المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

مصر تشدد العقوبات على التنمر على الأشخاص ذوي الإعاقة

مصر تشدد العقوبات على التنمر على الأشخاص ذوي الإعاقة

ترجمات : المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD

وافقت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب المصري على مشروع قانون لتعديل قانون الأشخاص ذوي الإعاقة لتشديد العقوبة على التنمر على الأشخاص ذوي الإعاقة.

ينص التعديل الجديد على أن “التنمر على شخص معاق يعاقب بالحبس لمدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن 50.000 جنيه ولا تزيد عن 100.000 جنيه اي مايعادل 3-6 الف دولار تقريباً أو بإحدى هاتين العقوبتين”.

إذا كان التنمر من أحد أقارب المجني عليه ، أو أحد المسؤولين عن تربيته أو مراقبته ، أو من له سلطة عليه ، يعاقب على العقوبة بالحبس من ثلاث سنوات على الأقل إلى خمس سنوات و – غرامة مالية تتراوح بين 100 ألف و 200 ألف جنيه وتضاعف العقوبات في حالة العودتشمل الإعاقات في مصر: ضعف البصر ، والسمع ، والحركة ، وكذلك الإعاقة العقلية.

وأصدرالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القانون رقم 10 لسنة 2018 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في 20 فبراير ، بعد مصادقة مجلس النواب عليها.

ويقدم القانون الجديد العديد من الالتزامات التي تعهدت بها الحكومة للأشخاص ذوي الإعاقة بعد تطبيق القانون الجديد. بما في ذلك عدم التمييز بسبب الإعاقة أو جنس الشخص المعاق. ولضمان المساواة الحقيقية في التمتع بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية في جميع المجالات ، واحترام خياراتهم وكيف يعبرون عنها بإرادتهم المستقلة ، وحق الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم في الحصول على جميع المعلومات التي تهمهم من جميع القطاعات.

كما ينص القانون على أن الأشخاص ذوي الإعاقة يجب أن يمارسوا الحق في التعليم والتعلم والعمل والترفيه ، وفي استخدام المرافق والخدمات العامة. وحق المعاق في الراتب والمعاش التقاعدي ، والالتزام بإنشاء كافة التسهيلات في الدولة للمعاقين ، إضافة إلى توفير بيئة آمنة للأشخاص ذوي الإعاقة ، وعدم التعرض للاستغلال الاقتصادي أو السياسي أو التجاري. أو العنف أو الإساءة أو التعذيب أو الإساءة أو الإهمال أو المعاملة المهينة أو التأثير على أي حق من حقوقهم.

التنمر ضد الصم، سلوك مستهجن والصم يعرفونه.

التنمر ضد الصم، سلوك مستهجن والصم يعرفونه.

خاص : محمد الشيباني /

“لقد عانيت من التنمر ونظرة المجتمع إلي وكأنهم يشاهدون مخلوق أتى من كوكب آخر، البعض يتفحصني، والبعض يهمس في أذن صديقه وهم ينظرون إلي بطريقة مريبة وباعتقادهم أنني لا أفهم ولا ألاحظ حركاتهم واستغرابهم بينما في الحقيقة هذه الحركات وتلك النظرات تؤذيني جداً لكنني أغض الطرف محاولاً تجاوز مثل هذه التصرفات.”

جزء بسيط من معاناة -عبد السلام العصار (أحد الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية)، وفي معرض حديثه لل-MCPD يقول العصار: “أصبت بالحمى الشوكية وأنا في سن الخامسة عشر بعد أن كنت لا أعاني من شيء وأتمتع بجميع الحواس وعلى إثر ذلك فقدت السمع بنسبة 90% “

قلة الوعي حول الإعاقة السمعية، وقصور وسائل الإعلام والإرشاد في هذا المجال من قبل المعنيين، وكذلك جهل المجتمع بكيفية التعامل مع ذوي الإعاقات السمعية، إضافة إلى قلة الوعي بأهمية تعلم لغة الإشارة وتعميمها بين أفراد المجتمع، هذه وغيرها أسباب جوهرية يراها عبد السلام العصار تؤدي إلى هذا التنمر مرجعًا ذلك أيضاً إلى عدم إيمان المجتمع بوجود الإعاقة واعتبارها عبئاً وعالة كما يقول.

ماذا عن صور التنمر ضد الصم وحالاته؟.

تحدثنا في ال-MCPD إلى -إبراهيم جحوش (ناشط من ذوي الإعاقة السمعية) حول ما إذا كانت توجد ثمة حركات توحي للأصم بالإساءة والاستفزاز حيث أوضح أن حالات التنمر قد أصبحت شاذة غالبًا ومنها كما يقول التنمر اللفظي أو الإشاري بمعنى الإغاظة بإيماءات تثير الاشمئزاز وتدعو إلى السخرية ويكمل جحوش: ” أحيانًا يتم رفع الصوت بالصياح وإبداء الغضب من خلال تغيير تعابير الوجه وكذا السخرية ممن يعانون من ضعف في النطق أو ما تسمى باللهجة الدارجة (اللتقة) وهي إخراج الحروف والكلمات بصعوبة.”

ويتطرق جحوش في حديثه إلى التنمر الجسدي من خلال مضايقة الشخص بالضرب او اللطم او الوخز بقصد الاستهزاء والسخرية، ناهيك عن التعليقات والحركات الموحية بالمضايقات الجنسية والتعليقات الغير مرغوبة بالنسبة للنساء.

وقد استعرض جحوش تجربة من التجارب الكثيرة التي واجهته بصورة شخصية سماها (بالتنمر الإداري) حيث يقول: “في عام ٢٠١٢ ذهبت إلى عمل مهتم بتوظيف ذوي الإعاقة وأثناء حديثي مع المدير شك في صدق إعاقتي كوني أقرأ لغة الشفاه وأفهم حديثه ثم نظر إلي بسخرية واستهزاء الأمر الذي جعلني احتقره وأكره تصرفه.”

وفي حين يعتقد غالبية أفراد المجتمع بأن ذوي الإعاقة السمعية لا يشعرون بما يدور حولهم يقول جحوش بأن الشخص ذو الإعاقة السمعية يشعر حتى ولو كان تنمر كلامي من خلال قوة الملاحظة وقراءة الشفاه التي تعد أقوى مراحل الفهم لدى الصم مؤكدًا على أن شخصية المعاق هي الأساس في مواجهة هذه الأساليب وهو القادر على إيقاف كل هذه التصرفات خاصةً إذا كان شخصاً متعلماً وواعياً.

حلول ومعالجات

يتفق المختصون أن ثمة حلول تكمن في تكثيف جهود التوعية بحقوق هذه الشريحة لاسيما من قبل مراكز ذوي الإعاقة وكذا الوسائل الإعلامية، إضافة إلى عمل الدورات التدريبية التي تشرح للناس كيفية تقبل ذوي الإعاقة كأشخاص طبيعيين، ويتطرق جحوش إلى مجموعة من الحلول ومنها استيعاب المعاق كشخص عادي يمتلك قدرات مختلفة عوضه الله إياها وليس غريبًا أو معزول كما يعتقد البعض،هذا بالإضافة إلى تقوية الإيمان بالله.

ويُشار إلى أن الأمم المتحدة تحتفل في الثالث والعشرين من سبتمبر أيلول من كل عام باليوم الدولي للغات الإشارة، فيما يحتفل الاتحاد العالمي للصم بآخر أسبوع من شهر سبتمبر أيلول بأسبوع الأصم سنوياً.

وقد دعت الأمم المتحدة والاتحاد العالمي للصم هذا العام إلى تعلم واستعمال لغة الإشارة من أجل حقوق الإنسان بحيث يستعملها الجميع، وكانت الأمم المتحدة في العام الماضي قد أطلقت تحدي القادة المحليين للتحدث بلغة الإشارة ليتسنى لمواطنيهم الصم فهمهم والتعامل معهم بطريقة أكثر تفاعلاً وتواصل.

التنمر يحبط الأطفال ذوي الإعاقة

التنمر يحبط الأطفال ذوي الإعاقة

خاص : محمد الشيباني /

تناول المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة في حلقة النقاش التي أقيمت في وقت سابق من هذا الشهر موضوع التنمر ضد الأطفال من ذوي الإعاقة حيث أشار الضيوف إلى أسباب التنمر وصوره وكذا نتائجهوفي هذا التقرير سنسلط الضوء على التنمر الذي قد يتعرض له الطفل ذي الإعاقة داخل أسرته. والتنمر هو مصطلح حديث تم تناوله بشكل واسعوتشير إحصائيات اليونسف لعام ٢٠١٨ أن ٦٠٪ من الأطفال ذوي الإعاقة يتعرضون للتنمر مقارنة ب ٢٥٪؜ من غيرهم من الأطفال.

وبحسب منظمة اليونيسف فإن التنمر هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر أو ازعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة. وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة الطفل المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزل طفلٍ ما بقصد الإيذاء أو حركات وافعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ.

موقف أولياء الأمور من التنمرعلى طفلهم داخل الأسرة؟

يبدي الاباء امتعاضهم وغضبهم من تعرض اطفالهم للتنمر بشكل عامحيث يقول بندر الشوكاني (أب لأولاد ذوي إعاقة بصرية):”في الحقيقة انا سريع الغضب فأي تصرف يزعج أولادي لا أقبله بتاتًا”.ويكمل:” لكن اذا تعرضوا لتنمر من أخوانهم او المعاقين في ما بينهم فإني أسعى الى إيجاد حلول”.إلا أن صدام ابو عامر الجبري الذي يعول طفل لديه إعاقة حركية يبلغ من العمر 11 عام يترك لولده حرية التصرف مع كل من يتنمر ضده حسب قوله، ويكمل:(طفلي بحمد الله لم يواجه تنمرً نهائيًا وهو ذو ارادة وثقة من نفسه ، ونحن نعامله كأخوته دون فوارق) وبحسب والد عامر فالتنمر في العادة يستسلم له أولئك القادمون من أسر غير متعلمة او غير مثقفة. وعلى الرغم من ذلك فإن بعض الأطفال في المدن كما في الأرياف يتعرضون للتنمر داخل أسرهم.

ما الذي يدعو الأسرة الى التنمر؟

يرى مهتمون أن هناك ثمة أسباب لتنمر الأسرة على طفلها المعاقمنها وجود اختلاف بينه وأقرانه فربما لا يقوم بأداء واجباته إما بسبب عجزه بحكم إعاقته او لمنعه من قِبل المجتمع.لكن بحسب المدرب نصار المحفدي مدرب تنمية بشرية فإنه لا توجد دوافع تؤدي بأي أسره إلى التنمر على طفلها إلا في حالة واحدة وهي إذا كان المعاق أفضل من غيره من أفراد الأسرة أو المجتمعفهم بتنمرهم يريدون تعويض النقص المحاط بهم او يريدون تثبيط وإحباط الشخص ذو الإعاقة.وقد تتأثر انطباعات االأسرة تجاه طفلها ذو الإعاقة بالصورة الذهنية التي رسمها المجتمع حول ذوي الإعاقة سيما الإعلامحيث يقول المحفدي :(نحن نعيش في واقع مجتمع صنف ذوي الإعاقة بتصنيفات مشوهة له فيرونه انسان شحات متسولاو فقير مسكين او مستغَل ساذج)ويعرج المحفدي على اهمية تعزيز قدرات ذوي الإعاقة ودعمهم وتمكينهم.

ما دور برلمان الأطفال ومنظمات حقوق الإسان؟

يقول محمد صالح نصر (عضو برلمان الأطفال سابقا ): ” ان البرلمان ناقش ويناقش قضايا ليست بذات أهمية ويغرق في التفاصيل، وإن برلمان الأطفال يهتم بالقضايا المثيره لغرض الإستهلاك الإعلامي”وعن منظمات حقوق الإنسان يقول نصر أنها لم تضع أقسام مخصصة للأطفال من ذوي الإعاقة بل هي تصنفهم ضمن الأطفال بشكل عام.ويبقى التنمر عائق يحول دون تمكين ذوي الإعاقة من الثقة بأنفسهم وفرض شخصيتهم من أجل الإندماج في المجتمع.