المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

‏النساء ذوات الإعاقة في القيادة ؟

قارئ المقال

خاص / المركز الاعلامي للاشخاص ذوي الإعاقة(MCPD)ابراهيم محمد المنيفي


تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة في المجالات المختلفة، وتجريم الانتهاكات التي يتعرضن لها النساء وتسليط الضوء على الأعمال والإنجازات التي يحققنها النساء هي العناوين التي تعمل من أجلها الأمم المتحدة والمنظمات النسوية حول العالم وتحتفل للتذكير بها في الثامن من مارس آذار في كل عام. وفي هذا العام وتقديراً لدور النساء العاملات لما وصفته الأمم المتحدة بالخطوط الأمامية لمواجهة جائحة كوفيد 19 فقد أعلنت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم الدولي للمرأة هذا العام تحت عنوان: ( النساء في القيادة ) حيث ستسلط المنظمات حول العالم الضوء على حق النساء في القيادة ورسم السياسات واتخاذ القرارات المؤثرة على مستوى الدول والمجتمعات المحلية عبر أطرها المؤسساتية المختلفة.

وفي هذا التقرير نسلط الضوء على النساء ذوات الإعاقة في اليمن بمناسبة اليوم الدولي للمرأة حيث استطاعت المرأة اليمنية من ذوات الإعاقة أن تصل إلى مراكز قيادية مرموقة في مؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة كالراحلة فاطمة العاقل التي أسست جمعية الأمان لرعاية الكفيفات كأول جمعية ومدرسة للكفيفات في اليمن بالإضافة إلى مؤسسة خذ بيدي التنموية وساهمت في تأسيس العديد من الكيانات المحلية والدولية المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة، والراحلة جمالة البيضاني التي أسست جمعية التحدي للنساء ذوات الإعاقة الحركية وقادت نشاطاً واسعاً في هذا المجال. غير أنه من النادر أن تجد امرأة من ذوات الإعاقة تحتل مركزاً قيادياً في غير مؤسسات ذوي الإعاقة ، و حتى في مؤسسات ذوي الإعاقة نفسها فإن فرص القيادة تقل بشكل كبير أمامهن لصالح الذكور ما اضطرهن لتأسيس كيانات خاصة بالنساء ذوات الإعاقة في بعض الأحيان.

وترى رجاء المصعبي (رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان) إن النساء من ذوات الإعاقة يعانين بشكل كبير من عدم الاعتراف بهن من قبل الأسر والمجتمع والدولة على حد سواء بحسب قولها وأن النساء ذوات الإعاقة اللواتي وصلن لدرجات قيادية وصلن بمجهودات فردية ووصفت بعض النماذج القيادية من ذوات الإعاقة بأنها طفرات وصلت لما وصلت إليه دون مساعدة من أحد إلا من بعض الأسر الواعية وهي قليلة ونماذج لا نستطيع تعميمها.

تطبيع مشهد ذوي الإعاقة في ثقافة المجتمع.

وإذا كان العالم ينادي بحق النساء في القيادة فإن النساء في اليمن وذوات الإعاقة على وجه الخصوص يطالبن المجتمع باحترام حقوقهن المكفولة شرعاً وقانوناً، تقول نور باعباد (ناشطة اجتماعية وعضو مجلس الشورى):”إن المجتمع يستكثر على النساء حين يطالبن بحقوقهن ويكون الاستنكار أكبر حين تكون النساء من ذوات الإعاقة” وطالبت نور باعباد بتفعيل دور المسجد والإعلام والمناهج المدرسية من خلال إدراج وإدماج صور لذوي الإعاقة وخصوصاً النساء ذوات الإعاقة في المناهج والدروس وهم يمارسون حياتهم الطبيعية والعادية حتى يكون مشهد الأشخاص ذوي الإعاقة طبيعياً ومألوفاً وبالتالي تقل الانتهاكات تجاههم.

ذوات الإعاقة انتهاكات بالجملة وغياب التوثيق.

وعن موقع النساء ذوات الإعاقة من الرصد والتوثيق الذي تقوم به المنظمات الحقوقية النسوية المحلية والدولية في اليمن فإن آخر تقرير كان الذي نشرته منظمة العفو الدولية في ديسمبر كانون الأول 2019 بعنوان: (مستبعدون حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وسط النزاع المسلح في اليمن) وتطرق بشكل عابر لانتهاكات تعرضن لها النساء ذوات الإعاقة بسبب الحرب والنزوح. وتوجهنا في ال MCBD بالسؤال إلى اتحاد نساء اليمن عن موقع النساء ذوات الإعاقة في أنشطة الاتحاد المختلفة حيث تحدثت جمالة القاضي (مسؤول المساحة الآمنة في الاتحاد) لل MCBD عن الخدمات القانونية والإيوائية والنفسية وغيرها من الخدمات التي يقدمها الاتحاد لكل النساء دون تمييز بين ذوات الإعاقة وغيرهن، وتحدثت جمالة القاضي عن مجموعة من الانتهاكات التي يتعرضن لها النساء ذوات الإعاقة ولكن يتم رصدها باعتبارها انتهاكات بغض النظر إن كانت الحالة من ذوات الإعاقة أو غيرها، وعن سؤالنا عن حالات أو إحصائيات أفادت القاضي بأنه لا يوجد توثيق لأي حالة أو إحصائية خاصة بذوات الإعاقة في الوقت الراهن.

من جهتها اعتبرت رجاء المصعبي إن الحديث عن إحصائيات أو رصد متخصص للانتهاكات التي يتعرضن لها النساء ذوات الإعاقة يعتبر بالنظر للوضع الذي يعانينه النساء ذوات الإعاقة ضرباً من الترف وأننا لم نصل لهذه المرحلة ومازلنا بعيدين عنها جداً ، وتحدثت المصعبي عن مجموعة من الانتهاكات التي رصدتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان تنوعت ما بين ضرب لنساء ذوات إعاقة بشكل مبرح وتهديد بالقتل واغتصاب بل وقتل في بعض الحالات، واعتبرت المصعبي إن استمرار الحرب ضاعف من الانتهاكات تجاه النساء ذوات الإعاقة وطالبت بإيقافها.

وتحدثت إحدى النساء ذوات الإعاقة لل MCBD فضلت عدم الكشف عن هويتها عن انتهاكات بالجملة يتعرضن لها بعض زميلاتها مثل تخلي بعض الأسر عن بناتهم ذوات الإعاقة وإقامتهن عند أسر أخرى ، وتجويع حتى الموت، وترك بعضهن في غرف مغلقة وتعرضهن للإهانة بل وتسكين بعضهن في الأماكن المخصصة للأبقار والمواشي، وأبدى المصدر استعداده للكشف عن هذه الحالات في حال ضمن سرية المعلومات وسلامة الضحايا وانصافهن. ورغم ما تعانيه النساء في اليمن من قصور في الوعي وحرمان من بعض الحقوق إلا أن لهن منظمات ترفع أصواتهن عالياً وتتبنى قضاياهن في كل المحافل الدولية ولكن من سيرصد ويتبنى قضايا النساء ذوات الإعاقة وما يتعرضن له من انتهاكات يصم لها الجميع أذنيه ويشيح عنها ببصره كما تحكي ذلك الأرقام الموثقة والتقارير التي لم تجد بين دفاتها متسع لتبني قضايا النساء ذوات الإعاقة؟