المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

حياة الأشموري (قصة إلهام).

حياة الأشموري (قصة إلهام).

خاص: المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة(MCPD). إبراهيم محمد المنيفي

طفلةٌ كفيفة ترفضها المدرسة فقط لأنها كفيفة فتعود مع والدتها مكسورة الخاطر باكية العينين لأنها أول مرة تعلم بأنها كفيفة لم تعد تحب الدفتر والأقلام وعلبة الألوان التي أصرت على اقتنائها أسوة بأقرانها من الأطفال فالمديرة طلبت من والدتها أن تضعها في غرفة خاصة بها وهي “عمياء لا يمكنها أن تتعلم” هكذا كسرت المديرة مجاديف تلك الطفلة البرئة التي عادت مع أمها مكسورة الجناح وضلت تبكي وتتحسر “لماذا يضعوني في غرفة بمفردي؟ ما الذي فعلت؟!!! ترى هل ستستمع أمي لكلام تلك المديرة؟!! ترى هل أنا عمياء بالفعل! أنا لا أشعر بذلك في أسرتي لماذا لم يخبروني أنني عمياء؟! “،

تلك هي الصورة الأولى. أما الصورة الثانية فهي لشابة كفيفة تدرس إدارة أعمال دولية في إحدى أرقى الجامعات في البلد وتتخرج منها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وتعمل حالياً مختص المتابعة والتقييم في جمعية الأمان لرعاية الكفيفات.

وبين الصورتين قصة كفاح مُلهِمة، بين الصورتين عشرات الصور والقصص، بين الصورتين عشرات الخطوات تعثرت في بعضها بطلتنا لكنها لم تظل جاثية على قدميها بل نهضت لتصنع الحلم وتحقق إنجازات يُشار إليها بالبنان، بين الصورتين قد تتوقف أيها القارئ العزيز وآلاف المكفوفين والكفيفات يحيون ذكرى رائدة العمل الخيري في اليمن الراحلة فاطمة العاقل في هذا الشهر وفي الخلفية صوت نشيد ونشيج لفتاة كفيفة تنشد بصوت حزين ،(فيضُ المشاعرِ والشجون حين الفراق غدت لحون** برحيلِ من بعطائها كانت لنا نور العيون )

صاحبة تلك الأنشودة الحزينة والكثير من أناشيد الإرادة والحث على طلب العلم والتوعية بقضايا الكفيفة ودورها في المجتمع هي بطلة قصتنا وهي صاحبة الصورتين السابقتين أيضا . فمن هي؟. هي حياة علي بن علي الأشموري من مواليد أمانة العاصمة صنعاء، فقدت بصر ها باكراً بسبب المياه البيضاء (Cataract) وعاشت طفولتةً دافئة مليئة بالحب والعطف والحنان وكما تصفها لل mcbd بأنها كانت رائعة وجميلة، ولكن ككل المكفوفين والكفيفات لابد وأن تنعكس الإعاقة البصرية على حياتهم بسبب قلة الوعي وعدم تهيئة الظروف البيئية المناسبة .

فتقول حياة الأشموري :”كنت ألعب مع رفيقاتي وكن يستثنينني من بعض الألعاب لأني لا أرى وكنت أتساءل كيف يرون؟!!” وتحدثنا حياة باعتزاز وفخر عن أختها التي تليها بسنة وكيف أنها كانت معها في كل خطوة وكيف كانت ترفض أن تلعب الألعاب التي تُستثنى منها أختها حياة وتلعب معها، وتتساءل حياة:”لا أدري كيف ستكون حياتي في الطفولة لولم يسخر الله لي أختي التي كانت تتضامن معي دائماً”

متى شعرت حياة بإعاقتها البصرية؟

تقول حياة الأشموري للMCPD : ” لم أكن أعلم بأني كفيفة بسبب التعامل الجيد من قبل الأسرة الذين لم يشعروني بذلك الشعور، وأول مرة شعرت بأني كفيفة حينما كنت متحمسة لأدرس مثل غيري و أنني سأقتني دفاتر وأقلام وألون مثل رفيقاتي ، وذهبت صحبة والدتي إلى المدرسة القريبة من منزلنا لتسجلني لكن رد مديرة المدرسة كان صادماً لي فقد رفضت وبشدة تسجيلي في المدرسة وقالت لوالدتي بالنص : “ابنتك عمياء ولا يمكن أن تتعلم وعليك أن تجعليها في غرفة خاصة بها في البيت وتهتمي بها” وتستمر حياة بسرد تلك القصة بصوت متألم وتقول:”حينها أظلمت الحياة في عيني وظللت أبكي لأيام، وكرهت الألعاب والخروج من المنزل، وكنت أحس بالقهر والإحباط الذي أصيبت به والدتي بسبب كلام تلك المديرة”.

كيف بدأت حياة مشوارها التعليمي؟

وتناهى إلى مسامع الأسرة خبر مدرسة وجمعية أسستها امرأة كفيفة لتعليم الكفيفات ورعايتهن، وكانت تلك المرأة الكفيفة هي رائدة العمل الخيري في اليمن الراحلة فاطمة العاقل، وكانت تلك الجمعية هي جمعية الأمان لرعاية الكفيفات ومعهد الشهيد فضل الحلالي. وكانت والدة حياة مندفعة لإلحاقها بجمعية الأمان للكفيفات بينما كان والدها متحفظ في البداية لخوفه على ابنته ولما يعرفه من شخصيتها العنيدة والمكابرة فقد خاف أن تتحطم كيف لا وهي التي ظلت تبكي أيام لكلام قاسي سمعته من المديرة، لكن حياة وعلى كل حال التحقت بمعهد الشهيد فضل الحلالي التابع إدارياً لجمعية الأمان للكفيفات وكانت تلك هي الانطلاقة الحقيقية لحياة والتي غيرت مجرى حياتها، حيث تقول حياة إن حياتها تغيرت جذرياً وأصبحت اجتماعية وشخصية قيادية وواثقة من نفسها كثيراً، والأهم أنها وجدت أن للمكفوفين طريقة للقراءة والكتابة تختلف عن المبصرين فأقبلت على تعلمها وتعلم مختلف وسائل المكفوفين بدافعية كبيرة.

حياة تصنع الأرقام وتحقق الحلم.

في صفحتها على الفيسبوك تصف حياة نفسها في أحد المنشورات بأنها “شقية، عفوية، مرحة، عنيدة، استثنائية لا تشبه أحد ولا أحد يشبهها” وفعلاً كانت حياة تخط طريقها بوضوح وتتجاوز مشاكل الدمج التي حدثتنا عنها كثيراً ولعل أهمها كيفية الإجابة عن الأسئلة النمطية جداً التي ظلت تجيب عليها طوال مرحلة الدمج من قبيل (كيف تأكلين؟ كيف تشربين؟ كيف تتحركي وأنتي كفيفة؟ من يرتب لك أغراضك؟). وأسئلة أخرى أكثر سطحية واستفزازاً من ذلك، وعند تخرجها من الثانوية العامة عام 2012 أثبتت حياة للجميع بأنها فعلاً عنيدة واستثنائية فقد كانت السادسة في القسم الأدبي على مستوى الجمهورية وأول كفيفة تحقق ذلك المستوى بعد عشرات السنوات من الحرمان والإقصاء على حد تعبيرها.

وعلى الرغم من كل المعيقات والعقبات إلا أن حصول حياة على الترتيب السادس على مستوى الجمهورية لم يكن سهلاً، وقد تحدثت حياة الأشموري لل mcbd عن قصة نضال كبيرة لاستحقاقها ذلك الترتيب الذي حُرمت منه في البداية لكونها كفيفة، حيث تقول:”إن وزير التربية والتعليم حينها رفض ادراج اسمي ضمن أوائل الجمهورية رغم معدلي المرتفع بحجة عدم دراسة الرياضيات والذي أعفت الوزارة المكفوفين منها بقرار رسمي لعدم توفير إمكانيات تكييفها معنا كمكفوفين” .

وتضيف حياة:”لقد وافق الوزير أخيراً على تكريمي ضمن الأوائل ولكن بشرط استحداث قسم خاص بأوائل ذوي الاحتياجات الخاصة حسب قوله، لكني رفضت بشدة ولا أدري ما تلك القوة التي جعلتني أقف في وجه الوزير وقلت له: لو أعطيتموني مليون ريال فأنا لا أريد، أنا تعبت مثل غيري وذاكرت ذات المنهج الذي ذاكره كل أوائل الجمهورية “

وبين تلك المديرة التي رفضت تسجيل حياة في المدرسة بداية دراستها وتفوقها وموقف وزارة التربية والتعليم تستذكر حياة الأشموري بفخر كبير الدور الذي قامت به مديرة مدرسة زينب للبنات مع جمعية الأمان للكفيفات لكي تحصل حياة على حقها في التكريم ضمن أوائل الجمهورية للعام 2012 وقد حققت ذلك بكل اقتدار.

التحقت حياة الأشموري بجامعة العلوم والتكنولوجيا بكلية الإدارة قسم إدارة الأعمال الدولية وتخرجت منها عام 2017 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. وحصلت حياة الأشموري على شهائد تقدير وخبرات كثيرة أهمها حصولها على شهادة التوفل من معهد يالي وشهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب، ودبلوم اسبرينبورغ من المجلس البريطاني، ودبلوم روافد من الصندوق الاجتماعي للتنمية، وشهايد أخرى بالإضافة لحضور الكثير من ورش العمل والدورات التدريبية المختلفة.

تشكو حياة بمرارة النظرة القاصرة للفتاة الكفيفة حيث تقول لل،MCPD أنها رغم مؤهلاتها العالية وخبراتها الكثيرة كتبت سيرتها الذاتية بالغتين العربية والإنجليزية وقدمت في بعض الجهات الخاصة لكنهم رفضوا لمجرد معرفتهم أنها كفيفة وتضيف حياة:”طلبت من بعض الجهات أن أعمل لديهم متطوعة وأن أخضع للاختبار والتقييم لكنني انصدمت برفضهم القاطع” ولكن جمعية الأمان للكفيفات لم تكن لتهمل إحدى ثمرات إنجازها فاستقبلت حياة وعملت لديها في إدارة الاستجابة الإنسانية لمدة عام وتعمل حالياً مختص متابعة وتقييم في ذات الجمعية.

وتكتب حياة الأشموري منشور أسبوعي في إحدى صفحات الفيسبوك اليمنية التي يتابعها أكثر من ثلاث مائة وتسعون ألف متابع تتناول فيه مختلف قضايا المكفوفين بإسلوب شيق ومثير وتتفاعل مع المتابعين من خلال التعليقات والرد عليها باعتبارها أحد مديري الصفحة. تعتقد حياة الأشموري أنه قد تحقق للكفيفات الكثير من الإنجازات في الفترة القليلة الماضية وأنهن تمكن من سبر أغوار العديد من التخصصات الجامعية وبعضهن يحضرن الدراسات العلياء ويمتلكن مؤهلات لا بأس بها في اللغات والحاسوب، ولكن حياة تستدرك بأنه لا يزال الكثير من الطموحات لم تتحقق ومنها أن يتمكن الكفيفات من الدراسات العلياء بسهولة وتتوفر الإمكانيات اللازمة لذلك.

وتعبر حياة عن أملها بأن يكون لكل كفيفة مشروعها الخاص الذي تديره بنفسها وتعتمد من خلاله على ذاتها. وإلى هنا نكون قد انتهينا من الغوص في أعماق قصة فتاة كفيفة مثابرة وملهمة لكن حياة لم تنتهي بعد ومازالت تطمح وتتطلع لتتوفر لها الإمكانيات لتحقيق حلمها بمواصلة الدراسات العلياء خارج اليمن حيث تتوفر الإمكانيات المناسبة لفتاة عنيدة وطموحة واستثنائية. و نختم القصة على انغام صوت حياة وهي ترثي الراحلة فاطمة العاقل بصوتها الشجي

” هي ذا الكفيفةُ للأمام.. تمضي لتُمسكَ بالزمام… لِتساندوها يا كرام.. بعطائِكم وتواصلون” ..

( الحلقة الحادي عشر ) مسلسل بديع وأمل

الصعوبات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة في المناطق السياحية 

زواج الأشخــــاص ذوي الإعــــــاقـة .. قـــرار مــنشود وحـــواجز اجــتماعــية

زواج الأشخــــاص ذوي الإعــــــاقـة .. قـــرار مــنشود وحـــواجز اجــتماعــية

خاص : المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة / MCPD

لم يكن سهلا أبداً تقبل الأهل فكرة زواجي بذات إعاقة على كرسي ، واجهنا رفضاً قوياً من أهلي وأهلها, واعتبروا ذلك هراء وغير ممكن ولا يمكن أن يتم ، وإذا تم لا يمكن أن يستمر أو ينجح , راو ذلك ورفضوه بدافع الحب لنا .

قرار الزواج من ذات إعاقة !

هذه كانت البداية في التفكير بحياة زوجية وعلاقة لمشوار حياة “ياسر الصهباني” من ذوي الإعاقة الحركية صنع من قصة حبهما مع “صباح محمد” وهي من ذوات الإعاقة الحركية (شلل نصفي ) وتستخدم كرسي متحرك , مثالاً لقصص التضحية والدفاع عن الحب الصادق العفيف يقول : “الصهباني” متحدثاً للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة “عانيت أنا و”صباح” الآمرين في هذه المرحلة لكننا في الوقت ذاته تعاملنا بحكمة ، فبقدر إصرارنا كنا مهذبين معهم وتم الزواج “بهذه العبارات التي تثبت أن الشخص ذي الإعاقة إنسان كغيره يريد أن يحظى بحياة ملؤها الحب والمودة والإستقرار في عواطفه ، وهذا لا يتأتى إلا بوجود من يقاسمه هذا الحب من خلال علاقة زوجية طرفاها محبان جمعتهما عاطفة الحب والقناعة بقدرات كل منهما وهو الأمر الذي قد لا يصل إلى أحساس ومشاعر الآخرين كما يرى معاقون .

ويضيف “الصهباني” ” خضنا تجربة ليست سهلة ولم تكن الظروف كلها مهيئة , هناك مصاعب كبيرة واجهتنا , تعثرنا كثيراً , وها نحن بعد مرور عشر سنوات صرنا أكثر حكمه وأكثر خبرة وأكثر صلابة في مواصلة الطريق واثمر عن ذلك ان رزقنا بثلاثة أبناء “

“صباح محمد” زوج ياسر الصهباني أرجئت ذلك الى جهل تقبل المجتمع للاعاقه ولقدرات المعاق فلم يكن هناك تقبل لفكرة الزواج من الأهل والأقارب وتقول : ” لقد واجهنا الرفض الشبه تام لمسالة الزواج ولم يكن من السهل القبول من باب خوفهم علينا وعلى مستقبلنا متجاهلين حق المعاق في تكوين أسرة وأبناء ليكونوا سند وعون للأبوين في المستقبل و كسر حاجز الخوف والقلق لدي الكثير من المعاقين عندما يرون نموذجا فعليا في ارض الواقع “

إبراهيم المنيفي وهو من ذوي الإعاقة البصرية (كفيف) لايرى مانعاً في ارتباط الشخص ذي الإعاقة من فتاة تحمل نفس الإعاقة على أن يكون الزواج عن حب وأن يكون صادقاً ومنضبطاً بتعاليم الدين وعاداتنا المحافظة , الأمر الذي عايشه إبراهيم وكان ارتباطه بشريكة حياته نتاج لذلك فيقول إبراهيم : “زوجتي من ذوات الإعاقة البصرية رغم أني كنت معارض للزواج من ذات الإعاقة ولم أواجه رفض من مبصرات بل كان العرض من الأسرة بالزواج من مبصرات إلا أن الحب أقوى من ذلك كله لكنه كان حباً عاقلاً في نفس الوقت”

ويصف إبراهيم بعض المعوقات التي واجهته أثناء إقباله على الزواج بقوله : ” بالنسبة لزواجنا لم يكن سهلاً على الإطلاق فرغم موافقة الوالدين والأخوة إلا أنني كنت أشعر أن موافقتهم هي لإرضائي فقط وثقتهم باختياراتي , كما عبروا لي عن ذلك ، إلا أنه كانت هناك معارضة شرسة من بعض الأقارب وصلت حد التحريض ومحاولة وضع عقبات في حياتي تجاوزتها بفضل الله ” وبالمقابل وجد إبراهيم القبول والتشجيع من زملاءه المكفوفين وهو ما خفف عنه كثير من عبارات التهكم والسخرية من البعض الآخر ، ما خلق لدية تحدي بان يستمر ويثبت انه من الممكن الزواج بين أفراد الشريحة الواحدة وأن يكون ذلك الزواج مثالياً ويشار إليه بالبنان حسب قوله .

لماذا يفضل ذوي الإعاقة الزواج من ذات الإعاقة؟

يرى “الصهباني” انه من الممكن نجاح مثل هذا النوع من الزواج شريطة أن تكون نوعية الإعاقة الحركية غير متجانسة تماما ( كلايهما على كرسي متحرك) الكفيف بكفيفة و أصم مع صماء أيضا ويقول ” لا انصح بمثل هذا الارتباط لانه لا يستقيم به الأمر ويجب في كل ما ذكرت أن يكون أحد الزوجين يستطيع المشي , او أحدهم يستطيع الكلام , أو احدهم يرى , وأنا أشجع أكثر على الزواج الذي يكون أحد الزوجين غير معاق هذا النوع من الزواج هو زواج يحقق فرصة نجاح كبيرة , مع مراعاة العوامل الأخرى طبعا وفكرة الزواج عموما هي فكرة مقدسة ومسؤولية كبيرة والارتباط بمعاقة هي أكثر مسؤولية تحتاج إلى تروي وتأمل وقناعة حقيقية وليس مجرد نزوات عابره تنتهي بشكل سيء “

أما “المنيفي” يرى غير ذلك فيقول : ” اخترت من نفس الإعاقة بدافع الحب فقط حينها ، وكنت أستطيع الزواج من أي فتاة بحكم شخصيتي وموقع أسرتي بالنسبة للتصنيف الاجتماعي، إلا أنني بعد التعرف على خطيبتي التي أصبحت زوجتي وجدت أن الإعاقة البصرية ميزة أخرى كان يجب أن أنتبه لها ، لا أقول هذا كحيلة دفاعية بل عن قناعة وتجربة ومقارنة بغيري ممن تزوجوا من مبصرات ، فالمبصرة لن تفهمني كمن تشاركني أبسط تفاصيل إعاقتي ، أيضاً عندي قناعة أن معايير الجمال عند المكفوفين تختلف عن معايير الجمال عند المبصرين ولا أريد زوجة تعتقد أني لا أقدر بعض مواصفات الجمال أو تعتقد يوماً حتى في قرارة نفسها أنها مجبورة لأنها تزوجت من أعمى “

وبحسب واقع تجربة الزواج التي خاضها “المنيفي” منذ أكثر من سنتين ليرزق بمولوده البكر منذ أشهر فيوجه النصح بقوله “أنصح بالزواج من نفس الشريحة إلا في حالات محدودة مثل أن يعرف الطرفان قدرات بعض، وأن يعي الطرفان أنهما سيواجهان صعوبات إضافية عليهما مواجهتها بكل ثقة ومعنويات عالية، وأيضاً ستكون لذلك الحب ضريبة من الجهد والتعب المضاعف وبشكل عام فمن ذاك الذي لا يتعب في هذه الحياة.

ماهي الأسباب والدوافع ؟

وحتى يتسنى لنا معرفة أي الرأيين أقرب إلى الصواب ، وكلا يمثل وجهة نظر صاحبه ، لابد لنا في المركز الإعلامي (MCPD) طرح هذا الموضوع على ذوي الاختصاص لمعرفة لماذا يفضل أغلب ذوي الإعاقة الزواج من نفس الإعاقة .

الدكتور لطف حريش أستاذ علم النفس ونائب عميد التعليم المستمر بجامعة ذمار .يقول حول هذه الظاهرة : “زواج المعاق بالمعاقة وخاصة كمثال المعاق الحركي من معاقة حركيه والمكفوف من مكفوفة , النظرة النفسية في ذلك هي التوافق والتناغم والتكيف والانسجام الذي قد يحدث بين ذوي الإعاقة وبالتحديد لنفس الإعاقة فمثلا نظرة المعاق حركياً وأفكاره تتمحور في أنه إن تزوج معاقة حركياً ستكون أكثر قرباً منه بل وملازمة له ومصاحبة له على طول الوقت، لأنها تعاني نفس أو شبة معاناته كذلك تتوازى على مسار واحد مشكلاته واهتماماته مع مشاكلها واهتماماتها ، فهم إلى حد ما متشابهون صحياً ونفسياً وعقلياً ولغوياً وسلوكياً وتعليمياً “

وحول ما إذا كان الزوج من ذات إعاقة أخرى مخالفة لنوع اعاقتة كيف يكون الوضع يقول الدكتور “حريش” فضلا عن أنه إذا تزوج من معاقة تعاني من إعاقة أخرى مخالفة لإعاقته نظرته بأنه سيضيف إلى إعاقته إعاقة أخرى مختلفة ، بالتالي ستزداد الحياة عبئا وثقلا عليهم سواء من حيث القدرة على التفاهم والتعاون فيما بينهم إلى جانب تفاقم المشكلة عليهم من حيت الدعم والمساعدة من قبل المحيطين بهم أو من يعولهم أيضا النظرة الدونية والقاصرة من قبل الشخص المعاق لنوع الاعاقه الأخرى المختلفة عن إعاقته .. فكل منهم ينظر إلى الاعاقه المخالفة لإعاقته نظره خاطئة وسلبيه .

النظرة المجتمعية السائدة !

ويرجع الدكتور “لطف حريش” جهل أفراد المجتمع إلى قصورهم المعرفي وعدم وعيهم بدينهم وقيمهم ومبادئهم الاسلاميه جعلتهم أي أفراد هذا المجتمع ينظرون إلى المرض النفسي بوصفه وصمه مجتمعيه ,فما بالك بنظرتهم للأشخاص ذوي الإعاقات , التي زادت في بعض الأسر اليمنية هذه النظرة حتى وصلت إلى أن يعاملوا ابنهم المعاق معاملة مختلفة عن بقية أخوته من حيث العديد من الحقوق ومنها التعليم والتنشأه والتربية والنظرة له على أنه يشكل عبأ عليهم , بل وأحيانا يعتقدون أنه لعنة السماء عليهم وينتظرون كيف يمكن أن يخلصهم الله منه , ويظل بعيدا عن دمجه في كل حياتهم الاسرية اليومية , كل ذلك جعل الأشخاص ذوي الاعاقة يرضون ويقتنعون بالمضي والسير في حياتهم فيما بينهم حسب قوله .

زواج غير ذوي الإعاقة بذوات الإعاقة أو العكس .

وبالمقابل أثار كل ذلك تساؤلات منها هل هناك في المجتمع من يرغب بالزواج من ذوي الإعاقة ارتئينا أن نبحث في المركز الإعلامي (MCPD) على مثل هكذا تجارب ووجدنا العديد منها واحد هذه التجارب الناجحة تحدث لنا , “منصور محمد فلينه” وهو مدرس بمدرسة المستقبل للصم يقول “منصور ” بداية إقبالي بالاقتران بفتاة صماء كانت بداية تحدي وكسر للعادات والتقاليد المتوارثة , والد زوجتي قبل بطلبي أولا بالزواج وهذا أول نجاح لي , أسرتي عارضت معارضة قوية وخاصة من إخواني ثم الوالد رحمة الله عليه , ومع إصراري تم الزواج والعيش بحرية وأمان كانت تجربتي بالزواج زرع الثقة للزوجة رغم إعاقتها ومن عوامل الثقة معرفتي بلغة الإشارة ساعدتني علي نجاح زواجنا تعتبر أفضل تجربة نجاح وخاصة مع فتاة صماء بشرط دون تدخل الأسرة , ولنا أبناء متعلمين استطعنا تربيتهم أفضل تربية وهم يتمتعون بصحة جيدة يقول : منصور أكثر شي كان يخاف منه الأهل أن يكون لنا أبناء صم وبحكم إيماني بالله ومعرفتي انه من تزوج من صماء لا يكون لديه أولاد صم أبدا إلا من هو أصم وأبكم ولديه أخ أخر أصم وأبكم يكون لديه أولاد صم وهذه موجودة في كثير من الأسر التي نعرفها .

ويشير معاذ خذيف إعاقة حركية “الزواج من الموضوعات الحرجة والشائكة للأشخاص ذوي الإعاقة من الجنسين، فالرجل ذي الإعاقة يواجه أكثر من مشكلة منها عدم قبول الأسر بارتباط بناتهم بشخص معاق رغم عدم وجود أية عوائق حقيقة تمنع هذا الشخص من الزواج ويكون هذا الرفض مبنياً على الشكل العام للمعوق وهذا ماحدث لي شخصيا أثناء تقدمي لخطبة إحدى الفتيات فتم رفضي لإعاقتي .

ماهي الاتجاهات النفسية التي يكونها ذوي الإعاقة عند الإقبال على الزواج .

يقول الدكتور “لطف حريش” انه من الطبيعي من جانب نفسي أن يفكر بل ويتوجه الشخص المعاق للبحث حول أن يتزوج من امرأة غير معاقه , لان تفكيره ودوافعه أشبه بالشخص غير ذي الإعاقة الذي لا يميل ولا يرغب إطلاقا من الزواج بأمره معاقة .

الاتجاهات النفسية التي يكونها الأشخاص ذوي الإعاقة نحو بيئتهم الاجتماعية أقصد المجتمع الخارجي ، هي تكاد تكون اتجاهات نفسيه سلبيه , لما يلاحظون ويعرفون من ابتعاد وعزوف المجتمع عنهم وعن قضاياهم ومشاكلهم واحتياجاتهم،وكذا عدم دمج المجتمع الأشخاص ذوي الإعاقة بحياة المجتمع مهنيا وتعليميا وثقافيا واجتماعيا ونفسيا واقتصاديا وغير ذلك الأمر الذي جعل الأشخاص ذوي الإعاقة يجزمون ويعتقدون أن هذا المجتمع لا يريدهم،ومنه لم ولن يرغب هذا المجتمع بالزواج من وإلى الأشخاص ذوي الإعاقة..فاكتفوا الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاطي مع حياتهم الزواجيه فيما بينهم دون أن يعرضوا أنفسهم للمهانة والرفض والإذلال من قبل المجتمع .. كل ما سبق من عوامل هي حول الشخص المعاق(الذكور) فما بالك بالنساء المعاقات، فمعاناتهن تزيد ومعضلاتهن تتفاقم أكثر والعقبات التي تواجههن تتوسع وتستشرى بكثير جدا .

إذن زواج الأشخاص ذوي الإعاقة وان بدا لدى البعض أمراً يحتاج إلى شروط أو ضوابط أو قد تواجهه بعض الإشكاليات، نقول عديدة هي التجارب الناجحة التي تغير كل تلك النظريات الخاطئة ، وعلينا جميعاً أن نساهم في مساعدتهم عن طريق نشر الوعي في المجتمع المحيط بنا، وتخليص مجتمعنا من تلك النظرات التي يرمقون بها الأشخاص ذوي الإعاقة ، فهم ليسوا بحاجة لمشاعر الشفقة والمعاملة الخاصة المؤلمة، بل إلى وقفة صادقة وفاعلة تشد من أزرهم وتقف معهم بالدعم المعنوي والنفسي الذي يعينهم على تحقيق رغباتهم وأمانيهم وأهمها هو الزواج والاستقرار وهو ما أشارت إليه المادة 23 التي دعت إلى إحترام البيت والأسرة من الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة .

بدأ صرف المرحلة التاسعة من مشروع الحوالات النقدية الطارئة بزيادة 55%

بدأ صرف المرحلة التاسعة من مشروع  الحوالات النقدية الطارئة بزيادة 55%

خاص : إبراهيم محمد المنيفي/

دأت اليوم الخميس 2021/1/14م في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات المرحلة التاسعة من الحوالات النقدية الطارئة التي تنفذها منظمة اليونيسف عبر شركات صرافة محلية بتمويل من البنك الدولي ، بلغ أربعة وثلاثين مليار ومائة مليون ريال يمني، وكانت اليونيسف قد بدأت الصرف في عدن والمحافظات المجاورة لها في العاشر من الشهر الجاري وسيستمر الصرف لمدة 26 يوم من تاريخ الصرف بحسب صفحة صندوق الرعاية الاجتماعية على الفيسبوك .

ويستفيد من مشروع الحوالات النقدية الطارئة مليون ونصف المليون مستفيد يمثلون حوالي تسعة مليون نسمة أو 35% من إجمالي عدد السكان بحسب آخر تقرير رفعته الحكومة اليمنية للبنك الدولي 2014، وهي تلك الإحصائيات والأرقام التي اعتمدتها منظمة اليونسف عند تنفيذها لمشروع الحوالات النقدية الطارئة بعد توقف الضمان الاجتماعي مطلع العام 2015 حيث بدأت المرحلة الأولى من المشروع في أغسطص آب 2017 ونفذت منها للآن ثمان مراحل بواقع صرف ربع سنوي كماهي ذات الاستراتيجية المتبعة من صندوق الرعاية الاجتماعية سابقاً.

وفي تصريح لل MCPD قال “فليب دواميل” ممثل منظمة اليونيسف في اليمن: “إن التمويل الحالي يتيح ثلاث دورات صرف إضافية بالإضافة للمرحلة التاسعة التي بدأت للتو هذا الشهر” وأضاف دواميل : “أنه يتم تقديم هذه المساعدة النقدية الغير مشروطة للأسر المستفيدة وهي التي تقرر كيفية إنفاقها بناءاً على احتياجاتها الأكثر إلحاحاً.

مساعدات لا تلبي الغرض ومعايير غير واضحة للصرف.

ويشتكي الأشخاص ذوي الإعاقة والأسر من المبالغ الزهيدة التي يستلمونها ويقولون أنها لا تلبي أبسط الاحتياجات فضلاً عن تلك الأغراض التي يتحدث عنها البنك الدولي ومنظمة اليونسف بالإضافة لصرفها في أوقات غير منتظمة مما يؤثر على خطط الأسر المالية حيث يقول” محمد النهاري” معلم كفيف ورب أسرة من أمانة العاصمة صنعاء : “إن المساعدات النقدية الطارئة لا تلبي أدنى الاحتياجات فضلاً عن عدم صرفها في أوقات غير منتظمة”

وطالب عبد الرحمن الشهاري من ذوي الإعاقة البصرية بمحافظة إب أن يكون صرف الحوالات النقدية الطارئة منتظماً على الأقل .

فيما عبر مستفيدون لل MCPD عن استغرابهم لازدواجية المعايير حيث يتم صرف المساعدات النقدية الطارئة لست فئات مختلفة بمبالغ متفاوتة تتراوح بين تسعة ألف وثمانية عشر ألف ريال ، حيث يقول “أكرم عبد الله” من ذوي الإعاقة الحركية من محافظة تعز وسط اليمن: “أنني رب أسرة ولا أستلم إلا تسعة ألف ريال وهذا المبلغ لا يكفي لشراء كيس قمح، وإن المنظمات رغم كثرتها في منطقتنا إلا أن مشاريعها في الغالب لا تستهدف ذوي الإعاقات المستديمة”،

وطالبت عبير منصر رئيس جمعية المكفوفين في عدن باعتماد حالات جديدة وقالت لل MCPD : ” إن هناك حالات إعاقة جديدة منذ 2014 ونطالب بفتح باب التسجيل للحالات الجديدة”

وتتفق معها “فايزة شابة” ثلاثينية من محافظة حجة وتعاني من إعاقة حركية حيث تقول لل MCPD ” إنني لا أتلقى أي مساعدة ولم يتم تسجيلي لدى أي منظمة، وهناك الكثير من ذوي الإعاقة بمنطقتي لا يتلقون أي مساعدة من أي نوع ولا يزورنا أحد”

زيادة غير مسبوقة في الدورة التاسعة وحملة مناصرة تقودها اليونيسف لزيادة مبالغ المساعدة.

وتوجهنا في ال MCPD لطرح هذه الأسئلة على المعنيين حيث تحدث للمركز مصدر مطلع فضل عدم الكشف عن هويته إن عدم انتظام مواعيد الصرف يعود لسببين الأول:

تأخر التمويل من الجهات الخارجية والثاني: عراقيل لوجستية داخلية مختلفة.

وفيما يخص مبالغ المساعدات النقدية الطارئة وتوزيعها أكد فيليب دواميل ممثل منظمة اليونسف في اليمن لل MCPD أن اليونيسف اعتمدت قوائم صندوق الرعاية الاجتماعية للعام 2014 وإن الصرف يتم بناءاً عليها وأضاف دواميل لل MCPD : ” نحن ندرك إن انخفاض قيمة الريال اليمني والصراع منذ عام 2014 قد إثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي في اليمن والمستفيدين من صندوق الرعاية الاجتماعية على وجه الخصوص، وتواصل اليونيسف المناصرة من أجل إضافة مبالغ إضافية إلى مبلغ المساعدة النقدية، وخلال دورة الصرف الثامنة تلقى المستفيدون زيادة إضافية بنسبة 45% من مبلغ الاستحقاق لمساعدتهم على التعامل مع تأثير كوفيد 19 وخلال هذه الدورة سيتم أيضاً توزيع مبلغ إضافي بنسبة 55% لنفس الغرض، وبشرط توفر التمويل سيستمر المشروع في تقديم هذه المساعدة المهمة للغاية”

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة اليونيسف في اليمن قد خصصت رقم مجاني لتلقي الشكاوى من المستفيدين عن أي مشاكل أو عراقيل يواجهها المستفيدون سواءاً في محلات الصرافة أو من فرق الإيصال المنزلي المكلفة بصرف المساعدات للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن إلى منازلهم، وإن خدمة الإيصال إلى المنازل مجانية .

وسيكون الحد الأدنى للست الفئات فئة التسعة الألف بعد الإضافة أربعة عشر ألف ريال، والحد الأقصى لفئة الثمانية عشر ألف ريال بعد الإضافة ثمانية وعشرين ألف ريال.

وقد حاولنا في ال MCPD التواصل مع صندوق الرعاية الاجتماعية بأمانة العاصمة على مدار إسبوع كامل لمعرفة المعايير التي اعتمدها الصندوق لتقسيم المستفيدين لست فئات تستلم مبالغ مختلفة من فئة لأخرى وكيف يتم تطبيق تلك المعايير بالإضافة لأسئلة ومشاكل أخرى يطرحها المستفيدون إلا أننا لم نتلقى إجابة إلى حين كتابة هذا التقرير.

وفي ضل الغياب شبه الكامل لمؤسسات ذوي الإعاقة عن ملف الضمان الاجتماعي وعدم تعاون صندوق الرعاية الاجتماعية مع وسائل الإعلام يضل السؤال الأهم – ماهو مصير الضمان الاجتماعي المتوقف منذ مطلع العام 2015 ؟ هل سيكون أحد الإلتززامات على عاتق الدولة لحين توقف الصراع على قدم المساواة بإلتزامات الدولة الأخرى كالمعلمين والجيش وغيرهم أم أن الحكومة اليمنية ستستكثر تلك المساعدات النقدية وتتخذها حجة للتنصل عن مسؤولياتها؟