المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

كيف نجعل الإنترنت متاحاً للأشخاص ذوي الصعوبات اللغوية؟

كيف نجعل الإنترنت متاحاً للأشخاص ذوي الصعوبات اللغوية؟

متابعات: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة / mcpd


هل يمكنك أن تتخيّل/ين الدخول إلى بحر من المعرفة على الويب من دون القدرة على قراءة أيٍ شيء منه؟ هذه هي الحقيقة التي ترافق كلّ يوم الشخص المصاب بالحبسة الكلامية – “الأفازيا” (Aphasia)، وهو اضطراب في التواصل يمكن أن يؤثر على التحدّث والقراءة والكتابة.

بصفتي شخصاً يعاني من الأفازيا بسبب سكتة دماغية، أجد صعوبة في قراءة نصوص الويب المكتوبة بخطٍّ صغير ومسافات ضيّقة بين الخطوط، بينما تقلّ هذه المشاكل عند الكتابة. هل تعرف/ين أنّ أقل من 1% من مواقع الويب تلبي معايير إتاحة القراءة؟ وهذا ما يعني أنّني لا أستطيع قراءة حوالي 1.8 مليار موقع على الإنترنت اليوم. ولكي أقرأ مثل هذا المحتوى على الإنترنت، أعمد إلى نسخه إلى “مستندات غوغل” (Google Docs) وأقضي الكثير من الوقت في تغيير حجم الخط والنص واللون وإصلاح المسافات.

يجب أن تكون المعلومات الموجودة على الويب في متناول الجميع، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقات اللغوية. فالإنترنت مورد أساسيّ في عالمنا المترابط اليوم، يوفّر مساحة لبناء الشبكات، ومجموعة من الفرص للباحثين/ات عن عمل، ومصدراً لا غنى عنه للمعرفة.

تطَوَّر الإنترنت كثيراً منذ بدايته، ولكنّ هذه الشبكة العالمية لا تزال غير متاحة للكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب من اللغة مثل الحبسة الكلامية “الأفازيا”، وعسر الكلام “الديسفازيا” (Dysphasia)، وعسر القراءة “الديسلكسيا” (Dyslexia). وعلى الرغم من أنّ حوالي 18.5 مليون شخصاً يعيشون مع اضطراب لغوي، فالمطوّرون/ات والمصمّمون/ات ومنتجو/ات المحتوى الذين يحترمون هؤلاء الأشخاص ويأخذونهم/ن في الاعتبار ليسوا إلّا قلّة قليلة. ومن المواقع القليلة التي تقدّم ميزات للأشخاص الذين يعانون من إعاقات لغوية، نشير إلى “إنيبل مي” (enableme)، و”بوك شير” (Bookshare)، و”أونلاين أو سي آر” (Online OCR)، و”مايكروسوفت ون نوت” (Microsoft OneNote).

الإعاقة اللغوية من منظور قانوني
للأشخاص ذوي الإعاقات اللغوية الحق في الاندماج والوصول العادل إلى الإنترنت. في لبنان، اعتمد القانون رقم 220/2000 المتعلّق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة قبل عدة سنوات. كما أقرّت الأمم المتّحدة اتفاقية المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تنصّ على أنّه “لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من العيش في استقلالية والمشاركة بشكل كامل في جميع جوانب الحياة، تتخذ الدول الأطراف التدابير المناسبة التي تكفل إمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة، على قدم المساواة مع غيرهم، إلى البيئة المادية المحيطة ووسائل النقل والمعلومات والاتصالات، بما في ذلك تكنولوجيات ونظم المعلومات والاتصال،[…]”

قواعد إتاحة محتوى الويب
تتضمّن “إرشادات إتاحة محتوى الويب” (WCAG) مجموعة واسعة من التوصيات لجعل الوصول إلى محتوى الإنترنت أسهل للأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك المصابين/ات بالعمى وضعف البصر والصمم وفقدان السمع وصعوبات التعلّم والقيود المعرفية ومحدودية الحركة و إعاقات النطق واللغة.

ووفقاً لهذه الإرشادات، يجب على كلّ موقع ويب:
أن يحتوي على نصوص بديلة لجميع العناصر غير النصّية
أن يوفّر إمكانية الوصول إلى جميع الوظائف باستخدام لوحة المفاتيح
أن يقدّم محتوىً نصّياً مقروءاً ومفهوماً
أن يتأكّد من إمكانية تشغيل كلّ صفحة بطريقة يمكن التنبؤ بها تماماً
أن يتأكّد من أن المستخدمين/ات يمكنهم/ن تصحيح أخطائهم/ن
أن يمنح المستخدمين/ات وقتاً كافياً لقراءة المحتوى النصّي
أن يستخدم عناوين صحيحة ومنظّمة
أن يستخدم ألواناً متباينة
أن يتيح إمكانية تغيير حجم الخطّ
أن يجعل الفيديو والوسائط المتعددة في المتناول
أن يقلّل من استخدام الجداول

إذا كنتم/ن مصمّمين/ات أو مطوّرين/ات مواقع ويب، ضعوا/ن في الاعتبار فحص الموقع باستخدام أداة “ويب أكسسابيليتي” (WebAccessibility) لاختبار ما إذا كان موقعكم/ن يلبّي معايير إتاحة محتوى الويب. وإذا كنتم/ن من الأشخاص الذين يعانون/ين من إعاقة لغوية، فاستخدموا/ن الميزات المتاحة في المتصفحات الحديثة مثل “خط النص” (text font) (فايرفوكس وكروم وسفاري)، و “تكبير العرض” (enlarge your view) (فايرفوكس وكروم وسفاري).

ليس من السهل العيش مع الأفازيا، ولكن يمكن للبرمجة الرصينة، وتصميم الويب بطريقة تشمل الجميع، أن يساهما في تسهيل الأمر. عندما يتيح محتوى موقعكم/ن خيارات وميزات للأشخاص من ذوي الإعاقات اللغوية، فإنّ هؤلاء الأشخاص سيشعرون بالاحترام والتقدير.

بصفتنا صنّاع سياسات ومصمّمين/ات ومطوّرين/ات، تقع على عاتقنا مسؤولية جماعية لإبقاء الإنترنت في متناول الجميع، على الرغم من اختلافاتنا.

المصدر SMEX

مستشار الأمم المتحدة: «نعمل على دعم الدول العربية لدمج ذوي الإعاقة في الحياة»

متابعات: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة / mcpd


قال الدكتور علاء سبيع، المستشار الإقليمي لشئون الإعاقة بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية الاجتماعية لغرب آسيا، «الإسكوا»، إن الإسكوا تعمل منذ سنوات على دعم الدول العربية على دمج الأشخاص ذوى الإعاقة في مجالات الحياة المختلفة وذلك من خلال إجراء دراسات حول القضايا والسياسات ذات الصلة وإلقاء الضوء على أفضل الممارسات المتعلقة بالإعاقة في المنطقة، كما تتابع وتدعم تنفيذ الدول العربية لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأهداف التنمية المستدامة

وأضاف في كلمته بمؤتمر «أفاق التنمية المجتمعية الدامجة والشاملة للجميع وعلاقتها بدعم حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة في مصر» «المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتنمية الريف المصري-نموذجًا»،والذي نظمته وزارة التضامن الاجتماعي بالشراكة مع «الإسكوا» في إطار الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوى الإعاقة ،وتحت رعاية الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي وبحضور ممثلين عن الوزارات والهيئات الدولية،والمجالس القومية المتخصصة ،ومؤسسات العمل الأهلي العاملة في مجال التأهيل والإعاقة إن الإسكوا تسعد بالعمل والشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي في مصر لعقد المؤتمر الوطني الأول للتنمية المجتمعية الدامجة والشاملة للجميع، وهو توجه عالمي ظهر بقوة في الآونة في السنوات الأخيرة وتنتهجه الكثير من دول العالم، ويعتبر تطورًا ملموسًا لمنحي وأسلوب التأهيل المرتكز على المجتمع الذي بدأ في مصر منذ أكثر من 30 عامًا وحقق نجاحات ملموسة.

وأوضح سبيع أن الهدف العام لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يتمثل في الإدماج الاجتماعي الكامل للأشخاص ذوي الإعاقة على قدم المساواة مع الآخرين، مشددًا على أن أجندة عام 2030 الطموحة للتنمية المستدامة جاءت دعما لهذا الهدف بعدم إهمال أحد، ويتطلب هذا الإدماج الكامل الجهود المشتركة للحكومة والمجتمع ككل،خاصة أنه لا يمكن لأي منهما تحقيق ذلك بمفرده، حيث تحتاج الحكومات إلى تعزيز الإدماج، ولكنها تحتاج أيضًا إلى دعم من قبل مجتمع يرحب بالتنوع.

وأشار المستشار الإقليمي لشئون الإعاقة بلجنة الأمم المتحدة الاقتصادية الاجتماعية لغرب آسيا «الإسكوا» إلى أن ادماج الإعاقة في جدول أعمال التنمية أمر اساسي، خاصة أن هناك حاجة إلى نهج المسار المزدوج فمن ناحية يجب العمل على إزالة الحواجز في التنمية، ومن ناحية أخرى استهداف الأشخاص ذوي الإعاقة، كما ينبغي أن يشارك المجتمع المحلي في جميع مراحل عملية التنمية لضمان فاعليتها، ومن ثم، يتعين اعتماد نُهج التنمية القائمة على المجتمع المحلي أو ما يسمي بالتنمية المجتمعية الشاملة والدامجة للجميع.

وأكد سبيع أن «الإسكوا» دعمت منذ البداية التوجه الذي تعتمده اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تبنيها للمفهوم الحديث للإعاقة المرتكز على النموذج الاجتماعي للإعاقة وليس على النموذج الطبي، وبالتالي كان دعمها لتطوير وتطبيق منحي التنمية المجتمعية الدامجة على أرض الواقع في العديد من بلدان الوطن العربي، مشيرًا إلى أن الإسكوا تسعد بتقديم المساندة والدعم الفني لتنفيذ هذا البرنامج في مصر على المستوي الوطني، وبشكل خاص من خلال دعم المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، خاصة أن المبادرة تطبق بعض من أهداف التنمية المجتمعية الدامجة والأقرب في التطبيق نظرا للعمل بالشراكة مع كافة الجهات المعنية والوزارات في المجتمعات المحلية،مشددا على أن التنمية المجتمعة الدامجة والشاملة للجميع هي نهج يُحدث تغييرًا في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى المجتمع، وهذا تماما ما تسعى إليه مبادرة حياة كريمة.

من حق ذوي الإعاقة.. فهل تعرف؟

من حق ذوي الإعاقة.. فهل تعرف؟

3 / المشاركة في اتخاذ القرارات التي تعنيهم وتعني المجتمع.

إعداد – إبراهيم محمد المنيفي


في عام 1993 أطلق الاتحاد العالمي للمكفوفين WBU شعاراً غير وجه الحركة النضالية للأشخاص ذوي الإعاقة إلى الأبد، وبدأت منظمات ذوي الإعاقة حول العالم بتبنيه والضغط على تحقيقه حتى رفعته الأمم المتحدة شعاراً دولياً عام 2004 ليحتفل به كل العالم فما هو ذلك الشعار؟
لقد اتخذ الاتحاد العالمي للمكفوفين وبعده باقي منظمات ذوي الإعاقة الشعار القائل: “NOTHING ABOUT US WITHOUT US” أي “لا شيء يعنينا بدوننا” حيث كان شعاراً تعبوياً يحمل دلالات عميقة يندر أن تجد له مثيل في العصر الحديث.

لقد استطاعت الحركة النضالية لذوي الإعاقة في النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الحالي تحقيق ما لم تتمكن من تحقيقه مئات الحركات النضالية الأخرى في سبيل الاعتراف بحقوقها المتساوية مع باقي أفراد المجتمع.وكانت ولا تزال المشكلة التي تأرق ذوي الإعاقة ومنظماتهم المحترمة التي تعبر عنهم فعلاً هي مشكلة الحديث باسم ذوي الإعاقة من غير ذوي الإعاقة، وكانت ولا تزال تتخذ قرارات تخص ذوي الإعاقة وتحاول سلبهم إرادة القرار والتنفيذ دون أن يكونوا مشتركين في اتخاذه ما ينم عن نظرة قاصرة واستغلال وتسلق على أكتاف ذوي الإعاقة وقضاياهم كونها قضايا إنسانية، لذلك كانت صرخة المعاقين حول العالم أمس واليوم “لا شيء يعنينا بدوننا”.

وعليه وعقب انتهاء عقد ذوي الإعاقة بداية التسعينات فقد تم إعلان الثالث من ديسمبر كانون الأول يوماً دولياً لذوي الإعاقة، وفي عام 2004 اتخذت الأمم المتحدة “لا شيء يعنينا بدوننا” شعاراً لها وبعدها بعامين اعتمدت “الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة CRPD” في 13 ديسمبر كانون الأول وهي أكبر مكسب حقوقي مكتوب لذوي الإعاقة في التاريخ، حيث وقعت على الاتفاقية 147 دولة وهي من أكثر المعاهدات العالمية التي تحصل على هذا الاعتراف من العالم.

وتعد الجمهورية اليمنية من الدول التي وقعت على الاتفاقية والبرتوكول الاختياري الملحق بها أي أنها مصادقة عليها ويحق لأفراد ومؤسسات ذوي الإعاقة اللجوء للقضاء الدولي عند الاخلال بواحد أو أكثر من الالتزامات الواردة في الاتفاقية.
وبموجب الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة فإن الدول الأطراف ملزمة باستشارة ذوي الإعاقة وإشراكهم في القرارات التي تخصهم بشكل مباشر أو تخص المجتمع الذين هم جزء منه حيث جاء في الالتزامات العامة المادة 4 الفقرة 3 ما نصه “تتشاور الدول الأطراف تشاوراً وثيقاً مع الأشخاص ذوي الإعاقة بما فيهم الأطفال ذوو الإعاقة من خلال المنظمات التي تمثلهم بشأن وضع وتنفيذ التشريعات والسياسات الرامية إلى تنفيذ هذه الاتفاقية، وفي عمليات صنع القرار الأخرى بشأن المسائل التي تتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة وإشراكهم فعلياً في ذلك”

كما تم التأكيد على مبدأ إشراك ذوي الإعاقة في أكثر من موضع وبصيغ مختلفة في الاتفاقية، وفي منتصف عام 2020 اعتمدت الأمم المتحدة استراتيجية “إدماج منظور الإعاقة” لتكون أكثر تفصيلاً وتوضيحاً لكيفية إشراك ذوي الإعاقة في مختلف ركائز العمل ابتداءً من المكاتب وحتى الميدان.وختاماً فإن أي صوت أو مشروع أو منظمة تتحدث باسم ذوي الإعاقة أو تدعي تمثيلهم يجب أن يكون لذوي الإعاقة المشاركة الفعلية في التخطيط والتنفيذ وألا يكون قرار ذوي الإعاقة مستلباً، وألا يكون وجودهم فقط لتمرير قرارات يتخذها غير ذوي الإعاقة بحق زملائهم فلا شيء يعنينا بدوننا دائماً.

“حرب لكسر العزلة”.. آباء وأمهات يناضلون من أجل أبنائهم.

“حرب لكسر العزلة”.. آباء وأمهات يناضلون من أجل أبنائهم.

خاص : المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة / mcpd


عندما تحدث إلينا –محمود مجلي، وهو أب لثلاثة أطفال اثنان منهم يعانيان من التوحد وفرط الحركة وصعوبة التعلم، لم يستطع إكمال حديثه معنا في تلك اللحظة بسبب حركات أبنائه المفرطة –فماهي حكايات الآباء والأمهات مع أبنائهم ذوي اضطراب التوحد؟
عندما يعرف أولياء الأمور من الطبيب أو المختص بأن أبنائهم مصابون بالتوحد
فإن الأمر ليس بالسهل، ويجد الكثير من الأهالي صعوبة في تقبل الأمر، وأحياناً يصبح لدى الوالدين إنكار وخيبة أمل، واحيانا يستطيع الآباء تقبل الفكرة.

ما هو اضطراب التوحد؟

تعرف منظمة الصحة العالمية اضطرابات طيف التوحد بأنه: “مجموعة من الاعتلالات المتنوعة التي تتصف بضعف السلوك الاجتماعي والتواصل، وبعض الاعتلالات الأخرى التي تمثل نمط لا نموذجي من الأنشطة والسلوكيات مثل صعوبة الانتقال من نشاط لآخر، والاستغراق في التفاصيل، وردود الفعل غير الاعتيادية على الأحاسيس”
كما يصاحب الكثير من حالات التوحد فرط الحركة، ونقص أو تشتت الانتباه، وصعوبات التعلم، وغير ذلك من الاضطرابات التطورية.

اضطرابات في المهارات الاجتماعية.. وآباء يتخلون عن أبنائهم.

في فرصة أخرى عند لقائنا بمحمود أخبرنا عن المعاناة التي يواجهها الوالدان، حيث يقول: “يكون الطفل في أغلب الوقت عصبياً ويحتاج إلى رعاية خاصة في الأكل، والشرب، واللبس والأنشطة الاعتيادية عموماً، كذلك نجد صعوبة في تعليمهم سلوكيات بديهية كالنظافة الشخصية”
يضيف محمود:”هناك تفاصيل كثيرة متعبة في حياتنا مع وجود طفل توحدي بيننا فأمه تضطر لتغيير ملابسهم لأكثر من خمس الى ست مرات في اليوم الواحد ناهيك عن المواقف الصعبة التي تواجهنا عند محاولة إخراجهم إلى المدرسة أو أماكن أخرى.”

محمود وكثير من الأهالي الذين ألتقيناهم يشكون من عدم استطاعتهم توفير الدواء لأطفالهم بشكل مستمر بسبب الحالة الاقتصادية المتدهورة في البلاد.
عند لقائي بها كانت الجدة أم مصلح تصارع حفيديها الإثنين الأول في الخامسة والآخر في السابعة من العمر فقط من أجل إطعامهم وتغيير الملابس لهما.

في بيتها المكون من غرفة واحدة تحدثت معي أم مصلح الجدة التي ترك لها أبنائها إثنين من الأطفال يعانون من اضطراب التوحد وفرط الحركة عن معاناتها مع هؤلاء الأطفال حيث تقول: “ترك لي أولادي هؤلاء الأطفال وكل ذهب في حال سبيله لم يستطيعوا تحمل أن يكون لديهم أبناء معاقين، ولكنني حمدت الله وبذلت مجهود لرعايتهم، وبمساعدة اهل الخير استطعت ادخالهم مدرسة خاصة تعنا بحالتهم”

عند حديثي مع الجدة لاحظت وجود حامل للرأس يرتديه كلا الطفلين وعند سؤالي لها قالت: “الصرع والشحنات تتعبني كثيراً عند إخراجهم من المنزل وأحيان يحدث أنهم يقعون على الأرض ويصابون فأقوم بإلباسهم تلك الخوذات لكيلا يتأذوا”

صورة لطفلة تعاني من اضطراب طيف التوحد

قوة.. حب.. وامل

تحاول أم محمد منذ ان رزقها الله محمد وهو طفل يعاني من اضطراب التوحد وفرط الحركة أن تتأقلم مع حالة ابنها والتي تصف حبها له بأنه لا حدود له.
محمد البالغ من العمر أربع سنوات لا يستطيع ترك أمه لحظات ولا يقدر على القيام بأي نشاط بمفرده ناهيك عن انعدام القدرة على الكلام.
عند الحديث عن ابنها يمكنك أن تلاحظ أن التفاصيل كثيرة في حياة الأهل الذين لديهم أطفال من ذوي اضطراب التوحد.

تقول أم محمد: “ابني التوحدي يحتاج مني اهتمام خاص في تفاصيل حياته فمنذ أن يستيقظ في الصباح الباكر يحتاج الى تغيير ملابسه، وإطعامه، والتأكد أنه في مكان آمن لا يستطيع إيذاء نفسه، وأجد صعوبة جسدية كبيرة في السيطرة على ابني فهو يملك قوة بدنية كبيرة”تستطرد أم محمد والدموع تملا عينيها حسرة على ابنها: “ليتني أستطيع تقديم شيء لابني ليتعافى، وليتني أتمكن من تأمين الحياه الكريمة لابني لأنني أخاف عليه من المستقبل لأنه يعتمد علي بشكل كبير”

إيذاء الذات. العدوانية.. أنماط لمشكلات مختلفة تؤثر على الأهل.

يوضح د. تميم الباشا، ،المدير الفني والأكاديمي في جمعية التحدي للمعاقات حركياً، أن الأطفال ذوي اضطراب التوحد من أكثر فئات الأطفال ذوي الإعاقة صعوبة في التعامل معهم وتعليمهم وتدريبهم وحتى إشباع حاجاتهم، وذلك نظرا لتعدد المشكلات التي يعاني منها الطفل التوحدي والتي تشمل معظم جوانب النمو.
ويضيف الباشا: “إن أولياء أمور المصابين بالتوحد يواجهون العديد من المشكلات اليومية التي تؤثر سلبا على نمط وجودة الحياة داخل الأسرة، حيث أن وجود طفل توحدي داخل الأسرة يعد من أهم المصادر المسببة للضغوط النفسية والاكتئاب لدى الوالدين وذلك للمشكلات المصاحبة للاضطراب مثل نوبات الغضب, والهروب والصراخ والنشاط الحركي الغير طبيعي بالإضافة الى المقاومة الشديدة للتغير في نظام الاسرة.

د. تميم الباشا

كما أن السلوكيات الشاذة التي يظهرها الطفل التوحدي في الأماكن العامة مثل (السلوكيات النمطية ، إيذاء الذات، العدوانية، عض أو ركل الآخرين، والحركات الغير هادفة)قد تعمل على عزل الأسرة عن محيطها الاجتماعي خوفا من التعرض للسخرية والاستهجان من قبل الآخرين.”

وفي ضل تلك المعاناة والصعوبات التي يواجهها أولياء الأمور مع أطفالهم ذوي اضطراب التوحد تغيب بشكل كبير برامج الإرشاد والتوجيه لهم في المنازل، كما تبدو البرامج العلاجية باهظة الثمن وبعيدة عن متناولهم مما يجعلهم معتمدين على الخبرة والتجربة بشكل كبير بما فيها من نجاحات وإخفاقات قد تؤثر سلباً على أولياء الأمور وأبنائهم على حد سواء.

رئيس المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة ضيفاً على قناة الهوية

رئيس المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة ضيفاً على قناة الهوية

خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة


استضافت قناة الهوية الفضائية صباح اليوم الأحد –دارس البعداني (رئيس المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD) للحديث عن اليوم العالمي للعصا البيضاء الذي احتفل به العالم في الخامس عشر من شهر أكتوبر الجاري، واستعراض تجربة المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة كأول منصة إعلامية خاصة بذوي الإعاقة في اليمن.
وقال –دارس البعداني، لبرنامج (يمن كافي) الذي عُرض على قناة الهوية صباح اليوم: “إن اليوم العالمي للعصا البيضاء فرصة للتذكير بقضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية إلى جانب التوعية لأفراد المجتمع بأهمية حرية الكفيف في التنقل والحركة بكل استقلال ودون الاعتماد على أحد” وطالب البعداني من المكفوفين أن يحملوا العصا البيضاء دون خجل لأنها تعبر عن هويتهم وتعرف المجتمع بهم وبقضاياهم

وفي البرنامج استعرض البعداني تجربة المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD كأول مؤسسة إعلامية خاصة بذوي الإعاقة في اليمن، وقال البعداني: “نحن فعلاً مركز إعلامي خاص بذوي الإعاقة بكل شرائحهم، لكننا نستهدف جميع شرائح المجتمع لأن ذوي الإعاقة جزء منه ويمثلون 15% من إجمالي عدد السكان وهم يؤثرون ويتأثرون بغيرهم”
وأشار البعداني للأنشطة والحملات الإعلامية التي قام ويقوم بها المركز للتوعية والمناصرة للأشخاص ذوي الإعاقة وقضاياهم ورصد ما يتعرضون له من انتهاكات بكل مهنية.
وكان ال-MCPD قد أطلق حملة إعلامية توعوية حقوقية بالتزامن مع اليوم العالمي للعصا البيضاء شملت فلاشات صوتية تم بثها في إثنا عشر إذاعة محلية بالإضافة لفلاش مرئي والعديد من الرسائل التوعوية والحقوقية الذي نشرها عبر منصاته في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي التابعة له.