الكاتب: فريق التحرير

الحلقة الثامنة:

سؤال الناس اليوم: بيتكرر مع المكفوفين في معظم الأماكن العامة، في الجامعة، الباص، الشارع، العمل وغير ذلك –كيف بيعمل المكفوفين مع التلفون؟ من بيكتب لهم؟

هل صادفتم متابعينا مكفوفين يستعملون تلفوناتهم واستغربتم –اكتبوا لنا في التعليقات ما الذي تخيلتم كيف يستعملوا التلفونات للرسائل والاتصالات وحتى الإنترنت.

الجواب: ببساطة يا أصدقاء هناك برامج ناطقة أو قارئات شاشة لها أسماء وأنواع عدة تختلف حسب الجهاز ونظام التشغيل، المهم هي نفس التلفونات الي معكم بس بنحملها برنامج ناطق، يقرأ كلما هو مكتوب على الشاشة صوت، وعندما يكتب المكفوفين ينطق الحرف الذي يلمسوا أو يضغطوا عليه، وحتى الصور الآن بدأت البرامج الناطقة توصف الصور، أما الوجوه التعبيرية فالبرامج الناطقة توصفها بشكل دقيق.

طبعاً البرامج الناطقة مجانية بعضها طورها مكفوفين، أيوه مكفوفين بالفعل، فهناك مكفوفين أصبحوا مهندسين وصانعي برامج من اليمن وخارج اليمن.

نفس الفكرة في التلفونات تنطبق على الكمبيوترات.

لا تستغربوا يا أحلى متابعين التكنلوجيا مكنت الكفيف من استخدام الهاتف والكمبيوتر بكل سهولة زيهم زي غيرهم وأحياناً أحسن.

الحلقة السابعة:

ليش المعاقين بس بيتزوجوا من نساء معاقات؟ الكفيف بكفيفة، والأصم بصماء، والمعاق حركياً بمعاقة حركياً؟

الجواب: أول شي يا أعزائي ذوي الإعاقة مثلهم مثل غيرهم بيتزوجوا وينجبوا ويكونوا أسرهم الخاصة بهم، ومش صحيح أو شرط أن المعاق بيتزوج بامرأة معاقة، فأكثر المعاقين بيتزوجوا من غير معاقين أهمشي يكونوا أكفاء وقادرين على القيام بمسؤولية الأسرة كاملة، ولو حصل أن معاق بمنطقتك تزوج بفتاة من نفس إعاقته فهذا لا يعني أن كل المعاقين بيتزوجوا من معاقات والعكس، ولا يعني أنه تزوج من معاقة لأنه لم تقبل به الفتيات أو أن المعاقة أقل شأناً، فهناك أسباب كثيرة منها أنهم حبوا بعض بصدق وأدب واحترام، ومنها أن الفتاة المعاقة قادرة على تدبير شؤون منزلها ورعاية أطفالها بكل اقتدار  ومنها أنهم يرون أنهم الأكثر إحساس بمعاناتهم واحتياجاتهم.

باقي سؤال –كم نسبة نجاح الزيجات من معاقين سواءً بينهم البين؟ أو مع غيرهم بصراحة؟

الجواب: بصراحة كمان هذا الموضوع يحتاج لدراسة عشان نعطي ونتكلم بلغة الأرقام، لكن من خلال محيطنا واحتكاكنا بمعظم شرائح ذوي الإعاقة فمعظم زواجاتهم ناجحة ونادراً ما تنتهي بالفشل لأسباب غير الإعاقةمثل كل الناس.

سلسلة نطل فيها ونتعرف على بعض الشخصيات اليمنية الفاعلة في مجال الإعاقة ونعيش معهم تفاصيل حياتهم العملية في رمضان ، كما سنتعرف على معلومات أكثر عنهم وعن تنظيمهم لوقتهم وتغلبهم على الصعاب.

شخصيتنا لليوم. هدية الحياة للكفيفات.. كفيفة البصر، نافذة البصيرة ..صباح علي حريش- رئيس جمعية الأمان للكفيفات.

• بكالوريوس علم نفس- جامعة صنعاء –كلية الآداب
• متزوجة ولديها ثلاث بنات

التحقت بجمعية الأمان وكانت من مؤسسيها ثم عملت معلمةً هناك ومن ثم أميناً عاماً للجمعية. وبعد وفاة الأستاذة فاطمة العاقل تحملت ضيفتنا منصب رئيس الجمعية حتى الآن. كانت صباح مبصرة إلى عمر السابعة عشرة، بعدها فقدت بصرها وهي في الصف الثالث الثانوي لكن هذا لم يوقفها عن مواصلة طريقها إذ أكملت دراستها بتشجيع من والديها .

تخدم صباح حريش الكفيفات بروح معنوية عالية ومتفانية، حيث تقول” بحكم أنني كفيفة البصر فأنا أستطيع الشعور جيداً بما تحتاجه الكفيفات، ونحاول في الجمعية بكل السبل توفير تلك الاحتياجات، والعمل في مجال ذوي الإعاقة جميل وممتع لأنك ستشعر بنتيجته  في عيونهم ودعواتهم وابتسامتهم الصادقة.

تحب صباح عملها في الجمعية وترى في تفاصيله متعة كبيرة ولحظات رفع معنويات الأشخاص ذوي الإعاقة إحساس رائع. في رمضان، تذهب صباح إلى عملها كل يوم قبل الظهر ،حيث أنها تقضي أغلب الوقت في الجمعية تتفقد سير الأعمال وتتواصل مع بناتها الكفيفات تسأل عن أحوالهن وأوضاعهن العملية والأسرية ، كما أنها تتلمس معاناتهن ومشاكلهن محاولةً حلها بكل الطرق.

تعود إلى منزلها عصراً وينتظرها هناك زوجها الذي يشاركها الإعاقة ، وبناتها الثلاث ثم تبدأ مرحلة أخرى من العمل وهي مرحلة إعداد الفطور.

تؤكد صباح أنها تحاول أن تنظم وقتها ولا تنسى أنها إلى جانب عملها الكثير أن لديها مسؤولية الزوج والأطفال ويجب عليها الالتزام بأداء هذه المسؤولية.

تتشارك مع بناتها في إعداد الفطور ، زوجها أيضاً يساعدها كثيراً ويلبي احتياجات المنزل بكل حب وتفاني.بعد تناول طعام العشاء تقضي وقتها في الجلوس مع الأسرة وتبادل الحديث والتواصل من أجل العمل وإنجاز بقية المهام.

صباح جعلت من نفسها صباحاً وضاء لكل من حولها أشرق قلبها فكان أملاً مشرقاً لحياة كل الكفيفات.

الحلقة الخامسة:

سؤال الناس اليوم فعلاً غريب شوية، بس لطيف –لو كان الأصم متزوج بصماء ومافيش أحد معهم في البيت كيف يسمعوا مثلاً طرقات الباب؟

الجواب: بفكرة جميلة وبسيطة جداً، فالبيوت التي يسكنها صم بمفردهم أو حتى مع آخرين يوضع على باب المنزل جرس بشكل بارز، لكن عند الضغط عليه لا يصدر صوتاً إنما يصدر ضوء، وهذه الفكرة يستعملها العديد من الصم وهم من طرحها لنا ومعنى هذا أن من يأتي لزيارتهم يعرف أنه سيضرب الجرس وأن أصحاب البيت سيرون الضوء ويبادرون بفتح الباب.