“اللعب حق للجميع فعلموا أبنائكم وأخبروهم أن أقرانهم الأطفال ذوي الإعاقة، يحق لهم اللعب مثلهم، وإلى جانبهم، دون أن يتعرضوا لهم بالأذى والمضايقة”
السنة: 2021
حماية الأطفال ذوي الإعاقة من فيروس كورونا
نجوم من الاعلاميين والفنانين اليمنيين يهنئون الأشخاص ذوي الإعاقة عبر مركزهم الإعلامي بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.كل عام وأنتم إلى الله أقرب
الكشف المبكر عن الإعاقة
خاص /
تداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي، صورا لطالبتين يمنيتين من ذوات الإعاقة الجسدية، أثناء حفل تخرجهما من الجامعة الوطنية، بمدينة تعز، أمس الثلاثاء، باحتفاء واسع وتفاعل كبير.
وظهرت رحمة السبئي مبتورة الذراعين، قسم علوم القرآن، وزميلتها مرفت الأنصاري، مبتورة القدم، قسم علوم إدارية، وهما مطوقتان بالفل تحتفلان مع الأهل والزملاء وتتبادلان التهاني بمناسبة التفوق والتخرج ، وسط أجواء لافتة من الفرح والابتهاج.
وفي تصريح لـMCPD تقدمت رحمة السبئي بالشكر الجزيل للمتفاعلين على منصات التواصل الاجتماعي، مطالبة للمجتمع بالاهتمام بقضايا الإعاقة بعيدا عن النظرة العاطفية غير المبررة.
وأشارت السبئي إلى أهمية التركيز على قدرات ذوي الإعاقة لا على الإعاقة نفسها، داعية إلى العمل على تهيئة الظروف المناسبة لضمان استقلالية المعاقين وتحقيق تكافؤ الفرص مساواة ببقية فئات المجتمع.
وبشأن تساقط دمعاتها أثناء الاحتفال، أوضحت رحمة السبئي لـMCPD أن ذلك لم يكن بسبب عدم قدرتها على الإمساك بالورود كما ذكرت بعض التناولات على مواقع التواصل ووسائل الإعلام، بل كانت دموع الفرح، مؤكدة أن لكل مجتهد نصيب.
وذكرت في حديثها معنا أنها كانت تستخدم قدميها للكتابة عوضا عن يديها، وأن الأحلام والطموح لا يمكن لأي إعاقة أن تمنع تحقيقهما متى ما توفرت الإرادة.
رحمة السبئي، التي ولدت مبتورة الذراعين في قرية المسراخ، إحدى قرى مديرية جبل صبر، محافظة تعز، وانتقلت إلى المدينة للتحصيل العلمي، وفي رسالة عبر المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة، MCPD عبرت عن أمنيتها بالحصول على عمل لائق ومناسب في أقرب وقت، مشيرة إلى أن هذا هو التفاعل الحقيقي المنشود من المجتمع.
وتعليقا على الحدث، قال معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة، في تغريدة على حسابه في تويتر، رصدها MCPD إنه وجه المختصين في وزارته باستيعاب الخريجتين، وظيفياً ضمن تخصصهما “ادارة الاعمال” بنظام التعاقد ابتداء من الشهر القادم الى حين توفير درجتين وظيفيتين.
من جانبه، طالب سليم السبئي، (وهو شقيق رحمة) بتنفيذ قرار التوظيف مشددا على ضرورة ألا يتم استثناء الطالبة رحمة السبئي من القرار كونها تخصص علوم قرآن وليست إدارة أعمال كما تم تداوله في وسائل التواصل الإجتماعي.
صلاح الدين المصنف، مدير الجامعة الوطنية بتعز، من جهته، صرح لـ MCPD بأن الطالبتان واجهتا مشقات عديدة أثناء الدراسة، ووقوف الجامعة إلى جانبهما، لافتا إلى ضرورة تفاعل المجتمع وإتاحة الفرصة للأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير الإمكانيات اللازمة بشكل أكبر.
وكشف المصنف بأن الجامعة ستقيم غدا الخميس حفل تكريم خاص للطالبتين، رحمة السبئي ومرفت الأنصاري، بحضور شخصيات رسمية وشعبية .
وبالرغم من التفاعل المجتمعي اللافت في اليمن مع بعض قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة إلا أن مستوى الوعي لم يصل إلى المستوى المأمول، فإضافة إلى الظروف التعليمية والبيئية غير المهيئة، ما يزال الكثيرون ينظرون إلى المعاقين بنظرة قاصرة غير مدركين أن المعاقين مواطنين عاديين مثل غيرهم، لديهم القدرات للاندماج في المجتمع وتحقيق ما يحققه الآخرون.
خاص : إبراهيم محمد المنيفي /
“يوجد في عائلتنا خمس فتيات كفيفات منهم إثنتين من بناتي ألحقتهم بمدرسة القرية، لكن وبسبب التنمر والإيذاء من زملائهم تعقدتا ورفضتا الذهاب للمدرسة مرة أخرى وهما الآن محرومتان من التعليم ومن أي خدمة أخرى” هكذا قال لنا _ عبد الوهاب من ريف محافظة تعز، ويضيف عبد الوهاب: “تواصلت بجمعية للكفيفات واتفقنا على إلحاق بناتي وباقي الفتيات بالجمعية ولكن بسبب الحرب لم نستطيع إلحاقهم ومكتب الجمعية في تعز تم إغلاقه، ولا نستطيع الذهاب إلى صنعاء لأسباب كثيرة منها أسباب مادية”
وتمثل هتان الفتاتان نموذج لذوي الإعاقة في الأرياف الذين حرموا من أبسط الحقوق والخدمات الصحية والتعليمية وغيرها.
يقول مهتمون إن ذوي الإعاقة في الأرياف منسيون تماماً ولا يلتفت إليهم أحد، وأنهم إلى جانب حرمانهم من الخدمات المختلفة يتعرضون لانتهاكات خطيرة لا تغطيها وسائل الإعلام ولا يعرف عنها الناس شيء كجريمة الاغتصاب الجماعي الذي حدث بحق إحدى ذوات الإعاقة العقلية في مديرية وصاب بمحافظة ذمار قبل عدة سنوات أو الفتاة المعاقة التي تعرضت للاغتصاب بمحافظة لحج العام الماضي، فضلاً عما يتعرض له ذوي الإعاقة في الأرياف من تنمر ومعاملة لا إنسانية في بعض الأحيان.
ما واقع ذوي الإعاقة في الأرياف؟
إبراهيم صلاح (ناشط اجتماعي) يقول لل-MCPD إنه قام مع مجموعة من المهتمين برصد حالات الإعاقة التي لا توجد لديها بطاقة إعاقة من صندوق رعاية المعاقين ولا تتلقى أي خدمات بمديرية ميفعة عنس حيث تمكنوا من رصد أكثر من 170 حالة في أربعة عشر قرية، يقول إبراهيم: “إن هذه الحالات التي استطعنا توثيقها وأغلبها لأطفال دون سن الثامنة عشر لا يتلقون أبسط الخدمات سواءاً من الدولة أو من المنظمات” ويشير إبراهيم إلى صعوبة الرصد ورفض الكثير من الأسر لرصد أبنائهم كأفراد ذوي إعاقة مرجعاً ذلك لقلة الوعي وثقافة العيب وتذمر الأسر وعدم ثقتها بالدولة والمنظمات.
ويعاني ذوو الإعاقة في القرى من وعورة الطرق وعدم تمكنهم من القدرة على الذهاب للمدارس والمرافق الصحية البعيدة، حيث تحدث –صادق عبد الله (معاق حركياً ويعاني من نوبات صرع) أنه تمكن بصعوبة من الدراسة بإحدى مدارس برع الابتدائية في محافظة الحديدة غرب اليمن حتى الصف السادس ولكنه توقف عن مواصلة التعليم بسبب وعورة الطريق وعدم وجود مدارس قريبة.
من جهته يقول –عبد الله سريح، مستشار محافظ إب لشؤون ذوي الإعاقة لل-MCPD: “إن أوضاع ذوي الإعاقة في الأرياف بالغة السوء، وإنهم محرومون من مجمل الخدمات الصحية والتعليمية والتأهيلية وغيرها،” محملاً الدولة المسؤولية بالدرجة الأولى عن تهميش وإغفال قضايا ذوي الإعاقة بشكل عام وفي الأرياف بشكل خاص.
لماذا المعاقون في الأرياف خارج دائرة الضوء.
يرى إبراهيم صلاح أن هناك عدة أسباب ساهمت في إقصاء ذوي الإعاقة عن المشهد منها:
قلة الوعي والتعامل بشفقة ورحمة مع ذوي الإعاقة من قبل أسرهم ورفضهم لتسجيلهم لدى الجهات المختصة بحجة الخوف عليهم من جهة وخشية التعيير من جهة أخرى بأنهم غير قادرين على كفاية أبنائهم والاهتمام بهم.
عدم ثقة الأسر والأهالي بالدولة والمنظمات لشدة ما لاقوه من أهمال بالإضافة لاستغلال بعض ضعاف النفوس لأسر ذوي الإعاقة لغرض التكسب المادي.
أما أشواق سيف (رئيس جمعية عبد الله بن أم مكتوم للكفيفات بتعز) فتقول إن هناك قرى بعيدة فعلاً ولا يصل إليها أحد، وتشتكي أشواق من القصف والاعتداءات التي تعرضت لها بعض جمعيات ذوي الإعاقة وتقول: “إننا لا نستطيع الوصول لمقر الجمعية بسبب وقوعها في منطقة اشتباكات فما بالك بالكفيفات في الأرياف التي تفصلنا عنهن العديد من الجبهات ومناطق التماس، فضلاً عن النزوح المتكرر للبعض والذي لم نعد نعرف عنهن شيء”
وحمل إبراهيم صلاح الدولة ممثلة بصندوق رعاية المعاقين والصندوق الاجتماعي للرعاية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية ورجال المال والأعمال مسؤولية الالتفات لمعاناة ذوي الإعاقة في الأرياف.