المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

الفنان وجدي (صانع الوجدان)

الفنان وجدي (صانع الوجدان)

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

ماذا هنا؟!. ثمة شباب متحلقون حول كفيف يبدو أنه لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره يحتضن آلة موسيقية ويرسل صوته عالياً في السماء مغنياً للحقل والأرض والحياة، وهائماً في غزال تتهادى في مشيتها تحمل المشاقر وتبيع الورد الجميل. بينما الطفل وجدي يغني والشباب يصفقون يمر بهم أحد المعلمين فيوبخ وجدي توبيخاً شديداً ويصفه بالفارغ طالباً منه البحث عن عمل مفيد فهو كفيف ومن المفترض أن يكتفي بحفظ القرآن ولا يليق به أن يغني، هذه أول صورة تذكرها بطلنا عندما سألناه عن مواقف لا ينساها في حياته. فمنهو بطل قصتنا؟: وجدي أحمد مهيوب البريهي . من مواليد عام 1889-م ب عزلة البريهة بمديرية جبل حبشي في محافظة تعز جنوب غرب اليمن.

ولد وجدي كفيف البصر كما أخوته الثلاثة من بعده والسبب وراثي كما يقول. عاش طفولة مفعمة بالنشاط والحب والاحتضان من قبل الأسرة غير أن كونه أول كفيف في قريته فقد دفع ثمن إثبات الذات غالياً من مشاعره وقلبه الصغير، فيتذكر وجدي بألم نظرات الشفقة والرحمة أو الخجل من أسرته حين كان يزورهم بعض الضيوف فكان يُطلب منه مغادرة المجلس على الفور. لكن وجدي استمر يلعب ويلهو مع الأطفال كواحد منهم، ويقول أنه لم يشعر بإعاقته وبأنه مختلف عن أقرانه الأطفال وله احتياجاته إلا في سن التعليم فهو في قرية نائية ولا يمكنه الذهاب إلى المدرسة بمفرده وحتى وإن ذهب فهو لا يستطيع القراءة والكتابة بنفسه. لكنه لم يستسلم فتعلق كثيراً بالمذياع وأغرم بالمنوعات والبرامج الثقافية، كما حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة من عمره.

ويتذكر وجدي أنه كانت لدى والده وعمه المثقف الدكتور علي البريهي مكتبة كبيرة في المنزل كانت تستهويه وكان يشعر بأنه محروم من مطالعتها فقرر اختيار بعض الكتب بمساعدة أصدقائه وكانوا يقرأون عليه بعض العناوين فيختار منها ما يرغب بأن يقرأه معهم.

مشواره التعليمي والمهني

تعلم وجدي وتثقف خارج أسوار المدرسة في البداية قبل أن يمنحه وزير التربية والتعليم شهادة تسوية بشهادة الصف التاسع الأساسي نظراً لتميزه وحفظه للقرآن الكريم ليواصل مشواره التعليمي بصنعاء ويلتحق بكلية الإعلام ويتخرج منها في عام 2018-م. التحق بأحد معاهد اللغات وحاز على التوفل في اللغة الإنجليزية عام 2017-م. كما حصل على شهادات تدريب كثيرة في عدة دورات نوعية في أكثر من مجال.

وأثناء دراسته في كلية الإعلام يقول وجدي: “لقد التحقت بإحدى الإذاعات المحلية وكانت تجربة رائعة، كما كان فريق العمل إيجابيون جداً ولا أنسى لهم أنهم أتاحوا لي الفرصة وشجعوني في مشواري الفني بشكل كبير” لكن وجدي ترك الإعلام الذي رأى فيه مهنة غير منظمة في الوضع الحالي، كما أنه يعتقد أن وسائل الإعلام تستغل حاجة الشباب وطاقاتهم ليعملوا لديها بالمجان تحت مبرر إتاحة الفرصة وعدم كفاية الموارد.

المتمرد وجدي يصنع الوجدان

أما عن مشواره الفني فقد بدأ في سن مبكر جداً، فيقول وجدي: “لقد حفظت القرآن الكريم وأحببته، وأيضاً عشقت الفن وأحببته في سن مبكرة من عمري، فشجعوني على الأولى ورفضوا الثانية وذلك جلب لي الكثير من المتاعب، فأنا لا أرى مشكلة في أن أكون حافظاً للقرآن وفناناً في نفس الوقت بل أرى ذلك من أوجه التكامل في الشخصية، لكن الرفض كان في الحقيقة يأتي من كوني كفيف والمجتمع يرسم للكفيف بأنه أما في زاوية المسجد يتلو القرآن أو متسولاً في الشوارع غالباً” تحدث وجدي لل MCPD عن شغفه بالعود والموسيقى وكيف كان العود بالنسبة له حلماً حتى أنه في إحدى الزيارات لسوق (بير باشا) في مدينة تعز وجد لعبة موسيقية للأطفال فاقتناها على الفور وظل يعزف عليها ويذكر أنها كانت تصدر معزوفات أفريقية.

لم يستسلم وجدي ولم يتنازل عن حلمه الذي ظل يراوده بأن يمتلك عوداً وأن يصبح عازفاً وفناناً رغم بيئته المحافظة الذي ترفض ذلك الأمر رفضاً قاطعاً، وحين وجد أن الأبواب لم تُفتح له قرر كسرها بنفسه واخترع آلة بدائية صنعها من بعض العلب المعدنية الفارغة والأربال المطاطة بحيث أخذ جالون زيت حديدي فارغ ونحت أماكن للأوتار ونحت مثلها على أخشاب صغيرة ثبتها بالجالون ووضع الأربال المطاطة في الأماكن المنحوتة على شكل سلم موسيقي حيث كان قد عرف السلم الموسيقي عندما لمس آلة العود لدى أحد الأصدقاء في إحدى الزيارات للمدينة، وأصدرت الآلة صوتاً جميلا ورناناً كالعود تماماً، وحينها قرر وجدي أن يمنحها اسماً وهوية فسماها (آلة الوجدان) وبدأ يعزف بها في كل مكان.

يقول وجدي إن والده كان يأتي من الغربة فيكسر آلته على الفور كما كان يتلف أشرطة الكاسيت للأغاني التي كان يقتنيها المتمرد وجدي. وفي صنعاء كانت الانطلاقة حيث كشفت أحد البرامج الإذاعية عن موهبة الشاب وجدي وآلة الوجدان، ثم سجل بعض الشارات البرامجية بالآلة ذاتها، بعدها انطلق لإحياء بعض الحفلات مجاناً إلى جوار بعض الفنانين حيث يقول: “لقد كانت آلاتي متواضعة ولم يكن يلتقطها المايكرفون ولكني كنت أتجرأ ولم أكن أذهب للأعراس والحفلات بمفردي، ومؤخراً استطعت الحصول على عود حديث وأنا متعاقد مع عدة مكاتب لتعهد الحفلات” توجد لدى الفنان وجدي البريهي قناة باسمه على اليوتيوب ، كما أجريت معه عدة لقاءات وأنتجت حوله الكثير من التقارير في قنوات محلية وعالمية.

ويصر الفنان وجدي في حديثه مع ال- MCPD أن يسجل عبارات الشكر لكثيرين في حياته في مقدمتهم أسرته التي قبلت بموهبته بعد إصراره وشجعته، كما لا ينسى أصحاب البصمة الأولى والأيادي التي امتدت إليه لتنهضه قبل أن تصفق له. ويتحدث الفنان وجدي البريهي باعتزاز عن رفيقة دربه التي كانت وما تزال العين والمعين في مشواره الفني ورغم أنها تعمل في المجال الطبي كمساعد طبيب إلا أن الفنان وجدي يقول أنه يستعين بها كثيراً في مشواره الفني وخصوصاً في التنسيق والتصوير. https://fb.watch/dBmD1alaq4/

منظمة الصحة العالمية تطالب بإتاحة وصول لقاحات كورونا للأشخاص ذوى الإعاقة

منظمة الصحة العالمية تطالب بإتاحة وصول لقاحات كورونا للأشخاص ذوى الإعاقة

متابعات /

طالبت منظمة الصحة العالمية، بتوفير اللقاحات وضمان وصول الأشخاص ذوى الإعاقة لها، قائلة :”لوقف انتشار كوفيد 19، يجب أن تكون جميع تدابير الوقاية، بما فى ذلك التطعيمات، متاحة للأشخاص ذوى الإعاقة”.وقالت منظمة الصحة العالمية فى تغريدات عبر تويتر: “يتأثر الأشخاص ذوو الإعاقة بشكل غير متناسب بكوفيد 19، على وجه الخصوص عندما تكون إمدادات اللقاح محدودة، يجب على الدول ضمان وصول الأشخاص ذوى الإعاقة إليها”.وتابعت :”لوقف انتشار كوفيد 19، يجب أن تكون جميع تدابير الوقاية، بما في ذلك التطعيم، متاحة للأشخاص ذوي الإعاقة”.

ومن جهته، أكد الدكتور تيدروس أدهانوم ج جيبرييسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، أن بعض الشركات المنتجة للقاحات كورونا تحقق أرباح قياسية بينما الكثير من البشر حول العالم ما زالوا غير محمين من الإصابة بعدوى كورونا، مشددا على أنه لا يمكن لأحد أن يعيش في أمان من الإصابة طالما الكثيرين غير محصنين.

وغرد الدكتور تيدروس أدهانوم ج جيبرييسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، قائلا: “من غير المعقول أن تسجل بعض الشركات المنتجة للقاحات COVID19 أرباحًا قياسية، وتقدم بعض البلدان معززات، بينما لا يزال الكثير من الناس غير محميين. لا أحد بأمان حتى يصبح الجميع بأمان”.وحذر الدكتور تيدروس أدهانوم ج جيبرييسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”، قائلا: “كلما زاد عدد الأشخاص غير المحصنين ضد COVID19 على مستوى العالم ، زادت فرصة انتشار الفيروس والتطور إلى متغيرات يحتمل أن تكون أكثر خطورة ، مما يزيد من المخاطر على الجميع، هذا هو السبب في أننا بحاجة إلى وقف التعزيز بحقوق ملكية اللقاح”.

الرياضيون اللاجئون من ذوي الإعاقة يحظون بفرصة المنافسة على المستوى العالمي

الرياضيون اللاجئون من ذوي الإعاقة يحظون بفرصة المنافسة على المستوى العالمي

متابعات /

تصدر الفريق البارالمبي للاجئين مواكب البلدان المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية والتي افتتحت امس الثلاثاء في طوكيو، حيث يمثل الفريق 82.4 مليون لاجئ ونازح على مستوى العالم، ما يقدر بـ 12 مليون منهم يعانون من الإعاقة.

ويتكون الفريق من ستة رياضيين ينحدرون من أربع دول ويشاركون في خمس رياضات؛ بقيادة علياء عيسى، والتي اضطرت لمغادة سوريا مع عائلتها بسبب القتال وتعيش الآن في اليونان؛إ وبراهيم الحسين لاجئ سوري وعباس كريمي، وهو سباح من أفغانستان أعيد توطينه في الولايات المتحدة. والإيراني شهراد ناساجبور وبارفيه المشارك في رياضة التايكواندو من بوروندي .وتعتبر علياء، البالغة من العمر 20 عاماً، والتي تخوض منافسات رمي الهراوة، أول رياضية في الفريق البارالمبي للاجئين. في سن الرابعة، أصيبت بالجدري ليتضرر دماغها بفعل الحمى الشديدة التي لحقت بها. نتيجة لذلك، فهي تعاني الآن من إعاقة جسدية وذهنية. وتأمل في هذه الألعاب تحطيم رقمها الشخصي البالغ 16.4 متراً.

وقالت علياء في مؤتمر صحفي يوم الاثنين: ”إنه لشرف كبير لي. أريد أن أكون مثالاً يحتذى به لجميع اللاجئين لتحقيق أحلامهم“.وأشارت علياء إلى أنها تأمل أيضاً أن تكون مصدر إلهام للنساء الأخريات من ذوي الإعاقة: ”عندما بدأت لعب رمي الهراوة قبل عامين، لم أكن أصدق أنني سأكون جزءًا من فريق اللاجئين في دورة الألعاب البارالمبية في طوكيو. أريد أن أقول لجميع النساء ممن يعانين من الإعاقة، لا تبقوا في المنزل وحاولوا كل يوم الخروج وممارسة الرياضة“.

وهذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها رياضيون من اللاجئين في دورة الألعاب البارالمبية. وهناك عضوان في الفريق ممن شاركا في دورة ألعاب ريو 2016 وسوف يخوضان المنافسات مرة أخرى في طوكيو، وهما: السباح السوري إبراهيم الحسين، والذي يعيش الآن في اليونان، والإيراني شهراد ناساجبور، والذي يشارك في رياضة رمي القرص ورمي الجلة ويعيش في الولايات المتحدة.

وقد تعهدت اللجنة البارالمبية الدولية في المنتدى العالمي للاجئين في عام 2019 بدعم تشكيل فريق يصل إلى ستة رياضيين في طوكيو 2020. واتفقت اللجنة مع المفوضية على العمل معاً لتعزيز سبل الوصول إلى المرافق الرياضية والرياضات المنظمة، والمشاركة المتساوية في الأحداث الرياضية للاجئين.

ويكرم الفريق البارالمبية للاجئين أيضاً إرث السير لودفيغ غوتمان، وهو اللاجئ الذي فر من ألمانيا النازية قبل الحرب العالمية الثانية ووجد موطناً جديداً له. ومقابل هذا اللطف، فقد بادر في المساعدة على إنشاء الحركة البارالمبية.

وسوف يساعد فريق اللاجئين في رفع مستوى الوعي بشأن أكثر من 80 مليون شخص ممن أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب الحروب أو الصراعات أو الاضطهاد – وهو ارتفاع من 65 مليون مهجر على مستوى العالم في عام 2016.

”أريد أن أمنح الأمل للناس“

وقال إبراهيم الحسين، إنه على الرغم من أصولهم ولغاتهم المختلفة، إلا أن الرياضيين البارالمبيين شعروا بالتقارب من بعضهم البعض: ”في داخل الأسرة ليست هناك حاجة لاستخدام الكلمات. وأضاف أريد أن أمنح الأمل للناس، وآمل أن يواصل فريق اللاجئين من ذوي الإعاقة اكتساب القوة بينما ننتقل إلى [ألعاب] باريس“ في عام 2024.وللترحيب بالرياضيين اللاجئين وتمني النجاح لهم، قدم لهم أحد أجنحة طوكيو التي تعمل كمدينة مضيفة لهم، وهي بونكيو-كو، أكثر من 3,000 طائرة ورقية زرقاء مطوية من قبل طلاب في 21 مدرسة، تم تجميعها معاً من قبل متقاعدين. كما توفر الألعاب البارالمبية فرصة للرياضيين من ذوي الإعاقات الجسدية أو البصرية أو الذهنية للتنافس على المستوى الدولي. ويضع نظام التصنيف الرياضيين المؤهلين وفقاً لمدى إعاقتهم عن طريق تقسيمهم إلى 10 فئات مختلفة، كضعف قوة العضلات أو ضعف البصر.

وقد توجه ألفونسو ديفيز، سفير المفوضية للنوايا الحسنة والذي يلعب لنادي بايرن ميونيخ ومنتخب كندا لكرة القدم والذي نشأ في مخيم للاجئين في غانا، برسالة للرياضيين الستة يهنئهم جميعاً من خلالها ويصفهم بالقدوة وامتلاكهم القدرة على بث الإلهام في نفوس الآخرين.وقال ديفيز: ”ثقوا تماماً من أن ما أنتم على وشك القيام به في طوكيو سوف يغير حياة الناس. سوف يكون هناك شباب ممن سوف يمارسون الرياضة بفضلكم. وسوف يكون هناك لاجئون ممن سوف يعتقدون أنهم يستطيعون القيام بذلك أيضاً لمجرد أنهم يتابعونكم. هؤلاء الأشخاص هم ممرضو ومدرسو وعلماء المستقبل. إنه التغيير الذي تحدثه الرياضة“.

هل كل ذوي الإعاقة متسولون ؟!

هل كل ذوي الإعاقة متسولون ؟!

خاص : دارس البعداني /

يتوجه عبد الله [ اسم مستعار ] كل يوم من الصباح الباكر إلى إحدى الجولات المكتظة بالناس في العاصمة صنعاء ليجمع المال من أصحاب السيارات وكل من يمر من هذه الجولة يقف إلى جانبه أخوه فهو كما يتحدث عبد الله مرافقه ودليله ولأن عبد الله من ذوي الإعاقة البصرية الكلية فإن الأخ الأصغر يدله على السيارات والمارة كي يطلب منهم المال يعمل عبد الله قرابة 12 ساعة يومياً في مهنة التسول برفقة أخيه الأصغر فهي كما يتحدث مصدر الرزق الوحيد له ولأفراد أسرته المكونة من 4 أفراد كلهم يعملون في نفس المهنة لكن عبد الله البالغ من العمر 28 عاماً يؤكد أنه أكثرهم جمعاً للمال وذلك كما يقول بسبب إعاقته التي ينظر إليها الناس برحمة وشفقة وكذلك لخبرته الطويلة حيث أنه بدأ التسول منذ أن كان طفلاً صغيراً عبد الله وأفراد أسرته هم مجموعة صغيرة تمارس التسول بدافع الحاجة ويتخذون الإعاقة وسيلةً سهلة لجمع المال ، فهذه الطريقة كما يؤكد عبد الله علمه إياها أبوه الذي كان يجبره يومياً على الخروج للتسول مستغلاً لإعاقته البصرية حتى أنه رفض تعليمه وإدخاله إلى مراكز التأهيل بحجة أنه كفيف ولن يستفيد منها شيء وأن هذا العمل هو الأفضل والأسهل.

تتزايد أعداد المتسولين يوماً بعد آخر وخاصة الأطفال فعدد المتسولين 7 آلاف طفل متسوّل في العاصمة، صنعاء، من إجمالي 30 ألف طفل متسول في اليمن، بحسب دراسة أصدرها، عام 2011،الدكتور محمد أحمد الزعبي والدكتورة نورية علي حمد في كلية الآداب بجامعة صنعاء، بعنوان: ظاهرة التسول وأثرها الاجتماعي والتربوي في اليمن/ دراسة تطبيقية، أمانة العاصمة نموذجا. لكن تحقيق استقصائي تم نشره في شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية أريج يؤكد أن الأرقام أكثر بكثير مما ذكر في الدراسة وحسب التحقيق فإن ما يزيد عن 14000 طفل دون سن الثامنة عشرة يمارسون التسول في العاصمة صنعاء.

هذه الأرقام والدراسات كانت قبل الحرب الدائرة رحاها منذ سبع سنوات أما الآن فقد تضاعفت الأرقام وزاد عدد المتسولين بشكل كبير. ولن نتحدث كثيراً في هذا التقرير عن التسول كظاهرة لكننا في صدد الحديث عن أسلوب تتخذه بعض الأسر والبشاكات العاملة في التسول وهي استغلال ذوي الإعاقة في التسول وأحياناً التمثيل بأن الشخص يعاني من إعاقة وهو غير معاق أصلاً وذلك لجني المال أكثر والحصول على استعطاف واستجداء الناس يقول الأستاذ محمد العرافي مدير دار رعاية الأحداث في تصريح للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة [ M C P D ]” تستغل بعض الأسر إعاقة أبناءها للذهاب بهم إلى أبواب المساجد والشوارع وتستخدم الإعاقة وسيلة سهلة للتسول وجمع المال ويضيف العرافي ” أن هناك الكثير من المتسولين الذين يتواجدون في الشوارع وبرفقتهم أطفال محنطين حسب قوله لا تستطيع الجزم بأنهم معاقين أو غير معاقين هم أحياء أم أموات فهناك الكثير ممن احترفوا مهنة التسول حتى أنهم يتظاهرون بأنهم ذوي إعاقة ويقوم بعضهم بعمل حركات واهتزازات وكأنهم يعانون من شحنات كهربائية زائدة في الدماغ.

الجدير ذكره أنه في وقت سابق تم افتتاح مشروع خاص بمكافحة التسول حيث أنه تم تخصيص دار لاحتجاز المتسولين وإعادة تأهيلهم في منطقة الحتارش في العاصمة صنعاء لكن الموضوع لم يدم طويلاً وسرعان ما تحول الدار إلى مأوى للأمراض النفسية والعصبية.

عبد الله يتحدث أنه تم احتجازه مرتين سابقتين من قبل مشروع مكافحة التسول وتم إطلاق صراحه قبل وصوله إلى الدار وذلك لأنه وبإيعاز من والده دفع مبلغ بسيط من المال ليتم كما قال إنزاله من الباص والقول له أنت كفيف ولا نريد حبسك. في المقابل فإن الكثير من ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم يتعرضون لمواقف محرجة بسبب النظرة القاصرة التي يعممها المجتمع على كل ذوي الإعاقة كما تصرح أم هدى [ أم لأحد الفتيات من ذوات الإعاقة الحركية ] وتقول ” دائماً ما يفاجئني بعض أفراد المجتمع ونحن في الحديقة أو في الأسواق ووسائل المواصلات بإعطاء بعض النقود إلى ابنتي رغم أنها تلبس الثياب الأنيقة وشكلها لا يوحي أبداً بأنها تحتاج إلى النقود. تضيف أم هدى ” لكن جلوس ابنتي على كرسيها المتحرك باعتقادهم يكفي لأن تكون مدعاة للرحمة والشفقة وهذا الأسلوب يضايقني جداً وحتى ابنتي التي تتأثر نفسيتها كثيراً وتبكي وتقول لي متسائلةً لماذا يعتقد المجتمع أن كل ذوي الإعاقة متسولين ويحتاجون الرحمة بينما هناك الناجحين والفاشلين من ذوي الإعاقة وغيرهم وهناك المتسولين من غير ذوي الإعاقة لماذا لا ينظر الناس إلى كل المجتمع بأنه متسول ، وترفض في أحياناً كثيرة الخروج إلى الشارع أو الحديقة خوفاً من تلك المواقف التي تصفها بالمحرجة والمزعجة.

لكن أم هدى تحمل مؤسسات ذوي الإعاقة المسؤولية الكبيرة في عدم القيام بواجباتها وإيجاد حلول مناسبة والضغط على صناع القرار من أجل إنهاء هذه المشكلة ، كما أنها تحمل وسائل الإعلام مسؤولية التوعية وتعريف المجتمع بضرورة التعامل مع ذوي الإعاقة كأشخاص عاديين منهم المتسول ومنهم الأكاديمي والأستاذ. وحين توجهنا إلى مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بأمانة العاصمة لسؤالهم عن الحلول لظاهرة التسول بشكل عام واستغلال ذوي الإعاقة في التسول بشكل خاص أجابنا الأستاذ حسن المسوري نائب مدير المكتب لقطاع التنمية بالقول ” إن ظاهرة التسول انتشرت بشكل كبير بسبب الظروف الحالية وأنها أصبحت تعجب الكثير كون دخلها أحياناً أكثر من دخل الموظف ومشكلة المتسولين أنهم لم يعودوا يرضون بالحلول المقدمة لهم ويضيف المسوري أن هناك مبنى لإعادة تأهيل المتسولين ويحتوي على تقسيمات للنساء وذوي الإعاقة والأطفال لكنه يحتاج إلى ترميمه ليكون جاهزاً لاستقبال هذه الحالات التي سيتم النظر في أوضاعها في ما بعد فالحالات التي تحتاج إلى علاج يتم تحويلها إلى وزارة الصحة وتلك التي تحتاج إلى تعليم تتحمل ذلك وزارة التربية والتعليم وهكذا. يؤكد المسوري على ضرورة تكاتف الجهود من أجل الحد من هذه الظاهرة ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل كما يقول يعمل جاهداً للحد من هذه الظاهرة حيث أنه قام بعمل لجنة متخصصة لعمل دراسة بحثية ميدانية وينتظر النتائج التي ستخرج بها هذه الدراسة.

يؤكد محامون على أن هناك “الكثير من الثغرات” تشوب بند التسول في قانون الجرائم والعقوبات. ويرون أن “هذه الثغرات تجعل من القانون ممرا يسهل التحايل عبره في تنفيذ العقوبة، ويجعل من التسول حرفة لا يعاقب عليها القانون، إلا بالعنوان فقط، لأن المحتوى مفرغ تماما”. الحكومة قامت بمحاولات “غير مجدية” بحسب التقرير الدوري الثالث المقدم من اليمن، حول مستوى تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل وحمايته للحد من ظاهرة تسول وتشرد الأطفال، تمثلت بإنشاء دور رعاية وإيواء وأيضا بإصدار المادة (203) الباب السابع (التسوّل) من قانون الجرائم والعقوبات لسنة 1994. وتنص هذه المادة على أن “يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر من اعتاد ممارسة التسوّل في أي مكان، إذا كان لديه أو في إمكانه الحصول على وسائل مشروعة للتعيش، وتكون العقوبة الحبس الذي لا يزيد على سنة إذا رافق الفعل التهديد أو ادعاء عاهة أو اصطحاب طفل صغير من غير فروعه، ويجوز للمحكمة بدلا من الحكم على المتسوّل بالعقوبة المقررة أن تأمر بتكليفه بعمل إلزامي مدة لا تزيد على سنة إذا كان قادرا على العمل، أو تأمر بإيداعه ملجأ أو دارا للعجزة أو مؤسسة خيرية معترفاً بها إذا كان عاجزا عن العمل (…)”. لكن هذا القانون لا يطبق على أرض الواقع بسبب ثغرات، تسهّل عملية التهرب من تنفيذ العقوبة، تتمثل في تفسير عبارات مطاطية واردة فيه.

ومن ذلك مثلا أن عبارة “من اعتاد ممارسة التسوّل” تعني أنه لا يجب تنفيذ العقوبة على المتسوّل إلا بعد القبض عليه (عدة مرات) في السنة، واصطحاب طفل صغير من غير فروعه” تدل على أن العقوبة لا تنفذ على من اصطحب طفله للتسول أو حفيده أو أي طفل من فروعه واستخدمه في التسول. وبين الثغرات القانونية الكثيرة والمواد المطاطية تظل ظاهرة التسول والاستغلال لذوي الإعاقة في هذه الحرفة أمراً مستمراً ولا حلول جذرية تلوح في الأفق.

اليابان – طريقة جديدة لتوظيف ذوي الإعاقة باستخدام الروبوتات.

اليابان  – طريقة جديدة لتوظيف ذوي الإعاقة  باستخدام الروبوتات.

متابعات /

تظهر لقطات فيديو رجل آلي يمارس دور النادل في أحد مقاهي طوكيو باليابان، كجزء من تجربة تهدف لتوظيف ذوي الإعاقات الجسدية أو الاضطرابات النفسية أو العقلية،ويقوم ميتشيو إيماي وهو واحد من حوالي 50 موظفًا يعانون من إعاقات جسدية وعقلية يعملون كطيارين تابعين لشركة Dawn بإدارة الروبوت في منزله على بعد 800 كيلومترا، وبمساعدة كاميرا وميكروفون ومكبر صوت للتواصل مع مرتادي المقهى.

وتهدف روبوتات Dawn cafe إلى أن تكون أكثر من مجرد وسيلة للتحايل ، حيث توفر فرص عمل للأشخاص الذين يجدون صعوبة في العمل خارج المنزل.وتتميز الآلات المسماة OriHime بكاميرات وميكروفون ومكبر صوت للسماح للمشغلين بالتواصل مع العملاء عن بُعد.

وتم افتتاح مقهى في منطقة نيهونباشي بوسط طوكيو في يونيو ، ويعمل به موظفون من جميع أنحاء اليابان وخارجها ، كما تمكن خاصية التحكم عن بعد بعض مرضى التصلب الجانبي الضموري (ALS) الذين يستخدمون حركات العين باستخدام الألواح الرقمية الخاصة بهم وأرسال إشارات للتحكم بتلك الروبوتات.

لا مستحيل.. كفيف عراقي يبني شبكات كهربائية متكاملة لإنارة المنازل.. وآخر يصلح السيارات باللمس والسمع.. وهذه رسالته للآخرين

متابعات /

تداولت وسائل إعلام عراقية، الشهر الجاري، قصة لشاب عراقي من ذوي الإعاقة البصرية المصاحبة له منذ الولادة، يعمل في تأسيس الكهرباء للمنازل وغيرها من المباني في مدينة المقدادية شمال شرقي ديالى.وطوّر العشريني عبد الهادي عطا الله قدراته لكسب قوت يومه؛ فيداه اليوم تعرفان طريقهما جيدا في مهنة تصنف بأنها خطرة، وثمن الخطأ فيها كبير.

ونقلت قناة UTV العراقية عن عبدالهادي قوله إن “زبائني لا يصدقون في بادئ الأمر أنني كهربائي، وأنا أعذرهم، لكنني اتفق معهم على عدم تسلم أي مبلغ قبل إنجاز العمل وإنارة المبنى”.ويؤسس عبد الهادي المنازل كاملة حتى تصبح جاهزة للربط الكهربائي بمساعدة عامل معه يستعين به في معرفة ألوان أقطاب الأسلاك وحفر المفاتيح في الجدران.ويستغرق وقت تأسيسه المنزل الواحد قرابة أسبوع، فيما يقول إنه يعمل مجانا في بعض الأحيان لمساعدة الفقراء، ولأنه أيضا لا يحب البقاء في المنزل.

ويقول عبد الهادي إن “الجلوس في المنزل يصيبني بالضجر، لذلك أتمنى مجيء أي زبون ليطلب مني إنجاز عمل في الكهرباء، وأحيانا أقدم خدماتي مجانا للفقراء ومن لديهم أعطال بسيطة”.عبد الهادي متزوج وينتظر أن يُرزق بأطفال، وهو يفخر بتجهيز منازل عديدة في مدينته بالتأسيسات الكهربائية، وسط إشادة من أصحاب المنازل تلك بمهنيته التي تفوق المبصرين على حد قولهم.ويقول محمد صادق، وهو صاحب منزل أسس عبد الهادي كهرباءه، إن “ثقتي به كانت مهزوزة عندما استأجرته لتأسيس الكهرباء في منزلي، لكنني اكتشفت لاحقا أن عمله أفضل من عمل كثيرين من أصحاب البصر”.

وعبد الهادي ليس الكفيف الوحيد في عائلته، فهو واحد من 3 أشقاء ولدوا كفيفين، لكنه آمن بقدراته وانطلق ليمارس حياته طبيعيا ليتحمل اليوم مسؤولية إعالة أسرته في حياة يراها غيره صعبة جدا.وفي قصة أخرى نقلتها وكالة رويترز وقناة الجزيرة ووسائل إعلامية أخرى سبتمبر الماضي، لكفيف عراقي آخر اسمه مصطفى عزيز ويعمل في إصلاح السيارات باللمس والسمع.وبحسب رويترز فإن الشاب مصطفى عندما يمسك جزءا من محرك سيارة، عهد إليه أحد الزبائن بإصلاحها، ويهزه بيده، يكتشف بسرعة ما ينبغي عليه القيام به لإصلاح العطل.

ويقول الشاب البالغ (35 عاما) والمصاب بإعاقة بصرية منذ ولادته، من منزله ببغداد الذي افتتح فيه ورشة إصلاح، إن “بعض الناس يندهشون والبعض الآخر لا يصدقون حتى يروا بأعينهم”.وكان والده، وهو ميكانيكي سيارات، هو من علمه هذه المهارة ونقل إليه الشغف بإصلاح السيارات عندما كان عزيز طفلا صغيرا، وعاما بعد عام، تطورت مهاراته حتى ذاع صيته في المنطقة الآن.وقال عزيز إن المكفوفين يواجهون تحديات كثيرة، موضحا أن عدم وجود بنية تحتية ملائمة في منطقته جعل من الصعب عليه متابعة دراسته في بادئ الأمر.

وقال عزيز إن المكفوفين يواجهون تحديات كثيرة، موضحا أن عدم وجود بنية تحتية ملائمة في منطقته جعل من الصعب عليه متابعة دراسته في بادئ الأمر.يقول إن نجاحه كميكانيكي سيارات هو الذي منحه الثقة بالنفس ليحلم بأحلام كبيرة، وهو اليوم حاصل على دبلوم في الموسيقى ويعزف في فرقة، ويقدم دروسا في الدراسات الإسلامية لذوي الإعاقة.وساعده إصلاح السيارات أيضا على التعرف بالناس وتكوين الصداقات مع أشخاص من خلفيات مختلفة، ودمجه في الدوائر الاجتماعية التي لم تكن لديه إمكانية الوصول إليها من قبل.وفي تصريح نقلته عنه قناة الجزيرة مباشر وتابعه المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة، وجه مصطفى عزيز رسالة مهمة للاشخاص ذوي الإعاقة، قال فيها: “أنصحكم بألا تنتظروا أحدا ، كونوا أنتم المبادرون وكونوا أصحاب طموح في الحياة وأصحاب طموح عالي، وستنجحون بالتأكيد”.

ولا يتوقف حلم عزيز عند توفير دخل لأسرته ومظلة أمان لطفليه؛ بل يريد، على المدى الطويل، تحسين أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة في العراق، وتشجيعهم على الطموح والأحلام.