قارئ المقال
|
خاص : علاء الدين الشلالي /
ارتبط صوتي القارئين الحافظين محمد حسين عامر، وتلميذه يحيى الحليلي،بشهر رمضان المبارك من كل عام في اليمن منذ عشرات السنين،ورغم إعاقتهما في سن مبكرة من عمرهما،إلا أن الشيخين الجليلين إستطاعا أن يقدما إنموذجاً مشرفاً لمعلمي حفظة كتاب الله في اليمن،وبسبب ذلك حضيا بشهرة واسعة في العالم الإسلامي وتم تكريمهما من قبل ملوك وأمراء ورؤساء عدد من البلدان العربية والإسلامية، كما أن مكانتهما العلمية والإجتماعية ما تزال في أعلى مراتب وقلوب الناس.
في هذا التقرير يسلط” المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة” الضوء على الشيخ محمد حسين عامر الذي رحل عن دنيانا قبل ااثنان وعشرون عاماً،وعلى تلميذه الشيخ يحيى أحمد الحليلي،الذي إلتقيناه في محرابه بمسجد قبة المهدي بالعاصمة صنعاء.
القراءات السبع :
في قرية الظواهرة بسواد الحدأ في محافظة “ذمار” ولد الشيخ الحافظ محمد حسين عامر الظاهري،سنة 1938م ، أصيب عامر بالعمى وهو في الشهر السادس من عامه الأول ،نشأ وترعرع في قريته،وفيها بدأ حفظ كتاب الله بواسطة والده الفقيه حسين عامر،وبعد مرور تسعة أعوام قرر والده أن يذهب به هو وشقيقه أحمد،إلى المدرسة الشمسية في ذمار،وفي عام 1947م،إنتقل عامر مع والده إلى محافظة “ريمة” التي كان يعمل بها،ومن ثم إلى العاصمة “صنعاء”،حينها انظم الشيخ محمد وشقيقه أحمد للدراسة في الجامع الكبير وجامع العلمي،وفيهما حفظا القرآن الكريم خلال سنة وأربعة أشهر،عقب ذلك إنظم عامر لدراسة علم القراءات السبع في مدرسة دار العلوم، ثم إنتقل بعد ذلك لدراسة النحو وعلوم اللغة في المدرسة العلمية بصنعاء،وكانت تلك المعارف والعلوم سبباً في إمتهان الشيخ محمد حسين عامر التدريس،فأسس مدرسة القراءات السبع،وعدداً من مدارس وحلقات تحفيظ القرآن في جامع النهرين والجامع الكبير،ومنهما أجاز المئات من طلابه في التلاوات القرآنية.
كانت تلاوات الشيخ عامر تُبث في الاذاعات والقنوات التلفزيونية اليمنية،وشارك في إدارة مئات المسابقات الخاصة بحفظ وتلاوة كتاب الله،واستمر في مهنة تعليم الفرقان حتى توفاه الله يوم السبت الخامس عشر من شهر رمضان 1419هـ.
الرعيل الأول :
في حديثه لـ” المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة”يتذكر الشيخ الحافظ يحي الحليلي،أقرانه من مشائخ وحفظة كتاب الله،ويقول الحليلي«لقد كانوا يحملون على عواتقهم هم حفظ كتاب الله وتعليم أكبر عدد من الطلاب،لم تكن الدنيا تمثل أي هم لهم».يُعد الشيخ يحيى الحليلي من الرعيل الأول الذين صاحبو وسايروا الشيخ محمد حسين عامر،والشيخ حسن لطف باصيد،والشيخ الغيثي،والشيخ العزي الجنداري،وغيرهم الذين كانت لهم صولات وجولات في تعليم كتاب الله،وقد رافق الحليلي عامر،في زيارات علمية لمختلف المحافظات اليمنية، إبان فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم،ومايزال الحليلي يعمل على تعليم كتاب الله في العاصمة صنعاء حتى وقتنا الراهن.
ولد الشيخ يحيى أحمد محمد الحليلي عام 1372 هـ الموافق1952م ، في قرية الحليلة ببني مطر صنعاء، عاش سبع سنوات مبصرا فجاء مرض الجدري واخذ منه بصره،لم يكن يدرك أنه سوف يصبح أحد أهم مشائخ وحفظة كتاب الله في العالم الأسلامي،سعى الحليلي لحفظ القرآن بالجامع الكبير في صنعاء عام 196٩م على يد الشيخ محمد حسين عامر،والشيخ محمد حسين الأكوع،وهو الأمر الذي حققه خلال سنتين،عقب ذلك استقر بالحليلي المقام في العاصمة صنعاء.عمل الحليلي على تأسيس عددًا من مدارس تحفيظ كتاب الله في العاصمة صنعاء وتم اختياره رئيسًا للجنة التحكيم في جائزة رئيس الجمهورية لحفظ القرآن الكريم لسنوات طويلة،وشارك في بعض لجان التحكيم في عدد من الدول العربية كالسعودية ،ومصر، وتم تكريمه من قبل أمير الكويت الأسبق.
لدى الحليلي تسعة اولاد, منهم ستة ذكور وثلاث فتيات،أحداهن تحفظ كتاب الله كاملاً.يـُجمع اليمنيون على حبهم لصوت الشيخين الجليلين محمد حسين عامر، ويحيى أحمد الحليلي،ويعتبرانهما الصوتين المعبرين للزمن الجميل الذي عاش فيه اليمنيون أمجادهم المتجذرة في عبق التاريخ،ومازالت الأجيال الجديدة تتعطش لمعرفة ماآثرهما،ومازالت الإذاعات والقنوات التلفزيونية ومنصات الإنترنت تتشرف ببث تلاوتهما حتى وقتنا الراهن