خاص /
تداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي، صورا لطالبتين يمنيتين من ذوات الإعاقة الجسدية، أثناء حفل تخرجهما من الجامعة الوطنية، بمدينة تعز، أمس الثلاثاء، باحتفاء واسع وتفاعل كبير.وظهرت رحمة السبئي مبتورة الذراعين، قسم علوم القرآن، وزميلتها مرفت الأنصاري، مبتورة القدم، قسم علوم إدارية، وهما مطوقتان بالفل تحتفلان مع الأهل والزملاء وتتبادلان التهاني بمناسبة التفوق والتخرج ، وسط أجواء لافتة من الفرح والابتهاج.
وفي تصريح لـMCPD تقدمت رحمة السبئي بالشكر الجزيل للمتفاعلين على منصات التواصل الاجتماعي، مطالبة للمجتمع بالاهتمام بقضايا الإعاقة بعيدا عن النظرة العاطفية غير المبررة.وأشارت السبئي إلى أهمية التركيز على قدرات ذوي الإعاقة لا على الإعاقة نفسها، داعية إلى العمل على تهيئة الظروف المناسبة لضمان استقلالية المعاقين وتحقيق تكافؤ الفرص مساواة ببقية فئات المجتمع.
وبشأن تساقط دمعاتها أثناء الاحتفال، أوضحت رحمة السبئي لـMCPD أن ذلك لم يكن بسبب عدم قدرتها على الإمساك بالورود كما ذكرت بعض التناولات على مواقع التواصل ووسائل الإعلام، بل كانت دموع الفرح، مؤكدة أن لكل مجتهد نصيب.وذكرت في حديثها معنا أنها كانت تستخدم قدميها للكتابة عوضا عن يديها، وأن الأحلام والطموح لا يمكن لأي إعاقة أن تمنع تحقيقهما متى ما توفرت الإرادة.
رحمة السبئي، التي ولدت مبتورة الذراعين في قرية المسراخ، إحدى قرى مديرية جبل صبر، محافظة تعز، وانتقلت إلى المدينة للتحصيل العلمي، وفي رسالة عبر المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة، MCPD عبرت عن أمنيتها بالحصول على عمل لائق ومناسب في أقرب وقت، مشيرة إلى أن هذا هو التفاعل الحقيقي المنشود من المجتمع.
وتعليقا على الحدث، قال معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة، في تغريدة على حسابه في تويتر، رصدها MCPD إنه وجه المختصين في وزارته باستيعاب الخريجتين، وظيفياً ضمن تخصصهما “ادارة الاعمال” بنظام التعاقد ابتداء من الشهر القادم الى حين توفير درجتين وظيفيتين.من جانبه، طالب سليم السبئي، (وهو شقيق رحمة) بتنفيذ قرار التوظيف مشددا على ضرورة ألا يتم استثناء الطالبة رحمة السبئي من القرار كونها تخصص علوم قرآن وليست إدارة أعمال كما تم تداوله في وسائل التواصل الإجتماعي.
صلاح الدين المصنف، مدير الجامعة الوطنية بتعز، من جهته، صرح لـ MCPD بأن الطالبتان واجهتا مشقات عديدة أثناء الدراسة، ووقوف الجامعة إلى جانبهما، لافتا إلى ضرورة تفاعل المجتمع وإتاحة الفرصة للأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير الإمكانيات اللازمة بشكل أكبر.وكشف المصنف بأن الجامعة ستقيم غدا الخميس حفل تكريم خاص للطالبتين، رحمة السبئي ومرفت الأنصاري، بحضور شخصيات رسمية وشعبية .
وبالرغم من التفاعل المجتمعي اللافت في اليمن مع بعض قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة إلا أن مستوى الوعي لم يصل إلى المستوى المأمول، فإضافة إلى الظروف التعليمية والبيئية غير المهيئة، ما يزال الكثيرون ينظرون إلى المعاقين بنظرة قاصرة غير مدركين أن المعاقين مواطنين عاديين مثل غيرهم، لديهم القدرات للاندماج في المجتمع وتحقيق ما يحققه الآخرون.