المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

شخصيات في شهر الخير

شخصيات في شهر الخير

سلسلة نطل فيها ونتعرف على بعض الشخصيات اليمنية الفاعلة في مجال الإعاقة ونعيش معهم تفاصيل حياتهم العملية في رمضان ، كما سنتعرف على معلومات أكثر عنهم وعن تنظيمهم لوقتهم وتغلبهم على الصعاب.
شخصيتنا لليوم، شخصية غنية عن التعريف طموحة وخدومة جداً أنه عبدالله أحمد عبدالله بنيان
‏ – مدير عام ذوي الاحتياجات الخاصة بأمانة العاصمة صنعاء
‏ – رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين

  • عضو مجلس إدارة صندوق رعاية وتأهيل المعاقين
  • رئيس الإقليم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة ونائب رئيس المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى الوطن العربي
  • متزوج وأب لسبعة أولاد ‏أربعة أولاد وثلاث بنات
    فقد عبد الله بنيان بصره في السنة الثالثة في الجامعة، كلية الآداب قسم دراسات إسلامية، وحصل على دبلوم عال ثم حصل على ماجستير بدرجة امتياز وكانت رسالته بعنوان ‏ “مدى توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الخاص”
    ‏ عند سؤالنا له عن كيف يقضي يومه في رمضان، أجاب بنيان بأنه يستيقظ عند التاسعة صباحاً، ثم يقوم بترتيب نفسه وبعدها يصلي صلاة الضحى، ثم يذهب في تمام العاشرة إلى العاشرة والنصف إلى ديوان الأمانة، ثم بعدها يذهب إلى جامعة صنعاء ‏أو متابعة بعض الأمور التي يحتاجها الأشخاص ذوي الإعاقة في بعض الوزارات أو المكاتب التنفيذية.‏

    بعد عودتي من نهار حافل بالعمل بعد صلاة العصر، أبقى في البيت للراحة ثم أقوم بقراءة القرآن الكريم، وأحياناً أقوم بمراجعة بعض التقارير وإعدادها وتجهيزها وتجهيز بعض المذكرات التي أحتاجها أو يحتاجها الأشخاص ذوي ‏الإعاقة،” يضيف بنيان
    يقوم بنيان بعد صلاة المغرب وعند الانتهاء من الفطور، بمراجعة بعض الأخبار والمستجدات والمحاضرات والدروس الرمضانية ومراجعة بعض الكتب والمذكرات التي تصله ثم يأتي دور الأولاد والأسرة للجلوس معهم وتبادل الأحاديث والتسامر معهم.
    ” أحياناً اذهب لأكمل أعمالي ليلاً في الاتحاد لمتابعة شؤون الأشخاص ذوي الإعاقة وجمعياتهم ومنظماتهم ‏، عملي في الاتحاد لا يقتصر على فترة محددة،” يتحدث بنيان. ‬

    ‏يشاركنا بنيان بمعلومات عنه حيث يقول:” عشت حياتي مبصرا وكنت لاعب كورة وقد أسست نادي رياضي وكنت رساماً وأحب الرسم ‬ وكنت أرسم المناظر الطبيعية والخلابة والأنهار وشموخ الجبال ‏عشت حياتي كشخص ليس لديه إعاقة ،”
    “في بداية حياتي لم ‏أتصور إطلاقا أن أكون كفيفا ليحصل لي حادث مروري ليغير حياتي للأبد، وبدأ يضعف النظر ولكنني وجدت خيراً وتعويضاً من الله على ما أصابني آو أيقنت أن الله قد اختار لي ما فيه الخير. “‏
    كيف تشعر عندما تقدم الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة ؟
    ‏ يجيب بنيان بأنه يشعر بسعادة منقطعة النظير عندما يجبر خواطر الأشخاص ذوي الإعاقة واستخراج حقوقهم، فهم لم يتم إلى الآن إنصافهم في كثير من المجالات، ويرى أن خدمتهم أمر مقدس.

‏شخصيات في شهر الخير

‏شخصيات في شهر الخير

سلسلة نطل فيها ونتعرف على بعض الشخصيات اليمنية الفاعلة في مجال الإعاقة ونعيش معهم تفاصيل حياتهم العملية في رمضان ، كما سنتعرف على معلومات أكثر عنهم وعن تنظيمهم لوقتهم وتغلبهم على الصعاب.

شخصيتنا لليوم، المتفانية في عملها، البشوشة في حديثها ، عبير منصر العقربي

  • رئيس جمعية رعاية وتأهيل المكفوفين /عدن‏
  • باحثة نفسية في مجال ذوي الإعاقة‏
  • درست في ‏ثانوية ١٤ أكتوبر المعلى ‏
  • درست في  ‏جامعة عدن-كلية الآداب ‏تسابق الزمن وتتحدى المصاعب الكثيرة في عملها لتلبي احتياجات ذوي الإعاقة البصرية حيث أنها تعمل جاهدةً لتخدمهم بحب وتفاني كبيرين حسب قولها.

وبحكم أنها أخصائية اجتماعية وكفيفة البصر ،فإن ذلك يساعدها كثيراً لفهم ذوي الإعاقة وتلمس مشاعرهم وبالتالي إدخال السعادة لقلوبهم ورسم الابتسامة على محياهم وذلك ما يجعل عبير تحب عملها وتفخر به.

تسهب عبير في الحديث عن عملها حيث تقول ” نقوم في الجمعية بفتح برنامج رمضاني ووضع خطة نحاول المضي فيها وذلك لتسهيل حياة  الكفيف وتلبية ما يحتاجه ، حيث نقوم بالبحث عن داعمين جدد ,”

ومن البرامج أيضاً التي تشرف عليها عبير هو الإفطار الجماعي الذي تقوم به الجمعية،والذي تصفه بأنه من أجمل الأعمال.

“معظم وقتي أقضيه في الجمعية، خاصة في رمضان بحكم أنه يكون في داعمين يكونوا مستعدين لتقديم الدعم للمكفوفين، أحيانا كثيرة أداوم من الصباح إلى الليل.

تضيف عبير ” في رمضان نقوم أيضاً بإقامة المسابقات الثقافية والدينية ويشترك فيها ذوي الإعاقة من الجمعية وتمتاز بالحماس والتفاعل الكبيرين كما أنها تخلق روح المنافسة بين مختلف الفرق.

عبير تؤكد من خلال قصتها أن المستحيل لا يمكن أن يجد طريقه إليك طالما كان عندك إيمان بقدراتك وبما تملك من إرادة وأمل ، كما أنها تؤكد أن المرأة ذات الإعاقة إذا ما أتيحت لها الفرصة فإنها قادرةً على أن تكون صانعة قرار وناجحة في عملها.

تلك كانت عبير منصر بنت عدن الطموحة المثابرة.

شخصيات في شهر الخير

شخصيات في شهر الخير

سلسلة نطل فيها ونتعرف على بعض الشخصيات اليمنية الفاعلة في مجال الإعاقة ونعيش معهم تفاصيل حياتهم العملية في رمضان ، كما سنتعرف على معلومات أكثر عنهم وعن تنظيمهم لوقتهم وتغلبهم على الصعاب.

شخصيتنا لليوم. هدية الحياة للكفيفات.. كفيفة البصر، نافذة البصيرة ..صباح علي حريش- رئيس جمعية الأمان للكفيفات.

  • بكالوريوس علم نفس- جامعة صنعاء –كلية الآداب
  • متزوجة ولديها ثلاث بنات

التحقت بجمعية الأمان وكانت من مؤسسيها ثم عملت معلمةً هناك ومن ثم أميناً عاماً للجمعية. وبعد وفاة الأستاذة فاطمة العاقل تحملت ضيفتنا منصب رئيس الجمعية حتى الآن. كانت صباح مبصرة إلى عمر السابعة عشرة، بعدها فقدت بصرها وهي في الصف الثالث الثانوي لكن هذا لم يوقفها عن مواصلة طريقها إذ أكملت دراستها بتشجيع من والديها .

تخدم صباح حريش الكفيفات بروح معنوية عالية ومتفانية، حيث تقول” بحكم أنني كفيفة البصر فأنا أستطيع الشعور جيداً بما تحتاجه الكفيفات، ونحاول في الجمعية بكل السبل توفير تلك الاحتياجات، والعمل في مجال ذوي الإعاقة جميل وممتع لأنك ستشعر بنتيجته  في عيونهم ودعواتهم وابتسامتهم الصادقة.

تحب صباح عملها في الجمعية وترى في تفاصيله متعة كبيرة ولحظات رفع معنويات الأشخاص ذوي الإعاقة إحساس رائع. في رمضان، تذهب صباح إلى عملها كل يوم قبل الظهر ،حيث أنها تقضي أغلب الوقت في الجمعية تتفقد سير الأعمال وتتواصل مع بناتها الكفيفات تسأل عن أحوالهن وأوضاعهن العملية والأسرية ، كما أنها تتلمس معاناتهن ومشاكلهن محاولةً حلها بكل الطرق.

تعود إلى منزلها عصراً وينتظرها هناك زوجها الذي يشاركها الإعاقة ، وبناتها الثلاث ثم تبدأ مرحلة أخرى من العمل وهي مرحلة إعداد الفطور.

تؤكد صباح أنها تحاول أن تنظم وقتها ولا تنسى أنها إلى جانب عملها الكثير أن لديها مسؤولية الزوج والأطفال ويجب عليها الالتزام بأداء هذه المسؤولية.

تتشارك مع بناتها في إعداد الفطور ، زوجها أيضاً يساعدها كثيراً ويلبي احتياجات المنزل بكل حب وتفاني.بعد تناول طعام العشاء تقضي وقتها في الجلوس مع الأسرة وتبادل الحديث والتواصل من أجل العمل وإنجاز بقية المهام.

صباح جعلت من نفسها صباحاً وضاء لكل من حولها أشرق قلبها فكان أملاً مشرقاً لحياة كل الكفيفات.

شخصيات في شهر الخير

شخصيات في شهر الخير

سلسلة نطل فيها ونتعرف على بعض الشخصيات اليمنية الفاعلة في مجال الإعاقة ونعيش معهم تفاصيل حياتهم العملية في رمضان ، كما سنتعرف على معلومات أكثر عنهم وعن تنظيمهم لوقتهم وتغلبهم على الصعاب.

شخصيتنا لليوم هو : المحب لعمله .. الراقي بطبعه ..  حسن حسن  إسماعيل- مدير مركز النور للمكفوفين بصنعاء كفيف البصر

  • متزوج ولديه أطفال .
  • مواليد 1969-م ، محافظة المحويت.
  •  حاصل على  درجة الليسانس في الشريعة والقانون العام 1996-م.
  • عمل مدرساً  في مركز النور للمكفوفين ومن ثم موجهاً هناك وحالياً يدير نفس المركز.

كما أنه كان رئيساً  للجمعية اليمنية لرعاية وتأهيل المكفوفين وأميناً عاماً لها، ومديراً للشئون القانونية في الاتحاد الوطني للمعاقين .

  • في العام 2007 أُنتخب نائب لرئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين.
  • رئيس المنتدى اليمني للأشخاص ذوي الإعاقة

يتحدث حسن إسماعيل عن شهر رمضان الذي يتم التقرب فيه إلى الله أكثر، ويتم فيه استلهام العضات والعبر ومحاولة الاستفادة من دروس ونفحات الصوم والعبادة ومشاركة الآخرين معاناتهم .

عند حديثه عن كيفية قضاءه لشهر رمضان فإن إسماعيل يرى أن العمل في خدمة ذوي الإعاقة في مركز النور هو أكثر ما يشغل وقته ، حيث دشن المركز الموسم الثاني لدورة الشيخ محمد حسين عامر لحفظ القرآن الكريم ، واهتم المركز أيضاً بإنشاء حلقات لحفظ القرآن الكريم .

يقول حسن ” أقضي وقتي في رمضان وأنا في خدمة هذا المشروع العلمي الكبير للطلاب من المكفوفين،وذلك من خلال الإشراف والمتابعة والبحث عن تمويل لهذه الأنشطة والتنسيق مع جميع الجهات الرسمية والإعلامية وذلك لكي نستطيع الاستمرار في هذه التجربة العظيمة في المركز.

يستيقظ  إسماعيل عند الساعة العاشرة صباحاً، يقرأ ما تيسر له من القرآن الكريم، ليذهب بعدها للمسجد لصلاة الظهر، ثم يتوجه إلى عمله في المركز، ليتابع عمله هناك إلى الساعة الخامسة عصراً .

عند عودته إلى المنزل يقوم إسماعيل بمتابعة بعض البرامج الإعلامية بعد قراءة القرآن ليكون على إطلاع دائم  على ما ينشر إعلامياً. يحب إسماعيل عمله كثيراً، بعد أن يتم صلاة التراويح يعود إلى المركز ليزاول عمله ليلاً ويتابع بقية المهام.

يعود إلى بيته عند الساعة الثانية عشرة ويشاهد برامجه على التلفزيون وبعدها ينهي يومه الحافل.لا ينسى أن يتواصل مع أصدقائه ويسأل عن أخبارهم ويستمع إلى رسائلهم في وسائل التواصل الاجتماعي.

إسماعيل يختم حديثه مع المركز الإعلامي بنصيحته وحثه على تنظيم الوقت وترتيب الأولويات كي يستطيع الإنسان تنفيذ أعماله ومهامه اليومي بكل إتقان.

حسن إسماعيل يؤكد لنا أن الشخص إذا ما امتلك العزيمة والقوة الداخلية فإنه سيكون قادراً على عمل أي شيء.

في ذكرى وفاته الثالثة والعشرين ، الشيخ محمد حسين عامر في قلوب الأحياء

في ذكرى وفاته الثالثة والعشرين ، الشيخ محمد حسين عامر في قلوب الأحياء

خاص : محمد الشيباني /

ما إن يهل هلال رمضان حتى تصدح المساجد بصوته الجميل في كل أرجاء اليمن ، المحطات الإذاعية والتلفزيونية هي الأخرى تتسابق في إمتاع متابعيها بتلاواته وموشحاته الروحانية العذبة ، صوت لا تخطئه الأذن الشيخ محمد حسين علي عامر الظاهري رحمة الله تغشاه ، الفقيه ابن الفقيه ، شيخ القراءات وصوت روحانية رمضان .

 كان لوالده الشيخ حسين عامر الدور الأول في حفظه للقرآن الكريم حيث كان ذلك في وقت عصيب للغاية،إذ لم تكن وسائل التكنولوجيا متاحة آنذاك حتى مصاحف الخط البارز برايل لم تتوفر إلا في وقت متأخر،مما أوجد صعوبة في قراءة القرآن وحفظه بحسب الشيخ عبد الله الحدى صديق الشيخ محمد حسين عامر.

يقول الحدى للمركز الإعلامي ” الشيخ محمد حسين عامر كان يحفظ القرآن من خلال والده الذي ضل يلقنه القرآن حتى حفظه عن ظهر قلب. 

مضيفا أن الشيخ عامر طيلة حياته كان يسترجع آيات القرآن فكان كل يوم يردد خمس آيات أو أكثر ، إضافةً إلى قراءته وحفظه للقرآن بالعشر القراءات على يد بعض المشايخ في الجامع الكبير ، ومن مشايخه  رحمه الله الشيخ حسين حسن والشيخ علي الطائفي والشيخ محمد الروني والشيخ حسين الغيثي.

محمد حسين عامر وحياته الأسرية

تحدث للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة  الأخ محمد بن  محمد حسين عامر  الولد البكر للشيخ الراحل عن حياة والده وقال “كان والدي يتعامل بشكل طبيعي جدا مع الأطفال والأسرة كما لو أنه شخص مبصر،الأمر الذي جعلنا ننسى أنه كفيف على حد تعبيره.

ويضيف ” لن يتشكل لدينا أي تصور  ذهني غريب عن أبي لما كان  يمتاز به من إدراك قوي إضافة إلى حاستي اللمس والسمع وبقية الحواس التي عوضته عن نظره المفقود. 

وعن جدوله اليومي يقول محمد ” والدي رحمة الله عليه كان لا يجلس في البيت كثيراً فمنذ كبرت وهو في المسجد يتلو القرآن ويعلم تلاميذه. ويكمل “تخرج على يديه المئات من حفظة كتاب الله في مسجد النهرين والجامع الكبير بصنعاء ، وما ميز أبي هو إجادته للقراءات العشر. 

علاقاته الاجتماعية

كان الشيخ الراحل محمد حسين عامر محبوبا عند كل من يعرفه سواء من تلاميذه أو أصدقاءه وكان حاضراً في المناسبات الاجتماعية المختلفة ، كما كان شخصاً مرحاً بشوشاً يحب الجلوس مع العامة.

يقول محمد عن والده ” كان مرجعا لكثير من الناس من حوله إذ لبث طيلة حياته العلمية ينصح من يطلب النصح ويرشد كل من يسترشده مما أكسبه الشهرة الواسعة خلافاً لأخيه أحمد الذي كان كفيفاً  أيضاً إضافةً إلى أختهما الكفيفة. 

في هذا السياق سألنا الشيخ عبد الله الحدى عن أحمد حسين عامر ليجيب “بحكم معرفتي الأخوية بالشيخين فإن الشيخ أحمد حسين عامر يرحمه الله كان هادئ الطباع ولم يكن اجتماعياً رغم تشاركه مع أخيه في العلم وحفظ القرآن.

فيما يقول محمد بن محمد حسين عامر أن والده اشتهر بشكل كبير من خلال الإذاعة التي لعبت الدور الأكبر في تسجيل وبث تلاواته على مدى خمسة عقود وحتى يومنا هذا.

حقوق ضائعة.

في حياته وبعد الممات لم تكن للشيخ أي حقوق أو رعاية من قبل الحكومة،وذلك كما يوضح نجل الشيخ أن والده رحمه الله لم يكن يولي هذا الموضوع  اهتماماً ، مضيفا “والدي كان كريماً لا يحتاج لأحد ولا يسأل الناس فهو محبوب عند أصدقائه ومعلم مشهور وهذا كله لم يجعله يفكر بالبحث عن رعاية حكومية، وبعد وفاته تأثرت أسرته مادياً إذ أنهم لم يحظوا بأي اهتمام ولا رعاية من أي جهة حكومية حسب ما يقول محمد.

وقد تميز الشيخ عامر بسرعة البديهة والذكاء الخارق، فوفقاً لنجله أنه كان يذهب إلى الجامع الكبير بمفرده رغم بعده عن منزله بمسافة كبيرة. وكان ملما بالطرقات والأزقة وكذا البيوت المجاورة للجامع الكبير بصنعاء القديمة رغم وجود أزقة كثيرة ومتعددة الاتجاهات.

وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ كان منشداً ومن أبرز مؤسسي جمعية المنشدين اليمنيين ، ومن أبرز موشحاته :الصبر حصن الفتى

وصلي يا ربي على أحمد محمد المحمود باهي الجمال وغيرها. أجاز الشيخ العشرات من حفاظ القرآن وتتلمذ على يديه كبار المشايخ الذي نعرفهم حالياً كالشيخ يحيى الحليلي وآخرين. كما أنه حصل على جوائز مختلفة وشارك وفاز في مسابقات دولية ومحلية في الحفظ والتلاوة.

توفي رحمه الله في الخامس عشر من شهر رمضان عام 1419 للهجرة الموافق الثالث من يناير 1999 للميلاد. حزن عليه اليمنيين حزناً شديداً وشيعه الآلاف من محبيه وتلاميذه وكبار المسؤولين في الدولة.

عامر والحليلي ..صوتي رمضان في”اليمن”

عامر والحليلي ..صوتي رمضان في”اليمن”

خاص : علاء الدين الشلالي /

ارتبط صوتي القارئين الحافظين محمد حسين عامر، وتلميذه يحيى الحليلي،بشهر رمضان المبارك من كل عام في اليمن منذ عشرات السنين،ورغم إعاقتهما في سن مبكرة من عمرهما،إلا أن الشيخين الجليلين إستطاعا أن يقدما إنموذجاً مشرفاً لمعلمي حفظة كتاب الله في اليمن،وبسبب ذلك حضيا بشهرة واسعة في العالم الإسلامي وتم تكريمهما من قبل ملوك وأمراء ورؤساء عدد من البلدان العربية والإسلامية، كما أن مكانتهما العلمية والإجتماعية ما تزال في أعلى مراتب وقلوب الناس.

في هذا التقرير يسلط” المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة” الضوء على الشيخ محمد حسين عامر الذي رحل عن دنيانا قبل ااثنان وعشرون عاماً،وعلى تلميذه الشيخ يحيى أحمد الحليلي،الذي إلتقيناه في محرابه بمسجد قبة المهدي بالعاصمة صنعاء.

القراءات السبع :

في قرية الظواهرة بسواد الحدأ في محافظة “ذمار” ولد الشيخ الحافظ محمد حسين عامر الظاهري،سنة 1938م ، أصيب عامر بالعمى وهو في الشهر السادس من عامه الأول ،نشأ وترعرع في قريته،وفيها بدأ حفظ كتاب الله بواسطة والده الفقيه حسين عامر،وبعد مرور تسعة أعوام قرر والده أن يذهب به هو وشقيقه أحمد،إلى المدرسة الشمسية في ذمار،وفي عام 1947م،إنتقل عامر مع والده إلى محافظة “ريمة” التي كان يعمل بها،ومن ثم إلى العاصمة “صنعاء”،حينها انظم الشيخ محمد وشقيقه أحمد للدراسة في الجامع الكبير وجامع العلمي،وفيهما حفظا القرآن الكريم خلال سنة وأربعة أشهر،عقب ذلك إنظم عامر لدراسة علم القراءات السبع في مدرسة دار العلوم، ثم إنتقل بعد ذلك لدراسة النحو وعلوم اللغة في المدرسة العلمية بصنعاء،وكانت تلك المعارف والعلوم سبباً في إمتهان الشيخ محمد حسين عامر التدريس،فأسس مدرسة القراءات السبع،وعدداً من مدارس وحلقات تحفيظ القرآن في جامع النهرين والجامع الكبير،ومنهما أجاز المئات من طلابه في التلاوات القرآنية.

كانت تلاوات الشيخ عامر تُبث في الاذاعات والقنوات التلفزيونية اليمنية،وشارك في إدارة مئات المسابقات الخاصة بحفظ وتلاوة كتاب الله،واستمر في مهنة تعليم الفرقان حتى توفاه الله يوم السبت الخامس عشر من شهر رمضان 1419هـ.

الرعيل الأول :

في حديثه لـ” المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة”يتذكر الشيخ الحافظ يحي الحليلي،أقرانه من مشائخ وحفظة كتاب الله،ويقول الحليلي«لقد كانوا يحملون على عواتقهم هم حفظ كتاب الله وتعليم أكبر عدد من الطلاب،لم تكن الدنيا تمثل أي هم لهم».يُعد الشيخ يحيى الحليلي من الرعيل الأول الذين صاحبو وسايروا الشيخ محمد حسين عامر،والشيخ حسن لطف باصيد،والشيخ الغيثي،والشيخ العزي الجنداري،وغيرهم الذين كانت لهم صولات وجولات في تعليم كتاب الله،وقد رافق الحليلي عامر،في زيارات علمية لمختلف المحافظات اليمنية، إبان فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم،ومايزال الحليلي يعمل على تعليم كتاب الله في العاصمة صنعاء حتى وقتنا الراهن.

ولد الشيخ يحيى أحمد محمد الحليلي عام 1372 هـ الموافق1952م ، في قرية الحليلة ببني مطر صنعاء، عاش سبع سنوات مبصرا فجاء مرض الجدري واخذ منه بصره،لم يكن يدرك أنه سوف يصبح أحد أهم مشائخ وحفظة كتاب الله في العالم الأسلامي،سعى الحليلي لحفظ القرآن بالجامع الكبير في صنعاء عام 196٩م على يد الشيخ محمد حسين عامر،والشيخ محمد حسين الأكوع،وهو الأمر الذي حققه خلال سنتين،عقب ذلك استقر بالحليلي المقام في العاصمة صنعاء.عمل الحليلي على تأسيس عددًا من مدارس تحفيظ كتاب الله في العاصمة صنعاء وتم اختياره رئيسًا للجنة التحكيم في جائزة رئيس الجمهورية لحفظ القرآن الكريم لسنوات طويلة،وشارك في بعض لجان التحكيم في عدد من الدول العربية كالسعودية ،ومصر، وتم تكريمه من قبل أمير الكويت الأسبق.

لدى الحليلي تسعة اولاد, منهم ستة ذكور وثلاث فتيات،أحداهن تحفظ كتاب الله كاملاً.يـُجمع اليمنيون على حبهم لصوت الشيخين الجليلين محمد حسين عامر، ويحيى أحمد الحليلي،ويعتبرانهما الصوتين المعبرين للزمن الجميل الذي عاش فيه اليمنيون أمجادهم المتجذرة في عبق التاريخ،ومازالت الأجيال الجديدة تتعطش لمعرفة ماآثرهما،ومازالت الإذاعات والقنوات التلفزيونية ومنصات الإنترنت تتشرف ببث تلاوتهما حتى وقتنا الراهن