المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

بمشاركة 58 لاعب ولاعبة اختتام البطولة الثالثة لألعاب القوى

بمشاركة 58 لاعب ولاعبة اختتام البطولة الثالثة لألعاب القوى

خاص /

اختتمت اليوم بملعب نادي وحدة صنعاء البطولة الثالثة لألعاب القوى لذوي وذوات الإعاقة بمشاركة 58 لاعب ولاعبة يمثلون مراكز وجمعيات ذوي الإعاقة بأمانة العاصمة.

البطولة التي نظمها الاتحاد العام لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة بتنسيق مع اللجنة البارا أولمبية وتمويل صندوق رعاية وتأهيل المعاقين وصندوق النشء والشباب والرياضة استمرت على مدا يومين هي 2-3 من الشهر الجاري ، وجرت المنافسة بين اللاعبين في ألعاب الجري للمكفوفين ورمي القرص والجلة والرمح لذوي الإعاقة الحركية رجال وسيدات.

وقال طه الصياد رئيس اللجنة الإعلامية للبطولة في تصريح للمركز الإعلامي ” تقام هذه البطولة ليثبت ذوي الإعاقة أنهم قادرون على الإبداع مهما كانت الظروف وما رأيناه اليوم وأمس هو خير دليل على ذلك.

وأشار الصياد إلى أن هذه البطولة تقام بأبسط الإمكانيات وثمن كل الجهود التي بذلت بهدف إنجاحها متمنياً التركيز والاهتمام بالجانب الرياضي لما له من أهمية كبيرة في تنشيط العقول وبناء الأجسام.

وفي ختام البطولة كرم رئيس الاتحاد العام لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة عبد ربه حميد ومعه وزير الشؤون الاجتماعية بصنعاء عبيد سالم وجمع من المسؤولين المراكز الفائزة بالبطولة وهي على النحو التالي :

صورة من التكريم

جري مكفوفين كبار
محمد صالح الرقي المركز الاول المركز الثقافي للمكفوفين
حسن علي عبدالجليل راجح المركز الثاني مركز النور للمكفوفين
انور شرف الحمادي المركز الثالث جمعية المكفوفين

جري فئة المكفوفين ناشئين
منير مرشد الضبيبي المركز الاول مركز النور للمكفوفين
هارون القاسمي المركز الثاني جمعية المكفوفين
حافظ ابراهيم المركز الثالث مركز النور للمكفوفين

فئة اليافعات كفيفات
دنيا زياد محمد شويع المركز الاول جمعية الامان للكفيفات
رغد معاذ السلفة المركز الثاني جمعية الامان للكفيفات
أية احمد ثابت البدجي الثالثة جمعية الامان للكفيفات

العاب القوى للمعاقين حركيا
رمي الرمح رجال
نصيب الرعود من نادي المستقبل المركز الاول وحمزة الدرواني من جمعية مستقبل اليمن المركز الثاني

صورة من لعبة رمي الرمح للرجال

دفع الجلة رجال
علا عبده مكرد القدسي من جمعية المعاقين حركياً المركز الاول وجمعان غالب اسماعيل من نادي الصمود المركز الثاني

دفع الجلة سيدات
تهاني الصباري من جمعية الناجين من الالغام المركز الاول وإنتصار قاسم علي من مركز إرادة المركز الثاني

رمي القرص سيدات
بلقيس احمد طارش من جمعية المعاقين حركياً المركز الاول وابتسام محمد احمد من نادي المستقبل المركز الثاني

كما كرم الاتحاد الجهات الداعمة للبطولة والحكام الذين شاركوا في تحكيم مختلف الألعاب.

رياضة ذوي الإعاقة..
واقع مؤلم يجمّد القدرات ويقلّص الإبداع

رياضة ذوي الإعاقة..واقع مؤلم يجمّد القدرات ويقلّص الإبداع

خاص : مصطفى صالح /

رياضة ذوي الإعاقة، هي رياضة بقواعد تم تصميمها بحيث يمكن أن تمارس من قبل أشخاص ذوي إعاقة جسدية، أو حسية، أو عقلية، وهي رياضة مكيفة بما يتناسب وذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم، وكثير منها يتركز على رياضات موجودة وقائمة، ومع ذلك فقد تم إنشاء بعض الألعاب الرياضية خصيصا للأشخاص ذوي الإعاقة، وتقام بطولات محلية وإقليمية ودولية في شتى الألعاب تنظمها اتحادات خاصة برياضة ذوي الإعاقة.

تاريخياً تصنف رياضة ذوي الإعاقة بحسب الفئة التي تمارسها، فهناك ألعاب رياضية خاصة بالمكفوفين، وأخرى خاصة بذوي الإعاقة الحركية والصم وغيرها، كما أن هناك ألعاب مشتركة بين أكثر من فئة مثل: الشطرنج، وشد الحبل، وكل فئة لها تاريخها الخاص، منظماتها والأحداث ورؤيتها للرياضة.

وقد وعى العالم مبكرًا أهمية رياضة ذوي الإعاقة، فمنذ عام 1988 ضمت اللجنة الأولمبية إليها ألعاب رياضة المعاقين – البارالمبية -، وبعدها بعام واحد ضمت اللجنة جميع المرافق الرياضية للرياضيين المعاقين.

وهناك اتحادات ومنافسات دولية لرياضة ذوي الإعاقة، وأشهر تلك الرياضات: ألعاب القوى والسباحة وتنس الطاولة والجودو وكرة السلة وكرة القدم وكرة الجرس والشطرنج.

وكجزء من حال الرياضة بشكل عام في بلادنا، تعاني رياضة ذوي الإعاقة من واقع مزرٍ وغير مشجع تعاظمت حالة الازدراء مع اندلاع الحرب في العام  2015، مع العلم أن بعض الإعاقات لا تملك فرق رياضية دائمة ولا حتى أندية وأماكن للتدريب.

شحة الموارد وغياب الاهتمام

رئيس الاتحاد العام لرياضة المعاقين في صنعاء، الأستاذ عبدربه ناصر حميد، في حديث مع الـ MCPD يصف واقع الرياضة في اليمن بالضعيف جدًا ويعزو ذلك لعدة أسباب أهمها: عدم وجود الوسائل والصالات الرياضية الخاصة بذوي الإعاقة وضعف الدعم المادي ، إضافة إلى غياب الاهتمام من الجهات المسؤولة عن رياضة المعاقين.

ويقول عبدربه: “إن الاتحاد مع هذا الواقع المؤلم يقدم الشيء البسيط من خلال إقامة بطولات موسمية لا تفي بالغرض”، معترفًا بتقصير الاتحاد للأسباب آنفة الذكر.

وأشار رئيس الاتحاد إلى أن لديهم خططا وبرامج سنوية، لكن لا يتم تنفيذها بحسب ما يخططون له والسبب يعود إلى الصعوبات المذكورة سابقًا، حسب قوله.

اللاعبة بلقيس طارش الشرجبي، من ذوي الإعاقة الحركية، تخصص دفع الجلة F57، من جانبها تقول لـ MCPD إنهم لا يمتلكون صالة رياضية للتدريب واللعب، وتشكو غياب الدعم والتشجيع من الجهات الحكومية المسؤولة.

ويشاركهما الرأي ليبان الجماعي، وهو مدرب ألعاب القوى لذوي الإعاقة، إذ يقول: “إن واقع رياضة ذوي الإعاقة في اليمن، محزن للغاية، ولا يوجد اهتمام حقيقي ولا بنية تحتية، علاوة على تدني ميزانية هذه الرياضة بشكل كبير جدًا.”

أما عبدالرحمن الحنق، وهو لاعب كرة الجرس من ذوي الإعاقة البصرية، في مركز النور وجمعية المكفوفين وسبق أن شارك في بطولة دولية، فيتطرق إلى عدم وجود أندية خاصة لتدريب اللاعبين من جميع فئات الإعاقة في اليمن وبشكل مستمر.

ويشكو في حديثه للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة MCPD ضعف التدريب والتأهيل والاختيار العشوائي -حسب وصفه- للاعبين أثناء المشاركة في البطولات الدولية، علاوة على عدم وجود مدربين متخصصين في الألعاب الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة.

مسار مُعطّل وآمال معلقة

يقول عبدربه حميد، إن لدى الاتحاد شراكة مع البارالمبية الآسيوية، مشيرًا إلى أن آخر بطولة شارك فيها الاتحاد كانت في البحرين خلال الفترة 18 – 26 فبراير/2022، وحصل على ذهبيتين وفضيتين وبرونزية في العاب القوى وكرة الريشة، لافتًا إلى مشاركة لاعبي الاتحاد خلال الفترة من 16 أغسطس إلى 6 سبتمبر 2022 في أولمبياد طوكيو.

 وأضاف رئيس الاتحاد أن لديهم رياضيين من ذوي الإعاقة يلعبون كرة السلة بعدد إجمالي 54 من الذكور والإناث، منهم 30 لاعبة و24 لاعبًا، وهم يتدربون على مدار العام بدعم من الصليب الأحمر الدولي.

ورغم كل المعوقات والعقبات يذكر عبد ربه أن اليمن حققت فوزًا في سبع بطولات عربية في كل من مصر والأردن خلال الفترة 2007 – 2014، بفضيتين وبرونزية وبقية البطولات برونزيات في رياضة تنس الطاولة.

إلى ذلك، قال  المدرب ليبان الجماعي، في حديث مع الـ MCPD: “نقوم حاليا بوضع البرامج التدريبية للرياضيين من ذوي الإعاقة وكذلك تحفيزهم على ممارسة الرياضة عموماً وألعاب القوى خصوصاً وذلك بحسب الظروف والإمكانيات المتوفرة كما نقوم بانتقاء العناصر المميزة منهم و تجهيزهم للمشاركة في المحافل الدولية القادمة”وأوضح المدرب الجماعي أن ألعاب القوى لذوي الإعاقة، تحتوي على 3 فعاليات رئيسية وهي :

1) فعاليات الجري:- وتحتوي على سباقات (١٠٠م،٢٠٠م،٤٠٠م،٨٠٠ ١٥٠٠،٥٠٠٠م)

 2) فعاليات القفز:- وتحتوي على (القفز العالي والقفز الطويل)

 3) فعاليات الرمي:- وتحتوي على (دفع الجلة، رمي القرص، رمي الرمح، رمي الصولجان) وهناك تصنيفات متعددة بحسب نوع الإعاقة لكل فعالية وذلك لضمان منافسة عادلة بين الرياضيين”

ويأمل الجماعي أن تتظافر الجهود الحكومية والخاصة لدعم رياضة ذوي الإعاقة وكذا التوعية الإعلامية بأهميتها الكبيرة للمعاقين صحيا وبدنيا وبما يساهم في تحقيق الدمج في المجتمع. وعبّر عن أمنياته بزيادة الاهتمام برياضة الأشخاص ذوي الإعاقة ليتمكنوا من تحقيق طموحاتهم ورفع علم اليمن في كل المحافل الدولية.

أما لاعب كرة هدف المكفوفين، محمد عبدالقادر الكاف، فقد أبدى أمله في إجراء التدريبات المتواصلة للاعبين وإقامة البطولات المحلية، فيما تطمح اللاعبة بلقيس طارش الشرجبي التي سبق وأن شاركت في دورة الالعاب البارالمبية الثانية عشر في طوكيو 2020، تطمح شخصيًا إلى تحقيق ميدالية دولية لليمن.

وتبقى التربية الرياضية من أفضل الوسائل لتطوير قدرات ذوي الإعاقة، من حيث المشاركة الفعليّة في الأنشطة المختلفة. والتربية الرياضية برسالتها السامية وفلسفتها الحديثة تعمل على الاعتناء بالفرد وإذكاء العقل والجسم كوحدة متكاملة.

ومن هنا يُمكن تأهيل ذوي الإعاقة ضمن خطوات علمية سليمة، من حيث استغلال قدراتهم والتركيز عليها. وبالتالي تأهيلهم ودمجهم مع المجتمع بما يضمن إتاحة الفرصة أمامهم للإبداع والإنتاج، وهذا الهدف النبيل والحق المشروع بحاجة إلى إيمان ذوي الإعاقة أنفسهم بأهميته وتوعية المجتمع بضرورته ودفع المؤسسات الحكومية والخاصة والجهات الخارجية ذات العلاقة إلى مضاعفة الاهتمام لتحقيقه.

صورة فتياة من ذوات الإاعقة الحركية من إحدى البطولات
صورة فتيات من ذوات الإعاقة الحركية من إحدى البطولات
الرياضيون اللاجئون من ذوي الإعاقة يحظون بفرصة المنافسة على المستوى العالمي

متابعات /

تصدر الفريق البارالمبي للاجئين مواكب البلدان المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية والتي افتتحت امس الثلاثاء في طوكيو، حيث يمثل الفريق 82.4 مليون لاجئ ونازح على مستوى العالم، ما يقدر بـ 12 مليون منهم يعانون من الإعاقة.

ويتكون الفريق من ستة رياضيين ينحدرون من أربع دول ويشاركون في خمس رياضات؛ بقيادة علياء عيسى، والتي اضطرت لمغادة سوريا مع عائلتها بسبب القتال وتعيش الآن في اليونان؛إ وبراهيم الحسين لاجئ سوري وعباس كريمي، وهو سباح من أفغانستان أعيد توطينه في الولايات المتحدة. والإيراني شهراد ناساجبور وبارفيه المشارك في رياضة التايكواندو من بوروندي .وتعتبر علياء، البالغة من العمر 20 عاماً، والتي تخوض منافسات رمي الهراوة، أول رياضية في الفريق البارالمبي للاجئين. في سن الرابعة، أصيبت بالجدري ليتضرر دماغها بفعل الحمى الشديدة التي لحقت بها. نتيجة لذلك، فهي تعاني الآن من إعاقة جسدية وذهنية. وتأمل في هذه الألعاب تحطيم رقمها الشخصي البالغ 16.4 متراً.

وقالت علياء في مؤتمر صحفي يوم الاثنين: ”إنه لشرف كبير لي. أريد أن أكون مثالاً يحتذى به لجميع اللاجئين لتحقيق أحلامهم“.وأشارت علياء إلى أنها تأمل أيضاً أن تكون مصدر إلهام للنساء الأخريات من ذوي الإعاقة: ”عندما بدأت لعب رمي الهراوة قبل عامين، لم أكن أصدق أنني سأكون جزءًا من فريق اللاجئين في دورة الألعاب البارالمبية في طوكيو. أريد أن أقول لجميع النساء ممن يعانين من الإعاقة، لا تبقوا في المنزل وحاولوا كل يوم الخروج وممارسة الرياضة“.

وهذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها رياضيون من اللاجئين في دورة الألعاب البارالمبية. وهناك عضوان في الفريق ممن شاركا في دورة ألعاب ريو 2016 وسوف يخوضان المنافسات مرة أخرى في طوكيو، وهما: السباح السوري إبراهيم الحسين، والذي يعيش الآن في اليونان، والإيراني شهراد ناساجبور، والذي يشارك في رياضة رمي القرص ورمي الجلة ويعيش في الولايات المتحدة.

وقد تعهدت اللجنة البارالمبية الدولية في المنتدى العالمي للاجئين في عام 2019 بدعم تشكيل فريق يصل إلى ستة رياضيين في طوكيو 2020. واتفقت اللجنة مع المفوضية على العمل معاً لتعزيز سبل الوصول إلى المرافق الرياضية والرياضات المنظمة، والمشاركة المتساوية في الأحداث الرياضية للاجئين.

ويكرم الفريق البارالمبية للاجئين أيضاً إرث السير لودفيغ غوتمان، وهو اللاجئ الذي فر من ألمانيا النازية قبل الحرب العالمية الثانية ووجد موطناً جديداً له. ومقابل هذا اللطف، فقد بادر في المساعدة على إنشاء الحركة البارالمبية.

وسوف يساعد فريق اللاجئين في رفع مستوى الوعي بشأن أكثر من 80 مليون شخص ممن أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب الحروب أو الصراعات أو الاضطهاد – وهو ارتفاع من 65 مليون مهجر على مستوى العالم في عام 2016.

”أريد أن أمنح الأمل للناس“

وقال إبراهيم الحسين، إنه على الرغم من أصولهم ولغاتهم المختلفة، إلا أن الرياضيين البارالمبيين شعروا بالتقارب من بعضهم البعض: ”في داخل الأسرة ليست هناك حاجة لاستخدام الكلمات. وأضاف أريد أن أمنح الأمل للناس، وآمل أن يواصل فريق اللاجئين من ذوي الإعاقة اكتساب القوة بينما ننتقل إلى [ألعاب] باريس“ في عام 2024.وللترحيب بالرياضيين اللاجئين وتمني النجاح لهم، قدم لهم أحد أجنحة طوكيو التي تعمل كمدينة مضيفة لهم، وهي بونكيو-كو، أكثر من 3,000 طائرة ورقية زرقاء مطوية من قبل طلاب في 21 مدرسة، تم تجميعها معاً من قبل متقاعدين. كما توفر الألعاب البارالمبية فرصة للرياضيين من ذوي الإعاقات الجسدية أو البصرية أو الذهنية للتنافس على المستوى الدولي. ويضع نظام التصنيف الرياضيين المؤهلين وفقاً لمدى إعاقتهم عن طريق تقسيمهم إلى 10 فئات مختلفة، كضعف قوة العضلات أو ضعف البصر.

وقد توجه ألفونسو ديفيز، سفير المفوضية للنوايا الحسنة والذي يلعب لنادي بايرن ميونيخ ومنتخب كندا لكرة القدم والذي نشأ في مخيم للاجئين في غانا، برسالة للرياضيين الستة يهنئهم جميعاً من خلالها ويصفهم بالقدوة وامتلاكهم القدرة على بث الإلهام في نفوس الآخرين.وقال ديفيز: ”ثقوا تماماً من أن ما أنتم على وشك القيام به في طوكيو سوف يغير حياة الناس. سوف يكون هناك شباب ممن سوف يمارسون الرياضة بفضلكم. وسوف يكون هناك لاجئون ممن سوف يعتقدون أنهم يستطيعون القيام بذلك أيضاً لمجرد أنهم يتابعونكم. هؤلاء الأشخاص هم ممرضو ومدرسو وعلماء المستقبل. إنه التغيير الذي تحدثه الرياضة“.

اليــمني شـــجــاع نشــوان  ..  ثــامـــن أبــطال أوروبــا في رياضة الجودو .

خاص /

“درست الصف الأول في مركز النور للمكفوفين بصنعاء , ثم بعد ذلك تم انتقالنا إلى ألمانيا وأتممت دراستي هناك , أعني في ألمانيا وكان انتقالنا إلى ألمانيا بشكل عائلي وبسبب اهتمامهم بالمعاقين حصلت على الفرصة في الدراسة والاستقرار هناك “

شجاع نشوان لاعب جودو “كفيف” من أصول يمنية هاجر إلى ألمانيا مع اسرته ، وهو في عمر السادسة , تعلق كثيراً بالرياضة وشغف بها لدرجة قد لا يتوقعها أحد ، وبمثابرته استطاع “شجاع” الوصول إلى العالمية , ويعد أحد لاعبي المنتخب الوطني الألماني للمكفوفين .

عبر المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة تم التواصل معه ومعرفة أهم جوانب التميز في حياته وكيف استطاع أن يلج عالم الرياضة ويضع له بصمة متميزة كبطل من أبطال العالم .

من هو شجاع نشوان .

يقول : “شجاع نشوان” البالغ من العمر ثلاثة وعشرون عاما ” أنا أسمي شجاع سامي نشوان اسكن في مدينة “هنوفا” الألمانية طالب في الجامعة ـ طب علم نفس ـ متزوج حديثاً ولقد أقمت العرس في اليمن شهر أغسطس /آب الماضي أثناء زيارتي لليمن ، أنا أصلي من محافظة إب وأحمل الجنسية الألمانية وسبب إعاقتي منذ الولادة .

شجاع ورياضة الجودو .

بدأ شجاع بممارسة العديد من الرياضات لكنه وجد نفسه أقرب إلى الرياضات القتالية ومنها رياضة (الكونغ فو ) يقول: شجاع ” نظرت إلى كثير من الرياضات فرغبت في (الكونغ فو) وهي من الرياضات الصينية ثم بعد ذلك بدأ يخف نظري فبدأت أمارس لعبة (الجودو) وهي لعبه يابانيه , وكانت أسهل لي عندما خف نظري حيث تعتمد فقط أن يكون الشخص أمامي وأنا قابض عليه بيدي “.

البداية كانت صعبة بالنسبة لـــ شجاع ومدرب لا يشفق .

من خلال تواصلنا في الـــ MCPD مع “شجاع نشوان” وللوهلة الأولى تلمسنا فيه تلك الروح المرحة والإبتسامة التي لا تفارق محياه ، بدئ لنا وكأنه يسعى جاهدا لإخفاء الكثير من الأعباء التي ترهق كأهله, ويحلم شجاع بتحقيقها فلم تكن بداياته الأولى بتلك البساطة أو السهولة التي قد يتوقعها البعض لمجرد علمهم أنه في بلد بها من الإمكانيات والوسائل المتاحة التي قد تصنع له النجومية ، ولكن منذ تعرفنا على بداياته الأولى جعلتنا نؤمن برسالة يجب أن نوصلها لكل الأشخاص من ذوي الإعاقة وهي أن الإعاقة ليست في البدن وإنما هي في روح الإنسان ، يصف لنا شجاع بداياته بقوله : ” لقد بدأت التدريب مع الأصدقاء ومع مدرب لي وكان لا يشفق عليا , وكان يدفعني ويدربني بكل قوة وحب لكي تصل إلي رسالة منه وهي ( أعتمد على نفسك) وحتى أزداد قوة وثقة بالنفس , ولقد احتجت إلى كثير من الوقت في تلك الأيام حتى نجحت وعلمت أنني بطل وأنني أستطيع تحمل كل شي بعد كل هذا الجهد المبذول ، وجدت العديد من الصعوبات كبعض المواقف التي أتذكرها مثل أن تصطدم قدمي بالحديد دون أن أعلم وغيرها، وكانت اللعبة الصينية (الكونغ فو) صعبه بعض الشيء لأنني لا أستطيع أن أرى الخصم ومن أين سوف أتلقى اللكمة ، وزحلقة القدم من أين ستأتي … ولكني الآن مع لعبة الجودو لا أواجه صعوبة كبيره فكل من أعرفهم ومن لا أعرف يحترمونني ويقدرون هذا الشيء “.

كن شجاعاً ..

بعد مشوار طويل من التدريب الشاق النابع من حب “شجاع” للرياضة استطاع أن يضع له بصمة متميزة بل واسم معروف ليكن بطل من إبطال العالم وثامن أبطال أوروبا واضعاً شعاراً يمنحه القوة والإرادة التي يحتاج إليها في كل بطولاته التي يخوضها وهو (كن .. شجاعاً )

وكما يقول شجاع ” البطولات التي شاركت فيها هي للمكفوفين بطولات أوروبا هي : للشباب من عمر الواحد والعشرون سنه عام 2017 فزت وكنت الثالث في كأس العالم في بريطانيا , وفي إيطاليا كنت ثالث أبطال أوروبا لكأس العالم لعام 2019 , وكذلك شاركت في 2019 في بطولة طلاب الجامعات في ألمانيا وكنت ثالث أبطالها , وأنا الآن ثامن أبطال أوروبا وأول كفيف يستطيع ممارسة الرياضة مع الذين هم مبصرين , وسأشارك في الألعاب البارالمبية في اليابان وهي أكبر رياضه في العالم , وتقام كل أربع سنوات , وكُنا سنلعبها هذه السنة إلا أن كورونا أنتشر فتم تأجيلها إلى السنة القادمة بإذن الله وأنا أنتظرها بكل حماس ، وشعاري دائما هو كن .. شجاعا “

طموحاتي أن أحقق لليمن الحب والسلام .

بروحه المرحه والمتواضعة النابعة من حبه لبلده اليمن يحدثنا “شجاع” عن طموحاته فيقول : ” من طموحاتي أن أحقق لليمن وأهلها بعلمي وحبي لها وتدريبي” السلام” وأن نحصل على حل للمشاكل في اليمن وهي محتاجة لكل أبنائها لكي نكون يداً واحدة لنقدم الدعم اللازم من تدريب وتعليم وأمن وغير ذلك من الاحتياجات اللازمة “

فكل شخص يستطيع تقديم المساعدة لكل من حوله ولمجتمعه وبذلك ننشر السلام والحب في وطننا الحبيب وأريد أن أقول في رسالتي هذه أن الإعاقة ليست اعاقة الجسد وإنما هي في روح الإنسان ، فنحن نعمل بجد ومثلي كثير ولقد حققنا طموحات وإنجازات كثيرة ولله الحمد .

بهذه الرسالة التي يختم بها البطل “شجاع نشوان” لقائنا معه وهو على يقين أن هذا الطموح هو أمل وحلم كل أبناء الشعب اليمني فأن هذا الطموح لن يتحقق كما قال نشوان الا عندما نكون يدا واحدة نقدم الدعم اللازم كل حسب مجاله وتخصصه .