملأه الفخر والتأثر يعبر أمين عن سعادته بأن مبادرته أصبحت ملجأ للكثير من الطلاب، ويقول أن المبادرة تمكنت من تسجيل مئات المقاطع الصوتية لعشرات المقررات والأهم أنها أوصلتها للطلاب في الوقت المناسب.

وبتقدير كبير واحترام جم يتحدث أمين عن حماس وإخلاص المتطوعين وخصوصاً الفتيات وتفانيهن لتسجيل المقررات، وحين سألناه عن أكثر موقف تأثر به في عمله مع المبادرة قال أمين: “كل جهد تطوعي هو مؤثر ومحل تقدير واحترام، لكن أكثر موقف تأثرت به عندما أرسلت إلى مجموعات المتطوعين مستند مقترح لائحة تصنيف الإعاقة الذي أثار جدل كبير وكان المكفوفون يرغبون بقراءته لكنهم لم يتمكنوا بسبب عدم قدرة البرامج الناطقة على قراءة مستندات PDF، وبعد تسجيل اللائحة صوتياً تداولها المكفوفون بينهم بشكل واسع، وحينها طلب رئيس الاتحاد الوطني للمعاقين اسم من قامت بتسجيل اللائحة لتكريمها، لكنها شكرته على اللفتة وفضلت عدم التكريم وقالت: أنا لا أرغب بأي مكسب مادي من تطوعي في هذا العمل خصوصاً، كما أنني أقوم بالتسجيل ولا أعرف لمن التسجيل وكيف سيستفيد منه لكنني أثق بأنني أسجل لأشخاص مستحقون وسيستفيدون منه بطريقتهم”

يتحدث أمين عن متطوعة أيضاً تعيش في محافظة أخرى لكنها ترسل أحد أقاربها القادمين إلى صنعاء لأخذ الكتب الورقية وتقوم بتسجيلها، ويلفت أمين إلى ثقافة بعض الأسر وثقتها التي تمنحها لبناتها ويقول: “لك أن تتخيل أخت تطلب من أخيها أن يذهب إلى شخص لا يعرفه ولا تعرفه ليأخذ منه كتاب ثم يجلبه لها لتقوم بتسجيله، هل يمكن أن تقوم بهذا لولم تكن هذه الأسرة كريمة ونبيلة وتربي أبنائها على قيمة العطاء وخدمة المجتمع؟”

وعلى الرغم من أن هدف المبادرة هي تعميم النور ونشر الضوء للمكفوفين إلا أن أمين يشكو من عدم تفاعل مؤسسات المكفوفين مع المبادرة ويُطالب بتشجيع مثل هكذا مبادرات ويؤكد: “ليس من الضروري أن تستحوذ على مبادرتي لتدعمني في الوقت الذي تعطلت الكثير من المبادرات لديك وعلى مدار عدة سنوات لا يزال الطلاب يعانون من مشكلة تسجيل المناهج، نحن نعرض أحياناً لبعض المراكز تفرغ بعض المتطوعين لدينا لكنهم يرفضون أن نسجل لهم الكتب المتراكمة لديهم إلا إذا ربطناهم مباشرة بمتطوعي المبادرة”

وهكذا فإن مبادرة “بك أُبصر” بأعضائها الذين يناهزون المائة متطوع ومتطوعة قد استطاعوا أن يحققوا تقدماً كبيراً في هذا الملف وبشهادات الطلاب أنفسهم، أما عن حماس المتطوعين والمتطوعات فلا يقل عن البدايات ما يبشر بأن تلك المبادرة وجدت لتستمر وبها ليبصر المكفوفون مناهجهم دون عناء.

المكفوفون يتعرضون للسرقة المتكررة بشارع في صنعاء.. والمركز الإعلامي يحرك القضية.

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

“التقاني شخص في شارع بغداد عارضاً علي مساعدتي في عبور الشارع، وأثناء مروره معي أخذ يحدثني عن عمله بإحدى الوزارات الحكومية وإنه قد ينفعني لو أردت ذلك، ثم طلب مني أن أعطيه تلفوني المحمول ليسجل رقمه فيما لو أردت التواصل به فرفضت الأمر وتركته لأني اشتبهت به” محمد عبد العليم الفقيه، جامعي كفيف، يروي للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة قصة الانتشال والسرقة الذي كاد يتعرض لها بشارع بغداد بأمانة العاصمة، ويضيف الفقيه: “التقاني نفس الشخص مرة أخرى وقد عرفته من صوته، ومارس معي نفس الأسلوب وعرض علي صراحة توظيفي في إحدى الجهات الحكومية، ولكنني قد اطلعت على بعض حوادث السرقة التي تعرض لها الزملاء المكفوفين في نفس الشارع وبنفس الأسلوب ولم يفصحوا عنها لعدة أسباب واحد منها هو خشيتهم من سخرية زملائهم واستغفالهم لهم، ولذلك بدأت بمسايرة ذلك الشخص وأحببت أن أمسك به في مكان يتواجد فيه أشخاص مبصرون يمكن أن يساعدوني لنسلمه للقسم ويبدو أنه شعر بذلك فترك يدي ولاذ بالفرار”

قصة انتشال المكفوفين وتعرضهم للسرقة في شارع بغداد تحديداً تكررت أكثر من مرة ومع أشخاص مختلفين، وفي هذا التقرير نحاول تتبع القصة وتسليط الضوء عليها كما رأها الضحايا وكيف تعامل قسم شرطة بغداد مع البلاغات التي تقدموا بها؟.

بهذه الطريقة يتم استغلال المكفوفين وسرقتهم.

بالقرب من قسم شرطة شارع بغداد خلف البريد يقع السكن الجامعي للطلاب المكفوفين –ويسكن فيه حوالي 60 طالباً كفيفاً من عدة محافظات–، وقد اشتكى المكفوفون من تعرضهم المتكرر للانتشال بنفس الطريقة، حيث تحدث العديد ممن تعرضوا للسرقة أو كادوا يتعرضوا لها عن أنهم لم يعلموا بما تعرض له زملائهم من قبل في الغالب وأن الجاني يختار ضحاياه بعناية.

تحدث طلاب السكن عن تعرض زميلهم محمد علوي، للسرقة والنشل من قبل شخص قدم نفسه على أنه أتى لتقديم المساعدة لمحمد كي يدله على الطريق، وقال زملاء محمد أنه تعرض لصدمة كبيرة خصوصاً أنه يعاني من مرض السكر الذي أصيب به بعد تعرض سكن مركز النور للمكفوفين لقصف جوي من طيران التحالف أثناء ما كان مكتضاً بالطلاب قبيل الامتحانات في 5 يناير 2016.

وبنفس الأسلوب قال صلاح فارع، طالب آخر أنه تعرض للسرقة بالقرب من سوق بغداد بعد أن أوهمه الجاني بأنه يريد تسجيل رقمه على تلفون صلاح ليتمكن من الاتصال به لتسجيله في إحدى المنظمات الإنسانية، وقال صلاح أنه تقدم ببلاغ إلى قسم شرطة بغداد وتسلم إشعار بذلك لكن لم يتم التعامل الجاد مع القضية حسب تعبيره وقال صلاح: “لم أكن أمتلك النقود لأتمكن من الاستمرار في متابعة البلاغ”

من جهته يقول عبيد الزبيدي، وهو طالب أيضاً أنه تعرض لمحاولة السرقة والنشل بنفس الطريقة التي تعرض لها زملائه ولكنه رفض إعطاء تلفونه للمشتبه به.

وتحدث لنا طلاب من السكن عن أسماء أخرى لزملائهم تعرضوا للسرقة بذات الأسلوب لم نتمكن من التواصل بهم جميعاً.

سرقة ونشل بالقوة.

لم يكتفِ الجاني أو الجناة باستغلال ثقة الطلاب المكفوفين بمن يأتي لتقديم المساعدة لهم على عبور الطريق ونحوها بل تطور الأمر للوصول إلى حد السرقة والنشل بالمباغتة والغدر واستخدام القوة، يقول زملاء محمد أن زميلهم أخرج تلفونه بقصد الاتصال فقام الذي كان بجواره مدعياً أنه يساعده بأخذ تلفون محمد عنوة على مرأى ومسمع من المتواجدين وفر بالتلفون.

ويقول نايف رسام أنه تعرض للسرقة والنشل مرتين الأولى بعد التحاقه بفترة قليلة بالسكن ولم يكن يعرف ما تعرض له زملائه من قبل وكانت بالقرب من إحدى الصيدليات المعروفة، والمرة الثانية بالقرب من السكن، ويسرد القصة بالتفصيل: “لقد كان هناك شخص ما استطاع الدخول إلى مصلى السكن وعلى رأسه بطانية وكان يمثل دور المتسول كما أخبرني الزملاء في الداخل، وكنت عند بوابة السكن على الرصيف بالخارج وكنت أقوم بتحميل بعض المقاطع الصوتية المتعلقة بالمنهج الدراسي فإذا بي أتفاجأ بشخص يأخذ التلفون من يدي عنوة ويفر به، ظننته في البداية أحد الزملاء أو الأصدقاء يمزح معي لكنه لم يعد وفقدت تلفوني وفقدت المواد المسجلة وكان المؤلم أن التوقيت أثناء الامتحانات”

ويؤكد نايف أنه تقدم ببلاغ رسمي إلى قسم شرطة بغداد وأن القسم وعد في البداية بتسليم الجاني، “وعند المتابعة قال لي الضابط لم نتمكن من معرفة السارق، وبالنص قال لي: لا تشغلنا سنعطيك تلفون بدل تلفونك”

من الجاني وهل الجريمة منظمة؟

تتبعنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة خيوط الجريمة ومن خلال شهادات الطلاب يتضح أن الأسلوب الذي يستعمله الجاني أو الجناة يكاد يكون نفسه، وحتى اسم الجهة الحكومية التي يغري ضحاياه بتوظيفهم فيها نفس الاسم عدا واحدة من الحالات، كما أن العديد من الأشخاص قد أفادوا بأن الجاني أخبرهم أثناء استدراجهم قبل السرقة بأن اسمه علي الحاشدي.

والمفاجئ في الشهادات التي أدلى بها من تحدثوا إلى المركز من الطلاب المكفوفين أن أوصاف الجاني مختلفة حيث سألناهم عن لهجته وتقديرهم لسنه من خلال صوته بالإضافة إلى خشونة صوته من عدمها فتضاربت الأوصاف ما يشي بوقوف مجموعة من اللصوص التي قررت نشل المكفوفين وسرقتهم ولا سيما أن السرقات حدثت كلها في شارع بغداد وفي نقاط محددة بالقرب من السكن وبعض المرافق الحكومية والخاصة.

ويتفق نايف رسام مع ذلك ويقول أنه تحدث إلى زملائه وأنهم قد أعطوا أوصاف مختلفة للجاني رغم تقارب أسلوب السرقة والنشل، واحتمل نايف أن الجاني يمارس التمثيل لتغيير صوته ولهجته.

بلاغات لم تؤخذ على محمل الجد.

في اتصال بقسم شرطة بغداد قال الضابط الذي عرف نفسه باسم (صقر) أنهم على علم بست حالات سرقة تعرض لها المكفوفون في المنطقة، وأضاف: “لقد حصلنا على الفيديو للسرقة التي حصلت لمصلى السكن الخاص بسكن الطلاب المكفوفين الجامعيين وتلفون الطالب نايف رسام من كاميرات المراقبة لكننا لم نتمكن من التعرف على هوية الجاني بسبب الظلام وكانت ملامحه غير واضحة”

وفي حادثة أخرى قال سعد الزيادي، خريج جامعي، أنه تعرض للسرقة بذات الأسلوب الذي تعرض له زملائه وأن القسم تعرف على الجاني من كاميرات المراقبة كما تعرف على لوحة الدراجة النارية التي كان يستقلها لكن القسم أطلقه دون أن يعيد لسعد أي من المسروقات، ويضيف سعد: “لقد طلب مني الضابط في القسم التحول مع الجاني للنيابة إذا أردت أن أستعيد حقي، ولم أكن أمتلك النقود حينها فتركت القضية ولم أستعيد تلفوني ولا النقود التي سرقها مع التلفون وتم إطلاق صراح الجاني”

قسم بغداد يقبض على الجاني ويكشف تفاصيل هامة.

أثناء متابعة المصادر والتحقق من المعلومات لكتابة هذا التقرير أعرب لنا الضابط صقر عن استعداد القسم الكامل للتعامل مع أي بلاغ يتقدم به أي مواطن وخصوصاً المكفوفين، ووعد بالتعامل الجاد والحازم مع السرقة الجديدة التي تعرض لها الطالب الكفيف محمد علوي، منتصف الأسبوع الماضي، ويوم أمس ألقى القسم القبض على الجاني بعد التعرف عليه من كاميرات المراقبة.

وفي تصريح للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة قال هادي عصيلان، مدير قسم شرطة بغداد: “أن الجاني يُدعى علي الحاشدي بالفعل لكنه لم يعترف بسرقات أخرى”، وأفاد عصيلان بأن القسم قد قام صباح اليوم بإحالة المتهم إلى النيابة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

وبعد القبض على الجاني تبقى عدة أسئلة بحاجة إلى أجوبة – هل المدعو الحاشدي بمفرده أم أن هناك عصابة منظمة لنشل المكفوفين وسرقتهم؟، ومن يعوض المكفوفين الذين سبق سرقتهم ولما لم يتعامل القسم بجدية منذ البلاغ الأول خصوصاً مع ورود عدة قرائن على سرقة المكفوفين بشكل منظم ومدروس كما يقولون؟.

ماهي لعبة الملوك؟ وهل يستطيع المكفوفون ممارستها؟.

ماهي لعبة الملوك؟ وهل يستطيع المكفوفون ممارستها؟.

خاص /

مرحباً بكم في لعبة الملوك، -هل سمعتم بها من قبل؟

إنها لعبة الشطرنج التي يُعتقد أن أصلها مشتق من لعبة الشاتورانجا الهندية التي نشأت في شبه القارة الهندية خلال فترة حكم غوبتا الذي امتد من 319 وحتى 543-م. وتعد لعبة الشطرنج إحدى أشهر الألعاب الاستراتيجية على مستوى العالم، وهي لعبة طاولة تدور بين شخصين على لوحة مربعة تتكون من 64 مربعاً نصفها بيضاء والنصف الآخر مربعات سوداء كما في الصورة المرفقة (ولتكون الفكرة واضحة لدة المكفوفين فإن كل مربع أبيض يليه مربع أسود طولاً أو عرضاً والعكس، فمثلاً كل مربع أبيض يقع على جهاته الأربعة الرئيسية مربعات سوداء ويتصل بالمربعات البيضاء من الجهات الأربع الفرعية والعكس أذاما كانت  المربعات سوداء).

ويمتلك كل شخص 16 قطعة بأحد الألوان إما الأبيض أو الأسود، ثمان من تلك القطع يطلق عليهم الجنود ويكونون في الصف الثاني، وخلفهم ثمان قطع هي: قلعتين، خيلتين، ضابطين أو فيلين وجمعهما فيلة، الوزير، الملك، وقطعة الملك هي القطعة الذي يبني كل طرف خططه للإمساك بها ليحقق انتصاره على الخصم.

وهناك مجموعة من القواعد الموحدة لكيفية وصلاحية حركة كل قطعة من القطع أثناء اللعب، وهي سهلة الفهم والتعلم.

ولعبة الشطرنج من أكثر الألعاب متعة وإثارة وتعتمد على الذكاء وبناء الخطط، وتحظى باعتراف دولي واسع حيث تأسس الاتحاد الدولي للشطرنج في 20 يوليو تموز عام 1924-م ليصبح ذلك اليوم هو اليوم العالمي للشطرنج الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1966 بقرار رقم 278-72.

ويمارس المكفوفون لعبة الشطرنج بذات القواعد الموحدة دولياً، ولكن تكون لعبة الشطرنج مكيفة بحيث يتم تمييز المربعات البيضاء بأن تكون منخفضة بينما تكون المربعات السوداء مرتفعة، أما القطع فتكون القطع ذات اللون الأسود مميزة برؤوس مدببة بينما القطع ذات اللون الأبيض ذات رؤوس لمساء كما في الصورة المرفقة، وعلى لوحة الشطرنج الخاصة بالمكفوفين يستطيع اللاعب الكفيف اللعب مع شخص آخر كفيف أو غير كفيف لأن القواعد موحدة والاختلاف هو فقط في إبراز ألوان المربعات والقطع بشكل ملموس.

صورة للشطرنج الخاص بالمكفوفين

ولكن وبسبب جائحة كوفيد 19 فقد اتجه منظمي البطولات لتنظيم منافسات الشطرنج أون لاين ما حرم المكفوفين فرص المشاركة، إلا أن المعاقين حركياً حققوا مستويات مشرفة لليمن في بطولات إقليمية خلال السنوات الماضية.

كيف يستخدم الكفيف الكمبيوتر والهاتف المحمول

‏هل صادفت كفيفاً على وسائل التواصل الاجتماعي وتساءلت كيف يكتب ويقرأ المنشورات والتعليقات؟!
هل أثار الأمر فضولك؟!
‏شاهد هذا الفيديو من المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة لتعرف.

نجوم عدن للمكفوفين يستعد للمشاركة في بطولة الأهرام الدولية بمصر العربية.

نجوم عدن للمكفوفين يستعد للمشاركة في بطولة الأهرام الدولية بمصر العربية.

خاص /

وصل مساء أمس الثلاثاء نادي (نجوم عدن للمكفوفين) إلى محافظة الإسكندرية قادماً من القاهرة بجمهورية مصر العربية للمشاركة في بطولة الأهرام الدولية لكرة الهدف المقرر إقامتها من 25 27 مارس آذار الجاري.

هذا وكانت بعثة النادي قد وصلت مطار القاهرة الدولي مساء الخميس الماضي، ونفذت بها معسكر تدريبي استمر من السبت وحتى الاثنين الماضي.

وفي تصريح للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة قال شاكر بارحمة، رئيس نادي نجوم عدن: “إن الفريق يتمتع بروح رياضية ومعنويات عالية، وقد أجرى النادي معسكر تدريبي في اليمن امتد لثلاثة أسابيع، واليوم نحن مصممون على تحقيق نتائج متميزة تليق بكرة الهدف اليمنية فنحن نمثل اليمن كوننا النادي الوحيد المشارك من اليمن”

وعبر بارحمة عن أمله والفريق المشارك بالفوز بالبطولة رغم فارق الدعم والإمكانيات بين الفريق وباقي الفرق المشاركة في البطولة، مثمناً الدعم الذي وصفه بالسخي والحكومي الوحيد من محافظ محافظة عدن أحمد حامد لملس بعد لقائه الفريق في مكتبه الأسبوع الماضي.

وتستمر استعدادات الفريق من خلال معسكر تدريبي ستنفذه البعثة اليمنية اليوم وغداً بمحافظة الإسكندرية التي ستنطلق فيها البطولة يوم الجمعة القادم الموافق 25 وحتى الأحد 27 مارس آذار.

وبحسب الكابتن محمد علي، نائب رئيس النادي فإن النادي سيواجه يوم الجمعة المقبل كلاً من منتخب مصر لكرة الهدف، ونادي بني سويف، والمنتخب اليوناني لكرة الهدف، مناشداً الجهات الرسمية وغير الرسمية التفاعل مع المنتخب ودعمه ليحقق إنجازاً يشرف الجميع على حد وصفه.

تعد كرة الهدف أو كرة الجرس اللعبة الشعبية الأولى للمكفوفين، وهي رياضة جماعية تم ابتكارها من قبل النمساوي هانز لورينز، والألماني سيب ريندل، لإعادة تأهيل المحاربين بعد الحرب العالمية الثانية.

وتقوم فكرة كرة الهدف على وجود فريقين في جولين متقابلين بحيث يقذف اللاعب الكرة التي تحتوي على جرس بداخلها باتجاه الفريق الخصم ليسمعها ويتوجه المدافعون لصدها، ولكرة الهدف أنظمة وقوانين معترف بها عالمياً، كما أن هناك بطولات إقليمية وعالمية لهذه اللعبة.

“عندي أمل” تزرع البسمة على وجوه الأطفال المكفوفين بعدن

“عندي أمل” تزرع البسمة على وجوه الأطفال المكفوفين بعدن

خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD

تحت شعار “خذ بيدي” أقامت مبادرة عندي أمل للأعمال الإنسانية والخيرية بعدن مساءِ أمس الإثنين رحلة ترفيهية وحفل فني لأطفال جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين ومعهد نور للمكفوفين، تخللها توزيع العصا البيضاء للأطفال المكفوفين تم ذلك في استراحة VIP بالمدينة الخضراء.
كما نظمت المبادرة حفل تخللته العديد من الفقرات ما بين مسابقات ترفيهية للأطفال المكفوفين المشاركين وكذلك اسكتش مسرحي يشرح معاناة الكفيف وخُتم بمقطوعة غنائية قدمتها الكفيفة أزهار.

عبير منصر رئيس جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين بعدن عبَّرت عن سعادتها بهذه البادرة، شاكرة لمبادرة عندي أمل جهدهم المبذول وبالأخص توزيعهم العصا البيضاء للأطفال المكفوفين والتي تعتبر تقنية سهلة ومبسطة تساعد الطفل الكفيف في تحركاته وتنقلاته، مشيدة بما قامت به المبادرة من عمل إنساني له الأثر البالغ في نفسية الطفل الكفيف، وكيف أن لهذه المبادرة ومثيلاتها دور كبير في دعمه وعونه على حد تعبيرها، وختمت حديثها بالشكر لكل من قام على إنجاح هذه المبادرة وكان له الدور في إدخال السعادة إلى قلوب الأطفال المكفوفين.

*العصا البيضاء: عصًا يحملها المكفوفون تساعدهم على تسيير حياتهم بشكل أيسر وتحميهم من الارتطام بما قد يعترض طريقهم من حواجز او حفر او عقبات مفاجئة، وتخدمهم بالأخص عندما يتواجدون في الشوارع فبمجرد حمل العصا البيضاء يعلم الجميع بأن هذا كفيف، وتعتبر رمز حرية الكفيف واستقلاله ويتم الاحتفال بها في الخامس عشر من أكتوبر من كل عام.