سلسلة نطل فيها ونتعرف على بعض الشخصيات اليمنية الفاعلة في مجال الإعاقة ونعيش معهم تفاصيل حياتهم العملية في رمضان ، كما سنتعرف على معلومات أكثر عنهم وعن تنظيمهم لوقتهم وتغلبهم على الصعاب.
شخصيتنا لليوم. هدية الحياة للكفيفات.. كفيفة البصر، نافذة البصيرة ..صباح علي حريش- رئيس جمعية الأمان للكفيفات.
- بكالوريوس علم نفس- جامعة صنعاء –كلية الآداب
- متزوجة ولديها ثلاث بنات
التحقت بجمعية الأمان وكانت من مؤسسيها ثم عملت معلمةً هناك ومن ثم أميناً عاماً للجمعية. وبعد وفاة الأستاذة فاطمة العاقل تحملت ضيفتنا منصب رئيس الجمعية حتى الآن. كانت صباح مبصرة إلى عمر السابعة عشرة، بعدها فقدت بصرها وهي في الصف الثالث الثانوي لكن هذا لم يوقفها عن مواصلة طريقها إذ أكملت دراستها بتشجيع من والديها .
تخدم صباح حريش الكفيفات بروح معنوية عالية ومتفانية، حيث تقول” بحكم أنني كفيفة البصر فأنا أستطيع الشعور جيداً بما تحتاجه الكفيفات، ونحاول في الجمعية بكل السبل توفير تلك الاحتياجات، والعمل في مجال ذوي الإعاقة جميل وممتع لأنك ستشعر بنتيجته في عيونهم ودعواتهم وابتسامتهم الصادقة.
تحب صباح عملها في الجمعية وترى في تفاصيله متعة كبيرة ولحظات رفع معنويات الأشخاص ذوي الإعاقة إحساس رائع. في رمضان، تذهب صباح إلى عملها كل يوم قبل الظهر ،حيث أنها تقضي أغلب الوقت في الجمعية تتفقد سير الأعمال وتتواصل مع بناتها الكفيفات تسأل عن أحوالهن وأوضاعهن العملية والأسرية ، كما أنها تتلمس معاناتهن ومشاكلهن محاولةً حلها بكل الطرق.
تعود إلى منزلها عصراً وينتظرها هناك زوجها الذي يشاركها الإعاقة ، وبناتها الثلاث ثم تبدأ مرحلة أخرى من العمل وهي مرحلة إعداد الفطور.
تؤكد صباح أنها تحاول أن تنظم وقتها ولا تنسى أنها إلى جانب عملها الكثير أن لديها مسؤولية الزوج والأطفال ويجب عليها الالتزام بأداء هذه المسؤولية.
تتشارك مع بناتها في إعداد الفطور ، زوجها أيضاً يساعدها كثيراً ويلبي احتياجات المنزل بكل حب وتفاني.بعد تناول طعام العشاء تقضي وقتها في الجلوس مع الأسرة وتبادل الحديث والتواصل من أجل العمل وإنجاز بقية المهام.
صباح جعلت من نفسها صباحاً وضاء لكل من حولها أشرق قلبها فكان أملاً مشرقاً لحياة كل الكفيفات.