خاص : ميادة العواضي /
ككل نساء وفتيات اليمن وبسبب تداعيات الأوضاع الاقتصادية تحترف بعض الكفيفات صناعة البخور والعطور، وصناعة الحقائب الجلدية، والأحزمة، والمباخر وغيرها، إذ تقوم الكفيفات بكل تلك المنتجات وتسويقها من المنزل عند الأقارب والجيران وفي المناسبات الاجتماعية اللواتي يحضرنها، لكن لم تكن حركة البيع بالاستمرار والديمومة المطلوبة، لذلك قررت 15 فتاة من الكفيفات فتح محل لبيع منتجاتهن بشكل جماعي في سوق “الزهراوي” وهو أحد أشهر الأسواق الشعبية بأمانة العاصمة صنعاء، وأطلقن على المحل اسم “أنامل كفيفات”.
فتح محل لبيع منتجات وحرف الكفيفات جاء بدعم وتشجيع من مبادرة “كوني قوية” إحدى المبادرات النسوية الفاعلة في الساحة، بالاشتراك مع جمعية الأمان لرعاية الكفيفات.
تقول أسمهان الإرياني، إحدى مؤسسات المبادرة: “إن فكرة المشروع جاءت من إدراك القائمات على المبادرة بأن ذوي الإعاقة وخصوصاً النساء منهم هن أكثر الفئات تضرراً من الحرب الدائرة في البلاد، ولا سيما بعد تقليص المنظمات لدعمها وعدم اهتمامها بمشاريع التمكين الاقتصادي لهذه الفئة”
وعن آلية تنفيذ المشروع تقول أسمهان: “إن المشروع مر بعدة مراحل، وكانت المرحلة الأولى هي العمل على التوعية للحد من العنف على أساس النوع الاجتماعي وذلك لما تتعرض له الكفيفات من إقصاء وتهميش قد يصل إلى العنف، وجعل التمكين الاقتصادي أحد أهم استراتيجيات الحد من العنف ضد الفتيات والنساء ذوات الإعاقة”، وتضيف أسمهان: “ركزنا على أسر الكفيفات وتوعيتهن بأهمية تشجيعهم لفتياتهم، وكيفية التعامل مع احتياجاتهن، وقد لمسنا التغيير الإيجابي في هذا الجانب”
وبحسب أسمهان فقد تم تدريب المستهدفات وعددهن 15 كفيفة على إدارة المشاريع الصغيرة، وكيفية اختيار المشروع المناسب، وكيفية التسويق له سواءً بطريقة مباشرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي،ومن ثم كانت المرحلة التكميلية وهي دعم مشاريعهن بالمال وتدريبهن على كيفية الترويج لها.
المشروع الحلم
تقوم مجموعة من الكفيفات بالإشراف على المحل الذي يحتوي على مجموعة من البضائع كالبخور، إكسسوارت، ملابس نسائية، ملابس أطفال، عطور وغيرها.
تعبر عفاف أحمد، إحدى المنتجات الكفيفات، عن سعادتها بخروج المشروع إلى الضوء، ووصفت المشروع بأنه رائع ويمثل حلم جميل لكل كفيفة من الكفيفات المنتجات اللواتي يأملن في أن يستطعن الاعتماد على أنفسهن وتمكينهن اقتصادياً على حد تعبيرها، وتقول عفاف: “هذا المحل هو نتاج سنة كاملة من الإعداد والتدريب، واليوم يقمن المشاركات بهذا المشروع بإنجاز المنتجات والحرف في بيوتهن ثم يأتين بها إلى محل أنامل كفيفات ليتم توزيعها وتصنيفها، وكتابة الأسعار عليها، ثم بيعها بأسعار منافسة في السوق”.
من جهتها تقول رحمة الحربي، إحدى المنتجات الكفيفات، إنها شاركت الأسبوع الماضي في ورشة عمل تدريبية مكثفة أقامتها مبادرة كوني قوية لغرض تدريب المنتجات على كيفية إنشاء صفحات وحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي وترويج منتجاتهن من خلالها، ودعت رحمة إلى المزيد من المشاريع الهادفة إلى تمكين ذوي الإعاقة اقتصادياً وتحسين نوعية حياتهم.
وأشارت فاطمة الكبسي، إحدى مؤسسات مبادرة كوني قوية إلى أهمية ورشة العمل التي أقامتها المبادرة لزيادة العملاء، ومعرفة ردود أفعال الزبائن، كما وعدت بمتابعة المبادرة لصفحات المشاركات التسويقية وتشجيعها.
الجدير ذكره أن منصتي 30 أجرت نهاية يوليو تموز الماضي استبياناً حول المشاريع المنزلية للنساء وهل يعطيهن استقلالية مالية؟، شارك فيه 1070 مشارك ومشاركة.
قال 51% من المشاركين أنهم جربوا القيام بمشاريع صغيرة من المنزل، وبالنظر لمتغير الجنس فقد جربت 63% من النساء القيام بمشاريع صغيرة منزلية مقارنة ب44% من الذكور.
واتفق 91% من المشاركين في الاستبيان من الجنسين أن المشاريع الصغيرة تمكن النساء من الاستقلال اقتصادياً.
وتعتبر الحرب وما خلفته وما تخلفه من أزمات مستمرة وتزداد يوماً بعد يوم هو السبب الأول للجوء النساء اليمنيات للمشاريع المنزلية بحسب 65% من المشاركين في الاستطلاع.وقال 35% أنهم يثقون بالمنتجات المحلية، وهي نسبة لا بأس بها خصوصاً إذاما اتضح أنها أكثر من نسب أخرى نشرت في أعوام سابقة.