خاص /
في حين يعد العمل التطوعي شريان حياة للمجتمعات وجزء مهم من رقيها وتقدمها لما للتطوع من ثمرات وآثار إيجابية فهناك ثمة معوقات وعقبات تقف أمام استمراره وتطوره ربما بسبب عدم وضع الاعتبارات لهذا العمل وحصر زواياه وتضييق مجالاتهاضافة إلى مفهوم المجتمع السلبي تجاه التطوع.
وهنا سنتناول واقع العمل التطوعي في اليمن ومدى استفادة الأشخاص ذوي الإعاقة منه وكيف يمكن تطويره.
ماهي الأعمال التطوعية الموجهة لذوي الإعاقة؟
هناك الكثير من الأعمال التطوعية التي يمكن للأفراد أو الجماعات التطوعية القيام بها تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة ومنها:الترجمة للصم:
وذلك من خلال فهم لغة الإشارة والترجمة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في المواقف التي يحتاجون فيها لمن يفهم لغة الإشارة حتى ينجزون أعمالهم ومهامهم.مساعدة ذوي الإعاقة الحركية: من خلال رفع كراسيهم المتحركة عند بعض الحواجز والأرصفة، أو في البيئات الأسوأ حينما تكون المكاتب الخدمية في أدوار علوية ولا يوجد ممرات خاصة بالكراسي المتحركة أو سلالم كهربائية.
مساعدة المكفوفين: وذلك من خلال مساعدتهم في عبور الشوارع الرئيسية.تسجيل المقررات الدراسية صوتياً خصوصاً في المعاهد والجامعات بسبب عدم توفرها بطريقة برايل غالباً.الكتابة للمكفوفين في قاعات الامتحانات: وذلك من خلال الاستماع لإجابات الطالب الكفيف وكتابتها بسبب عدم اعتماد طريقة برايل للمكفوفين في الجامعات والمعاهد ومدارس الدمج العامة.فضلاً عن مرافقة المكفوفين وخصوصاً النساء في رحلات التسوق.
واقع التطوع في اليمن وذوي الإعاقة.
ترى –بثينة الأمير (وهي عضوة في بعض المبادرات التطوعية) إن العمل التطوعي في اليمن مازال بكراً وفي مراحله الأولى وأنه لا يزال يفتقد للكثير من الأساسيات وعوامل البقاء والاستمرار على حد قولها.وتشير –بثينة، إلى توقف الكثير من المبادرات بسبب عدم وضوح الرؤية واقتصارها على أهداف قصيرة المدى أو انشغال أصحابها.ولعل أحد أسباب تعثر المبادرات التطوعية أو توقفها المفهوم الخاطئ للتطوع، يقول –وضاح نشطان (رئيس مبادرة صحوة كفيف التطوعية) لل-MCPD: “إن مفهوم التطوع في اليمن مغلوط في الغالب، ففي حين نجد في مختلف دول العالم أن للمتطوع حقوق وحوافز مادية ومعنوية تضمن استمراره فإن المتطوع في اليمن لا يجد مثل هذه الحوافز، وجل ما يتمناه العاملون في الميدان التطوعي ألا يضطروا للتضحية والخسارة من أموالهم الخاصة”
ويشير –وضاح، إلى النظرة الخاطئة للعاملين في ميادين الأعمال والمبادرات التطوعية إذ يرى البعض بأن تلك الأعمال استغلال لحاجات الناس وظروفهم وخصوصاً في حال القيام بالتصوير والتوثيق للداعمين.ولا تنتهي المشاكل التي تواجه العمل التطوعي عند هذا، فقد تحدث مهتمون لل-MCPD عن الصعوبات والروتينات المستحدثة التي تقف عقبة أمام مثل هكذا أعمال مثل التضييق على الأعمال التطوعية ومطالبة بعض الفرق التطوعية باستخراج تصاريح من جهات حكومية معينة، وغيرها من الصعوبات.
كيف يمكن تطوير العمل التطوعي الموجه لذوي الإعاقة؟.
تسببت الحرب الدائرة في توقف الكثير من الخدمات أو الحد منها فتنامت حاجة ذوي الإعاقة كبقية شرائح المجتمع إلى العمل التطوعي والجهد المجتمعي، غير أنه لابد للعمل التطوعي أن يتطور باستمرار ليواكب الحاجات المختلفة لذوي الإعاقة وحتى يُضمن استمراره وديمومته، وفي هذا الإطار تؤكد –دنيا العبسي (الأمين العام للمركز الثقافي للمكفوفين بجامعة صنعاء) على أهمية تقديم الحوافز والمبالغ الرمزية والهدايا للمتطوعين وتدريبهم في بعض المجالات وتقديم كلما من شأنه أن يعود عليهم بالنفع جزاء عملهم التطوعي وبما يشعرهم بروح الانتماء للمكان أو الفئة التي يتطوعون معها ولأجلها.
ويعتبر –محمد السامعي (شاب متطوع) (الإنسانية) هي كلمة السر لنجاح العمل التطوعي واستمراره بحيث يُغلب الطابع الإنساني بالدرجة الأولى فلا يتم استغلال المتطوع دون حقوق أو مزايا، ولا يعتبر المتطوع ما يقوم به مهنة أو مصدر للرزق والتكسب.ورغم ما قد يكتنف العمل التطوعي من عثرات وأخطاء إلا أن الأعمال التطوعية الموجهة لذوي الإعاقة من قبل الأفراد أو المؤسسات قد ساعدت بشكل ملحوظ على ردم الفجوة الكبيرة الذي خلفها غياب الدولة عن ذوي الإعاقة أو ضعف خدماتها، وإن ليس بشكل كامل إلا أن أثره كبير.