قارئ المقال
|
بأقسى عبارات الرفض والاستهجان ندين في المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة ما تعرض له الناشط الشاب – علي أحمد التبعي، من ذوي الإعاقة الحركية، صباح يوم أمس بحي النهضة بصنعاء من سلوك ينم عن الغطرسة والاستقواء على ذوي الإعاقة والاستهتار بحياتهم. حيث أن علي كان قد تعرض لإعاقة حركية شديدة بسبب حادث مروري تعرض له على دراجته النارية قبل عدة سنوات لاذ مرتكب الحادث بعده بالفرار تاركاً علي مضرجاً بدمائه على الرصيف. ولم يستسلم علي للواقع الجديد الذي لم يدر في خلده يوماً فمضى يشق طريقه بهمة واقتدار وتحمل للمسؤولية.
ورغم شهادته الجامعية ومهاراته المتعددة إلا أنه اضطر للعمل سائق أجرة على سيارة خاصة بعد تجهيزها لتكون مناسبة للقيادة بما يتلاءم مع طبيعة إعاقته، ويوم أمس تمام الساعة الحادية عشر صباحاً تعرض لحادث من قبل أحد المتهورين الذي كان هو المخطئ بحسب علي. يروي لنا علي التبعي ماهو أسوأ من الحادث ذاته فيقول: “صحيح أن سيارتي تعرضت للحادث من الخلف ما يعني أن الطرف الآخر هو المخطئ بحسب القواعد والأعراف المرورية، وقد حضر خمسة أشخاص أثناء الحادث وشهدوا على خطأ الطرف الآخر، لكن ما حز في نفسي هو الطرف الآخر الذي نزل من سيارته مستعداً للتسوية إلا أنه بعد رؤيته لإعاقتي وأنني لا أستطيع النزول من السيارة ركب سيارته ولاذ بالفرار ما جعلني أتذكر بمرارة الحادث الذي تسبب لي بإعاقة قبل عدة سنوات ولاذ مرتكبه بالفرار.”
ورغم أن الحوادث المرورية قد تحدث هنا وهناك بغض النظر عن المخطئ إلا أننا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة نعبر عن استنكارنا الكبير للاستهتار والتصرف غير المسؤول الذي قام به مرتكب الحادث تجاه علي التبعي، لا لشيء إلا لأنه من ذوي الإعاقة. وندعو إدارة المرور بأمانة العاصمة ومرور المنطقة الغربية التي قُيد لديها البلاغ بسرعة ضبط الجاني وإخضاعه لأقصى العقوبات القانونية مع أخذ الاستهتار بذوي الإعاقة بعين الاعتبار، وخصوصاً أن الإدارة المختصة بحسب علي التبعي قد تعرفت على هوية الجاني ومعلومات مفصلة عنه.
وفي الوقت الذي نرفع أصواتنا كذوي إعاقة لإدانة هذا السلوك الهمجي والمطالبة بمحاسبة الجاني فإننا نطالب من جديد بتضمين قانون المرور اليمني رقم 46 لسنة 1991 حقوق وآداب مرورية كاللوحات والمواقف الخاصة بذوي الإعاقة، ومراعاة حملة العصا البيضاء من المكفوفين، والمعاقين حركياً على الكراسي المتحركة في الطرقات، ومضاعفة العقوبة لمن ينتهك حقوق ذوي الإعاقة أو يمارس تصرفاً مرورياً على خلفية عنصرية تستهتر بحياة ذوي الإعاقة أو تعرضهم للخطر.