المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

من داخل عقل توحدي.. هذا قد ما لا تعرفون.

من داخل عقل توحدي.. هذا قد ما لا تعرفون.

خاص : بقلم : إبراهيم محمد المنيفي.

ماذا لو اكتشفت مخلوقات أخرى بأننا مجرد كائنات في برنامج محاكاة؟ أو مجموعة أخيلة وأشباح في عقل كائن يجوب هذا الكون الفسيح، أو أننا مجرد شخصيات في حلم كائن ما ويمكن أن تكون أمريكا والقنبلة الذرية والاحتباس الحراري مجرد كوابيس في ليلة ثقيلة يعيشها ذلك الكائن؟! مثال: “كلنا نحلم في المنام ونشعر بأن أحلامنا حقيقة تامة وننسى حياتنا الحقيقية، وننسى أدوارنا والتزاماتنا، ونعيش في عالم مختلف تماماً، ونرى سيناريوهات متعددة، ونرى أشخاص نعرفهم وآخرين لا نعرفهم، وأيضاً نتذوق الأشياء ونشعر بإحساس الحب والخوف ونشعر بحياة أخرى مستقلة تماماً ولا نتذكر في أحلامنا أننا أتينا من حياة مادية؟.

سؤال: -ماذا لو اكتشفنا أننا لا زلنا نحلم بشكل آخر وبُعد آخر وأن حياتنا ماهي إلا حلم طويل قد نستيقظ منه على عالم آخر وحقائق أخرى مختلفة تماما؟ أو أننا أخيلة وأشباح في ذهن كائن ما؟.ي تفق العلماء أننا نعيش 5% من الحقيقة والعالم المشاهد أو ما يمكن أن نشاهده وأن 95% حقائق غير مرئية، ولكننا نتصور أن هذا هو كل الموجود، إذاً ما دمنا نرى هذا الجزء البسيط من الحقيقة فقد تكون الحقيقة شيء آخر وعلينا ألا نعلب العلم والحياة في قوالب جاهزة ونحاول عبثاً أن نقيس كل شيء إلى تجاربنا وخبراتنا.

استمروا في القراءة فلدي أمر مهم يجب أن أقوله لكم، لقد تحدثتم عني أنا ورفاقي بما يحلو لكم وألفتم مؤلفات وكتب وأنشأتم برامج وتخصصات جامعية تنظرون علينا، واليوم آن لكم أن تسمعونا لنتحدث عن أنفسنا فاسمعونا رجاءً كما استمعنا لكم طويلاً. لقد حاولتم تشريح أدمغتنا فوجدتموها سليمة، وفحصتم الموصلات العصبية والتفاعلات الكيماوية في أجسامنا، وهرموناتنا وطريقة عملها وكل ذرة في أجسامنا، حتى أعيننا ولون شعرنا وتقاسيم وجوهنا وطولنا وعرضنا ووزننا بحثاً عن أي مؤشر اختلاف ذات دلالة علمية فارقة بيننا وبينكم فلم تجدوا، لكنكم لم تستسلموا وظليتم تكابرون وهكذا أنتم للأسف.

حاولتم أن تلعبوا على وتر العمليات العقلية العليا وأخضعتمونا لتجارب ومقاييس ذكاء فلم تحققوا مرادكم، لم تجدوا تشخيصاً ونتحداكم أن تقولوا أنكم تستطيعون تعميم برامجكم على أطفال التوحد كما تفعلون مع غيرهم، -هل تعلمون أن رئيس جمعية عباقرة العالم –مناهل ثابت، توحدية؟ من المؤكد أنكم تقرؤون مقالي هذا بواسطة جهاز إلكتروني ما –هل يمكن لهذا الجهاز أن يعمل لولم يوجد تيار كهربائي؟ وهل يمكن للثورة التكنولوجية أن تكون لولا ذلك التيار؟ هل تعلمون أن أديسون مكتشف التيار الكهربائي توحدياً رفضتموه في مدارسكم وتعيبون علينا أننا نكره الأحضان والقبل؟!.

لحظة أرجوكم: توقفوا عن ترديد ذلك الهراء الفارغ “التوحديون أذكياء جداً، عندهم مشاكل كثيرة لكنهم يبدعون ويتجاوزون توقعاتنا في مجالات معينة فقط” توقفوا أرجوكم لا تصادروا نجاحاتنا وتحجموها الأمر مختلف اسمعونا فقط وستعرفون:نحن عالم مختلف نفكر بطريقة مختلفة، ونتفاعل مع المعطيات بشكل مختلف، –لماذا؟ هذا تحدي لن تعرفوه ولن أبوح به.

تصفوننا بأننا مختلفون، وغير أسوياء، ومرضى، وتحاولون أن تحرثون في الماء للأسف. مشكلتنا معكم أنكم رغم عدم معرفتكم لأسباب التوحد وعدم قدرتكم بالتالي على اكتشاف طرق علاج قابلة للتعميم حسب زعمكم، إلا أنكم تريدون أن تخضعونا لمفاهيمكم للحياة والتفاعل وكيف يجب أن يكون.

لم تفهمونا ومع ذلك تضعون أساليب حياتكم ومعاييركم للسلوك والتفاعل كنموذج وتريدون أن تحاكمون حياتنا وأساليبنا في التفاعل ومعالجة المعلومات إلى ذلك النموذج الصنم وتقيسون الانحراف على مدى قربنا أو بُعدنا منه.

لماذا تضعونا في سجن تصوراتكم وأساليب تفاعلاتكم، وتخضعونا لمقاييس معلبة تبنون على ضوئها برامج هدفها القضاء على الاختلاف بيننا لنكون أقرب لما تعتقدونه النموذج الذي يجب أن نكون عليه، -لماذا لا توظفون اختلافنا في مصلحة الجميع؟ أنتم تستغلون كثرتكم مقابل قلتنا، وسيطرتكم على مصادر القوة والطاقة وسلطة اتخاذ القرار لفرض نموذجكم الذي تريدون إجبارنا عليه للأسف؟.

تخيلوا – ماذا لو تركتم مليون شخص فقط من التوحديين يعيشون بمفردهم في قطعة أرض من كوكبنا البائس؟ – ما يدريكم لو تحررنا من سجن تصوراتكم وقوالبكم الجاهزة ولم تتدخلوا في حياتنا أننا قد نغير شكل الكوكب؟ قد نستطيع إذا تركتمونا بمفردنا أن نعبر عن أنفسنا وقدراتنا، قد نستطيع التواصل مع الأطباق الطائرة ونطور لغة مشتركة بيننا وبين المخلوقات الفضائية في مجرات أخرى ونستفيد منها لمعالجة الاحتباس الحراري في كوكبنا.

قد نستطيع اكتشاف لقاح جديد نوزعه على البشرية مجاناً لمواجهة العنصرية. قد نثبت لكم بأن أمراض العصر كالسرطان والسكر والضغط مفتعلة وتقف ورائها مافيات عابرة للقارات من السياسيين وبارونات الأموال وتجار الأدوية والجماعات الشيطانية كما حدث مع كورونا وإنفلونزا الخنازير والجائحة الجديدة التي يعدون لها سيناريو مختلف لينفذوه بعد فترة من الزمن.

– ما يدريكم أن ما تصفونه بسلوكيات نمطية وتكرارية تحاولون قمعها كرفرفة اليدين –ما يدريكم أنها لغة تتضمن إشارات سرية بيننا وبين كائنات أخرى تجاوزنا معها الزمكان وننسق سوياً ونسافر عبر الزمن إلى أنتاركتيكا لنبحث سوياً تطوير سلاح دفاعي لكوكبنا يستطيع إبطال مفعول الأسلحة الذرية المجنونة التي تمتلكون منها ما يمكن أن يدمر الأرض ويقضي على كوكبنا عشرات المرات.

صورة لقارة أنتاركتيكا

ما يدريكم أننا حينما نغضب من تغيير أماكن الأشياء، فإننا قد وضعنا أشياء معينة بترتيب فيزيائي معين لتصدر موجات خاصة لمواجهة بعض النيازك والأجسام الفضائية التي قد تضر بالأرض ونحول اتجاهها إلى الثقوب السوداء بفضل الله ثم تلك الأطوال الموجية، نعم نحن نحرس الأرض ولكنكم لا تعلمون.

الحديث طويل وذو شجون، ولكن الخلاصة بأن أسلوب حياتنا وطريقة تعاملنا وكيفية معالجتنا للمعلومات والمعطيات عالم آخر يجب ألا تخسروه بوضعه رهين لتصوراتكم، وعليكم أن تستفيدوا من طاقة الاختلاف وأن تعترفوا بنا بدون مكابرة، وأن اختلافنا في ذلك ليس شرطاً أن نكون معاقين أو مرضى أو مضطربين وتذكروا واقعنا 5% فقط وأن من يزعم امتلاك الحقيقة كلها غبي ومحدود الفكر وضيق الأفق وقد يكون في حلم طويل.

ملاحظة: المقال ليس مسلمات علمية، بل مقال أدبي وخيال افتراضي قد لا يكون بالضرورة صحيحاً ولكن يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار فقد يكون الوجه الآخر للحقيقة.

هل كل ذوي الإعاقة متسولون ؟!

هل كل ذوي الإعاقة متسولون ؟!

خاص : دارس البعداني /

يتوجه عبد الله [ اسم مستعار ] كل يوم من الصباح الباكر إلى إحدى الجولات المكتظة بالناس في العاصمة صنعاء ليجمع المال من أصحاب السيارات وكل من يمر من هذه الجولة يقف إلى جانبه أخوه فهو كما يتحدث عبد الله مرافقه ودليله ولأن عبد الله من ذوي الإعاقة البصرية الكلية فإن الأخ الأصغر يدله على السيارات والمارة كي يطلب منهم المال يعمل عبد الله قرابة 12 ساعة يومياً في مهنة التسول برفقة أخيه الأصغر فهي كما يتحدث مصدر الرزق الوحيد له ولأفراد أسرته المكونة من 4 أفراد كلهم يعملون في نفس المهنة لكن عبد الله البالغ من العمر 28 عاماً يؤكد أنه أكثرهم جمعاً للمال وذلك كما يقول بسبب إعاقته التي ينظر إليها الناس برحمة وشفقة وكذلك لخبرته الطويلة حيث أنه بدأ التسول منذ أن كان طفلاً صغيراً عبد الله وأفراد أسرته هم مجموعة صغيرة تمارس التسول بدافع الحاجة ويتخذون الإعاقة وسيلةً سهلة لجمع المال ، فهذه الطريقة كما يؤكد عبد الله علمه إياها أبوه الذي كان يجبره يومياً على الخروج للتسول مستغلاً لإعاقته البصرية حتى أنه رفض تعليمه وإدخاله إلى مراكز التأهيل بحجة أنه كفيف ولن يستفيد منها شيء وأن هذا العمل هو الأفضل والأسهل.

تتزايد أعداد المتسولين يوماً بعد آخر وخاصة الأطفال فعدد المتسولين 7 آلاف طفل متسوّل في العاصمة، صنعاء، من إجمالي 30 ألف طفل متسول في اليمن، بحسب دراسة أصدرها، عام 2011،الدكتور محمد أحمد الزعبي والدكتورة نورية علي حمد في كلية الآداب بجامعة صنعاء، بعنوان: ظاهرة التسول وأثرها الاجتماعي والتربوي في اليمن/ دراسة تطبيقية، أمانة العاصمة نموذجا. لكن تحقيق استقصائي تم نشره في شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية أريج يؤكد أن الأرقام أكثر بكثير مما ذكر في الدراسة وحسب التحقيق فإن ما يزيد عن 14000 طفل دون سن الثامنة عشرة يمارسون التسول في العاصمة صنعاء.

هذه الأرقام والدراسات كانت قبل الحرب الدائرة رحاها منذ سبع سنوات أما الآن فقد تضاعفت الأرقام وزاد عدد المتسولين بشكل كبير. ولن نتحدث كثيراً في هذا التقرير عن التسول كظاهرة لكننا في صدد الحديث عن أسلوب تتخذه بعض الأسر والبشاكات العاملة في التسول وهي استغلال ذوي الإعاقة في التسول وأحياناً التمثيل بأن الشخص يعاني من إعاقة وهو غير معاق أصلاً وذلك لجني المال أكثر والحصول على استعطاف واستجداء الناس يقول الأستاذ محمد العرافي مدير دار رعاية الأحداث في تصريح للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة [ M C P D ]” تستغل بعض الأسر إعاقة أبناءها للذهاب بهم إلى أبواب المساجد والشوارع وتستخدم الإعاقة وسيلة سهلة للتسول وجمع المال ويضيف العرافي ” أن هناك الكثير من المتسولين الذين يتواجدون في الشوارع وبرفقتهم أطفال محنطين حسب قوله لا تستطيع الجزم بأنهم معاقين أو غير معاقين هم أحياء أم أموات فهناك الكثير ممن احترفوا مهنة التسول حتى أنهم يتظاهرون بأنهم ذوي إعاقة ويقوم بعضهم بعمل حركات واهتزازات وكأنهم يعانون من شحنات كهربائية زائدة في الدماغ.

الجدير ذكره أنه في وقت سابق تم افتتاح مشروع خاص بمكافحة التسول حيث أنه تم تخصيص دار لاحتجاز المتسولين وإعادة تأهيلهم في منطقة الحتارش في العاصمة صنعاء لكن الموضوع لم يدم طويلاً وسرعان ما تحول الدار إلى مأوى للأمراض النفسية والعصبية.

عبد الله يتحدث أنه تم احتجازه مرتين سابقتين من قبل مشروع مكافحة التسول وتم إطلاق صراحه قبل وصوله إلى الدار وذلك لأنه وبإيعاز من والده دفع مبلغ بسيط من المال ليتم كما قال إنزاله من الباص والقول له أنت كفيف ولا نريد حبسك. في المقابل فإن الكثير من ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم يتعرضون لمواقف محرجة بسبب النظرة القاصرة التي يعممها المجتمع على كل ذوي الإعاقة كما تصرح أم هدى [ أم لأحد الفتيات من ذوات الإعاقة الحركية ] وتقول ” دائماً ما يفاجئني بعض أفراد المجتمع ونحن في الحديقة أو في الأسواق ووسائل المواصلات بإعطاء بعض النقود إلى ابنتي رغم أنها تلبس الثياب الأنيقة وشكلها لا يوحي أبداً بأنها تحتاج إلى النقود. تضيف أم هدى ” لكن جلوس ابنتي على كرسيها المتحرك باعتقادهم يكفي لأن تكون مدعاة للرحمة والشفقة وهذا الأسلوب يضايقني جداً وحتى ابنتي التي تتأثر نفسيتها كثيراً وتبكي وتقول لي متسائلةً لماذا يعتقد المجتمع أن كل ذوي الإعاقة متسولين ويحتاجون الرحمة بينما هناك الناجحين والفاشلين من ذوي الإعاقة وغيرهم وهناك المتسولين من غير ذوي الإعاقة لماذا لا ينظر الناس إلى كل المجتمع بأنه متسول ، وترفض في أحياناً كثيرة الخروج إلى الشارع أو الحديقة خوفاً من تلك المواقف التي تصفها بالمحرجة والمزعجة.

لكن أم هدى تحمل مؤسسات ذوي الإعاقة المسؤولية الكبيرة في عدم القيام بواجباتها وإيجاد حلول مناسبة والضغط على صناع القرار من أجل إنهاء هذه المشكلة ، كما أنها تحمل وسائل الإعلام مسؤولية التوعية وتعريف المجتمع بضرورة التعامل مع ذوي الإعاقة كأشخاص عاديين منهم المتسول ومنهم الأكاديمي والأستاذ. وحين توجهنا إلى مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بأمانة العاصمة لسؤالهم عن الحلول لظاهرة التسول بشكل عام واستغلال ذوي الإعاقة في التسول بشكل خاص أجابنا الأستاذ حسن المسوري نائب مدير المكتب لقطاع التنمية بالقول ” إن ظاهرة التسول انتشرت بشكل كبير بسبب الظروف الحالية وأنها أصبحت تعجب الكثير كون دخلها أحياناً أكثر من دخل الموظف ومشكلة المتسولين أنهم لم يعودوا يرضون بالحلول المقدمة لهم ويضيف المسوري أن هناك مبنى لإعادة تأهيل المتسولين ويحتوي على تقسيمات للنساء وذوي الإعاقة والأطفال لكنه يحتاج إلى ترميمه ليكون جاهزاً لاستقبال هذه الحالات التي سيتم النظر في أوضاعها في ما بعد فالحالات التي تحتاج إلى علاج يتم تحويلها إلى وزارة الصحة وتلك التي تحتاج إلى تعليم تتحمل ذلك وزارة التربية والتعليم وهكذا. يؤكد المسوري على ضرورة تكاتف الجهود من أجل الحد من هذه الظاهرة ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل كما يقول يعمل جاهداً للحد من هذه الظاهرة حيث أنه قام بعمل لجنة متخصصة لعمل دراسة بحثية ميدانية وينتظر النتائج التي ستخرج بها هذه الدراسة.

يؤكد محامون على أن هناك “الكثير من الثغرات” تشوب بند التسول في قانون الجرائم والعقوبات. ويرون أن “هذه الثغرات تجعل من القانون ممرا يسهل التحايل عبره في تنفيذ العقوبة، ويجعل من التسول حرفة لا يعاقب عليها القانون، إلا بالعنوان فقط، لأن المحتوى مفرغ تماما”. الحكومة قامت بمحاولات “غير مجدية” بحسب التقرير الدوري الثالث المقدم من اليمن، حول مستوى تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل وحمايته للحد من ظاهرة تسول وتشرد الأطفال، تمثلت بإنشاء دور رعاية وإيواء وأيضا بإصدار المادة (203) الباب السابع (التسوّل) من قانون الجرائم والعقوبات لسنة 1994. وتنص هذه المادة على أن “يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر من اعتاد ممارسة التسوّل في أي مكان، إذا كان لديه أو في إمكانه الحصول على وسائل مشروعة للتعيش، وتكون العقوبة الحبس الذي لا يزيد على سنة إذا رافق الفعل التهديد أو ادعاء عاهة أو اصطحاب طفل صغير من غير فروعه، ويجوز للمحكمة بدلا من الحكم على المتسوّل بالعقوبة المقررة أن تأمر بتكليفه بعمل إلزامي مدة لا تزيد على سنة إذا كان قادرا على العمل، أو تأمر بإيداعه ملجأ أو دارا للعجزة أو مؤسسة خيرية معترفاً بها إذا كان عاجزا عن العمل (…)”. لكن هذا القانون لا يطبق على أرض الواقع بسبب ثغرات، تسهّل عملية التهرب من تنفيذ العقوبة، تتمثل في تفسير عبارات مطاطية واردة فيه.

ومن ذلك مثلا أن عبارة “من اعتاد ممارسة التسوّل” تعني أنه لا يجب تنفيذ العقوبة على المتسوّل إلا بعد القبض عليه (عدة مرات) في السنة، واصطحاب طفل صغير من غير فروعه” تدل على أن العقوبة لا تنفذ على من اصطحب طفله للتسول أو حفيده أو أي طفل من فروعه واستخدمه في التسول. وبين الثغرات القانونية الكثيرة والمواد المطاطية تظل ظاهرة التسول والاستغلال لذوي الإعاقة في هذه الحرفة أمراً مستمراً ولا حلول جذرية تلوح في الأفق.