سؤال الناس اليوم فعلاً غريب شوية، بس لطيف –لو كان الأصم متزوج بصماء ومافيش أحد معهم في البيت كيف يسمعوا مثلاً طرقات الباب؟
الجواب: بفكرة جميلة وبسيطة جداً، فالبيوت التي يسكنها صم بمفردهم أو حتى مع آخرين يوضع على باب المنزل جرس بشكل بارز، لكن عند الضغط عليه لا يصدر صوتاً إنما يصدر ضوء، وهذه الفكرة يستعملها العديد من الصم وهم من طرحها لنا ومعنى هذا أن من يأتي لزيارتهم يعرف أنه سيضرب الجرس وأن أصحاب البيت سيرون الضوء ويبادرون بفتح الباب.
طرحت إحدى المتابعات علينا هذا السؤال –هل يستطيع الكفيف التنقل من شارع لآخر بمفرده؟ أو استخدام المواصلات والذهاب إلى المكان الي يشتيه بالضبط؟!
الجواب: نعام، يستطيع الكفيف التنقل من شارع لآخر ويروح للمكان الي يشتيه وبمفرده، بس كيف؟!
ركزوا يا غوالي، النظر حاسة واحدة من خمس حواس، وعشان المكفوفين فقدوا النظر بيفعلوا حواسهم الأخرى إلى أقصى ما يقدروا، بيرسموا خارطة ذهنية للشوارع والأماكن، بيتعالموها من خلال عدد الفتحات الي يشعروا بها أثناء مرورهم من خلال الهواء وارتداد الصوت، وكمان العلامات الأرضية واختلافها من شارع لآخر فبعضها ملساء، وبعضها خشنة، وبعضها محفرة، وبعضها معبدة وهكذا، بالإضافة لبعض العلامات الأخرى مثل: ورشة خشب، ورشة حدادة، سرويس سيارات، مطعم إلخ.
وبالنسبة للخطوط ووسائل المواصلات والوصول إلى الأماكن المطلوبة، المكفوفين يعرفوا الخطوط الرئيسية واتجاه حركة وسائل النقل فيها من خلال تعودهم اليومي عليها، وحين يركب الكفيف على الباص مثلاً يوصف للسائق بدقة نقطة معينة عشان يتوقف عندها أثناء مروره بجانبها على طريقه، بس به ملاحظة صغيرة ومهمة لكنها تعني للمكفوفين الكثير، حين ترى كفيف واقف على الخط الرئيسي –بادر واسأله إذا كان يريد يقطع، أو تساعده في توقيف باص، فقط ساعده بهذه الطريقة وما تحاول تحاسب عليه لأن ذلك يشعره بالإهانة وجرح مشاعره فهو يريد مساعدة في عبور الطريق أو توقيف الباص وليس صدقة.
هذه أول حلقة من سلسلة أسئلة الناس وهي سلسلة تجيب على الأسئلة التي تدور في بال الكثير من الناس حين يصادفون شخص من ذوي الإعاقة وعدم الإجابة عليها قد يجعلهم يحذرون أو يترددون في التعامل مع هذه الفئة ، قد تبدو للبعض عادية وبديهية لكنها تعني الكثير للبعض الآخر .
أسئلة الناس أسئلة تطرحونها أنتم ويجيب عنها ذوي الإعاقة لنكون جميعاً أكثر وعياً وقرباً منهم.
سؤال الناس اليوم: هل يحلم المكفوفون أثناء النوم؟ وكيف يحلمون؟! هل يرون في الحلم؟
ما رأيكم أنتم متابعينا الحبايب؟ توقعوا.. عادي جداً لو كتبتم في التعليقات كيف كنتم تتوقعوا الإجابة قبل أن تكملوا القراءة سنكون سعداء بقراءة تعليقاتكم:
الجواب: أيوه نعم، المكفوفين يحلموا أثناء النوم بس بطريقة مختلفة شوية، كيف؟!!!
يحلم الكفيف مثله مثل غيره، لكن بطريقة مختلفة حيث تكون أحلامه مزيج من المعلومات والتصورات والتخيلات مثل التي تجمعها حواسه عن الأشياء وقت استيقاظه، تقدروا تقولوا مثل الطفل الذي يتخيل أشكال وحوش وكائنات لم يراها.
أما الذي فقد حاسة البصر فيما بعد فهذا يرجع لعمره حين فقد بصره، وباختصار هذا يرى في حلمه صور وألوان محدودة تتلاشى مع الوقت إلى أن تصبح غير واضحة المعالم ثم يعتمد على الحواس الأخرى، فمثلما يكون في الواقع يكون حلمه ومعنى هذا أن من كان يرى من قبل يمكن أن يرى في الحلم أما من ولد كفيف فإنه يتخيل الأشياء كما هي مرسومة في دماغه أو التي استخدم حواسه الأخرى لاكتشافها مثل اللمس والشم والسمع.
سؤال من إحد أصدقاء صفحتنا بيقول: -عندنا في الحارة شخص أصم حينما نتكلم عنه نحس أنه بيسمعنا، للأمانة بنشك أنه مش أصم وبيسمعنا خصوصاً إذا تكلمنا عنه، كييييف أشتي أعرف؟!
الجواب: إن فقدان السمع على درجات وتختلف شدة الصمم من شخص إلى آخر، بس حتى الي ما يسمعوش خالص هم يعرفوا أيش بتتكلموا جنبهم بشكل كبير جداً، كيف!
في حاجة اسمها لغة الشفاةبيتدرب عليها الصم تدريبات خاصة بحيث يعرفوا أيش بتتكلم من حركة شفايفك، هذا بالإضافة للغة الجسد وملامح الوجه، وعشان هم ما بيسمعوش فهم بيكونوا مركزين قوي عليها وبيعرفوا أكثر الكلام الذي يدور حولهم.
باقي حاجة، بعض الصم يعرفوا يتكلموا رغم أنهم ما بيسمعوش أبداً، لكن –كيف اكتسبوا اللغة؟!
بالنسبة لهؤلاء الموضوع بسيط ومعروف، هؤلاء لم يفقدوا السمع منذ الولادة، إنما فقدوه بعد سن الخامسة لسبب أو لآخر وقد تكونت عندهم لغة ومفردات كثيرة لذلك فهم يتكلموا وما يسمعوا.
