المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

من داخل عقل توحدي.. هذا قد ما لا تعرفون.

من داخل عقل توحدي.. هذا قد ما لا تعرفون.

خاص : بقلم : إبراهيم محمد المنيفي.

ماذا لو اكتشفت مخلوقات أخرى بأننا مجرد كائنات في برنامج محاكاة؟ أو مجموعة أخيلة وأشباح في عقل كائن يجوب هذا الكون الفسيح، أو أننا مجرد شخصيات في حلم كائن ما ويمكن أن تكون أمريكا والقنبلة الذرية والاحتباس الحراري مجرد كوابيس في ليلة ثقيلة يعيشها ذلك الكائن؟! مثال: “كلنا نحلم في المنام ونشعر بأن أحلامنا حقيقة تامة وننسى حياتنا الحقيقية، وننسى أدوارنا والتزاماتنا، ونعيش في عالم مختلف تماماً، ونرى سيناريوهات متعددة، ونرى أشخاص نعرفهم وآخرين لا نعرفهم، وأيضاً نتذوق الأشياء ونشعر بإحساس الحب والخوف ونشعر بحياة أخرى مستقلة تماماً ولا نتذكر في أحلامنا أننا أتينا من حياة مادية؟.

سؤال: -ماذا لو اكتشفنا أننا لا زلنا نحلم بشكل آخر وبُعد آخر وأن حياتنا ماهي إلا حلم طويل قد نستيقظ منه على عالم آخر وحقائق أخرى مختلفة تماما؟ أو أننا أخيلة وأشباح في ذهن كائن ما؟.ي تفق العلماء أننا نعيش 5% من الحقيقة والعالم المشاهد أو ما يمكن أن نشاهده وأن 95% حقائق غير مرئية، ولكننا نتصور أن هذا هو كل الموجود، إذاً ما دمنا نرى هذا الجزء البسيط من الحقيقة فقد تكون الحقيقة شيء آخر وعلينا ألا نعلب العلم والحياة في قوالب جاهزة ونحاول عبثاً أن نقيس كل شيء إلى تجاربنا وخبراتنا.

استمروا في القراءة فلدي أمر مهم يجب أن أقوله لكم، لقد تحدثتم عني أنا ورفاقي بما يحلو لكم وألفتم مؤلفات وكتب وأنشأتم برامج وتخصصات جامعية تنظرون علينا، واليوم آن لكم أن تسمعونا لنتحدث عن أنفسنا فاسمعونا رجاءً كما استمعنا لكم طويلاً. لقد حاولتم تشريح أدمغتنا فوجدتموها سليمة، وفحصتم الموصلات العصبية والتفاعلات الكيماوية في أجسامنا، وهرموناتنا وطريقة عملها وكل ذرة في أجسامنا، حتى أعيننا ولون شعرنا وتقاسيم وجوهنا وطولنا وعرضنا ووزننا بحثاً عن أي مؤشر اختلاف ذات دلالة علمية فارقة بيننا وبينكم فلم تجدوا، لكنكم لم تستسلموا وظليتم تكابرون وهكذا أنتم للأسف.

حاولتم أن تلعبوا على وتر العمليات العقلية العليا وأخضعتمونا لتجارب ومقاييس ذكاء فلم تحققوا مرادكم، لم تجدوا تشخيصاً ونتحداكم أن تقولوا أنكم تستطيعون تعميم برامجكم على أطفال التوحد كما تفعلون مع غيرهم، -هل تعلمون أن رئيس جمعية عباقرة العالم –مناهل ثابت، توحدية؟ من المؤكد أنكم تقرؤون مقالي هذا بواسطة جهاز إلكتروني ما –هل يمكن لهذا الجهاز أن يعمل لولم يوجد تيار كهربائي؟ وهل يمكن للثورة التكنولوجية أن تكون لولا ذلك التيار؟ هل تعلمون أن أديسون مكتشف التيار الكهربائي توحدياً رفضتموه في مدارسكم وتعيبون علينا أننا نكره الأحضان والقبل؟!.

لحظة أرجوكم: توقفوا عن ترديد ذلك الهراء الفارغ “التوحديون أذكياء جداً، عندهم مشاكل كثيرة لكنهم يبدعون ويتجاوزون توقعاتنا في مجالات معينة فقط” توقفوا أرجوكم لا تصادروا نجاحاتنا وتحجموها الأمر مختلف اسمعونا فقط وستعرفون:نحن عالم مختلف نفكر بطريقة مختلفة، ونتفاعل مع المعطيات بشكل مختلف، –لماذا؟ هذا تحدي لن تعرفوه ولن أبوح به.

تصفوننا بأننا مختلفون، وغير أسوياء، ومرضى، وتحاولون أن تحرثون في الماء للأسف. مشكلتنا معكم أنكم رغم عدم معرفتكم لأسباب التوحد وعدم قدرتكم بالتالي على اكتشاف طرق علاج قابلة للتعميم حسب زعمكم، إلا أنكم تريدون أن تخضعونا لمفاهيمكم للحياة والتفاعل وكيف يجب أن يكون.

لم تفهمونا ومع ذلك تضعون أساليب حياتكم ومعاييركم للسلوك والتفاعل كنموذج وتريدون أن تحاكمون حياتنا وأساليبنا في التفاعل ومعالجة المعلومات إلى ذلك النموذج الصنم وتقيسون الانحراف على مدى قربنا أو بُعدنا منه.

لماذا تضعونا في سجن تصوراتكم وأساليب تفاعلاتكم، وتخضعونا لمقاييس معلبة تبنون على ضوئها برامج هدفها القضاء على الاختلاف بيننا لنكون أقرب لما تعتقدونه النموذج الذي يجب أن نكون عليه، -لماذا لا توظفون اختلافنا في مصلحة الجميع؟ أنتم تستغلون كثرتكم مقابل قلتنا، وسيطرتكم على مصادر القوة والطاقة وسلطة اتخاذ القرار لفرض نموذجكم الذي تريدون إجبارنا عليه للأسف؟.

تخيلوا – ماذا لو تركتم مليون شخص فقط من التوحديين يعيشون بمفردهم في قطعة أرض من كوكبنا البائس؟ – ما يدريكم لو تحررنا من سجن تصوراتكم وقوالبكم الجاهزة ولم تتدخلوا في حياتنا أننا قد نغير شكل الكوكب؟ قد نستطيع إذا تركتمونا بمفردنا أن نعبر عن أنفسنا وقدراتنا، قد نستطيع التواصل مع الأطباق الطائرة ونطور لغة مشتركة بيننا وبين المخلوقات الفضائية في مجرات أخرى ونستفيد منها لمعالجة الاحتباس الحراري في كوكبنا.

قد نستطيع اكتشاف لقاح جديد نوزعه على البشرية مجاناً لمواجهة العنصرية. قد نثبت لكم بأن أمراض العصر كالسرطان والسكر والضغط مفتعلة وتقف ورائها مافيات عابرة للقارات من السياسيين وبارونات الأموال وتجار الأدوية والجماعات الشيطانية كما حدث مع كورونا وإنفلونزا الخنازير والجائحة الجديدة التي يعدون لها سيناريو مختلف لينفذوه بعد فترة من الزمن.

– ما يدريكم أن ما تصفونه بسلوكيات نمطية وتكرارية تحاولون قمعها كرفرفة اليدين –ما يدريكم أنها لغة تتضمن إشارات سرية بيننا وبين كائنات أخرى تجاوزنا معها الزمكان وننسق سوياً ونسافر عبر الزمن إلى أنتاركتيكا لنبحث سوياً تطوير سلاح دفاعي لكوكبنا يستطيع إبطال مفعول الأسلحة الذرية المجنونة التي تمتلكون منها ما يمكن أن يدمر الأرض ويقضي على كوكبنا عشرات المرات.

صورة لقارة أنتاركتيكا

ما يدريكم أننا حينما نغضب من تغيير أماكن الأشياء، فإننا قد وضعنا أشياء معينة بترتيب فيزيائي معين لتصدر موجات خاصة لمواجهة بعض النيازك والأجسام الفضائية التي قد تضر بالأرض ونحول اتجاهها إلى الثقوب السوداء بفضل الله ثم تلك الأطوال الموجية، نعم نحن نحرس الأرض ولكنكم لا تعلمون.

الحديث طويل وذو شجون، ولكن الخلاصة بأن أسلوب حياتنا وطريقة تعاملنا وكيفية معالجتنا للمعلومات والمعطيات عالم آخر يجب ألا تخسروه بوضعه رهين لتصوراتكم، وعليكم أن تستفيدوا من طاقة الاختلاف وأن تعترفوا بنا بدون مكابرة، وأن اختلافنا في ذلك ليس شرطاً أن نكون معاقين أو مرضى أو مضطربين وتذكروا واقعنا 5% فقط وأن من يزعم امتلاك الحقيقة كلها غبي ومحدود الفكر وضيق الأفق وقد يكون في حلم طويل.

ملاحظة: المقال ليس مسلمات علمية، بل مقال أدبي وخيال افتراضي قد لا يكون بالضرورة صحيحاً ولكن يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار فقد يكون الوجه الآخر للحقيقة.

مشاهير مصابون بالتوحد

مشاهير مصابون بالتوحد

بالرغم من شهرتهم ونجوميتهم والثروة  التي يمتلكونها والعبقرية التي تمتع بها بعضهم، إلا أن بعض النجوم والمشاهير حول العالم عانوا من التوحد أو Autism، ولو بدرجات مختلفة من حيث الشدة.

وفي السطور التالية نستعرض معكم بعض تلك الأسماء:

تشارليز داروي ن(Charles Darwin): هو عالم تاريخ طبيعي وجيولوجى  بريطاني له فكر عظيم، اكتسب شهرة كبيرة كمؤسس لنظرية تطور البشر من خلال عملية انتقائية طبيعية في العالم، ويعتقد كثير من الأطباء والأطباء النفسيون الذين درسوا عادات وطبيعة داروين أنه يعاني من اضطراب التوحد، وفقًا لما جاء في موقع wordsiseek، أنه بسبب تركيزه المستمر على الاهتمام بالتفاصيل الأساسية أثناء رحلاته ومواجهته للصعوبات الكثيرة في إقامة تفاعلات اجتماعية طويلة الأمد وبالرغم من ذلك أصبح عالم شهير ولم يخجل من إعاقته.

ألبرت أينشتاين (Albert Einstein): يندرج العالم أينشتاين صاحب النظرية الشهيرة “النسبية” ضمن قائمة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التوحد وفقًا لما جاء في موقع livealittlelonger، والذى يعتقد أنه ليس أول شخص يعانى من متلازمة أسبرجر في عائلته، بل أن هناك الكثير من أفرادها عانوا من هذا الاضطراب.

وكانت تظهر عليه أعراض هذا الاضطراب من خلال صعوبات في التفاعل الاجتماعي، وقلة ذكائه أيام دراسته فكان يواجه صعوبة في تعلم الأشياء الجديدة التي من المفترض أن يتعلمها الأطفال العاديون بكل سهولة في هذا العمر، ومع ذلك كانت لديه دائمًا روح فكاهية واستطاع أن يصبح عالمًا شهيرًًً.

سوزان بويل (Susan Boyle): تعرضت للسخرية بسبب التوحد في البداية ولكنها أبهرت العالم بصوتها.

عانت من تشخيصها بأنها مصابة بتلف الدماغ في طفولتها والذي جعلها تشعر أنها وصمت بشيء لا تمتلكه، فكانت تقتنع أن لديها مشكلة ولكنها تستطيع التغلب عليها، لم تنكسر أو توقف حياتها بل استطاعت أن تكون واحدة من أفضل الأصوات في العالم بأسره وأذهلت العالم بصوتها بالرغم من تعرضها للسخرية بسبب مظهرها وشخصيتها التي كانت تبدو غريبة عليهم عند وقوفها على مسرح، “بريتين جات تالنت” لأول مرة وبمجرد أن غنت أبهرت الجميع بجمال صوتها.

نيكولا تيسلا (Nikola Tesla): المخترع الأمريكي الشهير ومهندس الكهرباء والمهندس الميكانيكي والفيزيائي، المعروف بمساهماته في تصميم نظام التيار الكهربائي المتناوب الحديث، كان بالتأكيد عالم العصر الحديث الذي كان يعتبر قريب من مستوى ذكاء أينشتاين. كان غريب الأطوار جدا وكان جيدا في الحفاظ على العلاقات مع الناس، إلا أنه كان غريبا في تفكيره فهو لم يدخل أبدًا غرفة كان عددها قابلًا للقسمة على ثلاثة، وأظهرت تفاصيل حياته اليومية الروتينية بعض العلامات البارزة على اضطراب التوحد.

الموسيقار النمساوي الشهير موزارت (Mozart): من أكثر المشاهير الذين تأكد إصابتهم بالتوحد من خلال دراسة الرسائل بينه وبين أفراد عائلته.

إسحاق نيوتن (Isaac Newton): أجمع المؤرخون على أن نيوتن الذي صاغ قوانين الحركة وقانون الجذب العام التي سيطرت على رؤية العلماء كان يعاني من صفات توحدية، فقد كان لا يستطيع التأقلم مع الناس، يتكلم قليلًا، عكر المزاج مع أصدقائه القليلين المقربين له، وكان لديه صعوبة في التواصل مع الآخرين.

وكان ينهمك في عمله حتى يكاد ينسى الأكل، وإذا ألقى محاضرة ولم يحضرها أحد من تلامذته كان يستكمل إلقاء المحاضرة والقاعة خاوية بدون حضور البتة.

توماس جفرسون (Thomas Jefferson):  مفكر سياسي شهير في العصر المبكر للجمهورية الأمريكية، كان أحد الآباء المؤسسون للولايات المتحدة والمؤلف الرئيسي لإعلان الاستقلال الأمريكي عام 1776، ثم أصبح الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية، لم يكن التوحد كتشخيص قد وجد لكن الخبراء يعتقدون أنه كان مصاب بطيف التوحد لبعض الصفات التي اتسمت بها شخصيته.

تشارلز ريختر (Charles Richter): كان عالم زلازل أمريكيًا اشتهر بعمله في قياس قوة الزلازل. مقياس ريختر المشهور عالميًا ، وهو القياس القياسي لمقدار الزلازل المستخدمة حول العالم حتى يومنا هذا. كشفت المقابلات التي أجريت مع أشخاص عرفوه أنه كان خجولًا ومنطوياً. بدا وكأنه يعيش حياة متناقضة. كان يجلس مع هاتف في حجره في انتظار اتصال شخص ما والإبلاغ عن وقوع زلزال. كان لديه توق للتواصل مع الناس حتى يتمكن من مشاركة ما يعرفه معهم ، لكنه لم يكن لديه المهارات الاجتماعية للقيام بذلك في المقابلات ، أجرى محادثات من جانب واحد كانت متحذلقًا وقاسية. أظهر ريختر العلامات الكلاسيكية لمتلازمة أسبرجر. توفي عام 1985 دون أن يتم تشخيص حالته رسمياً.

التوحديون في اليمن (فئة حاضرة واهتمام مفقود).

التوحديون في اليمن (فئة حاضرة واهتمام مفقود).

خاص : ابراهيم محمد المنيفي /

عتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثانية والستين المنعقدة عام 2007 القرار 139 الذي قضى باعتماد الثاني من نيسان إبريل يوماً عالمياً للتوعية باضطراب طيف التوحد ليحتفل به العالم من كل عام.

واليوم يسرنا في ال MCBD أن نستضيف الأستاذة – أحلام محمد الرياشي، المدير التنفيذي للمؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد.

يعرف المختصون الطفل التوحدي بأنه: ذلك الطفل الذي يعاني من اضطراب نماءي عصبي يظهر بشكل واضح بقصور في التواصل والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى سلوكيات وأنشطة تتصف بالمحدودية والنمطية والتكرار تظهر في السنوات الأولى من عمر الطفل وتؤثر على جوانب النمو المختلفة لدى الطفل والسؤال الذي يطرح نفسه في البداية

ما حجم انتشار اضطراب طيف التوحد بين الأطفال في اليمن؟

الحقيقة أنه لا توجد أي إحصائيات رسمية أو غير رسمية، لكننا نعتمد على إحصائيات تقريبية تعتمدها دول ومنظمات عالمية حيث يعتقد أنه من بين كل 160 طفل يوجد طفل توحدي على الأقل، وفي اليمن أعتقد أن النسبة ستكون أكثر بطبيعة الحال باعتبار اليمن واحدة من الدول النامية أو مما يسمى بدول العالم الثالث.

في ظل ما تشهده اليمن من أوضاع وأزمات ماهي أبرز التحديات التي يواجهها الأطفال ذوي اضطراب التوحد برأيك؟

للأسف الشديد أثرت الحرب على الجميع لكن التأثير كان أكثر على ذوي الإعاقة وعلى وجه الخصوص ذوي التوحد حيث توقف صندوق رعاية وتأهيل المعاقين عن مدنا بأي ميزانية منذ عام 2017 مما أثر على مجمل خدماتنا علاوة على ذلك فمعظم ذوي الإعاقة كما يعرف الجميع يأتون من أسر فقيرة ومعدمة لا تسطيع أن تشاركنا كمراكز ومؤسسات في التغلب على هذه المشكلة وهذا أدى إلى انقطاع الكثير من الأطفال عن الجلسات العلاجية والتدريبية مما عرضهم لانتكاسات كبيرة.

قبل التوقف هل كانت الميزانية التي يقدمها الصندوق كافية لكم باعتباركم أول مؤسسة في مجال تدريب وتأهيل ذوي اضطراب التوحد في اليمن ولا سيما إن طبيعة البرامج العلاجية والتدريبية تعتمد في الكثير على الجلسات الفردية مع كل طالب على حدة؟

كان صندوق رعاية وتأهيل المعاقين يحيل إلينا الأطفال ويتبنى 20% من إجمالي التكاليف، ولكن كان الدور الذي يقوم به الصندوق مهم وساعدنا بشكل كبير حيث كنا نستطيع جلب الأطفال من منازلهم بتوفير المواصلات وكان الأطفال التوحديون يتلقون الخدمة مجاناً بشكل كامل.

ما سبب التوقف برأيك هل مؤسستكم معتمدة؟

نعم المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد أنشأت في العام 2005 وأعتمدت في 2006 وهي المؤسسة الأولى في اليمن في مجال اهتمامها ولنا فروع في بعض المحافظات، لكن التوقف قد تكون له أسبابه فالحرب وارتفاع أسعار المشتقات النفطية وقلة الإيرادات قد تكون هي أبرز الأسباب، والتوقف لم نعاني منه وحدنا فقط بل هناك مراكز أخرى تعنى بذوي اضطراب التوحد أغلقت تماما

كيف تعملون في مثل هكذا وضع وكيف تقدمون خدماتكم للأطفال التوحديين؟

نحن نعمل بجهود دأوبة وأود عبر ال- MCBD أن أتوجه لبعض التجار والشركات والبيوت التجارية التي وقفت ولا تزال بجزيل الشكر والامتنان.

هل هناك مشاكل أخرى؟

نعم هناك مشاكل كثيرة لكن معظم المشاكل فرضتها الأوضاع القائمة فنحن الآن فقط نقدم الخدمات للأطفال التوحديين لكننا توقفنا عن تقديم الخدمات لفئة الشباب.

لماذا؟

لأن الشباب لا تقتصر الخدمات التي يجب تقديمها لهم على الجانب الأكاديمي بل هناك خدمات مهنية ورياضية وغيرها ليست لدينا الإمكانيات لتقديمها في الوقت الحالي.

كيف تقيم الأستاذة أحلام دور الحكومة ومنظمات المجتمع المدني تجاه ذوي اضطراب التوحد أفراد ومؤسسات؟

للأسف الدور الحكومي مفقود والدور الوحيد للحكومة كان عبر صندوق رعاية وتأهيل المعاقين ولكنه رفع يده عن الأطفال ذوي اضطراب التوحد، ودور المنظمات ضعيف جداً لا يكاد يذكر اللهم فقط ما قامت به بعض المنظمات من عمل للمساحات الآمنة بشكل محدود وحتى هذه للأسف توقفت بسبب جائحة كورونا العام الماضي.

ماذا عن التشخيص والعلاج للأطفال ذوي اضطراب التوحد هل توجد مقاييس مقننة محلياً وبرامج تراعي البيئة اليمنية للأطفال ذوي اضطراب التوحد؟

لا يوجد لكننا نستخدم آخر الإصدارات المعتمدة عالمياً في هذا المجال وأثبتت فاعلية كبيرة مع أبنائنا الأطفال.

بعد التدريب والتأهيل ماذا عن حق الأطفال ذوي اضطراب التوحد في التعليم؟

نعاني من مشاكل كبيرة عندما نريد دمج أبنائنا الأطفال ذوي اضطراب التوحد بعد تأهيلهم فالمجتمع لا يتقبلهم والمدارس إما غير مؤهلة للدمج أو ترفض الأطفال ذوي اضطراب التوحد بسبب الوعي القاصر والنظرة الخاطئة تجاه التوحد أو خوف المدارس من رفض أولياء الأمور لبقاء أبنائهم مع أطفال مختلفين عنهم.

تحدثتي عن رفض بعض المدارس تدريس الأطفال ذوي اضطراب التوحد فهل تخاطبتم مع وزارة التربية والتعليم؟

نعم: تخاطبنا مع وزارة التربية والتعليم ورفعنا مذكرة بهذا الخصوص للمعنيين لكننا لم نجد حلول فعلية تنتصف لأبنائنا الطلاب ذوي اضطراب التوحد.

التعليم حق من الحقوق المك فولة دستوراً وقانوناً وحسب المواثيق الدولية التي أقرتها اليمن وصادقت عليها وحرمان الأطفال ذوي اضطراب التوحد انتهاك يقودني لأسألك عن الانتهاكات التي تتعرض لها هذه الفئة ماذا عن رصدها وتوثيقها هل لكم دور في ذلك؟

نعم لقد كنت أعتقد كما يعتقد الكثير إن هذه الفئة خط أحمر ولا يمكن أن تتعرض للإعتداء من أي أحد لكننا تفاجأنا عندما قربنا من الأطفال أكثر بأن هناك أطفال من ذوي اضطراب التوحد يعانون من حالات نفسية بسبب ما تعرضوا له من اعتداء ومعاملة قاسية، بل وجدنا أطفال تعرضوا للاغتصاب من قبل أقرب الناس وممن يفترض عليهم حمايتهم كحارس في العمارة أو أحد المحارم من داخل الأسرة للأسف.

كيف تتعاملون مع هكذا حالات وكيف تتبنوها مع الجهات المختصة قانونياً؟

أولاً أود أن ألفت نظرك للحساسية الكبيرة التي تكتنف الأمر والتحفظ والتكتم الشديد من قبل الأسر على مواضيع الانتهاكات بشكل عام فالأسر التي تعرض أطفالها للانتهاكات وتبدأ تعرف بأننا بدأنا في التعرف على ما تعرض له ابنهم تبدأ بسحبه منا تدريجياً، وكل القضايا التي إطلعنا عليها رفضت الأسر التعامل معنا أو تم حلها عبر القضاء بين أولياء أمور الأطفال والجناة دون تدخل للمؤسسة أو أي جهة حقوقية.

أخيراً ماهي الرسائل التي تريدون التعبير عنها في اليوم العالمي للتوحد ولمن توجهونها؟

نتمنى أن يكون اليوم العالمي للتوحد فرصة لإذكاء الوعي بقضايا ذوي اضطراب التوحد فمشكلتنا بالدرجة الأولى ناجمة عن قلة الوعي سواءاً لدى معظم الأسر التي مازالت تخجل وتحاول إخفاء أطفالها ذوي اضطراب التوحد، أو لدى الجهات الحكومية والأهلية التي لم تدرك طبيعة الأدوار التي يجب أن تطلع بها تجاه هذه الشريحة المهمة من المجتمع، وبالمناسبة أتمنى من وسائل الإعلام المختلفة بذل المزيد من الجهود والاهتمام بشكل أكبر بنشر التوعية والتصورات الإيجابية عن هذه الفئة من المجتمع فهؤلاء الأطفال أبناء المجتمع كل المجتمع وجميعنا معنيون بهم.

في ختام هذه المقابلة باسمي وباسم الزملاء في المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCBD نعبر عن تهنئتنا الكبيرة للأطفال ذوي اضطراب التوحد ونتمنى لهم مزيد من الرعاية والاهتمام، كما نتقدم بجزيل الشكر للأستاذة – أحلام الرياشي، على المعلومات والطرح الذي تفضلت به أثناء المقابلة.