المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

ذوي الإعاقة المزدوجة.. ضياع بين التبرير والتجاهل.

ذوي الإعاقة المزدوجة.. ضياع بين التبرير والتجاهل.

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

“ما الذي أفعله لابني الكفيف الذي يعاني من التوحد وجميع الجهات تتنصل عنه وترمي الحمل على غيرها؟” هكذا يتساءل محمد البريهي، والد لفتاة معاقة بمتلازمة داون والطفل شعيب الذي يعاني من إعاقة مزدوجة بصرية وتوحد.

حيرة محمد وتساؤله هي زفرة وجع وأنين مكتوم للكثير من أولياء أمور ذوي الإعاقة المزدوجة الذين يشكون الإهمال لأطفالهم من الجهات المعنية في البلاد، وخصوصاً أن الأطفال ذوي الإعاقة المزدوجة يحتاجون لبرامج تدريب وتأهيل بمبالغ تفوق قدرات أولياء الأمور بكثير.

والأطفال ذوي الإعاقة المزدوجة هم الذين لديهم إعاقتين في نفس الوقت، وتتعدد صور الإعاقات المزدوجة فهناك من توجد لديهم إعاقات حركية وعقلية أو ذهنية، وهناك من يواجهون صعوبات إعاقات حسية “بصرية أو سمعية” مع الإعاقة العقلية أو الحركية والفئة الأخيرة بحسب المختصين هي الأشد معاناة والأقل اهتماماً حيث أن الإعاقة الحسية سواءً كانت بصرية أو سمعية تحول دون اكتساب الكثير من المعلومات والمعارف الأساسية وتؤثر في مدى ونوعية العلاقات الاجتماعية للأطفال، ولن يستطيع الأطفال بسهولة تعويض كلما يفتقدون من معلومات ومعارف وخبرات لصعوبة حركتهم أو لقدراتهم العقلية مما يخلق لديهم تحديات إضافية تختلف عن أقرانهم من مختلف شرائح المعاقين.

حينما ترفض المعاق كل المراكز أين يذهب؟.

تبدأ مشكلات ذوي الإعاقات المزدوجة بسوء التشخيص ولا تنتهي بتنصل الكثير من الجهات عن خدمتهم وتركهم عرضة للإهمال، يقول محمد البريهي للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “لقد ألحقت أبنائي بأحد المراكز الخاصة بالتوحد والإعاقات المزدوجة وتحسنوا بشكل ملحوظ، وكنت أدفع شهرياً مبالغ باهظة تزيد عن 250 ألف عن الطفلين لكنني لم أستطع الاستمرار بدفع تلك المبالغ الكبيرة، فلجأت إلى المركز الثاني التابع لصندوق المعاقين وهناك تم تشخيص درجة التوحد عند شعيب بأنه خفيف ونصحوني أن أتوجه به إلى مركز النور للمكفوفين كونه المكان الأنسب وأن برنامج المركز الثاني لا يتناسب وقدرات شعيب بل قد يتسبب بتدهورها”

وفي مركز النور للمكفوفين رفضت لجنة القبول والتسجيل قبول الطفل شعيب رغم أنه يعاني من حالة توحد خفيفة وبإمكانه أن يتعلم بحسب والده والمركز الثاني للعلاج الطبيعي التابع لصندوق المعاقين، توجهنا لحسن إسماعيل، مدير مركز النور للمكفوفين، فأفاد بأن الطفل المذكور بالإضافة لبُعد مكان سكنه وصعوبة جلبه بالباصات كزملائه فإنه يعاني من اضطراب توحد بدرجة متوسطة وعلمياً وعملياً لا يستطيع الالتحاق بالفصول العادية الموجودة في مركز النور، وبالتالي لا يستطيع الإقامة في السكن الداخلي لعدم وجود خبراء متخصصين بالإعاقات الذهنية.

تحققنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة من درجة التوحد عند شعيب – هل هي خفيفة ويمكنه الالتحاق بمركز النور للمكفوفين؟ أم هي متوسطة ويجب أن يتلقى خدمات التدريب والتأهيل في المركز الثاني أو أي جهة أخرى، وتوجهنا إلى طرف ثالث هو مركز “سن رايز للتوحد” وهو مركز كان الطفل شعيب قد التحق به وأثنى والده على المركز وقال إن ابنه تحسن فيه فأفادت مدير المركز الدكتورة مريم الآنسي، بأن الطفل شعيب بالفعل لديه توحد بدرجة متوسطة وأوصت أن يستمر بتلقي التدريب والتأهيل إلى جانب برنامج تعليمي مكيف.

وبين تشخيص هذا وذاك يستمر محمد بالبحث عن جهة تقدم الرعاية والتدريب والتأهيل لابنه الذي يقول أنه توقف عن تعليمه وتدريبه وأنه يقبع في البيت مطالباً الجهات المختصة بتحمل مسؤوليتها تجاه ذوي الإعاقة المزدوجة. من جهتها تقول الدكتورة منى الغشم، مدير مركز أمان للتدريب والتأهيل المجتمعي، أن هناك ضعف كبير وملحوظ في الواقع والرؤية المستقبلية لذوي الإعاقة المزدوجة خصوصاً البصرية الذهنية”، وتشير إلى ضعف الدعم المالي، وقصور في مهارات العاملين، وقلة المتخصصين والاستشاريين في الإعاقة المزدوجة، والقصور الشديد في المقاييس المحلية، وضعف استخدام البرنامج الوظيفي والعلاج السلوكي لعدم وجود الأجهزة والمواد الخاصة بكل خدمة.

من ناحية أخرى تتحدث أمة الغفور الجومري، أخصائية تربية خاصة ومدير مركز نور الأمل، عن المدخلات الأكاديمية الضعيفة جداً حسب وصفها عن الإعاقات المزدوجة في كليات وأقسام التربية الخاصة فضلاً عن التخصصات الإنسانية الأخرى، وتقول الجومري أنما وجدته في الميدان يختلف تماماً عما تلقته في الجامعة عن هذه الفئة خصوصاً.

وحيدون في الميدان.

في الوقت الذي يتعرض له ذوو الإعاقة المزدوجة وأهاليهم من معاناة وصعوبات مضاعفة يتشبثون بإرادة الحياة ويمضون بمفردهم دون سند يعتمدون على أنفسهم ويحققون بعض الإنجازات، تداول نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع صورة للشاب محمد السباك، كفيف ومعاق حركياً، وهو على ظهر والده لابساً بدلة التخرج من الصف الثالث الثانوي عام 2018.

تعرض محمد لحادث شل حركته ترك على إثره مقاعد الدراسة ست سنوات، وفي عام 2014 عاد للتعليم في مركز النور للمكفوفين الذي هيئ له المواصلات والظروف المناسبة حسب محمد، لكنه اضطر لدراسة المرحلة الثانوية بنظام المنازل لصعوبة المواصلات وعدم تهيئة البيئة في مدارس الدمج، يقول محمد للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “من المفترض أن ألتحق هذا العام بالجامعة لكن إذا كان المكفوفون يعانون صعوبات كثيرة فكيف بكفيف ومعاق حركياً في نفس الوقت، فمنزلي بعيد عن الجامعة ولا تتوفر لي وسيلة مواصلات وظروف أخرى كثيرة فرضتها علي الإعاقة المزدوجة” ويردف: “لكني أخطط وأعمل على تحقيق أمنيتي بأن أواصل التعليم الجامعي من السنة القادمة”

نداءات جادة.

عبر حسن إسماعيل عن أسفه الشديد لحرمان فئة مهمة من أبسط حقوقها في الرعاية والتأهيل المناسب والمتخصص، وناشد عبر المركز الإعلامي لذوي الإعاقة كل من يهمه الأمر أن يلتفتوا بشكل حقيقي ومسؤول لذوي الإعاقة المزدوجة، وأضاف: “نحن نخطط في مركز النور للمكفوفين أن نستوعب ذوي الإعاقة البصرية الذين توجد لديهم إعاقات أخرى لجانب البصرية، ولكن هذا يتطلب فصول خاصة ومتخصصين مؤهلين ونفقات تشغيلية في الوقت الذي نعاني حالياً من شحة الإمكانيات.

وأكدت الدكتورة منى الغشم على ضرورة التبني الرسمي لكافة الخدمات المقدمة للمعاقين وألا يُترك الحمل على مؤسسات المجتمع المدني وحدها حسب تعبيرها، وأضافت: “احتياجات المعاقين أكبر من قدرات منظمات المجتمع المدني، ولن يستمر تقديمها إلا بتبني رسمي لها، فمهما بلغت إمكانيات تلك المنظمات فلن تصل إلى إمكانيات الدولة”.

فيديو لشعيب البريهي

غضب واسع لذوي الإعاقة ينتهي بإحضار صادم سيارة التبعي للشرطة وتغريمه.

غضب واسع لذوي الإعاقة ينتهي بإحضار صادم سيارة التبعي للشرطة وتغريمه.

خاص /

بعد تعقب ومتابعة تعرفت شرطة المرور بأمانة العاصمة والمنطقة الغربية على هوية صادم سيارة الشاب علي التبعي من الخلف والذي لاذ بالفرار بعد أن تعرف على إعاقة علي وأنه غير قادر على النزول من سيارته رغم استعداد الجاني للتسوية في البداية، ما دفع المركز الإعلامي لذوي الإعاقة يوم أمس لإصدار بيان شديد اللهجة ندد فيه بما أسماه استهتار بحياة ذوي الإعاقة، مستنكراً هروب الجاني بعد تعرفه على طبيعة إعاقة علي رغم استعداده قبل ذلك للتسوية واصفاً ذلك السلوك بالهمجي والمتغطرس والاستقواء على ذوي الإعاقة.

وفي صباح اليوم الأربعاء تم إحضار الجاني وسيارته إلى قسم الحميري، والإصلاح بين الطرفين بعد إلزام الجاني بالاعتذار لعلي التبعي، وإصلاح ما لحق بالسيارة من ضرر، وفيما يخص المخالفة المرورية وفراره بعد الحادث فقد تم إحالة الجاني للجهات المختصة للتعامل معه وفقاً للقانون.من جهته عبر التبعي عن شكره لإدارة المرور، والتضامن الكبير من ذوي الإعاقة وغيرهم على وساءل التواصل الاجتماعي.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعاً من ذوي الإعاقة ومناصريهم بعد نشر الناشط الشاب علي التبعي لتفاصيل الحادث على صفحته، وإصدار المركز الإعلامي لذوي الإعاقة للبيان الذي دعا إدارة المرور بأمانة العاصمة ومرور المنطقة الغربية التي قُيد لديها البلاغ بسرعة ضبط الجاني وإخضاعه لأقصى العقوبات القانونية مع أخذ الاستهتار بذوي الإعاقة بعين الاعتبار، وخصوصاً أن الإدارة المختصة بحسب علي التبعي قد تعرفت على هوية الجاني ومعلومات مفصلة عنه. وتابع بيان المركز: ” في الوقت الذي نرفع أصواتنا كذوي إعاقة لإدانة هذا السلوك الهمجي والمطالبة بمحاسبة الجاني فإننا نطالب من جديد بتضمين قانون المرور اليمني رقم 46 لسنة 1991 حقوق وآداب مرورية كاللوحات والمواقف الخاصة بذوي الإعاقة، ومراعاة حملة العصا البيضاء من المكفوفين والمعاقين حركياً على الكراسي المتحركة في الطرقات، ومضاعفة العقوبة لمن ينتهك حقوق ذوي الإعاقة أو يمارس تصرفاً مرورياً على خلفية عنصرية تستهتر بحياة ذوي الإعاقة أو تعرضهم للخطر . “

أسوأ من حادث مروري بكثير.

أسوأ من حادث مروري بكثير.

بأقسى عبارات الرفض والاستهجان ندين في المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة ما تعرض له الناشط الشاب – علي أحمد التبعي، من ذوي الإعاقة الحركية، صباح يوم أمس بحي النهضة بصنعاء من سلوك ينم عن الغطرسة والاستقواء على ذوي الإعاقة والاستهتار بحياتهم. حيث أن علي كان قد تعرض لإعاقة حركية شديدة بسبب حادث مروري تعرض له على دراجته النارية قبل عدة سنوات لاذ مرتكب الحادث بعده بالفرار تاركاً علي مضرجاً بدمائه على الرصيف. ولم يستسلم علي للواقع الجديد الذي لم يدر في خلده يوماً فمضى يشق طريقه بهمة واقتدار وتحمل للمسؤولية.

ورغم شهادته الجامعية ومهاراته المتعددة إلا أنه اضطر للعمل سائق أجرة على سيارة خاصة بعد تجهيزها لتكون مناسبة للقيادة بما يتلاءم مع طبيعة إعاقته، ويوم أمس تمام الساعة الحادية عشر صباحاً تعرض لحادث من قبل أحد المتهورين الذي كان هو المخطئ بحسب علي. يروي لنا علي التبعي ماهو أسوأ من الحادث ذاته فيقول: “صحيح أن سيارتي تعرضت للحادث من الخلف ما يعني أن الطرف الآخر هو المخطئ بحسب القواعد والأعراف المرورية، وقد حضر خمسة أشخاص أثناء الحادث وشهدوا على خطأ الطرف الآخر، لكن ما حز في نفسي هو الطرف الآخر الذي نزل من سيارته مستعداً للتسوية إلا أنه بعد رؤيته لإعاقتي وأنني لا أستطيع النزول من السيارة ركب سيارته ولاذ بالفرار ما جعلني أتذكر بمرارة الحادث الذي تسبب لي بإعاقة قبل عدة سنوات ولاذ مرتكبه بالفرار.”

ورغم أن الحوادث المرورية قد تحدث هنا وهناك بغض النظر عن المخطئ إلا أننا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة نعبر عن استنكارنا الكبير للاستهتار والتصرف غير المسؤول الذي قام به مرتكب الحادث تجاه علي التبعي، لا لشيء إلا لأنه من ذوي الإعاقة. وندعو إدارة المرور بأمانة العاصمة ومرور المنطقة الغربية التي قُيد لديها البلاغ بسرعة ضبط الجاني وإخضاعه لأقصى العقوبات القانونية مع أخذ الاستهتار بذوي الإعاقة بعين الاعتبار، وخصوصاً أن الإدارة المختصة بحسب علي التبعي قد تعرفت على هوية الجاني ومعلومات مفصلة عنه.

وفي الوقت الذي نرفع أصواتنا كذوي إعاقة لإدانة هذا السلوك الهمجي والمطالبة بمحاسبة الجاني فإننا نطالب من جديد بتضمين قانون المرور اليمني رقم 46 لسنة 1991 حقوق وآداب مرورية كاللوحات والمواقف الخاصة بذوي الإعاقة، ومراعاة حملة العصا البيضاء من المكفوفين، والمعاقين حركياً على الكراسي المتحركة في الطرقات، ومضاعفة العقوبة لمن ينتهك حقوق ذوي الإعاقة أو يمارس تصرفاً مرورياً على خلفية عنصرية تستهتر بحياة ذوي الإعاقة أو تعرضهم للخطر.

صورة علي التبعي

زواج ذوي الاعاقة.. حق أهدرته التقاليد الاجتماعية

زواج ذوي الاعاقة..  حق أهدرته التقاليد الاجتماعية

خاص / مياده العواضي

واجه حسين سعيد، الذي يعاني من أعاقة حركية، رفضا كبيراً من أسرته عندما أخبرهم أنه يريد الزواج من بنت الجيران التي لا تعاني من أي إعاقة.

يقول حسين: “لقد رفض أهلي زواجي من فتاة ليست من ذوات الإعاقة، وللأسف للآن لم أستطع الزواج، فلم أجد الفتاة المناسبة لي، ولا أعتقد أنني أختلف عن غيري من الناس، ولكن أهلي لم يشجعوني ولم يساندوني”.

في بعض الحالات يجد المعاق نفسه محبطاً من أهله الذين يرددون أنه لا وجود لزوجة تقبل بإعاقته، وبهذا لا يخرج الأهل عن دائرة تفكير المجتمع، والذي لا تزال نظرته قاصرة إزاء زواج المعاقين.

هل يحق للمجتمع أن يرفض زواج ذوي الإعاقة بأشخاص لا يعانون من الإعاقة أو العكس؟ وهل العادات والتقاليد الرافضة للفكرة هي المتحكم في مصير كثيرين من ذوي الإعاقة؟

في هذا التقرير يسرد لكم موقع MCPD قصص نجاح لأزواج اختاروا أن يكملوا حياتهم مع أشخاص من ذوي الإعاقة لمعرفتهم الأكيدة أن الزواج حق لكل شخص.

أُصيبت قارية محمد العمري، من محافظة الضالع جنوب اليمن، بلغم أرضي العام 2004 حينما كانت ترعى الأغنام، حيث فقدت رجلها اليمنى لتصبح مختلفة عن بقية الفتيات في القرية، فلم يعد بإمكانها الذهاب إلى المدرسة.

تقول قارية: “مررت بعد الحاث، الذي عصف بأحلامي في متابعة الدراسة، بحالة إحباط نفسي ليقوم والداي بعدها بنقلي إلى صنعاء، لأتابع حياتي هناك في (جمعية الناجين من الألغام)”. وجدت قارية “نصفها الأخر” على حد تعبيرها في صنعاء بعد مرور وقت من خلال دخولها الجمعية، حيث أعجبت بها زميلتها واختارتها زوجةً لأخيها. وعن زوجها تقول قارية: “زوجي يساندني ويدعمني بشكل كبير في كثير من مجالات الحياة  ومنها عملي كمتدربة للعبة كره السلة”.

قضـية منسـية رغم أهميتها.

تؤكد الدكتورة عهود الظاهري، أخصائية اجتماعية، على أن قضية زواج ذوي الإعاقة تم تهميشيها بشكل كامل إعلامياً واجتماعياً، ولم يتم تسليط الضوء عليها رغم أهميتها كون ذوي الإعاقة يمثلون ما لا يقل عن 15% من نسبة السكان حسب الأمم المتحدة والاتحاد الوطني للمعاقين، وعليه فهناك حاجة لتغيير النظرة السائدة والمفاهيم الخاطئة التي تخص قدرتهم على الزواج وتكوين أسر قادرة ومعتمدة على نفسها كما يقول ذوو الإعاقة.

زواج وتفاهم رغم الصعاب

يؤكد زوج قارية، جميل محمد “وهو غير معاق” أن نظرة المجتمع إليه وإلى زواجه لا تعني له شيء ولا يعبأ بها، فهو من سيعيش معها، رغم اقتناعه أيضا أنها لا تختلف عن أي زوجه فهي تقوم بواجباتها وتربية أولادهما على أكمل وجه، بحسب جميل. ويضيف جميل: “هي إنسانه مثابرة وأنا أحب أن أراها ناجحة في مجال عملها، لذلك أنا دائماً ما أدعمها وأشجعها”.

ومن جهة أخرى تحدثنا في المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة إلى نساء ارتبطن بعلاقات زواج مع أشخاص من ذوي الإعاقة ورصدنا تجاربهن بكل موضوعية،التقينا أسماء الآنسي، ،امرأة غير معاقة، وعبد السلام العصار، ،من ذوي الإعاقة السمعية، اللذان جمعهما زواج منذ 14 عاماً ساده الاحترام والتفاهم بينهما. تقول أسماء: “إن البدايات في أي زواج تكون صعبة ولا بد من حدوث مشاكل خاصة أن زوجي فاقد لحاسة السمع، ولكن مع مرور الوقت أصبحنا أكثر تفاهماً وانسجاماً”.

تصف أسماء زوجها عبد السلام بالإنسان المتفاهم والقادر على تجاوز الصعاب في حياته وهي ترى أن الزواج من ذوي الإعاقة ليس فيه ما يُعيب بل على العكس تماماً فدائماً ما يكون هناك إرادة وتحدي لبلوغ الهدف من قبل ذوي الإعاقة”

تضيف أسماء لـMCPD: “لم أفكر في رفض زوجي لمجرد أنه أصم ،لأنني أؤمن أن الإعاقة في الجسد ليست مشكلة، بل المشكلة في تفكير البعض ومستوى وعيهم، والتفاهم بيننا كبير ولا يخلو بيت من الصعوبات والحياه الاقتصادية صعبة هذه الأيام”عند سؤالي لأسماء عن طريقة التفاهم بينها وبين زوجها كونه أصم؟!، أجابت: ” في بداية الزواج كنت أجد صعوبة في التفاهم معه ولكننا مع مرور الوقت وجدنا طريقة للتفاهم ولم تعد تواجهنا أي عوائق في التواصل”.

من جهته يشيد عبد السلام، بتعاون أسماء ومساندتها له فيقول: “زوجتي تتعامل معي بشكل طبيعي جداً واذا كانت هناك بعض الأمور لم أفهمها تقوم زوجتي بشرحها وتوضيحها حيث أعتمد  في التواصل مع الأشخاص على قراءة الشفاه، وتقوم هي بترجمة كلامي للأشخاص الآخرين باستخدام لغة الإشارة وتساعدني  في إيصال المعلومات لي خاصة إذا كنا في السوق او مكان عام”.

صورة عبد السلام العصار

حقوق وتشريعات

المجتمع بحاجة رفع الوعي بأن ذوي الاعاقة كغيرهم يريدون أن تكون لهم حياة زوجية ملؤها الاستقرار والمودة طالما هم قادرين على تلبية متطلبات الحياة، وهذا ما نصت عليه الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة المادة 23 التي نادت باحترام البيت والأسرة وحقهم بالزواج وتأسيس عائله.

ويرى كثيرون أنه من الصعب أن يتقبل أي رجل الارتباط بفتاة ذات إعاقة، فالرجل بحاجة إلى من تخدمه وتخدم أسرته وتلبي متطلباته الزوجية والأسرية، يرد بشير سليم ،متزوج بفتاة من ذوات الإعاقة، على هذه النظرة القاصرة بقوله: ” أنا أفتخر بزوجتي كثيراً، وزواجنا مستقر ونعيش كزوجين عاديين يمران بكل ما يمر به الأزواج من مشاكل وصعاب ونتجاوزها بفضل تعاوننا وتفاهمنا”.

يرى سليم أن نظرة المجتمع تغيرت قليلا من زواج ذوي الإعاقة بأشخاص من غير ذوي الإعاقة فهو لا يصادف منذ زواجه بزوجته -وهي من ذوات الإعاقة -أي تهكم أو عتب على هذا الزواج.

صورة بشير سليم

ما أسباب الإحجام عن تزويج ذوي الإعاقة؟

الدكتورة عهود بأن المجتمع ما زال غير قادر على تقبل زواج الأشخاص ذوي الإعاقة من غير ذوي الإعاقة. وتلخص الدكتورة عهود أن من أهم العوائق التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة عند الزواج في الاستغلال المادي من قبل بعض الأهل عند تزويج بناتهم، ونظرة المجتمع القاصرة تجاه تزويج الأشخاص ذوي الإعاقة، والمشاكل المادية التي تواجه المعاقين بالنظر الى قلة الأعمال المتاحة، إلى جانب صعوبة إيجاد الشخص الذي يقبل بالزواج من ذوي الإعاقة.

فتيات مظلومات

لمجرد أن تكون الفتاة من ذوات الإعاقة ففرص زواجها تكون محدودة ذلك ما تحدثت لنا عنه أم أفنان ،وهو اسم مستعار، حيث تقول: “أحلم أن تجد ابنتي نصيبها، وأن يكون لديها أولاد كباقي البنات ليكون سنداً لها في المستقبل،”
تتحدث أم أفنان بحرقة لكون ابنتها ذات الإعاقة الحركية تعدت سن الزواج ولم يتقدم لها أحد. مشكلة أفنان وكثير من مثيلاتها تتمثل في النظرة لهن بعين شفقة، وليس بنظرة تدرك أن باستطاعة المعاقة القيام بكامل واجباتها الحياتية على أكمل وجه.


زواج الأشخــــاص ذوي الإعــــــاقـة .. قـــرار مــنشود وحـــواجز اجــتماعــية

خاص : المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة / MCPD

لم يكن سهلا أبداً تقبل الأهل فكرة زواجي بذات إعاقة على كرسي ، واجهنا رفضاً قوياً من أهلي وأهلها, واعتبروا ذلك هراء وغير ممكن ولا يمكن أن يتم ، وإذا تم لا يمكن أن يستمر أو ينجح , راو ذلك ورفضوه بدافع الحب لنا .

قرار الزواج من ذات إعاقة !

هذه كانت البداية في التفكير بحياة زوجية وعلاقة لمشوار حياة “ياسر الصهباني” من ذوي الإعاقة الحركية صنع من قصة حبهما مع “صباح محمد” وهي من ذوات الإعاقة الحركية (شلل نصفي ) وتستخدم كرسي متحرك , مثالاً لقصص التضحية والدفاع عن الحب الصادق العفيف يقول : “الصهباني” متحدثاً للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة “عانيت أنا و”صباح” الآمرين في هذه المرحلة لكننا في الوقت ذاته تعاملنا بحكمة ، فبقدر إصرارنا كنا مهذبين معهم وتم الزواج “بهذه العبارات التي تثبت أن الشخص ذي الإعاقة إنسان كغيره يريد أن يحظى بحياة ملؤها الحب والمودة والإستقرار في عواطفه ، وهذا لا يتأتى إلا بوجود من يقاسمه هذا الحب من خلال علاقة زوجية طرفاها محبان جمعتهما عاطفة الحب والقناعة بقدرات كل منهما وهو الأمر الذي قد لا يصل إلى أحساس ومشاعر الآخرين كما يرى معاقون .

ويضيف “الصهباني” ” خضنا تجربة ليست سهلة ولم تكن الظروف كلها مهيئة , هناك مصاعب كبيرة واجهتنا , تعثرنا كثيراً , وها نحن بعد مرور عشر سنوات صرنا أكثر حكمه وأكثر خبرة وأكثر صلابة في مواصلة الطريق واثمر عن ذلك ان رزقنا بثلاثة أبناء “

“صباح محمد” زوج ياسر الصهباني أرجئت ذلك الى جهل تقبل المجتمع للاعاقه ولقدرات المعاق فلم يكن هناك تقبل لفكرة الزواج من الأهل والأقارب وتقول : ” لقد واجهنا الرفض الشبه تام لمسالة الزواج ولم يكن من السهل القبول من باب خوفهم علينا وعلى مستقبلنا متجاهلين حق المعاق في تكوين أسرة وأبناء ليكونوا سند وعون للأبوين في المستقبل و كسر حاجز الخوف والقلق لدي الكثير من المعاقين عندما يرون نموذجا فعليا في ارض الواقع “

إبراهيم المنيفي وهو من ذوي الإعاقة البصرية (كفيف) لايرى مانعاً في ارتباط الشخص ذي الإعاقة من فتاة تحمل نفس الإعاقة على أن يكون الزواج عن حب وأن يكون صادقاً ومنضبطاً بتعاليم الدين وعاداتنا المحافظة , الأمر الذي عايشه إبراهيم وكان ارتباطه بشريكة حياته نتاج لذلك فيقول إبراهيم : “زوجتي من ذوات الإعاقة البصرية رغم أني كنت معارض للزواج من ذات الإعاقة ولم أواجه رفض من مبصرات بل كان العرض من الأسرة بالزواج من مبصرات إلا أن الحب أقوى من ذلك كله لكنه كان حباً عاقلاً في نفس الوقت”

ويصف إبراهيم بعض المعوقات التي واجهته أثناء إقباله على الزواج بقوله : ” بالنسبة لزواجنا لم يكن سهلاً على الإطلاق فرغم موافقة الوالدين والأخوة إلا أنني كنت أشعر أن موافقتهم هي لإرضائي فقط وثقتهم باختياراتي , كما عبروا لي عن ذلك ، إلا أنه كانت هناك معارضة شرسة من بعض الأقارب وصلت حد التحريض ومحاولة وضع عقبات في حياتي تجاوزتها بفضل الله ” وبالمقابل وجد إبراهيم القبول والتشجيع من زملاءه المكفوفين وهو ما خفف عنه كثير من عبارات التهكم والسخرية من البعض الآخر ، ما خلق لدية تحدي بان يستمر ويثبت انه من الممكن الزواج بين أفراد الشريحة الواحدة وأن يكون ذلك الزواج مثالياً ويشار إليه بالبنان حسب قوله .

لماذا يفضل ذوي الإعاقة الزواج من ذات الإعاقة؟

يرى “الصهباني” انه من الممكن نجاح مثل هذا النوع من الزواج شريطة أن تكون نوعية الإعاقة الحركية غير متجانسة تماما ( كلايهما على كرسي متحرك) الكفيف بكفيفة و أصم مع صماء أيضا ويقول ” لا انصح بمثل هذا الارتباط لانه لا يستقيم به الأمر ويجب في كل ما ذكرت أن يكون أحد الزوجين يستطيع المشي , او أحدهم يستطيع الكلام , أو احدهم يرى , وأنا أشجع أكثر على الزواج الذي يكون أحد الزوجين غير معاق هذا النوع من الزواج هو زواج يحقق فرصة نجاح كبيرة , مع مراعاة العوامل الأخرى طبعا وفكرة الزواج عموما هي فكرة مقدسة ومسؤولية كبيرة والارتباط بمعاقة هي أكثر مسؤولية تحتاج إلى تروي وتأمل وقناعة حقيقية وليس مجرد نزوات عابره تنتهي بشكل سيء “

أما “المنيفي” يرى غير ذلك فيقول : ” اخترت من نفس الإعاقة بدافع الحب فقط حينها ، وكنت أستطيع الزواج من أي فتاة بحكم شخصيتي وموقع أسرتي بالنسبة للتصنيف الاجتماعي، إلا أنني بعد التعرف على خطيبتي التي أصبحت زوجتي وجدت أن الإعاقة البصرية ميزة أخرى كان يجب أن أنتبه لها ، لا أقول هذا كحيلة دفاعية بل عن قناعة وتجربة ومقارنة بغيري ممن تزوجوا من مبصرات ، فالمبصرة لن تفهمني كمن تشاركني أبسط تفاصيل إعاقتي ، أيضاً عندي قناعة أن معايير الجمال عند المكفوفين تختلف عن معايير الجمال عند المبصرين ولا أريد زوجة تعتقد أني لا أقدر بعض مواصفات الجمال أو تعتقد يوماً حتى في قرارة نفسها أنها مجبورة لأنها تزوجت من أعمى “

وبحسب واقع تجربة الزواج التي خاضها “المنيفي” منذ أكثر من سنتين ليرزق بمولوده البكر منذ أشهر فيوجه النصح بقوله “أنصح بالزواج من نفس الشريحة إلا في حالات محدودة مثل أن يعرف الطرفان قدرات بعض، وأن يعي الطرفان أنهما سيواجهان صعوبات إضافية عليهما مواجهتها بكل ثقة ومعنويات عالية، وأيضاً ستكون لذلك الحب ضريبة من الجهد والتعب المضاعف وبشكل عام فمن ذاك الذي لا يتعب في هذه الحياة.

ماهي الأسباب والدوافع ؟

وحتى يتسنى لنا معرفة أي الرأيين أقرب إلى الصواب ، وكلا يمثل وجهة نظر صاحبه ، لابد لنا في المركز الإعلامي (MCPD) طرح هذا الموضوع على ذوي الاختصاص لمعرفة لماذا يفضل أغلب ذوي الإعاقة الزواج من نفس الإعاقة .

الدكتور لطف حريش أستاذ علم النفس ونائب عميد التعليم المستمر بجامعة ذمار .يقول حول هذه الظاهرة : “زواج المعاق بالمعاقة وخاصة كمثال المعاق الحركي من معاقة حركيه والمكفوف من مكفوفة , النظرة النفسية في ذلك هي التوافق والتناغم والتكيف والانسجام الذي قد يحدث بين ذوي الإعاقة وبالتحديد لنفس الإعاقة فمثلا نظرة المعاق حركياً وأفكاره تتمحور في أنه إن تزوج معاقة حركياً ستكون أكثر قرباً منه بل وملازمة له ومصاحبة له على طول الوقت، لأنها تعاني نفس أو شبة معاناته كذلك تتوازى على مسار واحد مشكلاته واهتماماته مع مشاكلها واهتماماتها ، فهم إلى حد ما متشابهون صحياً ونفسياً وعقلياً ولغوياً وسلوكياً وتعليمياً “

وحول ما إذا كان الزوج من ذات إعاقة أخرى مخالفة لنوع اعاقتة كيف يكون الوضع يقول الدكتور “حريش” فضلا عن أنه إذا تزوج من معاقة تعاني من إعاقة أخرى مخالفة لإعاقته نظرته بأنه سيضيف إلى إعاقته إعاقة أخرى مختلفة ، بالتالي ستزداد الحياة عبئا وثقلا عليهم سواء من حيث القدرة على التفاهم والتعاون فيما بينهم إلى جانب تفاقم المشكلة عليهم من حيت الدعم والمساعدة من قبل المحيطين بهم أو من يعولهم أيضا النظرة الدونية والقاصرة من قبل الشخص المعاق لنوع الاعاقه الأخرى المختلفة عن إعاقته .. فكل منهم ينظر إلى الاعاقه المخالفة لإعاقته نظره خاطئة وسلبيه .

النظرة المجتمعية السائدة !

ويرجع الدكتور “لطف حريش” جهل أفراد المجتمع إلى قصورهم المعرفي وعدم وعيهم بدينهم وقيمهم ومبادئهم الاسلاميه جعلتهم أي أفراد هذا المجتمع ينظرون إلى المرض النفسي بوصفه وصمه مجتمعيه ,فما بالك بنظرتهم للأشخاص ذوي الإعاقات , التي زادت في بعض الأسر اليمنية هذه النظرة حتى وصلت إلى أن يعاملوا ابنهم المعاق معاملة مختلفة عن بقية أخوته من حيث العديد من الحقوق ومنها التعليم والتنشأه والتربية والنظرة له على أنه يشكل عبأ عليهم , بل وأحيانا يعتقدون أنه لعنة السماء عليهم وينتظرون كيف يمكن أن يخلصهم الله منه , ويظل بعيدا عن دمجه في كل حياتهم الاسرية اليومية , كل ذلك جعل الأشخاص ذوي الاعاقة يرضون ويقتنعون بالمضي والسير في حياتهم فيما بينهم حسب قوله .

زواج غير ذوي الإعاقة بذوات الإعاقة أو العكس .

وبالمقابل أثار كل ذلك تساؤلات منها هل هناك في المجتمع من يرغب بالزواج من ذوي الإعاقة ارتئينا أن نبحث في المركز الإعلامي (MCPD) على مثل هكذا تجارب ووجدنا العديد منها واحد هذه التجارب الناجحة تحدث لنا , “منصور محمد فلينه” وهو مدرس بمدرسة المستقبل للصم يقول “منصور ” بداية إقبالي بالاقتران بفتاة صماء كانت بداية تحدي وكسر للعادات والتقاليد المتوارثة , والد زوجتي قبل بطلبي أولا بالزواج وهذا أول نجاح لي , أسرتي عارضت معارضة قوية وخاصة من إخواني ثم الوالد رحمة الله عليه , ومع إصراري تم الزواج والعيش بحرية وأمان كانت تجربتي بالزواج زرع الثقة للزوجة رغم إعاقتها ومن عوامل الثقة معرفتي بلغة الإشارة ساعدتني علي نجاح زواجنا تعتبر أفضل تجربة نجاح وخاصة مع فتاة صماء بشرط دون تدخل الأسرة , ولنا أبناء متعلمين استطعنا تربيتهم أفضل تربية وهم يتمتعون بصحة جيدة يقول : منصور أكثر شي كان يخاف منه الأهل أن يكون لنا أبناء صم وبحكم إيماني بالله ومعرفتي انه من تزوج من صماء لا يكون لديه أولاد صم أبدا إلا من هو أصم وأبكم ولديه أخ أخر أصم وأبكم يكون لديه أولاد صم وهذه موجودة في كثير من الأسر التي نعرفها .

ويشير معاذ خذيف إعاقة حركية “الزواج من الموضوعات الحرجة والشائكة للأشخاص ذوي الإعاقة من الجنسين، فالرجل ذي الإعاقة يواجه أكثر من مشكلة منها عدم قبول الأسر بارتباط بناتهم بشخص معاق رغم عدم وجود أية عوائق حقيقة تمنع هذا الشخص من الزواج ويكون هذا الرفض مبنياً على الشكل العام للمعوق وهذا ماحدث لي شخصيا أثناء تقدمي لخطبة إحدى الفتيات فتم رفضي لإعاقتي .

ماهي الاتجاهات النفسية التي يكونها ذوي الإعاقة عند الإقبال على الزواج .

يقول الدكتور “لطف حريش” انه من الطبيعي من جانب نفسي أن يفكر بل ويتوجه الشخص المعاق للبحث حول أن يتزوج من امرأة غير معاقه , لان تفكيره ودوافعه أشبه بالشخص غير ذي الإعاقة الذي لا يميل ولا يرغب إطلاقا من الزواج بأمره معاقة .

الاتجاهات النفسية التي يكونها الأشخاص ذوي الإعاقة نحو بيئتهم الاجتماعية أقصد المجتمع الخارجي ، هي تكاد تكون اتجاهات نفسيه سلبيه , لما يلاحظون ويعرفون من ابتعاد وعزوف المجتمع عنهم وعن قضاياهم ومشاكلهم واحتياجاتهم،وكذا عدم دمج المجتمع الأشخاص ذوي الإعاقة بحياة المجتمع مهنيا وتعليميا وثقافيا واجتماعيا ونفسيا واقتصاديا وغير ذلك الأمر الذي جعل الأشخاص ذوي الإعاقة يجزمون ويعتقدون أن هذا المجتمع لا يريدهم،ومنه لم ولن يرغب هذا المجتمع بالزواج من وإلى الأشخاص ذوي الإعاقة..فاكتفوا الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاطي مع حياتهم الزواجيه فيما بينهم دون أن يعرضوا أنفسهم للمهانة والرفض والإذلال من قبل المجتمع .. كل ما سبق من عوامل هي حول الشخص المعاق(الذكور) فما بالك بالنساء المعاقات، فمعاناتهن تزيد ومعضلاتهن تتفاقم أكثر والعقبات التي تواجههن تتوسع وتستشرى بكثير جدا .

إذن زواج الأشخاص ذوي الإعاقة وان بدا لدى البعض أمراً يحتاج إلى شروط أو ضوابط أو قد تواجهه بعض الإشكاليات، نقول عديدة هي التجارب الناجحة التي تغير كل تلك النظريات الخاطئة ، وعلينا جميعاً أن نساهم في مساعدتهم عن طريق نشر الوعي في المجتمع المحيط بنا، وتخليص مجتمعنا من تلك النظرات التي يرمقون بها الأشخاص ذوي الإعاقة ، فهم ليسوا بحاجة لمشاعر الشفقة والمعاملة الخاصة المؤلمة، بل إلى وقفة صادقة وفاعلة تشد من أزرهم وتقف معهم بالدعم المعنوي والنفسي الذي يعينهم على تحقيق رغباتهم وأمانيهم وأهمها هو الزواج والاستقرار وهو ما أشارت إليه المادة 23 التي دعت إلى إحترام البيت والأسرة من الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة .