المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

في اليوم العالمي للمرأة ذوات الإعاقة خجل مجتمعي ونماذج تواجه.

في اليوم العالمي للمرأة ذوات الإعاقة خجل مجتمعي ونماذج تواجه.

خاص: سهير عبدالجبار/

في يوم المرأة العالمي والذي يصادف 8 مارس من كل عام تحتفل النساء حول العالم بما تحقق لهن من منجزات ويطالبن بالمزيد، وفي نفس الوقت تجد النساء ذوات الإعاقة في اليمن التهميش والصعوبة في المطالبة بحقوقهن ويقعن بين ناري خجل بعض الأسر من وجود بنات ذوات إعاقة وعدم تقبل المجتمع لهن أسوة بغيرهن من النساء والفتيات بعيداً عن نظرة الشفقة والرحمة أو الانبهار المبالغ فيه إزاء إي إنجاز يقمن به.

تقول فلة القباطي، رئيس مركز فتيات الصم الرياضي التنموي: “أكثر ما يعيقنا هو المجتمع وعدم تقبله لنا، كما أننا نشعر بالعزلة عن محيطنا الاجتماعي، ولانجد الفرصة لكي نتحاور مع المجتمع لأن هناك فجوة بيننا فهم لا يفهمونا ولا نفهمهم، نشعر بحزن وغضب وخجل منهم وثم نتعود أن نكون مكافحين مستقلين بحياتنا”

قد تكون بعض الفتيات معاقات منذ الولادة بينما يتعرضن أخريات للإعاقة فيما بعد بسبب حادث أو مرض ما ويؤثر على تفاصيل كثيرة من حياتهن،
وهنا يأتي دور الأسرة والشخص نفسه في مساعدة نفسه وتقبل ما حدث، ويأتي دور المجتمع ثانياً ليعين المعاق.

وفي حين تخجل بعض الأسر من وجود ذوات إعاقة بين أبنائها تقدم أسر أخرى نماذج متميزة في التعامل مع بناتها ذوات الإعاقة.
حياة الأشموري، وهي كفيفة وناشطة في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي أثبتت جدارتها و تحدت الظروف البيئية والتكنولوجية غير المهيئة، تقول: “أنا ساعدت نفسي بأن تقبلت اعاقتي، ولم تشعرني أسرتي بأنني أقل من أحد وتكيفت مع وضعي وقدمت لي الكثير”

تضيف الأشموري: “أعتبر أن للجمعيات ومؤسسات ذوي الإعاقة والمجتمع دوراً مهماً في ترسيخ ثقافة التقبل والدمج بين المعاقين وباقي فئات المجتمع، ،فمن خلال انضمامي من طفولتي لجمعية الأمان لرعاية الكفيفات درست في المعهد التابع للجمعية حتى الصف السادس، ثم جاء دور الدمج بإلحاقي وزميلاتي في المدارس العامة من الصف السابع وحتى الثالث الثانوي، وكذلك في المرحلة الجامعية”

غير أن الكثير من الجمعيات ومؤسسات ذوي الإعاقة قد توقفت عن تقديم بعض الخدمات التأهيلية والاجتماعية وبعضها تعرضت للإغلاق تماماً بسبب الحرب المستعرة منذ ثمان سنوات ما يشكل تراجع عن الأدوار المتميزة التي كانت تلك المؤسسات قد قطعت شوطاً لا بأس به قبل الحرب.

من ناحيتها تعتقد الدكتورة لينا العبسي، الأستاذ المساعد في قسم علم الاجتماع، أن الأمر ليس بتلك السهولة وتقول: “الموضوع أكبر من الخجل بالنسبة للفتاة المعاقة فهي تخاف من أن يتم استغلالها وتهميشها أو أن تجد تعامل سيء أو رافض لها، كذلك تخاف الفشل لان هناك نقص في تقدير الذات وشعورها بأنها أقل شأناً من الأخريات”

وتلفت النظر الخبيرة الحقوقية الدولية رجاء المصعبي، إلى التمييز داخل الأسر التي ربما تتقبل ابنها المعاق الذكر فيما تتحرج وتخجل إذا كانت ابنتها معاقة، وتضرب مثال بأن أسر الذكور ذوي الإعاقة قد تذهب للخطبة لأبنائهم بينما لا تتقبل فكرة زواج ابنتهم ذات الإعاقة.
أما عن تقييمها لدور المنظمات الإنسانية ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة فقد‏إضافت المصعبي بالقول:

“إن منظمات المجتمع المدني فيما يتصل بقضايا النساء ذوات الإعاقة لا تعيرها أي اهتمام وتعمل من منظور (التسول)، ومؤسسات الدولة لاتغطي 20% من نفقات المعاقين وتعمل بشكل رعائي ، فهي لم تحتضن المعاق بشكل عام”

على الرغم من تحقيق العديد من النساء ذوات الإعاقة نجاحات شخصية ومؤسسية إلا أن العدد الأكبر منهن يعانين التهميش والحرمان من أبسط الحقوق الأساسية، وترتبط نظرة الخجل من وجود ابنة ذات إعاقة عند بعض الأسر بالدونية والنقص وأن ذلك قد يؤثر على المركز الاجتماعي لها ما يترتب عليه إخفاء للفتيات ذوات الإعاقة وحرمانهن من التعليم أو الالتحاق بمؤسسات ذوي الإعاقة.
من ناحية أخرى تفتقر اليمن لوجود إحصائيات دقيقة عن ذوي الإعاقة عموماً فضلاً عن وجود إحصائيات فئوية تحدد الأطفال ذوي الإعاقة أو النساء ذوات الإعاقة، وما يتم تداوله هي إحصائيات تقريبية حيث قدرت منظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية أخرى إلى بداية العام 2020 أن أعداد ذوي الإعاقة في اليمن تصل إلى أربعة مليون ونصف المليون إنسان بينما قدرت الأمم المتحدة أعداد ذوي الإعاقة في خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لهذا العام بأربعة مليون وتسع مائة ألف شخص.
وفيما تحشد الأمم المتحدة والمنظمات النسوية حول العالم الجهود التوعوية في اليوم العالمي للمرأة بالمناداة بحق النساء في الفضاء الرقمي لا تزال النساء ذوات الإعاقة يخضن معركة الاعتراف بحقوقهن الأساسية في مختلف المجالات وفي مقدمتها التعليم وحق العمل، فضلاً عن الكرامة الإنسانية وعدم التهميش والحرمان والتعرض للتعذيب والإخفاء ومعاملتهن كجالبات للنقص والازدراء في أسرهن كما تقول الناشطات ذوات الإعاقة.

ذوات الإعاقة اليمنيات في يومهن العالمي .. أمل مفقود وصوت غير مسموع

ذوات الإعاقة اليمنيات في يومهن العالمي .. أمل مفقود وصوت غير مسموع

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

احتشدت في الولايات المتحدة الأمريكية خمسة عشر ألف امرأة في تظاهرات ومسيرات غاضبة في الثامن من مارس آذار عام 1908، للمطالبة بتخفيض ساعات العمل، وتحسين الأجور، وحق التصويت في الانتخابات العامة، وفي العام التالي اعتبر الحزب الاشتراكي الأمريكي يوم الثامن من مارس آذار يوماً وطنياً للمرأة واعترفت به لاحقاً الأمم المتحدة يوماً عالمياً للمرأة يتم الاحتفال به سنوياً ويسلط الضوء على قضايا المرأة والتحديات التي تواجهها على الصعيدين العالمي والوطني على حد سواء.

وتحتفل الأمم المتحدة والمنظمات النسائية بيوم المرأة هذا العام تحت شعار “كسر التحيز break The Bias”، حيث عانت النساء ولا يزل من أشكال كثيرة من العنف والتحيز ضدهن على خلفية النوع الاجتماعي، حيث تقول الأمم المتحدة: “إن العنف ضد المرأة والفتاة يعد واحداً من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً وتدميراً في عالمنا اليوم، ولم يزل مجهولاً إلى حد كبير بسبب ما يحيط به من ظواهر الإفلات والصمت والوصم بالعار”.

وتقر الأمم المتحدة أنه في حين أن العنف القائم على نوع الجنس يمكن أن يحدث لأي شخص وفي أي مكان فإن بعض النساء والفتيات من فئات معينة معرضات للخطر بشكل خاص ومنهن النساء والفتيات ذوات الإعاقة.

وعلى الرغم من اعتراف معظم دول العالم بأن النساء ذوات الإعاقة يتعرضن لأشكال متعددة من التحيز والتمييز كما في المادة السادسة من الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ووعد الدول الموقعة على الاتفاقية باتخاذ التدابير اللازمة لضمان تمتعهن بكافة الحقوق فإن النساء والفتيات ذوات الإعاقة مازلن مغيبات بشكل كبير سواءً من الدولة أو من المنظمات النسوية المحلية والدولية العاملة في اليمن.

وفي هذا التقرير نبحث عن سبب تغيب النساء ذوات الإعاقة عن النشاط النسوي، وماهي الأدوار التي قامت بها مؤسساتهن والمنظمات النسوية لرفع أصواتهن للمجتمع؟.

غياب يؤدي لانتهاك الحقوق.

تقول فاطمة المطهر ،صحفية وباحثة في قضايا المرأة للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “هناك تقصير وتعامل نمطي مع المرأة في اليمن بشكل عام سواءً في الإعلام، أو حتى في الممارسة مثل الحرمان من التعليم، أو تحميلهن أعباء الزواج المبكر، وعدم الاعتراف بالكثير من حقوقهن،

والنساء ذوات الإعاقة مشتركات مع غيرهن من النساء في التعرض لتلك الانتهاكات، إلا أن ذوات الإعاقة حلقة أضعف ويتم التعامل معهن كعبْ وعالة على الأسر”.

تتفق معها الناشطة وداد البدوي ،وهي صحفية ورئيس مركز الإعلام الثقافي وتقول: “إن المرأة ذات الإعاقة في اليمن تعاني من الانتهاكات لحقوقها كونها مرأة وكونها من ذوات الإعاقة فإن المعاناة مضاعفة أكثر بكثير من غير المعاقات، والحرب زادت وتزيد من نسبة المعاقين في اليمن بشكل كبير”

تعتقد –هدى الصديق ،من ذوات الإعاقة الحركية، أن هناك مفهوم قاصرا ومجتزأ لحقوق المرأة عموماً وذوات الإعاقة خصوصاً، وتقول: “إن النساء ذوات الإعاقة لهن الكثير من الحقوق التي يجب أن يحصلن عليها، وإن هناك تقصير من الجميع ومنهم ذوات الإعاقة في المطالبة بحقوقهن المشروعة”

من جهتها ترى الباحثة –تيسير مطر ،مسؤول المناصرة بجمعية الأمان للكفيفات، إن الانتهاكات التي يتعرضن لها ذوات الإعاقة هي غالباً بسبب قلة الوعي وضعف حضورهن في المجتمع وتقول مطر إن تواجد ذوات الإعاقة في المحيط الكلي للمجتمع لا يزال قليلاً، وترجع ذلك لعدة أسباب منها:

” الاتكالية، الرضوخ للعادات الخاطئة، الاستسلام للإعاقة مما حد من ظهورها ومشاركتها وجعل الآخرين يتجاهلون وجودها”.

وتضيف مطر: “هناك أيضاً أسباب مهمة ساهمت في تهميش صوت النساء ذوات الإعاقة منها:

انحصار ذوات الإعاقة في تخصصات ومجالات محدودة وعدم تطوير أنفسهن للانخراط في سوق العمل بما في ذلك العمل الحقوقي، وأيضاً تخوف الجهات الأخرى من استقطاب معاقات لا يحملن مؤهلات.

عدم وجود التشبيك والتكامل بين الجهات العاملة في مجال حقوق المرأة وجمعيات ذوات الإعاقة”.

وقد نجم عن ذلك التغيب عن المشهد العام والعمل النسوي الحقوقي جملة من الانتهاكات، حيث تقول وداد البدوي: “إن من الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة هو تعرضها للإعاقات بسبب الحرب والقصف الذي تعرضت له المدن، وكل أطراف الحرب تعطي أولوية لجرحاها ومصابيها الذين جاءوا من الجبهات والنساء تعرضن للإعاقة في بيوتهن أو قراهن وليس في الجبهات، لذلك يستثنين من تلك المساعدات، كما أن النساء ذوات الإعاقة لا يحصلن على الرعاية الصحية المناسبة والكافية للأسف وهذا بحد ذاته انتهاك”.

مؤسسات ذوات الإعاقة تقدم الرعاية على حساب الحقوق.

تهتم مؤسسات وجمعيات النساء ذوات الإعاقة بجوانب الرعاية لمنتسباتها على حساب الجوانب الأخرى رغم أهميتها، فبحسب تيسير مطر فإن مؤسسات ذوات الإعاقة تكابد وتناضل لتوفير بعض الجوانب كالرعاية والتعليم والتأهيل وبناء جوانب شخصية المرأة ذات الإعاقة ولم تعمل على تصدير شخصيات ناجحة للمجتمع.

ورغم تعلل مؤسسات ذوي الإعاقة عموماً وذوات الإعاقة خصوصاً بالأوضاع الاقتصادية للتنصل من العمل الحقوقي والنقابي إلا أن الأصوات تتعالى لتضمين الحقوق ضمن أولويات تلك الجمعيات والمؤسسات.

تقول فاطمة المطهر: “إن جمعيات ومؤسسات ذوات الإعاقة مقصرة ولا تبذل الجهد الكافي للمطالبة بحقوق النساء ذوات الإعاقة على الرغم من أن لهن حقوق كثيرة، وعلى مؤسسات ومنظمات ذوي الإعاقة أن تتابع تنفيذها بشكل جيد، وأن تكون أكثر اهتمام وشفافية في جعل الحقوق أولوية في أعمالها”.

غياب ذوات الإعاقة عن العمل النسوي مبرَر أم استبعاد مقصود؟

تتحدث النساء ذوات الإعاقة عن تهميش دورهن ضمن الحراك النسوي، كما لم يمثلن ذوات الإعاقة ولو لمرة واحدة في الوفود النسائية التي التقت مسؤولين في الأمم المتحدة أو سفراء بعض دول مجلس الأمن الدولي لنقل رؤية نساء اليمن لصناعة السلام.

وترد وداد البدوي، على تلك الاتهامات فتقول: “أن المنظمات النسوية تناضل لإيصال أصوات النساء للمجتمع، وذوات الإعاقة لا يتم استبعادهن لكن المنظمات النسوية ليست دولة بحيث أنها لابد أن تشمل الجميع، لكن هن مجموعة من النساء يتفقن على رؤية وأهداف محددة يسعينا لتحقيقها وقد يكن ذوات الإعاقة جزء من هؤلاء النساء أو لا يكن، باختصار حينما أقرر عمل منظمة لا يمكن أن أضم في عضويتها إلا من أتفق معه من أي شريحة كانت”.

وتضيف البدوي: “في لقاء مجموعة التسعة مع نائب مبعوث الأمم المتحدة لليمن ركزنا على آليات إشراك النساء في العملية السياسية ولم نناقش مواضيع تعني فئات بعينها، باعتقادي هذه مرحلة قادمة الآن يجب أن نركز كيف نصل من خلال آلية تشمل النساء جميعاً”.

من جهتها اتهمت فاطمة المطهر، المنظمات النسوية بالتقصير تجاه ذوات الإعاقة واتهمت بعضها بالمتاجرة، حيث تقول للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “المنظمات والتجمعات النسوية مقصرة في حق النساء عموماً وذوات الإعاقة بشكل خاص، للأسف أصبحت قضايا الحقوق ومنها قضايا النساء مجال متاجرة أكثر منها مبادئ، ولذلك يجب أن تفعل آليات الرقابة والمساءلة المجتمعية على منظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية حتى نعرف ماهي قضاياهم؟ وماهي أولوياتهم؟ وهل تخدم المجتمع؟” أولوياتهم؟ وهل تخدم المجتمع؟”

وعن مستوى قبول النساء ذوات الإعاقة ضمن أطر العمل النسوي قالت فاطمة المطهر للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “ما يزال هناك رفض لمشاركة النساء ذوات الإعاقة حتى وإن ادعى البعض أنه مع الحقوق ومع مشاركة الجميع، وعدم إقصاء أحد، ولكنهم حين يتحدثون عن عدم الإقصاء يقصدون الجانب السياسي وعدم إقصائهم هم ولا يقصدون الفئات الضعيفة والمهمشة في المجتمع ومنها ذوات الإعاقة”.

معاً لنكسر التحيز ضد النساء عموماً وذوات الإعاقة خصوصاً .

معاً لنكسر التحيز ضد النساء عموماً وذوات الإعاقة خصوصاً .

مرحباً بنصف المجتمع وبكل النساء الماجدات في يومهن العالمي.

في اليوم العالمي للمرأة هذا العام وقف العالم كل العالم عبر هيئاته الدولية ليهتف بصوت واضح ضد التحيز نحو المرأة، وكتعبير قوي يتناسب مع الحدث اتخذت الأمم المتحدة والمنظمات النسائية حول العالم شعار “كسر التحيز” #breakTheBias

نعم فلنكسر التحيز ضد المرأة بكافة أشكاله، وهذه مسؤوليتنا كأفراد وجماعات في أماكن عملنا، وفي كلياتنا وجامعاتنا، وفي معاملاتنا، وكل أحوالنا، فلماذا التحيز ضد المرأة وهي اليوم تقف إلى جانب الرجل بكل همة واقتدار، وتتحمل مسؤولياتها بكل جدارة وتميز؟!.لنكسر التحيز ضد المرأة ومحاولة تنميط عملها ودورها واختصاره فقط باعتبارها ربة منزل، ولنستفيد من طاقتها الخلاقة في البناء والتكامل مع الرجل في مختلف الميادين جنباً إلى جنب، ولكن في المقابل ونحن نتضامن مع النساء وهذا واجب ولاشك فإن المطلوب من الحركة النسوية أيضاً أن تمثل النساء تمثيلاً عادلاً وحقيقياً بما في ذلك النساء ذوات الإعاقة.

فمن خلال رصدنا في المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD للبيانات والأدبيات الصادرة عن المنظمات النسوية العاملة في اليمن فقد وجدنا تغييب لقضايا النساء ذوات الإعاقة بشكل واضح، ناهيك عن إشراكهن في الملتقيات النسوية وخصوصاً تلك المتعلقة برؤية النساء والفتيات لصناعة السلام في اليمن، يحدث هذا على الرغم من أن الأشخاص ذوي الإعاقة عموماً والنساء منهم خصوصاً أكثر تأثراً بالحرب والصراع في اليمن باعتبارهن نساء أولاً وذوات إعاقة ثانياً ولأنه لا صوت لهن حتى الآن

ثالثاً.لقد كانت معاناة النساء والفتيات ذوات الإعاقة في اليمن هي الأشد مرارة والأكثر تجاهلاً من قبل وسائل الإعلام وصانعي القرار وحتى المنظمات النسوية للأسف، فقد تعرضن للقتل والتهجير والنزوح وكانت معاناتهن مضاعفة مقارنة بأقرانهن من النساء غير المعاقات بسبب فارق الخدمات والتجهيزات المخصصة وعدم العدالة في إمكانية الوصول والتنقل، والاضطهاد والعنف بمختلف أشكاله على خلفية إعاقتهن كنساء.

وفي اليوم العالمي للمرأة وبعد كلما تعرضن له النساء والفتيات ذوات الإعاقة من انتهاكات جسيمة فقد حان الوقت للنساء ذوات الإعاقة ليعبرن عن أنفسهن وعن وجودهن، وعلى المنظمات النسوية أن تعمل على إشراكهن في العمل النسوي بمختلف مستوياته ابتداءً من وجودهن ضمن هياكل تلك المنظمات وحتى مشاركتهن الفاعلة والحقيقية في محادثات صناعة السلام في اليمن والتي تبنها هيئة الأمم المتحدة للمرأة مكتب اليمن ومكتب المبعوث الأممي لليمن والذين تجاهلوا وجود وقضايا النساء ذوات الإعاقة رغم التزام الأمم المتحدة باستراتيجية منظور الإعاقة وتطبيقها على هيئاتها ومكاتبها القطرية ودخولها حيز التنفيذ منذ 2020.وختاماً: نعبر عن تضامننا الكامل مع المرأة وإنصافها وعدم التحيز ضدها، كما نعبر رفضنا للتحيز الفعلي ضد النساء ذوات الإعاقة بتغييبهن عن مشهد العمل النسوي في اليمن.وكل عام وحوى منجزة ورائدة وقيادية وحاملة مشعل عدالة ونبراس نضال تقتدي به الأجيال.كل عام والنساء بخير.

‏النساء ذوات الإعاقة في القيادة ؟

‏النساء ذوات الإعاقة في القيادة ؟

خاص / المركز الاعلامي للاشخاص ذوي الإعاقة(MCPD)ابراهيم محمد المنيفي


تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة في المجالات المختلفة، وتجريم الانتهاكات التي يتعرضن لها النساء وتسليط الضوء على الأعمال والإنجازات التي يحققنها النساء هي العناوين التي تعمل من أجلها الأمم المتحدة والمنظمات النسوية حول العالم وتحتفل للتذكير بها في الثامن من مارس آذار في كل عام. وفي هذا العام وتقديراً لدور النساء العاملات لما وصفته الأمم المتحدة بالخطوط الأمامية لمواجهة جائحة كوفيد 19 فقد أعلنت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم الدولي للمرأة هذا العام تحت عنوان: ( النساء في القيادة ) حيث ستسلط المنظمات حول العالم الضوء على حق النساء في القيادة ورسم السياسات واتخاذ القرارات المؤثرة على مستوى الدول والمجتمعات المحلية عبر أطرها المؤسساتية المختلفة.

وفي هذا التقرير نسلط الضوء على النساء ذوات الإعاقة في اليمن بمناسبة اليوم الدولي للمرأة حيث استطاعت المرأة اليمنية من ذوات الإعاقة أن تصل إلى مراكز قيادية مرموقة في مؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة كالراحلة فاطمة العاقل التي أسست جمعية الأمان لرعاية الكفيفات كأول جمعية ومدرسة للكفيفات في اليمن بالإضافة إلى مؤسسة خذ بيدي التنموية وساهمت في تأسيس العديد من الكيانات المحلية والدولية المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة، والراحلة جمالة البيضاني التي أسست جمعية التحدي للنساء ذوات الإعاقة الحركية وقادت نشاطاً واسعاً في هذا المجال. غير أنه من النادر أن تجد امرأة من ذوات الإعاقة تحتل مركزاً قيادياً في غير مؤسسات ذوي الإعاقة ، و حتى في مؤسسات ذوي الإعاقة نفسها فإن فرص القيادة تقل بشكل كبير أمامهن لصالح الذكور ما اضطرهن لتأسيس كيانات خاصة بالنساء ذوات الإعاقة في بعض الأحيان.

وترى رجاء المصعبي (رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان) إن النساء من ذوات الإعاقة يعانين بشكل كبير من عدم الاعتراف بهن من قبل الأسر والمجتمع والدولة على حد سواء بحسب قولها وأن النساء ذوات الإعاقة اللواتي وصلن لدرجات قيادية وصلن بمجهودات فردية ووصفت بعض النماذج القيادية من ذوات الإعاقة بأنها طفرات وصلت لما وصلت إليه دون مساعدة من أحد إلا من بعض الأسر الواعية وهي قليلة ونماذج لا نستطيع تعميمها.

تطبيع مشهد ذوي الإعاقة في ثقافة المجتمع.

وإذا كان العالم ينادي بحق النساء في القيادة فإن النساء في اليمن وذوات الإعاقة على وجه الخصوص يطالبن المجتمع باحترام حقوقهن المكفولة شرعاً وقانوناً، تقول نور باعباد (ناشطة اجتماعية وعضو مجلس الشورى):”إن المجتمع يستكثر على النساء حين يطالبن بحقوقهن ويكون الاستنكار أكبر حين تكون النساء من ذوات الإعاقة” وطالبت نور باعباد بتفعيل دور المسجد والإعلام والمناهج المدرسية من خلال إدراج وإدماج صور لذوي الإعاقة وخصوصاً النساء ذوات الإعاقة في المناهج والدروس وهم يمارسون حياتهم الطبيعية والعادية حتى يكون مشهد الأشخاص ذوي الإعاقة طبيعياً ومألوفاً وبالتالي تقل الانتهاكات تجاههم.

ذوات الإعاقة انتهاكات بالجملة وغياب التوثيق.

وعن موقع النساء ذوات الإعاقة من الرصد والتوثيق الذي تقوم به المنظمات الحقوقية النسوية المحلية والدولية في اليمن فإن آخر تقرير كان الذي نشرته منظمة العفو الدولية في ديسمبر كانون الأول 2019 بعنوان: (مستبعدون حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وسط النزاع المسلح في اليمن) وتطرق بشكل عابر لانتهاكات تعرضن لها النساء ذوات الإعاقة بسبب الحرب والنزوح. وتوجهنا في ال MCBD بالسؤال إلى اتحاد نساء اليمن عن موقع النساء ذوات الإعاقة في أنشطة الاتحاد المختلفة حيث تحدثت جمالة القاضي (مسؤول المساحة الآمنة في الاتحاد) لل MCBD عن الخدمات القانونية والإيوائية والنفسية وغيرها من الخدمات التي يقدمها الاتحاد لكل النساء دون تمييز بين ذوات الإعاقة وغيرهن، وتحدثت جمالة القاضي عن مجموعة من الانتهاكات التي يتعرضن لها النساء ذوات الإعاقة ولكن يتم رصدها باعتبارها انتهاكات بغض النظر إن كانت الحالة من ذوات الإعاقة أو غيرها، وعن سؤالنا عن حالات أو إحصائيات أفادت القاضي بأنه لا يوجد توثيق لأي حالة أو إحصائية خاصة بذوات الإعاقة في الوقت الراهن.

من جهتها اعتبرت رجاء المصعبي إن الحديث عن إحصائيات أو رصد متخصص للانتهاكات التي يتعرضن لها النساء ذوات الإعاقة يعتبر بالنظر للوضع الذي يعانينه النساء ذوات الإعاقة ضرباً من الترف وأننا لم نصل لهذه المرحلة ومازلنا بعيدين عنها جداً ، وتحدثت المصعبي عن مجموعة من الانتهاكات التي رصدتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان تنوعت ما بين ضرب لنساء ذوات إعاقة بشكل مبرح وتهديد بالقتل واغتصاب بل وقتل في بعض الحالات، واعتبرت المصعبي إن استمرار الحرب ضاعف من الانتهاكات تجاه النساء ذوات الإعاقة وطالبت بإيقافها.

وتحدثت إحدى النساء ذوات الإعاقة لل MCBD فضلت عدم الكشف عن هويتها عن انتهاكات بالجملة يتعرضن لها بعض زميلاتها مثل تخلي بعض الأسر عن بناتهم ذوات الإعاقة وإقامتهن عند أسر أخرى ، وتجويع حتى الموت، وترك بعضهن في غرف مغلقة وتعرضهن للإهانة بل وتسكين بعضهن في الأماكن المخصصة للأبقار والمواشي، وأبدى المصدر استعداده للكشف عن هذه الحالات في حال ضمن سرية المعلومات وسلامة الضحايا وانصافهن. ورغم ما تعانيه النساء في اليمن من قصور في الوعي وحرمان من بعض الحقوق إلا أن لهن منظمات ترفع أصواتهن عالياً وتتبنى قضاياهن في كل المحافل الدولية ولكن من سيرصد ويتبنى قضايا النساء ذوات الإعاقة وما يتعرضن له من انتهاكات يصم لها الجميع أذنيه ويشيح عنها ببصره كما تحكي ذلك الأرقام الموثقة والتقارير التي لم تجد بين دفاتها متسع لتبني قضايا النساء ذوات الإعاقة؟