المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

كمينٌ للطفولة بمحافظة إب ينتهي بمأساة فكيف يمكن إيقافها؟.

قارئ المقال

“تم إنتاج هذه القصة بدعم من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الاعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين”

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

هنا شارع “العُدين” بمحافظة إب الواقعة وسط اليمن.
ومثل كل قرى ومدن البلاد تزينت المدينة لاستقبال عيد الأضحى المبارك.
وفي صبيحة العيد غص شارع العُدين بالرجال والنساء والأطفال العائدين من صلاة العيد وأولائك الذاهبون لزيارة أقاربهم وأصدقائهم.

على ناصية الطريق وأنت تنظر في الثوب الأخضر الذي ارتدته هذه المحافظة بعد موسم مطير، وتستمتع برؤية الأطفال في مجاميعهم الصغيرة وهم يجوبون الشوارع للسلام على الأهالي متنقلين من منزل إلى آخر كما جرت العادة في الأعياد تستوقفك إحدى تلك المجموعات وبينهم طفل يغني بصوت عذب مع أصدقائه –يبدو أنه في التاسعة من عمره– فجأة ينظر الطفل إلى جانب الطريق وكأنما يلحظ شيءً ما ثم يترك أصدقائه ويهرول مسرعاً حتى يتوقف بجانب عمود الإنارة، ينحني الطفل نحو الأرض وكأنما يريد أن يلتقط لعبة أو هدية أحب أن يظفر بها لأنه رآها قبل أصدقائه، وماهي إلا ثواني بسيطة حتى يهز الشارع صوت انفجار لم يعرف المواطنون والمارة مصدره لكن الأطفال ومن كانوا بالقرب من المكان كانوا يرتعدون فزعاً وخصوصاً حينما شاهدوا ذلك الطفل الذي كان يغني منذ قليل وهو يطير في الهواء ثم يسقط على الأرض مضرجاً بدمائه.

وإن كان وسام لن يستطيع أن يلعب مع أصدقائه كرة القدم بعد ذلك إلا أن الأطراف الصناعية أعادت له الأمل بالإضافة لما يتحلى به من عزيمة وإصرار وحب للحياة حيث استمر في الدراسة وهو اليوم في الصف الثالث الثانوي ويأمل أن يتخصص في تقنية المعلومات، هكذا قال لنا فهو محدد هدفه بوضوح.

اتصلنا بوسام صباح اليوم وأخبرنا أنه مسافر إلى محافظة عدن جنوبي اليمن والتي تُبعد عن محافظة إب بحوالي 380-كم وذلك لتغيير الأطراف الصناعية.
وكان قد قال لنا من قبل أنه يضطر لتغيير الطرفين الصناعيين مرة إلى مرتين في العام، وطالب بأن تأسس مراكز متخصصة للأطراف الصناعية في كل المحافظات وذلك لأن ذوي الإعاقة يعانون الكثير عندما يتطلب الأمر تغييرها أو صيانتها بسبب السفر الطويل بين المحافظات وصعوبة المواصلات ووعورة الطرقات.

يتميز وسام بصوت جميل في الإنشاد والغناء ويعزف على العود “والعود آلة شرقية معروفة وتستعمل في اليمن بكثرة”.
يأمل وسام أن يحقق معدل دراسي مرتفع في الثانوية العامة، ويطالب بمزيد من الاهتمام بضحايا الحرب وتأهيلهم ورعايتهم معبراً عن رغبته في تطوير موهبته في الإنشاد والغناء.
لم ينسى وسام أن يوجه رسالة حرص على تكرارها للأطفال أن يبتعدو عن أي جسم غريب أو غير معروف، وإلى الأسرة والمجتمع والدولة أن يبذلوا المزيد من الجهود التوعوية لمنع تكرار مثل تلك الخسائر.
وختاماً يقول وسام: “بأن أي حل لأي مشكلة يواجهها ذوو الإعاقة أو غيرهم في اليمن يبدأ بإيقاف الحرب وبناء عملية السلام”.