قارئ المقال
|
خاص : محمد الشيباني /
ما إن يهل هلال رمضان حتى تصدح المساجد بصوته الجميل في كل أرجاء اليمن ، المحطات الإذاعية والتلفزيونية هي الأخرى تتسابق في إمتاع متابعيها بتلاواته وموشحاته الروحانية العذبة ، صوت لا تخطئه الأذن الشيخ محمد حسين علي عامر الظاهري رحمة الله تغشاه ، الفقيه ابن الفقيه ، شيخ القراءات وصوت روحانية رمضان .
كان لوالده الشيخ حسين عامر الدور الأول في حفظه للقرآن الكريم حيث كان ذلك في وقت عصيب للغاية،إذ لم تكن وسائل التكنولوجيا متاحة آنذاك حتى مصاحف الخط البارز برايل لم تتوفر إلا في وقت متأخر،مما أوجد صعوبة في قراءة القرآن وحفظه بحسب الشيخ عبد الله الحدى صديق الشيخ محمد حسين عامر.
يقول الحدى للمركز الإعلامي ” الشيخ محمد حسين عامر كان يحفظ القرآن من خلال والده الذي ضل يلقنه القرآن حتى حفظه عن ظهر قلب.
مضيفا أن الشيخ عامر طيلة حياته كان يسترجع آيات القرآن فكان كل يوم يردد خمس آيات أو أكثر ، إضافةً إلى قراءته وحفظه للقرآن بالعشر القراءات على يد بعض المشايخ في الجامع الكبير ، ومن مشايخه رحمه الله الشيخ حسين حسن والشيخ علي الطائفي والشيخ محمد الروني والشيخ حسين الغيثي.
محمد حسين عامر وحياته الأسرية
تحدث للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة الأخ محمد بن محمد حسين عامر الولد البكر للشيخ الراحل عن حياة والده وقال “كان والدي يتعامل بشكل طبيعي جدا مع الأطفال والأسرة كما لو أنه شخص مبصر،الأمر الذي جعلنا ننسى أنه كفيف على حد تعبيره.
ويضيف ” لن يتشكل لدينا أي تصور ذهني غريب عن أبي لما كان يمتاز به من إدراك قوي إضافة إلى حاستي اللمس والسمع وبقية الحواس التي عوضته عن نظره المفقود.
وعن جدوله اليومي يقول محمد ” والدي رحمة الله عليه كان لا يجلس في البيت كثيراً فمنذ كبرت وهو في المسجد يتلو القرآن ويعلم تلاميذه. ويكمل “تخرج على يديه المئات من حفظة كتاب الله في مسجد النهرين والجامع الكبير بصنعاء ، وما ميز أبي هو إجادته للقراءات العشر.
علاقاته الاجتماعية
كان الشيخ الراحل محمد حسين عامر محبوبا عند كل من يعرفه سواء من تلاميذه أو أصدقاءه وكان حاضراً في المناسبات الاجتماعية المختلفة ، كما كان شخصاً مرحاً بشوشاً يحب الجلوس مع العامة.
يقول محمد عن والده ” كان مرجعا لكثير من الناس من حوله إذ لبث طيلة حياته العلمية ينصح من يطلب النصح ويرشد كل من يسترشده مما أكسبه الشهرة الواسعة خلافاً لأخيه أحمد الذي كان كفيفاً أيضاً إضافةً إلى أختهما الكفيفة.
في هذا السياق سألنا الشيخ عبد الله الحدى عن أحمد حسين عامر ليجيب “بحكم معرفتي الأخوية بالشيخين فإن الشيخ أحمد حسين عامر يرحمه الله كان هادئ الطباع ولم يكن اجتماعياً رغم تشاركه مع أخيه في العلم وحفظ القرآن.
فيما يقول محمد بن محمد حسين عامر أن والده اشتهر بشكل كبير من خلال الإذاعة التي لعبت الدور الأكبر في تسجيل وبث تلاواته على مدى خمسة عقود وحتى يومنا هذا.
حقوق ضائعة.
في حياته وبعد الممات لم تكن للشيخ أي حقوق أو رعاية من قبل الحكومة،وذلك كما يوضح نجل الشيخ أن والده رحمه الله لم يكن يولي هذا الموضوع اهتماماً ، مضيفا “والدي كان كريماً لا يحتاج لأحد ولا يسأل الناس فهو محبوب عند أصدقائه ومعلم مشهور وهذا كله لم يجعله يفكر بالبحث عن رعاية حكومية، وبعد وفاته تأثرت أسرته مادياً إذ أنهم لم يحظوا بأي اهتمام ولا رعاية من أي جهة حكومية حسب ما يقول محمد.
وقد تميز الشيخ عامر بسرعة البديهة والذكاء الخارق، فوفقاً لنجله أنه كان يذهب إلى الجامع الكبير بمفرده رغم بعده عن منزله بمسافة كبيرة. وكان ملما بالطرقات والأزقة وكذا البيوت المجاورة للجامع الكبير بصنعاء القديمة رغم وجود أزقة كثيرة ومتعددة الاتجاهات.
وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ كان منشداً ومن أبرز مؤسسي جمعية المنشدين اليمنيين ، ومن أبرز موشحاته :الصبر حصن الفتى
وصلي يا ربي على أحمد محمد المحمود باهي الجمال وغيرها. أجاز الشيخ العشرات من حفاظ القرآن وتتلمذ على يديه كبار المشايخ الذي نعرفهم حالياً كالشيخ يحيى الحليلي وآخرين. كما أنه حصل على جوائز مختلفة وشارك وفاز في مسابقات دولية ومحلية في الحفظ والتلاوة.
توفي رحمه الله في الخامس عشر من شهر رمضان عام 1419 للهجرة الموافق الثالث من يناير 1999 للميلاد. حزن عليه اليمنيين حزناً شديداً وشيعه الآلاف من محبيه وتلاميذه وكبار المسؤولين في الدولة.