الوسم: الحرب
خاص : سحر علوان /
في تقرير سابق للMCPD بعنوان : ( قصف ونهب وحريق لمراكز ذوي الإعاقة) تحدث مسؤولون عن تضرر مراكزومؤسسات ذوي الإعاقة جراء الحرب بشكل مباشر،وفي هذا التقريرسنتناول الأضرار غير المباشرة التي تعرضت لها هذه المؤسساتتقول منال الأشول رئيس جمعية السعيدة للفتيات الصم لل:MCPD إن أنشطة المركز المتعدده توقفت، على الرغم من كونه أول مركز رياضي للفتيات الصم في اليمن, وكان يضم أول فريق رياضي نسوي لكرة الطائرة، وكذلك نشاطات يومية رياضية متعدده و يرعى برنامج تأهيل الطلبة الصم للدراسة في الجامعات والمعاهد، بالإضافة للنزول الميداني للأرياف وتأهيل الصم من الكبار في المناطق الريفية، وأنشطة المركز التي تعددت بين معامل الكمبيوتر ومركز الأشغال اليدوية، وبحسب منال الأشول جميعها توقفت بسبب الحرب.
أما عن نشاط المؤسسة اليمنية للتربية الخاصة والتوحد بصنعاء والتي تعد الأولى في مجالها بحسب أحلام الرياشي المدير التنفيذي للمؤسسة فقد توقفت الأنشطة لأسباب أهمها الحرب وارتفاع أسعار المشتقات النفطية وقلة الإيرادات.وتقول أحلام : (كما أننا لم نعاني وحدنا فهناك مراكز أخرى تعنى بذوي اضطراب التوحد في أماكن أخرى أغلقت تماماً)
وتضيف أحلام للأسف الشديد أثرت الحرب على الجميع لكن التأثير كان أكثر على ذوي الإعاقة وعلى وجه الخصوص ذوي التوحد حيث توقف صندوق رعاية وتأهيل المعاقين عن مدنا بأي ميزانية منذ عام 2017 مما أثر على مجمل خدماتنا علاوة على ذلك فمعظم ذوي الإعاقة من الأسر المعدمه التي ليس بوسعها دفع الرسوم.
وهذا بدوره أدى إلى انقطاع الكثير من الأطفال عن الجلسات العلاجية والتدريبية مما عرضهم لانتكاسات كبيرة ، ومع الأوضاع الراهنه توقفنا عن تقديم الخدمات لفئة الشباب كون الخدمات لفئة الشباب لا تقتصر على الجانب الاكاديمي بل هناك خدمات مهنية ورياضية وغيرها وليس لدينا الإمكانيات كالسابق لتوفيرها).
عن الدور الحكومي ودور المنظمات الإنسانية في تبني الوضع للمؤسسات ومراكز ذوي الإعاقة تقول أحلام : للأسف الدور الحكومي مفقود والدور الوحيد للحكومة كان عبر صندوق رعاية وتأهيل المعاقين ولكنه رفع يده عن الاطفال ذوي اضطراب التوحد، أما عن دور المنظمات ضعيف جداُ لا يكاد يذكر اللهم فقط ما قامت به بعض المنظمات من عمل للمسامحات الآمنة بشكل محدود وحتى هذه للأسف توقفت بسبب جائحة كورونا العام الماضي.
إلا أنه وبحسب حسن عردوم المسؤول الإعلامي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين أن الصندوق يدعم نشاطات المؤسسات والمراكز مكتملة الوثائق والشروط والمده الزمنية، فيما تستبعد موازنة الصندوق المراكز حديثة الإنشاء وغير مكتملة الوثائق.
من جهته يرى عثمان الصلوي رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين في تصريحات سابقة له لموقع DW الألمانية) :أن هناك الكثير من الصعوبات والمشاكل التي تواجه ذوي الاعاقة، أهمها توقف عمل مراكز الرعاية المتخصصة بالتدريب والتأهيل، الذي ألقى بضلاله على توقف الخدمات الطبية والعلاجية للمعاقين، فهناك أكثر من 350 مركزاً ومنظمة ومعهد خاص توقف في اليمن بعد نشوب الحرب وانقطاع الموارد.
وبين حديث الجمعيات عن توقف النفقات والأنشطة وتعرقل المعاقين وتأكيد صندوق المعاقين على أنه مستمر بدفع النفقات، يظل الأشخاص ذوي الإعاقة هم الضحية
فيما يجري.
خاص : سحر علوان /
شهدت اليمن منذ بدايات الحرب إنهيار كبير في البنى التحتية وتهُدم الكثير من المباني ومنازل المواطنين وكذلك هي حال الكثير من المصانع والشركات والمراكز والمدارس والمستشفيات التي طالتها آثار القصف والقذائف وعملت على إلحاق الأضرار فيها وتوقف بعضها عن العمل، وبحسب تصريحات سابقة لعثمان الصلوي رئيس الإتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين لل_ MCPD فإن 90 مركز ومؤسسة للأشخاص ذوي الإعاقة قد تأثرت من الحرب بأشكال متعدده منها ما تعرض لقصف الطيران وأدى لإنهيار المباني كلياً أو جزئياً، أو تعرضت للإغلاق.كما تعرضت بعض مراكز ومؤسسات ذوي الإعاقة للقصف بالقذائف أو السطو عليها بالنهب والسرقة وسلب المحتويات.
كيف تضررت مراكز ذوي الإعاقة بالحرب؟
تعرضت الكثير من المراكز للأضرار في الحرب منها مركز النور لرعاية وتأهيل المكفوفين بصنعاء الذي تعرض لقصف طيران في الخامس من يناير سنة 2016.وكذلك هي جمعية الأمان لرعاية الكفيفات بصنعاء التي تأثرت من القصف المتكرر لكون مقر الجمعية يقرب من معسكر الصيانة وكذلك مصنع العاقل للبفك الذي تم استهدافهما أكثر من مره من قبل الطيران, وهذا ما أدى لنقل سكن طالبات الجمعية إلى محافظة إب.
وفي عدن يقول صالح النادري رئيس الإتحاد الوطني للمعاقين “أن العديد من المراكز والجمعيات الخاصة بذوي الإعاقة تعرضت للأضرار من الحرب منها جمعية المعاقين حركياً، وكذلك مركز المعاقين حركياً وأيضاً جمعية المكفوفين، بالإضافة لجمعية الفجر الجديد للإعاقة الذهنية بالمعلا”.ويضيف النادري أن هذه المراكز مغلقة حالياُ لأعمال الترميم.
من جهتها قالت منال الأشول رئيس جمعية السعيدة لرعاية وتأهيل الفتيات الصم بتعز للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة ” في مايو من سنة2015 كان مقر جمعية السعيدة قريب من القصر الجمهوري في تعز وبسبب كثافة القذائف على المنطقة لم نتمكن من إفراغ محتويات المقر، حيث تعرض المقر بدايةً لحريق بسبب القذائف وتسبب الحريق في تلف الوثائق والملفات، بعد فترة تعرض المقر للنهب وكان يحتوي على أجهزة جديدة وباهضة الثمن بالإضافة لكل الوثائق”
وتضيف منال” وحتى منزلنا تعرض للنهب فاضطررنا للنزوح منذ أكثر من خمس سنوات”.تعقب منال الأشول: ” المنطقة ما زالت حتى الآن منطقة إشتباكات ويصعب متابعة المكان ولم نتمكن حتى الآن من فتح مقر جديد كوننا بدون أي دعم”.
حصلت كل تلك الإنتهاكات لمراكز ومؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة على الرغم من ان الإتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة تنص في الماده ( 11) على ” تتعهد الدول الأطراف وفقاً لمسؤليتها الواردة في القانون بما فيها القانون الإنساني الدولي وكذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان بإتخاذ كافة التدابير الممكنة لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يوجدون في حالات تتسم بالخطورة بما في ذلك حالات النزاع والطوارئ الإنسانية والكوارث الطبيعية”.
أضرار ملموسة وتعويضات مفقودة
عن التعويضات من الجهات الرسمية أو من المنظمات الإنسانية تقول منال الأشول :”لم يصلنا أي دعم رفعنا تقارير بالأضرار لعدة جهات رسمية ومنظمات مجتمع مدني وللأسف لا يوجد أي دعم سوى التعاون مع جهات محلية”.من جهته أكد صالح النادري ألا تجاوب حتى الآن بشأن التعويضات سواء من جهات حكومية أو منظمات مجتمع مدني.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير نشر نهاية 2019 بعنوان (مستبعدون حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وسط النزاع المسلح في اليمن) أن مالا يقل عن اربعة ملايين ونصف من ذوي الإعاقة لا يحصلون إلا على دعم شحيح وأضاف التقرير أنهم قد تحملوا سنوات من النزاع المسلح بل وكانوا من اكثر الفئات تعرضاً للإقصاء في غمار تلك الأزمة.
خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة (MCBD)
ضاعفت الحرب التي ما تزال مشتعلة في اليمن من معاناة أمهات المعاقين اللاتي يشكون من عدم حصولهن على ابسط الحقوق المكفولة لهن ولأبنائهن بموجب القوانين اليمنية ، ورغم ذلك فإن أمهات الأشخاص الذين تعرضوا لمختلف أنواع الإعاقات، مازلن يكافحن، وما يزال لديهن الحافز والدافع للعطاء والاطلاع والتعرف على الإعاقات بأشكالها، والطرق المثلى في التعامل معها ، بل أن بعضهن قد تعدى دورهن من داخل محيط الأسرة لينتقل إلى المجتمع بشكل عام ، لأنهن كما تحدثن لـ” المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة “،يشعرن بالمسؤولية الاجتماعية التي جعلت منهن فاعلات ومؤثرات فيه، وقد أصبح بعضهن منخرطات في الجمعيات والنقابات والمراكز المعنية بشؤون ذوي الإعاقة، بهدف إعادة تأهيل أبنائهن المعاقين، وتعليمهم خطوات ممارسة الحياة بصورة طبيعية تسهل لهم الاندماج مع الآخرين، وتجعلهم متقبلين لواقعهم والتكيف معه، إضافة إلى تقديم يد العون من إرشادات ونصائح ونقل تجاربهن إلى غيرهن للتخفيف من وطأة صدمة تقبل وجود معاق في البيت.
صراع من أجل التقبُل
أشواق أحمد ،أم لثلاثة أطفال معاقين تعيش معهم في العاصمة صنعاء ،حينما وضعت أشواق طفلتها الثانية “إيمان”،لم تكن تدري،أنها مصابة بإعاقة ذهنية وبطء في التعلم, وحينما وضعت طفلها الثالث”عمر” تفاجأت أنه يحمل نفس إعاقة شقيقته الأولى.لم يستدل الأطباء على إعاقات الطفلين في بداية الأمر،إذ أن الطفل”عمر”كان يمر بحقل من التجارب لتشخيصه، وكان جواب الأطباء إن “عمر” مصاب بمرض غير وراثي، حيث أن شقيقتهم الكبرى سارة تعاني من نفس الحالة، فتأكد الأطباء بأن المرض وراثي مائة بالمائة.
تحكي أشواق لـ “المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة “،كيف تصارع الزمن من أجل بقاء أطفالها المعاقين على قيد الحياة،فبدلاً من مكوثها لسنوات في منزلها دون مهنة تفيها المتطلبات المالية لها ولعائلتها،أصبحت في زمن الحرب تعمل كـُمدرسة في جمعية خاصة معنية بذوي الإعاقة في صنعاء.
“تعلمت التعامل مع إعاقات أولادي المختلفة والذين غيروا من حياتي وجعلوا مني أما وفردا فعّالا في المجتمع. فقد اكتسبت خبرة من قراءة الكتب ومتابعة كل الندوات الخاصة بإعاقتهم، أرشدتني لطرق التعامل مع أولادي وكيفية إظهارهم واختلاطهم بالمجتمع، ما جعلني بعد ذلك متطوعة في العمل الخيري، فأصبحت ألقي محاضرات لأولياء أمور المعاقين عن كيفية تقبل الصدمة والتعامل معها. والعمل في مراكز لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمهم وتدريبهم على خوض الحياة دون خوف أو انعزال”.
وتضيف أشواق في حديثها لـ”المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة”،”اكتسبت هذه الخبرة الذاتية من إعاقة أطفالي الثلاثة عندما دخلت طفلتي الروضة “.
تحدٍ للمعاناة
وفي قصة أخرى مشابهة، لسامية حمود التي كانت تعمل خياطة ،تحكي قصتها مع نجلها يوسف عبدالوهاب،وطريقة تجاوزها مشكلات الحرب في وطنها ،قائلة لـ” المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة” “اكتشفت إعاقة ابني الذهنية بعد ولادته بأربعة أشهر عندما ارتفعت حرارته، وفاجأتني الطبيبة التي قامت بفحصه بأنه مولود «ناقص أوكسجين» الأمر الذي سبب له إعاقة ذهنية ، حينها نصحتني بالتوجه إلى الطب التطوري لمتابعة طريقة علاجه، ومن هنا بدأت دائرة البحث مع الطب التطوري للتخفيف من حالته”.
وتؤكد سامية على مدى احتضانها لابنها على مدار 7 سنوات السابقة من متابعة حالته مع الأطباء والبحث عن المدارس المتخصصة، وقد زادت معاناتها خلال زمن الحرب الحالية،بسبب ارتفاع أجور المواصلات الناتجة عن الأزمات المستمرة لإنعدام البترول .
تشير سامية إلى تحسن ملحوظ في حالة نجلها من خلال تنويرها بالقراءة حول الإعاقات المختلفة والبحث عن كيفية التعامل معها بالشكل السليم، وطريقة دمج هذه الفئة مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة في المجتمع.
خلال ترددها على إحدى الجمعيات الخاصة المعنية بذوي الإعاقة في صنعاء لإعادة تأهيل نجلها ،كانت سامية تلامس معاناة أقرانها من الأمهات اللواتي يبحثن عن حلول تساعد أبنائهن المعاقين لتجاوز صعوبات العيش بشكل طبيعي في زمن الحرب.
عرضت سامية على إدارة الجمعية التي يستفيد من خدماتها نجلها ذي الإعاقة ،بأن تتطوع للعمل فيها،وهو الأمر الذي تحقق بعد أن أمضت عامين كاملين للعمل بشكل طوعي، وهو ذات الأمر الذي شجع إدارة الجمعية لتوقيع عقد عمل رسمي معها.
تقول سامية “فخورة بما ننجزه في جمعيتنا التي تخدم أهم شريحة في المجتمع”،وتمضي سامية القول”خصصت جمعيتنا برامج تدريب صيفية وربيعية ميدانية لمساعدة ذي الإعاقة في الاعتماد على نفسه ولتعليمه كيفية التعامل مع الناس بالاحتكاك بهم بشكل عملي”
كان تحسن وتطور يوسف المعاق نجل سامية، دافعاً للأخيرة مواصلة جهودها لخدمة ذوي الإعاقة.القائمات على إدارة مراكز وجمعيات المعاقين ذهنياً من جانبهن،يرجعن معظم المشاكل والعراقيل التي تواجههن إلى الحرب التي ماتزال تدور رحاها في اليمن.
وتقول أحلام السروري مديرة مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بأمانة العاصمة،أن «الحرب سبب في انحصار وتقلص مايقدمة المركز من خدمات تعليمية متمثلة في قسم التدخل المبكر والمدرسة من حيث نقص المستلزمات والأدوات والوسائل التعليمية التي تناسب شريحة المعاق ذهنيا وكذلك مايختص بقسم الأشغال اليدوية والمهنية بحيث لم يعد باستطاعة المركز تقديم الخدمات المطلوبة وكذلك الخدمات الترفيهية والرحلات وإقامة الاحتفالات السنوية».
تحرص إدارة مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بأمانة العاصمة،أن تستمر العملية التعليمية للمعاقين ذهنياً،بحسب حديث السروي لـ”المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة”خصوصا والمركز جمعية خيرية يدعمها صندوق رعاية وتأهيل المعاقين فقط وليس لها أي دخل من أي جهة أخرى».
وعن ذات المشكلة تشير نجاة سلام الإدارية في الإدارة التعليمية ، والمختصة في التربية الخاصة والتنظيم والتدريب في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، بأن الصندوق قبل الحرب، كان يقدم الكثير من الخدمات الصحية المتمثلة في صرف الأدوية والعمليات وشفط سوائل وتركيب الأجهزة التعويضية والخدمات التعليمية كدعم مؤسسي ودعم فردي لرسوم الدراسة للطالب المستفيد من الصندوق.
وتقول سلام لـ”المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة”،«بعد الحرب،والحصار تقلصت كل الخدمات بحسب شُح الإمكانيات المتاحة للصندوق».