المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

التنمر ضد الصم، سلوك مستهجن والصم يعرفونه.

قارئ المقال

خاص : محمد الشيباني /

“لقد عانيت من التنمر ونظرة المجتمع إلي وكأنهم يشاهدون مخلوق أتى من كوكب آخر، البعض يتفحصني، والبعض يهمس في أذن صديقه وهم ينظرون إلي بطريقة مريبة وباعتقادهم أنني لا أفهم ولا ألاحظ حركاتهم واستغرابهم بينما في الحقيقة هذه الحركات وتلك النظرات تؤذيني جداً لكنني أغض الطرف محاولاً تجاوز مثل هذه التصرفات.”

جزء بسيط من معاناة -عبد السلام العصار (أحد الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية)، وفي معرض حديثه لل-MCPD يقول العصار: “أصبت بالحمى الشوكية وأنا في سن الخامسة عشر بعد أن كنت لا أعاني من شيء وأتمتع بجميع الحواس وعلى إثر ذلك فقدت السمع بنسبة 90% “

قلة الوعي حول الإعاقة السمعية، وقصور وسائل الإعلام والإرشاد في هذا المجال من قبل المعنيين، وكذلك جهل المجتمع بكيفية التعامل مع ذوي الإعاقات السمعية، إضافة إلى قلة الوعي بأهمية تعلم لغة الإشارة وتعميمها بين أفراد المجتمع، هذه وغيرها أسباب جوهرية يراها عبد السلام العصار تؤدي إلى هذا التنمر مرجعًا ذلك أيضاً إلى عدم إيمان المجتمع بوجود الإعاقة واعتبارها عبئاً وعالة كما يقول.

ماذا عن صور التنمر ضد الصم وحالاته؟.

تحدثنا في ال-MCPD إلى -إبراهيم جحوش (ناشط من ذوي الإعاقة السمعية) حول ما إذا كانت توجد ثمة حركات توحي للأصم بالإساءة والاستفزاز حيث أوضح أن حالات التنمر قد أصبحت شاذة غالبًا ومنها كما يقول التنمر اللفظي أو الإشاري بمعنى الإغاظة بإيماءات تثير الاشمئزاز وتدعو إلى السخرية ويكمل جحوش: ” أحيانًا يتم رفع الصوت بالصياح وإبداء الغضب من خلال تغيير تعابير الوجه وكذا السخرية ممن يعانون من ضعف في النطق أو ما تسمى باللهجة الدارجة (اللتقة) وهي إخراج الحروف والكلمات بصعوبة.”

ويتطرق جحوش في حديثه إلى التنمر الجسدي من خلال مضايقة الشخص بالضرب او اللطم او الوخز بقصد الاستهزاء والسخرية، ناهيك عن التعليقات والحركات الموحية بالمضايقات الجنسية والتعليقات الغير مرغوبة بالنسبة للنساء.

وقد استعرض جحوش تجربة من التجارب الكثيرة التي واجهته بصورة شخصية سماها (بالتنمر الإداري) حيث يقول: “في عام ٢٠١٢ ذهبت إلى عمل مهتم بتوظيف ذوي الإعاقة وأثناء حديثي مع المدير شك في صدق إعاقتي كوني أقرأ لغة الشفاه وأفهم حديثه ثم نظر إلي بسخرية واستهزاء الأمر الذي جعلني احتقره وأكره تصرفه.”

وفي حين يعتقد غالبية أفراد المجتمع بأن ذوي الإعاقة السمعية لا يشعرون بما يدور حولهم يقول جحوش بأن الشخص ذو الإعاقة السمعية يشعر حتى ولو كان تنمر كلامي من خلال قوة الملاحظة وقراءة الشفاه التي تعد أقوى مراحل الفهم لدى الصم مؤكدًا على أن شخصية المعاق هي الأساس في مواجهة هذه الأساليب وهو القادر على إيقاف كل هذه التصرفات خاصةً إذا كان شخصاً متعلماً وواعياً.

حلول ومعالجات

يتفق المختصون أن ثمة حلول تكمن في تكثيف جهود التوعية بحقوق هذه الشريحة لاسيما من قبل مراكز ذوي الإعاقة وكذا الوسائل الإعلامية، إضافة إلى عمل الدورات التدريبية التي تشرح للناس كيفية تقبل ذوي الإعاقة كأشخاص طبيعيين، ويتطرق جحوش إلى مجموعة من الحلول ومنها استيعاب المعاق كشخص عادي يمتلك قدرات مختلفة عوضه الله إياها وليس غريبًا أو معزول كما يعتقد البعض،هذا بالإضافة إلى تقوية الإيمان بالله.

ويُشار إلى أن الأمم المتحدة تحتفل في الثالث والعشرين من سبتمبر أيلول من كل عام باليوم الدولي للغات الإشارة، فيما يحتفل الاتحاد العالمي للصم بآخر أسبوع من شهر سبتمبر أيلول بأسبوع الأصم سنوياً.

وقد دعت الأمم المتحدة والاتحاد العالمي للصم هذا العام إلى تعلم واستعمال لغة الإشارة من أجل حقوق الإنسان بحيث يستعملها الجميع، وكانت الأمم المتحدة في العام الماضي قد أطلقت تحدي القادة المحليين للتحدث بلغة الإشارة ليتسنى لمواطنيهم الصم فهمهم والتعامل معهم بطريقة أكثر تفاعلاً وتواصل.