المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

افتتاح مراكز علاج طبيعي وتوزيع أجهزة تعويضية للمعاقين في الحديدة.

افتتاح مراكز علاج طبيعي وتوزيع أجهزة تعويضية للمعاقين في الحديدة.

خاص /

ضمن زيارتها لمحافظة الحديدة غربي اليمن دشنت إدارة صندوق رعاية وتأهيل المعاقين يوم أمس الثلاثاء بالحديدة ثلاثة مراكز للعلاج الطبيعي؟ حيث قامت إدارة صندوق المعاقين ووزارة الشؤون الاجتماعية بصنعاء بتدشين ثلاثة مراكز للعلاج الطبيعي في كلاً من: هيئة مستشفى الثورة العام، ومجمع الساحل الغربي الطبي التعليمي، ومركز الأطراف والعلاج الطبيعي بمدينة المراوعة.

وضمن برنامج زيارة قيادة صندوق المعاقين للمحافظة تم توزيع 800 كرسي متحرك لذوي الإعاقة الحركية بمبلغ سبعين مليون ريال يمني حسب إدارة الصندوق. هذا ويشتكي ذوو الإعاقة في الحديدة من سوء الخدمات وحرمانهم من الكثير من الحقوق منذ وقت طويل رغم أن محافظة الحديدة من أكثر المحافظات تسجيلاً للإعاقات بحسب المهتمين، وفي تصريحات سابقة لوسائل الإعلام قال –أحمد المؤيد ،أمين عام الجمعية اليمنية للعلاج الطبيعي: “إن 70% من طالبي خدمات العلاج الطبيعي هم من ذوي الإعاقة خصوصاً ممن تعرضوا لإعاقات أثناء الولادة تسببت لهم بإعاقات دائمة”

ويعد العلاج الطبيعي من التخصصات الحديثة في اليمن رغم الحاجة المتزايدة لهذا التخصص نظراً للتزايد الكبير في الإعاقات بسبب الحرب والأسلحة البيولوجية، وسوء التغذية، وتعرض الأمهات الحوامل للكثير من الأمراض نتيجة تدهور القطاع الصحي وغيرها من الأسباب، حيث أن أول دفعة من مختصي العلاج الطبيعي قد تخرج عام 2005 من المعهد العالي للعلوم الصحية التابع لوزارة الصحة.

بحسب آخر تحديث لبيانات الجمعية اليمنية للعلاج الطبيعي عام 2019 فإن اليمن تمتلك 185 مختص علاج طبيعي حاصلين على شهادة البكالوريوس و 225 مختص علاج طبيعي حاصلين على دبلوم علاج طبيعي لثلاث سنوات وهذا عدد قليل جداً مقارنة بعشرات الآلاف من ذوي الإعاقة.

الجدير ذكره أن وزارة الصحة لا تشترط إنشاء مراكز أو أقسام علاج طبيعي على المستشفيات الجديدة إثناء حصولها على الترخيص.

بعد اغتصاب طفل معاق في عدن.. العثور على طفل من ذوي الإعاقة المزدوجة مرميا في مكب للقمامة بتعز..  تفاصيل صادمة

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

ضعوا أيديكم على قلوبكم وأعيروني دموع أعينكم مداداً لأروي لكم قصة وجع. أحذر في البداية أن تفاصيلها صادمة لذوي الأمراض والقلوب الضعيفة. خرج أحد الأشخاص في تعز بمنطقة حبيل سلمان بالقرب من جامعة تعز مديرية التعزية تحديداً ليرمي القمامة في المكان المخصص لها، وهناك رأى مشهداً وقفت له شعر رأسه، وظنه في البداية كابوساً أو وهماً غير أن الحقيقة أنه لم يكن كذلك، بل كان طفلاً لا يقوى على الحركة، يبدو في الخامسة من عمره مرمياً بجوار القمامة،يا إلهي ما كل تلك القسوة، يبدو الطفل هزيلاً مريضاً مصفر الوجه والحشرات تحيطه من كل جانب.

يقترب الشاهد العيان من الطفل فيراه عاجز حتى عن البكاء، ووسط أكوام القمامة يتنفس الطفل بصعوبة، وما أن يسمع صوتاً بجواره حتى يحرك يديه المرتعشتين باحثاً عن لقمة يسد بها رمقه. يكاد الشاهد العيان ينهار من هول الصدمة حينما يعرف أن الطفل من ذوي الإعاقة الحركية ولا يستطيع الوقوف، لكنه يستجمع قواه ويحمل الطفل إلى أقرب مقر شرطة، وتحيل الشرطة الطفل مباشرة إلى مستشفى الأطفال (المستشفى اليمني السويدي)، وفي المستشفى ينصدم الجميع من حالة الطفل، ويقرر الأطباء إحالته بصورة مستعجلة إلى العناية المركزة للحفاظ على حياته. في مكتب مدير المستشفى: يسأل المدير والطاقم الطبي مندوب الأمن عن اسم الطفل؟، ولماذا الأمن من جاء به وليس أهله؟، ولماذا الطفل بتلك الحالة المزرية؟!!! فما أن بدأ مندوب الأمن بشرح القصة حتى رفع الجميع أيديهم أمام وجوههم، واعتراهم الذهول، إذ كيف لقلب بشر أن يرمي طفلاً لا حول له ولا قوة بذلك الشكل المهين؟!!!

–حتى لو كانوا مجرمين فللإجرام حدود، ،لماذا لم يتركوه على الأقل بجوار مسجد، أو تحت شجرة وبجواره قليل من الطعام؟ لماذا تركوه في ذلك المكان القذر والمتعفن لتنهش الحشرات جسمه؟!!! أي قلوب يمتلك أولئك الناس؟!! يا الله والقهر. يا الله والوجع. -ترى كم من الوقت ظل ذلك الطفل المسكين مرمياً؟ كم صوتاً أفزعه؟ كم كيس قمامة وقع على رأسه الصغير؟ -ترى هل خمشت القطط وجهه البريء، وهل نهشت الكلاب جسده الهزيل الضعيف أم كانت أرحم به من البشر؟… رحماك يا الله، يا لإنسانيتنا المهدورة، يا لعذابات الضمير…

يقطع الذهول دخول إحدى الممرضات وهي تقول: “حالة الطفل مستقرة، لكن يجب أن يظل تحت المراقبة الطبية المباشرة ويتلقى بعض الأدوية فهو يعاني من سوء تغذي ة حاد، وقد تم تشخيص الطفل بأنه يعاني من ضمور دماغي وإعاقة حركية”

يتحمل مدير المستشفى القضية بكل ضمير ومسؤولية ويعتبرها قضيته شخصياً، ويتابع الطفل أولاً بأول ويأمر بتوفير الأدوية اللازمة على حساب المستشفى ، وهذا ما رواه لنا من تواصلنا معهم. -ولكن من سيتابع الطفل؟ وإلى أين سيذهب بعد تماثله للشفاء؟ أسئلة بدأ المتواجدون بطرحها خصوصاً أنه لا توجد مؤسسات تُعنى بمثل هذه الحالة، ولم تحتاج إحدى العاملات في المستشفى وقتاً طويلاً لتتقدم بكل شجاعة وتقول: “أنا أتبنى الطفل، ومن اليوم اعتبروه ابني وسأسميه محمد “، دهشة أخرى تعتري الحاضرين فالمتحدثة امرأة يعرفونها جيداً، إنها أم أسيل، نعم أم أسيل إحدى العاملات في المستشفى التي يعرف أغلب الموجودين ظروفها المادية الصعبة. نعم أم أسيل، قد تكون فقيرة المادة لكنها غنية الضمير والقيم والمبادئ.

نعم يا سادة لقد استجاشت عواطف أم أسيل وتجاسرت على ظروفها وتحملت مسؤولية طفل من ذوي الإعاقة المزدوجة العقلية الحركية فيما رمته أسرة معدومة الحياء والضمير، استثار الموقف الفاضلة أم أسيل بينما لم يرف جفن ولم ترمش عين لمسؤولي الدولة شمالاً وجنوباً يا للخجل. تواصلنا بأسيل الراهدي – وهي طالبة جامعية مستوى أول بكلية الإعلام في إحدى الجامعات — فأكدت لنا صحة الرواية، وقالت: “أعيش في البيت فقط أنا ووالدتي وأصبح عندي أخ جديد هو محمد الذي انضم لنا منذ شهرين وسنبذل ما نستطيع لرعايته والاهتمام به”

لا تنكر أسيل أن منظمات المجتمع المدني بتعز اطلعت بدور إيجابي معها هي ووالدتها في سبيل رعاية الطفل الذي أسمته والدتها محمد، لكنها تقول إنه ومنذ أكثر من شهرين لم تقدم لهم الجهات الحكومية شيئاً يُذكر.

تقول أسيل للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة MCPD إنها لا تعرف شيء عن مؤسسات ذوي الإعاقة من قبل، وتضيف: “بسبب دوام والدتي في المستشفى ودراستي في الجامعة قررت أن أصطحب أخي محمد معي في المحاضرات، وأتوجه بالشكر للدكاترة في كلية الإعلام الذين تقبلوا الأمر بشكل طبيعي وشجعوني عليه رغم الحركات اللاإرادية للأطفال ذوي الضمور الدماغي كما تعلمون”، وعن تأهيل محمد تقول أسيل: “لا أزال أبحث مع صديقاتي عن مؤسسة أو جهة تقدم التأهيل والعلاج الطبيعي الجيد لمحمد حتى يستعيد عافيته فهو مُتعَب جداً ومازلنا نعطيه بعض الأدوية وحمية غذائية لتجاوز سوء التغذية الحاد الذي يعاني منه”. هل عجزت كل الوزارات والجمعيات واتحادات المعاقين وصناديقهم ومنظماتهم وميزانياتهم الفلكية أن تؤمن مؤسسة ترعى الأطفال ذوي الإعاقة العقلية الذين يعانون أبشع صور الاستغلال والإجرام؟.

لقد توقفنا في المركز الإعلامي عن نشر المزيد من تفاصيل اغتصاب ثلاثة مجرمين في الخمسينات من العمر لطفل من ذوي الإعاقة الذهنية بعدن، لقد حصلنا على تفاصيل صادمة منها أن الطفل قد فقد توازنه ولم يعد يقوى على الحركة بشكل سليم بسبب كثرة الاغتصابات الذي تعرض لها من قبل أخواله الثلاثة بعد أن فقد أبويه ، -أين أبويه؟ ومن تواطأ مع أخواله؟ ومن الذي يتكسب بذلك الطفل المسكين؟، تفاصيل كثيرة وصلتنا توقفنا عن نشرها لأن الطفل لا يزال في أيدي غير أمينة ولا توجد مؤسسة يلجأ لها الطفل، وكلما استطاعت الدولة فعله هو أن البحث الجنائي بعدن قام بتصرف لا مسؤول وكشف عن قصة الطفل وسرب صوره فيما لم يتم أخذه من موقع الجريمة ولم يتأمن له المكان حتى اللحظة.

وقد اضطرينا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة أن نتوقف عن النشر والمناصرة حتى نطمئن أن الطفل قد أصبح في مأمن، ومصلحة الضحية أولى من السبق الإعلامي. أخيراً نضع الجهات المسؤولة والمسؤولين أمام مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له ذوي الإعاقة بشكل عام وذوي الإعاقات الذهنية والعقلية بشكل خاص من انتهاكات جسيمة، ونطالب تلك الجهات وفي مقدمتها الاتحاد الوطني للمعاقين في صنعاء وعدن وفرع الاتحاد في تعز، وصندوق المعاقين في صنعاء وعدن وفروعه المتشاكسة في تعز، وكذا وزارتي الشؤون الاجتماعية بصنعاء وعدن ووزارتي حقوق الإنسان وجميع الوزراء والزعماء أن يضعوا حداً لتعذيب واغتصاب وقتل الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية والعقلية. كما نأمل من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والعاملة في حقل الحماية والاستجابة الإنسانية أن تساند أسرة أم أسيل، وأن تعمل على إيجاد دور إيواء لاستيعاب الأطفال ذوي الإعاقة الذين تتخلى عنهم أسرهم ومؤسسات ذوي الإعاقة.

ننوه أننا سنعتم صورة الطفل ولن نجاري وسائل الإعلام الأخرى في نشرها بتلك الطريقة.

العمل الدولية: قاعدة بيانات توثق تحديات العمل لذوي الإعاقة.. والفوارق كبيرة.

العمل الدولية: قاعدة بيانات توثق تحديات العمل لذوي الإعاقة.. والفوارق كبيرة.

متابعات /

قالت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة: “إن هناك ما يقدر بمليار شخص من ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم، يمثلون حوالي 15 في المائة من سكان الأرض، معظمهم في سن العمل”

وتقول منظمة العمل الدولية: “إن مؤشرات سوق العمل الجديدة تكشف عن التحديات العديدة التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة عندما يتعلق الأمر بعالم العمل”.

ووفق بيان المنظمة تقوم منظمة العمل الدولية الآن بإنتاج ونشر البيانات بشكل ممنهج لعدد من مؤشرات سوق العمل التي تساعد على تحديد الفوارق في نتائج سوق العمل للأشخاص ذوي الإعاقة والأشخاص الأخرين.

وتظهر البيانات أن معدل مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في القوى العاملة منخفض للغاية. فعلى الصعيد العالمي، سبعة من كل عشرة أشخاص من ذوي الإعاقة غير نشيطين، مما يعني أنه ليس لديهم وظائف، مقارنة بأربعة من كل عشرة أشخاص من غير ذوي الإعاقة، وتواجه النساء ذوات الإعاقة حرماناً مزدوجاً في هذا المجال.

وحسب البيان بأن الأشخاص ذوي الإعاقة هم أيضاً أكثر عرضة بمرتين ليكون تحصيلهم التعليمي أقل من التعليم الأساسي وألا يحصلوا على تعليم متقدم، وإنه من الضروري ضمان تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة بالمساواة في الوصول إلى التعليم، وأن يكون لديهم برامج تعالج الثغرات في مؤهلاتهم ومهاراتهم.

وأضاف البيان: “إن نسبة كبيرة جداً من الأشخاص ذوي الإعاقة في البلدان النامية يعملون في وظائف غير رسمية، ينعدم فيها الأمن الوظيفي والمزايا بشكل عام. وهذا يعني أنهم يواجهون صعوبات أكبر في الوصول إلى الوظائف في الاقتصاد الرسمي، كما يحصل الأشخاص ذوو الإعاقة على دخل شهري أقل من الأشخاص غير المصابين بإعاقة، ما يؤثر مباشرة على قوتهم الشرائية ومستويات معيشتهم”.

ولفت التقرير الى ان الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 29 عاماً من ذوي الإعاقة هم أكثر عرضة بنسبة تصل إلى خمس مرات للبقاء خارج النظام التعليمي وليسوا في سوق العمل أو التدريب من أقرانهم غير المعوقين.

ماما لطيفة.. من سار على الدرب وصل.

ماما لطيفة.. من سار على الدرب وصل.

خاص : محمد الشيباني /

في مديرية حبيش بمحافظة إب الوديعة وسط اليمن، تتراءى لنا طفلة جميلة في الرابعة من عمرها  تتهادى بخطواتها بين الحقول الخضراء في محافظة اقترنت بالخضرة والجو المنعش اللطيف.

تلعب تلك الطفلة الجميلة مع باقي الأطفال، تردد الأهازيج معهم، وما تلبث تلك الصورة أن تختفي حيث يعلو وجهها الشحوب وتمرض بحُمى عرفت فيما بعد أنها الحمى الشوكية، لم تغادرها الحمى إلا وقد سلبتها القدرة على الحركة فصارت من ذوات الإعاقة الحركية.

قشة مشعوذ تزيد الطين بلة.

لطيفة محمود ردمان، ضحية لجهل المجتمع وانطفاء مشعل العلم،كانت لطيفة في الرابعة نهاية السبعينات حين تعرضت للحمى الشوكية وبدلاً من أن تذهب بها أسرتها إلى الطبيب، كان والدها يأخذها على ظهره باحثاً عن العلاج ولكن في المكان الخطأ، تقول لطيفة: “لقد اعتقدت أسرتي أنها أصابتني عين نظراً لما كنت أتمتع به من بشرة ناصعة البياض، فأخذني والدي على ظهره إلى أحد المشعوذين (العرافين) الذي وضع لي مكوى على ظهري وعلى العمود الفقري تحديداً ما زاد حالتي سوءً وتقهقراً، ولم يكتفِ والدي بل ذهب كغريق يتمسك بقشة إلى دجالين آخرين حول قريتنا ولم أستفيد منهم أي شيء، وفقدت الحركة في قدمي الأثنين تماماً”

تزامن ذلك مع وجود بعثة طبية صينية في محافظة تعز المجاورة فسافر بي والدي إلى هناك متمسكاً ببصيص أمل غير أن الأوان قد فات وتأخر الوقت.

لم تكن لطيفة مستوعبة التغير الجديد في حياتها فكانت لا تزال طفلة سلب المشعوذون والجهل حركتها، لكنها وبكل براءة كانت تجثو على ركبتيها، ترفع رأسها وترمي بيديها للأعلى تحاول أن تقف فلا تستطيع، لا تعرف لماذا، هي تشاهد الأطفال وبنات قريتها يلعبون ويجرون هنا وهناك وتريد أن تلعب معهم، تريد أن تطاردهم فلا تستطيع.

تصف لنا لطيفة حسها المرهف بشاعرية وتقول: “كنت أنظر لصديقاتي بصمت حزين، وأتأمل حيويتهن وحركاتهن، وهن يقفزن وفساتينهن كجناح طائر في الهواء”

لا تتوقف لطيفة تجثوا مرة أخرى على ركبتيها واضعةً يديها على الأرض وتدفع جسدها الصغير المنهك فتتحرك، تقرر لطيفة أن تحبوا على يديها وتمارس حياتها بهذا الشكل.

لم تكن تلك الصدمة الوحيدة في طفولة لطيفة، فقد كانت تنتظرها فاجعة أخرى أكبر من قدرة قلبها الصغير على الاحتمال فقد مزقت الحادثة روحها من الداخل كما تقول، لقد فقدت والدتها وهي في الخامسة من عمرها ولم تعد ترى حنان الأم ولا عطفها فقط كانت تسمع الحديث عن والدتها من أفراد أسرتها وهي موقنة أنها ذهبت إلى الله ولن تعود.

فوق الصبر.

سافرت لطيفة مع أخوها الأكبر الذي تصفه بالظهر والسند إلى الهند لتلقي العلاج، حيث خضعت لجلسات تدريبية وعلاجية متقدمة في العلاج الطبيعي استمرت أكثر من عام، وفعلاً استعادت قدرتها على الوقوف، لقد كان شعور لطيفة بعد وقوفها على العكاكيز أكبر من أن تصفه الكلمات على حد تعبيرها.

تقول لطيفة: ” كنت أتخيل عند عودتنا لليمن أنني سأرى فرحة والدي بوقوفي على قدمي وقدرتي على المشي بالعكاز بعد خضوعي للعلاج الطبيعي, وكنت أتصوره أمامي وأقرأ ملامح الابتسامة والبشاشة في وجهه اللطيف”

وفي إحدى الليالي بينما كانت لطيفة تداري خيالاتها وتسبح في بحر من الأفكار تلقت مع أخوها خبراً صادماً وأليماً وموجعاً، لقد انتقل والدهما إلى رحمة الله.

لقد كانت الصدمة كبيرة لا سيما أنهما في بلاد بعيدة، ولم تتمكن العائلة من تأمين استمرار العلاج الطبيعي في الهند فرجعا إلى اليمن.

أبوة الأخ.. ومدير المدرسة النموذج.

لقد عاشت لطيفة بعد عودتها إلى اليمن في كنف أخوها وزوجته الطيبة والحنونة الذين اجتهدا ليعوضاها حنان الأم والأب.

لقد التحقت بالمدرسة بنظام المنازل، وكان أخوها يستقدم المعلمين إلى المنزل لتعليم لطيفة ووقت الامتحانات تذهب إلى المدرسة، وبعد الصف الرابع انتقلت العائلة للعيش والسكن في صنعاء.

تم تسجيل لطيفة في مدرسة الحي الذي كان مديرها نموذج تربوي يحتذى به، فقد قرر أن يكون الفصل الذي تلتحق به لطيفة في كل عام في الدور الأول

صديقاتها هن الأخريات كن نموذجاً رائعاً فقد احتوين لطيفة وتعاملن معها كواحدة منهن، في هذا السياق تقول لطيفة: “كانت لدي صديقة تحتويني وتحمل معي حقيبتي وتشعرني بوجودي بينهن ولن أنسى لها ذلك الصنيع”

إيجابية التوجيه يصنع قيادات.

إن كان من مكان يوازي الأسرة فهي جمعيات ذوي الإعاقة الإيجابية والفعالة التي تأخذ بأيدي أبنائها  وهذا تماماً ما جرى مع لطيفة في جمعية المعاقين حركياً الجمعية التي تنتمي إليها، تقول لطيفة: “لقد كن المعلمات يحثيننا على الالتحاق بمختلف الدورات وتنمية مهاراتنا وابداعاتنا حتى نكون مؤهلات لسوق العمل”.

والتحقت لطيفة بعدة دورات في الخياطة، والحاسوب، واللغة الإنجليزية وغيرها الكثير.

انهمكت لطيفة بحب وشغف في العمل مع مركز السلام التابع لجمعية المعاقين حركياً ووظيفتها في الشؤون الاجتماعية كمنسقة لحقوق الطفل، ما حال دون تمكنها من التعليم الجامعي.

لقد أصبحت لطيفة بعزيمتها وإرادتها واحدة من أبرز وجوه ناشطات ونشطاء ذوي الإعاقة في اليمن، ونظراً لاهتمامها وتركيزها على حقوق الأطفال عموماً والأطفال ذوي الإعاقة خصوصاً فقد عُرِفت بينهم “ماما لطيفة” وهو النداء الذي تقول إنه يسعدها كثيراً، ولا غرابة فقد كانت من أبرز المؤسسين لمركز السلام للمعاقين حركياً.

وتتلخص رسالة لطيفة: في أن الحياة لا تتوقف مهما كانت الصعوبات والأزمات فعلينا أن نكون أقوى منها كما تقول، وأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في القوانين المحلية والتشريعات الدولية يجب أن يحصلوا عليها، وإن على ذوي الإعاقة الدور الأكبر للمطالبة الحثيثة وعدم السكوت عن حقوقهم في كل وقت وفي أي مكان.

البشر يختنقون وتكاد الأرض تحترق من تحتهم

البشر يختنقون وتكاد الأرض تحترق من تحتهم

كل التضامن والدعم لأحبتنا في محافظة الحديدة وعدن وكل مدن الساحل التي تشهد صيفاً حاراً في ظل انقطاعات كثيرة جداً للتيار الكهربائي.الكهرباء من أبسط الحقوق الأساسية للمواطنين وتصبح ضرورية وملحة في مثل هكذا ظروف.الناس تعاني وتتألم وينبغي أن نعبر عن تضامننا معهم كأقل واجب إنساني.

تضامننا مرة أخرى مع معاناة المواطنين في كل المدن الساحلية وخصوصاً محافظة الحديدة، تلك المحافظة التي تمثل أهم رئة وشريان لكل المحافظات، تلك المحافظة التي أعلن مسؤولوها أن حاجتها فقط 51 مليون لتر من المازوت لتتمكن من تأمين الكهرباء للمحافظة على مدار 24 ساعة لمدة خمسة أشهر وهي فترة الصيف لهذا العام، رقم بسيط جداً خصوصاً إذا عرفنا أن صندوق دعم وتنمية محافظة الحديدة الذي تأسس في عام 2017 يتحصل على مبالغ مهولة تقدر بأكثر من 7 مليار ريال سنوياً، إذ تم تخصيص 8 ريال على كل لتر وقود يدخل عبر ميناء الحديدة و 5 ريال على كل طرد يدخل من ذات الميناء.

يجب أن تنتهي معاناة المواطنين في الحديدة والمدن الساحلية على وجه السرعة، كما يجب على الجميع أن يكونوا صوتاً متضامناً معهم.

“زواج المعاقون عبر الأنترنت” حلول أم وقوع في المشاكل

“زواج المعاقون عبر الأنترنت” حلول أم وقوع في المشاكل

خاص : ميادة العواضي /

قام حامد من البحرين وهو شاب من ذوي الإعاقة الحركية –بالتسجيل في أحد المواقع الخاصة بطلبات الزواج على الإنترنت راغباً في إيجاد شريكة حياته من ذوات الإعاقة بطريقة يراها مشروعة ومفيدة.

يقول حامد أنه منذ قام بالتسجيل في هذا الموقع، يتلقى العديد من الرسائل التي تهدف إلى التعرف عليه أكثر، وأنه يتلقى طلبات بالقبول من عدة فتيات ولكنه لم يوفق الى الأن وذلك لوجود عراقيل جغرافية أو مادية على حد قوله.

عندما يحاول الزائر التسجيل في أحد المواقع الخاصة بطلبات الزواج في الشبكة العنكبوتية، سيجد غالباً استمارة عليه أن يملأها بمجموعة من المعلومات مثل: العمر، الطول، لون الشعر، لون العين، الدخل المادي، الحالة الاجتماعية، البلد، رقم الهاتف، الاسم. بعد تلك المعلومات تقوم إدارة الموقع بإعطاء الزائر مساحة للتعبير فيها عن السبب الذي دفعه إلى البحث عن الشريك او الشريكة في هذا الموقع، وخانة أخرى يكتب فيها عن طموحاته في شريك حياته هذه المعلومات ليتم عرضها على من يريد الاطلاع على صفحة المسجلين في الموقع.

وعند اكتمال التسجيل، يتم الترحيب بالمسجل، ثم تتوالى عليه رسائل الأعضاء سواءً كانت طلبات أو موافقة على العرض، وهذا ما حدث تماماً مع حامد الذي يعتقد أن هدفه سيتحقق بتلك الطريقة، يقول: “أنا مقتنع كثيراً بمصداقية هذه المواقع وسوف أجد شريكة حياتي عن طريق أحدها”.

واقع مر يدفعهم للبحث عن بصيص أمل عبر تلك المواقع.

تشجع حنان من مصر هذا النوع من المواقع، وكتبت على أحدها: “أنا فتاة من ذوات الإعاقة أبحث عن الستر ولم أجد طلبات على أرض الواقع”

قالت لنا حنان أنها تشجعت بعد تجربة لإحدى صديقاتها من ذوات الإعاقة التي مضت على زواجها سنتان.

وهذا مستخدم بمعرف مستعار يسمى “زوجة صالحة” يقوم في أحد المواقع بسرد معلومات عنه وأنه من ذوي الإعاقة الحركية حسب قوله، وأنه بحاجة الى مساعدة ومساندة، ويريد الزواج سواءً من ذوات الإعاقة أو من غير ذوات الإعاقة.

يرجع مختار الحمادي، -مدرب ومستشار تربوي- لجوء بعض من ذوي الإعاقة إلى هذه المواقع إلى أنه هروب من رفض المجتمعات لفكرة زواجهم بطرق عادية.

يقول الحمادي للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “إنه يتم التعاطي مع حقوق ذوي الإعاقة فيما يخص موضوع الزواج وحقهم في تكوين أسر خاصة بهم بالكثير من الإجحاف، ويواجه المجتمع هذا النشاط من وجهة نظره وفهمه ولو كان ذلك ضد احتياجات وحقوق ذوي الإعاقة، الأمر الذي يؤدي إلى تشويه هذه الحقوق أو الابتعاد عنها أو حرمان ذوي الإعاقة من ممارستها”

رغبة في الزواج من ذوي الإعاقة

ليس ذوو الإعاقة فقط هم من يبحثون عن الزواج عبر الإنترنت، كما أن تواجد ذوي الإعاقة لا يعني بالضرورة أنهم قد رُفِضوا على أرض الواقع، فقد رصدنا في العديد من مواقع طلبات الزواج وبعض الصفحات في التواصل الاجتماعي أشخاصاً غير معاقين يعبرون عن رغبتهم بالارتباط بأشخاص من ذوي الإعاقة من الجنسين.

“أنا شاب مصري 34 سنة، مقيم في الرياض، لدي وظيفة محترمة، منفصل وأبحث عن فتاة من ذوات الإعاقة”، هكذا قام إبراهيم الحامد بتقديم نفسه في أحد مواقع طلبات الزواج.

تواصلنا معه في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة، وسألناه إذا ما كان من ذوي الإعاقة أم لا؟ ولماذا لجأ لمواقع طلبات الزواج؟

فأفاد بأنه ليس من  ذوي الإعاقة، وأن لديه مواصفات خاصة لما يجب أن تكون عليه شريكة حياته ولم يتطرق لتلك الشروط، وأضاف إبراهيم: “إن مثل هكذا زواج لا يمكن أن يتم بالطرق العادية لذلك لجأت إلى الإنترنت”

كذلك الشاب التونسي نور سعيد -35 سنة- من غير ذوي الإعاقة ويرغب بالزواج بفتاة من ذوات الإعاقة ويقول أنه قد تلقى طلبات للزواج عديدة وهو في مرحلة فرز الرسائل التي وصلته.

ليس الشباب فقط بل الفتيات أيضاً يعبرن عن رغبتهن في الزواج بشباب من ذوي الإعاقة، سلام ثورية- 35 سنة- من المغرب وهي ليست من ذوات الإعاقة، تعرض في صفحة خاصة بتقديم طلبات الزواج عبر الفيسبوك رغبتها في الزواج من شخص ذي إعاقة، معللة سبب رغبتها بأنها لا ترى فيهم عيباً أو قصور وأن الكل بشر على حد تعبيرها، وتعتقد سلام أنها ستكون سعيدة باختيارها في المستقبل.

ويتساءل بعض ذوي الإعاقة –لماذا حينما يتقدم ذوي أو ذوات الإعاقة بطلب عبر الإنترنت يعتقد الناس أنه قد تم رفضه في الواقع؟ وحينما يفعل الأمر ذاته غير ذوي الإعاقة ينظر إليه الناس من زاويا مختلفة تماماً؟!.

مصداقية مواقع طلبات الزواج.

لا توفر مواقع طلبات الزواج أي ضمانات حقيقية لعدم تعرض زوارها للاستغلال، بل أن بعضها تحذر زوارها من أنها لا تتحمل أي تبيعات استغلال أو ممارسات خاطئة.عبد الإله شاب من ذوي الإعاقة وجدنا اسمه على أحد مواقع طلبات الزواج، قال لنا أنه لما وجد الرفض على أرض الواقع لجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع طلبات الزواج، وقال: “أنا أحاول منذ حوالي سنتين، وفي كل مرة أجد نفسي على مشارف محاولة احتيال واستغلال، ولكنني سأستمر ولن أتوقف حتى أحقق هدفي”

يؤكد الحمادي أنه وبغض النظر عن موضوع مشروعية الزواج عبر مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي فهذا الأمر تحدده الأنظمة القائمة في البلد من حيث مدى جودته أو خطورته على الأسرة، ويضيف الحمادي: “إن مثل هكذا زواج قد يكون جيداً ومناسباً إذا كان الاختيار فيه يقوم على المؤسسية لكن تزيد خطورته إذا كان الاختيار فردياً”

وتضل ظاهرة لجوء ذوي الإعاقة لمواقع طلبات الزواج، أو الطلب بزواج من ذوي الإعاقة من غير المعاقين ظاهرة جديدة تتفاقم أكثر وأكثر ولم تنل حقها من الدراسة والبحث من المتخصصين.