المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى بمناصرة حقوق الأشخاص ذوي الاعاقة

قبل زفافهما بيوم.. لماذا ترك العريس هذه الفتاة في تعز؟!.

قبل زفافهما بيوم.. لماذا ترك العريس هذه الفتاة في تعز؟!.

“تم إنتاج هذه القصة بدعم من برنامج مركز التوجيه للمبادرات الاعلامية الناشئة التابع لشبكة الصحفيين الدوليين”

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

رندا، امرأة في بداية عقدها الثالث تعمل معلمة في إحدى المدارس بالمنطقة، وتصطحب طفليها معها كل صباح.

اعتادت رندا أن تمر مع طفليها من جوار كشك لبيع ألعاب وملابس الأطفال وبعض أنواع الحلوى، يقع الكشك أمام مستشفى الأطفال في حي يعرفه أبناء محافظة تعز غربي اليمن بالنقطة الرابعة.

ما لفت نظر رندا هي تلك المرأة التي تعمل في الكشك إذ تراها صباح كل يوم وحتى عند العودة من دوامها تمر من جوار الكشك وتلك المرأة لا تزال مكانها، وغالباً ما تراها تسند ظهرها لكشكها البسيط بين الشمس والرياح.

وفي ذات يوم قررت رندا أن تنعطف إلى ذلك الكشك لتشتري لطفليها بعض الحلوى والألعاب، ولترى صاحبة الكشك عن قرب.

ما إن اقتربت رندا من المرأة حتى رأت في عينيها هموم العالم بأسره، ورأت في تقاسيم وجهها تفاصيل وجع وقصة إنسانة يبدو أن الحياة قد أتعبتها ونالت منها كثيراً.

حاولت رندا ملاطفة المرأة وسألتها عن اسمها وعمرها؟ فأجابتها: “اسمي دليلة، وعمري ثلاثون عام تقريباً”.

ابتسمت رندا، وقالت تلاطف دليلة: “ما تزالي صغيرة، وعلى فكرة أنتي جميلة جداً وقريب أن شاء الله أشوفك عروسة”.

هنا انتفضت دليلة من مكانها وتغير وجهها وهي تردد: “لا، لا أريد أن أكون عروسة مرة أخرى، يكفي ما حصل، يكفي، يكفي أنا تعبت”.

وبينما رندا في دهشتها يبدو أن دليلة شعرت بأنها انفعلت أكثر مما يجب فهدأت قليلاً، لكنها استمرت بوضع كفيها على وجهها وتبكي بحرقة ومرارة.

أخذت رندا تهدئ دليلة وتطبطب على ظهرها، وتقدمت إليها لتحتضنها طالبة منها أن تقبل اعتذارها وأنها لم تقصد أن تؤذي مشاعرها.

وبعد أن هدأت دليلة أمسكت بيدي رندا ونظرت في عينيها نظرة اعتذار خجولة، ثم نظرت للطفلين نظرة طويلة وفاحصة وقالت: “الله كم تمنيت أن أكون أماً وأن يكون لي أطفال، لكن زوجي تركني يوم زفافي لسبب لا ذنب لي فيه، بل أنه طلقني عبر المحكمة وتزوج بامرأة أخرى بعد أن استرجع مهري ليعطيه لها”.

رندا في ذهول: “طلقك بسبب لا ذنب لك فيه! واسترجع المهر!!! وعبر المحكمة أيضاً؟!!!، ما هذا! وبأي قانون! ولماذا!”

تسحب دليلة نفساً طويلاً ثم تطلق تنهيدة من أعماق صدرها: “الحرب الحرب، بسبب الحرب يا رندا”، ثم ترفع دليلة رأسها لترى باص (حافلة النقل) قادم من الخط الرئيسي فتتوقف عن الحديث لتستأذن رندا وتغلق الكشك وتحمل بضاعتها على ظهرها حتى تدرك الباص قبل أن يفوتها.

تعود رندا بصحبة طفليها لمنزلها وحديث المرأة لا يفارق تفكيرها، – ما السبب الذي يدفع رجل للتخلي عن عروسه يوم زفافه؟!، – ما علاقة الحرب بمثل هكذا قضية؟!، – ما الذي تخفيه دليلة وراء قصتها الغريبة؟!.

ما علاقة الحرب بعرس دليلة ليفشل؟

تبدأ القصة في قرية الشقب التابعة لمديرية صبر الموادم جنوب شرقي محافظة تعز في العام 2018م.

كانت تعيش دليلة ذات الخمسة والعشرين عاماً مع والدها ووالدتها ميسورة الحال، فبالإضافة للأراضي الزراعية التي تمتلكها أسرتها كانت تزاول العمل التجاري في المستلزمات النسائية.

وفي منتصف العام 2018 كانت قرية الشقب تشهد أشد أيام الحرب ضراوة، حيث كانت القرية منطقة تماس بين عدة أطراف متحاربة.

وعلى وقع الرصاص وتحت أزيز الطائرات وهدير المدافع تحاصر سكان القرية فلم يستطيعوا الخروج منها أو الدخول إليها، واستمرت المعارك والمشهد كما هو لم يتغير.

هنا بدأ سكان القرية بممارسة نشاطات الحياة في وجه الموت، ومن تلك الأنشطة استمرار الأعراس وحفلات الزواج.

وكان موعد عرس دليلة في تاريخ ذهبي حرص شريكها على اختياره بعناية “7 / 7 / 2018”.

قبل هذا التاريخ بدأت كما جرت العادة مراسيم العرس بمنزل الفتاة، ولكن قبل الموعد بيوم واحد وقع ما لم يكن في الحسبان ليتغير كل شيء ولتتغير حياة دليلة إلى الأبد.

خرجت دليلة لجلب الماء من جوار منزلها، وفي ممر ضيق محيط بالمنزل داست على لغم أرضي انفجر بها وبتر قدميها في الحال، هرع من في الداخل إلى مصدر الانفجار والصراخ، وكان أول الواصلين لإنقاذ دليلة ابنتي عمها التين انفجر بهما لغم آخر على بعد أمتار قليلة قبل أن تصلان إلى دليلة لتفقدا قدميهما كذلك وتصابان بجروح أخرى.

وأثناء وجود دليلة في المستشفى، كانت أسرتها تستقبل استدعاء من المحكمة من طرف زوجها طالباً انهاء الزواج واستكمال إجراءات الطلاق ومطالباً بلا خجل باسترجاع المهر، وهو ما تم بالفعل.

ولأن المصائب لا تأتي فُرادى فقد تم تفجير منزل أسرة دليلة ومنازل مواطنين آخرين مدنيين لا علاقة لهم بالحرب من قريب أو من بعيد، وتم تهجيرهم من قريتهم ومن بين مزارعهم إلى مخيمات النزوح والتشرد.

رسائل دليلة وأحلامها تلخص المأساة.

بألم توجه دليلة رسالتها لمختلف الأطراف وتقول: “لقد دفعنا ثمنا غالياً لهذه الحرب فأوقفوها حتى لا يدفع آخرون ما دفعناه من أرواحنا وصحتنا واستقرارنا ومستقبلنا، أوقفوها فأنتم لا تعرفون ما تسبب من ضياع للحاضر ودمار للمستقبل”

وحينما سألنا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة دليلة عن أحلامها؟، أجابتنا والعبرة تكاد تخنقها:

“أتمنى إلى أُصاب بأمراض أخرى حتى أتمكن من كسب لقمة عيشي ومساندة عائلتي التي فقدت كل شيء، كما أتمنى الحصول على سيارة للتنقل بها والتخلص من عناء المواصلات وما أواجه من رفض وتجاهل بعض السائقين لركوبي معهم بسبب إعاقتي، كما أتمنى أن أتمكن من توسيع مشروعي وأن أنتقل إلى محل فقد أُنهِكتُ في الشارع بين الشمس والريح”

وختاماً فقد سألنا دليلة –إذا ما كانت قد تلقت مساعدة لتطوير مشروعها من قبل صندوق رعاية المعاقين أو المنظمات الإنسانية العاملة في المحافظة فأكدت أنها لم تتلقَ أي مساعدة حتى الآن وأعربت عن شكواها من تجاهل المنظمات لذوي الإعاقة وخصوصاً المدنيين.

ولذلك نضع صندوق رعاية المعاقين والمنظمات الإنسانية أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والمهنية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة عموماً والمدنيين منهم على وجه الخصوص كونهم خارج الحسابات بشكل كبير.

ملاحظة : للاقتراب أكثر يمكنكم سماع القصة بصوت الضحية نفسة في بودكاست “ما وراء الحرب” انتظرونا قريباً.

الصم في تعز.. نريد أن نقرأ ونكتب مثلكم. فما المشكلة!؟

الصم في تعز.. نريد أن نقرأ ونكتب مثلكم. فما المشكلة!؟

خاص : هشام سرحان /

تفتقر أرياف محافظة تعز ككل الأرياف اليمنية إلى المدارس الخاصة بالصم أو حتى المعلمين المجيدين للغة الإشارة ضمن المدارس الحكومية وهو ما يمثل حرمان لهم من أبسط حقوقهم وهو حق التعليم الذي كفلته القوانين والتشريعات المحلية والعالمية، كما أن حرمان الصم من حق التعليم يزيد من عزلتهم ويحد من اندماجهم في المجتمع وحصولهم على فرص العمل والقدرة على تحقيق ذواتهم والاعتماد على أنفسهم يقول أولياء أمور ونشطاء للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة.

العمل بأجر زهيد مقابل العيش

الشاب محمد حميد، 27 عاماً،  والمولود في أحد أرياف تعز النائية يلازمه الصمم منذ الولادة، حُرم من التعليم ولا يستطيع التعامل مع الهاتف المحمول وحتى لا يعرف لغة الإشارة عدا إشارات بسيطة لتسيير حياته اليومية.

في مثل هكذا بيئة فكل ما يجيده حميد هو استغلال قواه الجسدية لحمل الأثقال والأحجار ومتطلبات البناء وذلك مقابل أجر زهيد كما فهمنا من خلال تلميحاته واشاراته التي تعلمها من خلال احتكاكه بأسرته والمجتمع المحيط.

كيف يشخص المعنيون المشكلة؟

مدير مؤسسة بسمة حياة لذوي الإعاقة عادل دحان، يلفت إلى عدم توفر معلمين بلغة الإشارة للمقررات الدراسية عموماً ومواد الكيمياء والأحياء خصوصاً وهذه الصعوبات تواجه ذوي الإعاقة في مدينة تعز فضلاً عن أريافها كما تتفاقم المشكلة في ظل عدم اعتماد مكتب  التربية لمدرسين بلغة الإشارة ومناهج مكيفة حسب الدحان الذي يضيف: “لا يستطيع الصم في الأرياف الوصول إلى الخدمات التعليمية والمساعدات الدراسية التي يقدمها صندوق رعاية وتأهيل المعاقين

في تعز إلى جانب التنمر والعنف المجتمعي  والفوارق التي يضعها المجتمع بينهم  وبين أقرانهم الأطفال”

الانتقال إلى المدينة بحثاً عن التعليم وهناك يحترق الحلم

تعيش معظم أسر ذوي الإعاقة في الأرياف ظروف مادية صعبة وتعاني من انتشار الأمية والأمراض والفقر المدقع ما يّصعب عليها البحث  عن بدائل لتعليمهم أو ارسالهم للتعليم في المدينة مقارنة ببعض الأسر الأخرى والتي تقوم بإرسال أبنائها الصم إلى حيث تتوفر مدارس مخصصة لهم أو تقوم بالانتقال معهم إلى مناطق تواجدها.

خالد الوافي، 17 عاماً شاب أصم، ولد العام 2005 في قرية قشيبة عزلة بلاد الوافي التابعة لمديرية جبل حبشي  غربي تعز وعاش طفولة معذبة إذ أن أسرته تعيش على ما يكسبه الوالد من مبالغ زهيدة من عمله في النجارة.

خالد ليس بمفرده بل يقول إنه من بين عشرة أبناء فشقيقه وشقيقته هم من ذوي الإعاقة السمعية كذلك وثلاثتهم تأخروا عن التعليم بسبب عدم وجود مدارس خاصة بالصم في منطقتهم أو عدم تهيئة المدارس العامة لاستقبالهم.

في سن العاشرة انتقل خالد مع أسرته إلى مدينة تعز بحثاً وراء مدرسة له ولشقيقه عيدروس وشقيقته نوارس والتحق العام 2013 بمدرسة الصم في المدينة، ودرس الصفين الأول والثاني الأساسي لكن الحرب التي اندلعت العام 2015 في المدينة حالت دون استمراره وشقيقيه في التعليم. وبسبب الحرب نزح خالد مع أسرته إلى مسقط راسهم وانقطع هو وأخوته عن التعليم خلال فترة النزوح لعامين، عادوا بعدها إلى مدينة تعز  وأراد خالد معاودة الدراسة لكنه لم يتمكن من ذلك فالمدرسة دمرت و أحرقت محتوياتها.

يقول شقيق خالد واسمه براق للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة: “حاولت البحث عن مدرسة أخرى لخالد وعيدروس ونوارس في مدينة تعز والتي تندر فيها المدارس المناسبة لذوي الإعاقة وبعد أيام عثرت قرب المستشفى الجمهوري على مدرسة الصمود”، يضيف براق: “قابلت مدير المدرسة و طلب مني الوثائق المتعلقة بالسنوات السابقة والتي تثبت تخطي خالد للصفين الدراسيين الأول والثاني، لكن جميع الوثائق كانت قد احترقت مع مبنى الجمعية ولم يجد المدير حلاً سوى معاودة خالد وعيدروس ونوارس الدراسة من الصف الأول الابتدائي”.

 يدرس خالد اليوم في الصف الخامس الابتدائي في حين كان ينبغي أن يكون في الصف الثاني الثانوي ولهذا يلازمه الشعور بفارق السن بينه وبين زملائه في الصف ويراوده احساس بالخجل ومع ذلك يصر على مواصلة التعليم والحفاظ على تفوقه المعتاد منذ التحاقه بالتعليم وتصدره لأوئل الطلبة في مختلف الصفوف التي اجتازها.

من ناحيته يقول مكتب التربية والتعليم في مدينة تعز أنه يواجه صعوبة في تلبية احتياجات ذوي الإعاقة في داخل المدينة وخارجها وأن الاعتمادات والميزانيات التي يتلقونها لا تكفي لتغطية جميع متطلبات واحتياجات ذوي الإعاقة بمختلف شرائحهم بما فيهم الصم.

وتظل قضايا ذوي الإعاقة في الأرياف معاناة لا تنتهي ولا تصل إليها المؤسسات إلا فيما ندر يسهم في ذلك التغييب والحرمان عدم التفات وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية لمعاناتهم في أكثر من مجال وعلى أكثر من مستوى.

ذوات الإعاقة في تعز.. معاناة يضاعفها التجاهل والإهمال.

ذوات الإعاقة في تعز.. معاناة يضاعفها التجاهل والإهمال.

خاص : هشام سرحان /

إلى جانب الندوب النفسية والبدنية  التي تركتها الحرب الدائرة في البلاد منذ العام 2015 ثمة أعباء اقتصادية وصحية وتعليمية ومعيشية تثقل كاهل النساء من ذوات الإعاقة في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) واللواتي تشتد حاجتهن للمساعدة بتوفير متطلبات الحياة الأساسية وغيرها وهو ما يصعب تأمينه في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وغياب الدعم والاهتمام الرسمي وشحة نظيره المجتمعي.

مصدر مسؤول في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين بمدينة تعز يقر في حديثه للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة بأن جميع المعاقين وخصوصاً النساء محرومون من الكثير من الخدمات والحقوق نظراً لسوء الأوضاع وعدم تجاوب الدولة فضلاً عن توقف الصندوق عن العمل منذ العام 2015 وما رافقه من انقطاع للكثير من الخدمات التي كان يقدمها لذوي الإعاقة على حد قوله.

معاناة وصعوبات لا تخضعهن للاستسلام.

يصعب على النساء من ذوات الإعاقة في مدينة تعز تأمين احتياجاتهن لتدهور أوضاعهن المادية مع أسرهن، وغياب مصادر الدخل، وندرة المساعدات، وغلاء الأسعار، واضطراب الوضع المصرفي، وارتفاع ايجارات السكن، وأجرة المواصلات، وغلاء الأدوية، وتردي الخدمات وغيرها من التداعيات المأساوية للحرب بما فيها توقف المؤسسات الخيرية التي كانت تقدم لهن خدماتها بانتظام قبل عام 2015.

الشابة دليلة أحمد، 31 عاماً، من منطقة صبر الموادم فقدت قدميها بلغم أرضي أثناء ذهابها لجلب الماء، تخطو بقدمين صناعيتين مستندة على عكازها نحو كشكها في وسط مدينة تعز وتظل طوال اليوم  تبيع العصائر والبسكويت والشوكولاتة وبعض الأشياء المتواضعة وتتعرض لأشعة الشمس الحارقة والغبار والرياح وبرد الشتاء، ولا تحصل من ذلك الكشك على ما يسد حاجتها لكن دليلة تستمر في ذلك العمل رغم بساطة مردوده للانشغال وتحاشي شفقة الآخرين، تقول دليلة: “جاءت فكرة إنشاء الكشك من الواقع المعاش ورغبتي مني في الخروج من أجواء الإعاقة و التفكير بتداعياتها وهو ما تمكنت من تحقيقه من خلال الكشك والذي  لا يتسع سوى للقليل من الأشياء و يتفاوت الإقبال عليه من يوم لآخر وتقل عائداته، ومع ذلك أشعر بالرضى والارتياح  لقدرتي على التكيف مع وضعي الجديد وتأمين جزء من احتياجاتي اليومية” وتتطلع دليلة إلى توسعة مشروعها، وتزويدها بمظلة وسيارة صغيرة، أو إنشاء محل كبير  وتزويده بمختلف السلع والبضائع، كما تأمل في امتلاك منزل لتتخلص من عبء الايجار الذي يثقل كاهلها.

صورة دليلة أحمد في الكشك تبيع لاحد الزبائن

صعوبات وتحديات.

وتعترض النساء من ذوات الإعاقة في مدينة تعز صعوبات وتحديات جمة أبرزها صعوبة دمجهن في المجتمع حيث يشير الناشط والإعلامي عبد الواسع الفاتكي، إلى نظرة المجتمع الدونية لذوي الإعاقة لا سيما النساء واللواتي حرمن من تحقيق المساواة في الوظيفة والحقوق و فرص تكوين أسر أسوة بالأخريات والحصول على الرعاية الصحية اللازمة ومراكز  التأهيل والدعم والإسناد اللازم  للتغلب على ظروفهن وتمكينهن اقتصادياً وتأهيلهن واخراجهن  إلى سوق العمل والإنتاج.

ويتحدث الفاتكي عن إحجام كثير من ذوات الإعاقة عن مواصلة تعليمهن الأساسي والثانوي أو الجامعي، ويقول: “إن إحجام ذوات الإعاقة عن مواصلة التعليم يرجع إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والتي أفقدتهن القدرة على تحمل تكاليف الدراسة خصوصاً مع غياب برامج الدعم الحكومية والمجتمعية الهادفة نحو توفير المتطلبات والنفقات اللازمة لاستمرارهن ومواصلة التعليم سواء في المدارس أو المعاهد والجامعات”، ويضيف: “إن التدهور المعيشي جعل ذوات الإعاقة من أكثر الفئات تضررا ومعاناتاً واحتياجاً كما أعجز أسرهن عن الإيفاء باحتياجاتهن، في حين قلصت كثير من المنظمات حجم المساعدات التي كانت تقدمها سابقاً لذوات الإعاقة رغم بساطتها”.

نماذج مشرقة رغم قتامة المشهد.

القليل من ذوات الإعاقة في محافظة تعز حصلن على رعاية وتأهيل وتمكن من مواصلة تعليمهن وفتح مشاريع خاصة للاعتماد على أنفسهن إما بمساعدة جمعيات خاصة بذوات الإعاقة أو منظمات مجتمع مدني أو حتى بدعم ومساندة أسرهن، أميرة علي، 22 عاماً من ذوات الإعاقة البصرية، تقول للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة إن أسرتها هي من وقفت إلى جانبها وكونها ميسورة الحال استطاعت مواصلة تعليمها الجامعي، وتأمين مصاريفها ونفقاتها المختلفة.

ويتواصل مسلسل  المعاناة بالنسبة للنساء من ذوات الإعاقة في تعز، كما يتعرضن للإهمال والتهميش المجتمعي والرسمي وتندر المساعي، كما تتباطأ التحركات الرامية نحو انتشال شريحة ذوي الإعاقة من وحل الشقاء والحرمان وشدة الحاجة والتدهور المستمر في مجمل الأوضاع والتي تتجه نحو المزيد من التردي في الوقت الذي يبدوا الأفق قاتماً ولا بوادر فيه لأي بارق أمل يقول ناشطون للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة.

بعد اغتصاب طفل معاق في عدن.. العثور على طفل من ذوي الإعاقة المزدوجة مرميا في مكب للقمامة بتعز..  تفاصيل صادمة

خاص : إبراهيم محمد المنيفي /

ضعوا أيديكم على قلوبكم وأعيروني دموع أعينكم مداداً لأروي لكم قصة وجع. أحذر في البداية أن تفاصيلها صادمة لذوي الأمراض والقلوب الضعيفة. خرج أحد الأشخاص في تعز بمنطقة حبيل سلمان بالقرب من جامعة تعز مديرية التعزية تحديداً ليرمي القمامة في المكان المخصص لها، وهناك رأى مشهداً وقفت له شعر رأسه، وظنه في البداية كابوساً أو وهماً غير أن الحقيقة أنه لم يكن كذلك، بل كان طفلاً لا يقوى على الحركة، يبدو في الخامسة من عمره مرمياً بجوار القمامة،يا إلهي ما كل تلك القسوة، يبدو الطفل هزيلاً مريضاً مصفر الوجه والحشرات تحيطه من كل جانب.

يقترب الشاهد العيان من الطفل فيراه عاجز حتى عن البكاء، ووسط أكوام القمامة يتنفس الطفل بصعوبة، وما أن يسمع صوتاً بجواره حتى يحرك يديه المرتعشتين باحثاً عن لقمة يسد بها رمقه. يكاد الشاهد العيان ينهار من هول الصدمة حينما يعرف أن الطفل من ذوي الإعاقة الحركية ولا يستطيع الوقوف، لكنه يستجمع قواه ويحمل الطفل إلى أقرب مقر شرطة، وتحيل الشرطة الطفل مباشرة إلى مستشفى الأطفال (المستشفى اليمني السويدي)، وفي المستشفى ينصدم الجميع من حالة الطفل، ويقرر الأطباء إحالته بصورة مستعجلة إلى العناية المركزة للحفاظ على حياته. في مكتب مدير المستشفى: يسأل المدير والطاقم الطبي مندوب الأمن عن اسم الطفل؟، ولماذا الأمن من جاء به وليس أهله؟، ولماذا الطفل بتلك الحالة المزرية؟!!! فما أن بدأ مندوب الأمن بشرح القصة حتى رفع الجميع أيديهم أمام وجوههم، واعتراهم الذهول، إذ كيف لقلب بشر أن يرمي طفلاً لا حول له ولا قوة بذلك الشكل المهين؟!!!

–حتى لو كانوا مجرمين فللإجرام حدود، ،لماذا لم يتركوه على الأقل بجوار مسجد، أو تحت شجرة وبجواره قليل من الطعام؟ لماذا تركوه في ذلك المكان القذر والمتعفن لتنهش الحشرات جسمه؟!!! أي قلوب يمتلك أولئك الناس؟!! يا الله والقهر. يا الله والوجع. -ترى كم من الوقت ظل ذلك الطفل المسكين مرمياً؟ كم صوتاً أفزعه؟ كم كيس قمامة وقع على رأسه الصغير؟ -ترى هل خمشت القطط وجهه البريء، وهل نهشت الكلاب جسده الهزيل الضعيف أم كانت أرحم به من البشر؟… رحماك يا الله، يا لإنسانيتنا المهدورة، يا لعذابات الضمير…

يقطع الذهول دخول إحدى الممرضات وهي تقول: “حالة الطفل مستقرة، لكن يجب أن يظل تحت المراقبة الطبية المباشرة ويتلقى بعض الأدوية فهو يعاني من سوء تغذي ة حاد، وقد تم تشخيص الطفل بأنه يعاني من ضمور دماغي وإعاقة حركية”

يتحمل مدير المستشفى القضية بكل ضمير ومسؤولية ويعتبرها قضيته شخصياً، ويتابع الطفل أولاً بأول ويأمر بتوفير الأدوية اللازمة على حساب المستشفى ، وهذا ما رواه لنا من تواصلنا معهم. -ولكن من سيتابع الطفل؟ وإلى أين سيذهب بعد تماثله للشفاء؟ أسئلة بدأ المتواجدون بطرحها خصوصاً أنه لا توجد مؤسسات تُعنى بمثل هذه الحالة، ولم تحتاج إحدى العاملات في المستشفى وقتاً طويلاً لتتقدم بكل شجاعة وتقول: “أنا أتبنى الطفل، ومن اليوم اعتبروه ابني وسأسميه محمد “، دهشة أخرى تعتري الحاضرين فالمتحدثة امرأة يعرفونها جيداً، إنها أم أسيل، نعم أم أسيل إحدى العاملات في المستشفى التي يعرف أغلب الموجودين ظروفها المادية الصعبة. نعم أم أسيل، قد تكون فقيرة المادة لكنها غنية الضمير والقيم والمبادئ.

نعم يا سادة لقد استجاشت عواطف أم أسيل وتجاسرت على ظروفها وتحملت مسؤولية طفل من ذوي الإعاقة المزدوجة العقلية الحركية فيما رمته أسرة معدومة الحياء والضمير، استثار الموقف الفاضلة أم أسيل بينما لم يرف جفن ولم ترمش عين لمسؤولي الدولة شمالاً وجنوباً يا للخجل. تواصلنا بأسيل الراهدي – وهي طالبة جامعية مستوى أول بكلية الإعلام في إحدى الجامعات — فأكدت لنا صحة الرواية، وقالت: “أعيش في البيت فقط أنا ووالدتي وأصبح عندي أخ جديد هو محمد الذي انضم لنا منذ شهرين وسنبذل ما نستطيع لرعايته والاهتمام به”

لا تنكر أسيل أن منظمات المجتمع المدني بتعز اطلعت بدور إيجابي معها هي ووالدتها في سبيل رعاية الطفل الذي أسمته والدتها محمد، لكنها تقول إنه ومنذ أكثر من شهرين لم تقدم لهم الجهات الحكومية شيئاً يُذكر.

تقول أسيل للمركز الإعلامي لذوي الإعاقة MCPD إنها لا تعرف شيء عن مؤسسات ذوي الإعاقة من قبل، وتضيف: “بسبب دوام والدتي في المستشفى ودراستي في الجامعة قررت أن أصطحب أخي محمد معي في المحاضرات، وأتوجه بالشكر للدكاترة في كلية الإعلام الذين تقبلوا الأمر بشكل طبيعي وشجعوني عليه رغم الحركات اللاإرادية للأطفال ذوي الضمور الدماغي كما تعلمون”، وعن تأهيل محمد تقول أسيل: “لا أزال أبحث مع صديقاتي عن مؤسسة أو جهة تقدم التأهيل والعلاج الطبيعي الجيد لمحمد حتى يستعيد عافيته فهو مُتعَب جداً ومازلنا نعطيه بعض الأدوية وحمية غذائية لتجاوز سوء التغذية الحاد الذي يعاني منه”. هل عجزت كل الوزارات والجمعيات واتحادات المعاقين وصناديقهم ومنظماتهم وميزانياتهم الفلكية أن تؤمن مؤسسة ترعى الأطفال ذوي الإعاقة العقلية الذين يعانون أبشع صور الاستغلال والإجرام؟.

لقد توقفنا في المركز الإعلامي عن نشر المزيد من تفاصيل اغتصاب ثلاثة مجرمين في الخمسينات من العمر لطفل من ذوي الإعاقة الذهنية بعدن، لقد حصلنا على تفاصيل صادمة منها أن الطفل قد فقد توازنه ولم يعد يقوى على الحركة بشكل سليم بسبب كثرة الاغتصابات الذي تعرض لها من قبل أخواله الثلاثة بعد أن فقد أبويه ، -أين أبويه؟ ومن تواطأ مع أخواله؟ ومن الذي يتكسب بذلك الطفل المسكين؟، تفاصيل كثيرة وصلتنا توقفنا عن نشرها لأن الطفل لا يزال في أيدي غير أمينة ولا توجد مؤسسة يلجأ لها الطفل، وكلما استطاعت الدولة فعله هو أن البحث الجنائي بعدن قام بتصرف لا مسؤول وكشف عن قصة الطفل وسرب صوره فيما لم يتم أخذه من موقع الجريمة ولم يتأمن له المكان حتى اللحظة.

وقد اضطرينا في المركز الإعلامي لذوي الإعاقة أن نتوقف عن النشر والمناصرة حتى نطمئن أن الطفل قد أصبح في مأمن، ومصلحة الضحية أولى من السبق الإعلامي. أخيراً نضع الجهات المسؤولة والمسؤولين أمام مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له ذوي الإعاقة بشكل عام وذوي الإعاقات الذهنية والعقلية بشكل خاص من انتهاكات جسيمة، ونطالب تلك الجهات وفي مقدمتها الاتحاد الوطني للمعاقين في صنعاء وعدن وفرع الاتحاد في تعز، وصندوق المعاقين في صنعاء وعدن وفروعه المتشاكسة في تعز، وكذا وزارتي الشؤون الاجتماعية بصنعاء وعدن ووزارتي حقوق الإنسان وجميع الوزراء والزعماء أن يضعوا حداً لتعذيب واغتصاب وقتل الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية والعقلية. كما نأمل من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والعاملة في حقل الحماية والاستجابة الإنسانية أن تساند أسرة أم أسيل، وأن تعمل على إيجاد دور إيواء لاستيعاب الأطفال ذوي الإعاقة الذين تتخلى عنهم أسرهم ومؤسسات ذوي الإعاقة.

ننوه أننا سنعتم صورة الطفل ولن نجاري وسائل الإعلام الأخرى في نشرها بتلك الطريقة.

الاعتداء على ناشطة من ذوات الإعاقة وقسم باب موسى يفتح باب التحقيق.

الاعتداء على ناشطة من ذوات الإعاقة وقسم باب موسى يفتح باب التحقيق.

خاص : براهيم محمد المنيفي. /

تفاعل نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي في محافظة تعز جنوب غربي اليمن يوم أمس مع بلاغ أمني نشرته إحدى الناشطات من ذوات الإعاقة السمعية في صفحتها على الفيسبوك ، حيث نشرت الناشطة عائشة جباري بلاغاً أمنياً توجهت به إلى محافظ محافظة تعز والجهات الأمنية هناك حول ما قالت إنها جريمة اقتحام منزلها والاعتداء عليها وعلى (عمتها) أم زوجها المعاقة حركياً، والعبث بمحتويات المنزل وسرقتها في وضح النهار. نص البلاغ: “بلاغ بواقعة اقتحام منزل: الأخ: محافظ محافظة تعز. الأخ: وكيل المحافظة لشؤون الدفاع والأمن. الأخ: قائد محور تعز. الأخ: مدير عام شرطة تعز. الأخ: مدير البحث الجنائي محافظة تعز.

أنه في اليوم السبت الموافق 7-8-2021-م الساعة العاشرة صباحاً، قام المدعو – ياسين عبده غالب حسان الحبشي، برفقة مسلحين باقتحام منزلنا الكائن في شارع محمد علي عثمان ، رافق الاقتحام تكسير للسلالم الحديدية والعبث بمحتويات المنزل، والاعتداء على عمتي (معاقة حركياً) ، كما قاموا بسرقة باب العمارة، وقد وثقت الكاميرات المنتشرة في الشوارع تلك الجريمة، بعد أن تم نزول أفراد من قسم باب موسى لإثبات الحالةٍ ومعاينة الواقعة وأخذ الأقوال.

وعليه: نطالب بسرعة ضبط والتحفظ عليه وتقديمه للمحاكمة.” (انتهى) وقد تفاعل العشرات من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي في محافظة تعز مع البلاغ مبدين استنكارهم للحادثة التي وصفوها بالجريمة المرفوضة، وطالب النشطاء بسرعة القبض على الجناة، مبدين استغرابهم من وصول البلطجة والانفلات للاعتداء على امرأتين من ذوات الإعاقة بكل دم بارد وأمام الكاميرات على حد وصفهم.

وفي اتصال للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD مع عائشة جباري حول ملابسات الحادثة ودوافع الاقتحام قالت عائشة: “بيننا وبين المدعو ياسين قضية منظورة في المحكمة التجارية حول العقار ولم يتم الفصل فيها بحكم بات حتى الآن، حيث أننا بعنا العمارة في العام 2015، إلا أن الطرف الثاني المتمثل بياسين لم يفي بدفع كامل الثمن، وفي العام 2019 أتى إلينا ليدفع بقية الثمن، ونحن رفضنا استلام ذلك المبلغ، وطالبنا بفارق سعر الصرف واستعملنا حقنا القانوني في حبس المَبيع لعدم الوفاء بالثمن وذلك وفقاً للقانون”.

وقالت عائشة: “لقد اقتحم المدعو ياسين منزلنا وبرفقته شخص آخر وكلاهما يلبسان ملابس مدنية، وقد تعرضنا للأذى اللفظي والنفسي بالإضافة للضرب الخفيف على عمتي أم زوجي ” وأضافت عائشة: “لم يكن هناك أحد في المنزل أثناء الاقتحام غيري أنا وعمتي”

من جهته قال معاذ المقطري ، (نائب مدير قسم باب موسى) لل/MCPD : ” إن القسم بالفعل قد نزل وعاين الواقعة وإنه حصل بالفعل على صور من الكاميرات المثبتة في الشارع تثبت حادثة الاقتحام وتكسير السلالم وخلع الباب الرئيسي للعمارة، غير أننا لا نستطيع إثبات إذاما تم عبث ونهب واعتداء في الداخل لعدم وجود ما يثبت ذلك وإنكار المتهم” وأكد المقطري أنه لم يتم القبض على الجاني لكنه التزم بالحضور غداً الإثنين إلى القسم للمثول أمام الضابط المحقق في القضية.

وقد حصل المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة MCPD على صور خاصة تظهر التكسير وآثار الاقتحام في الدرج وتكسير السلالم، بالإضافة لمشهد الفوضى داخل إحدى الغرف والأدوات المبعثرة وطاولة مقلوبة ويظهر في الغرفة أحد رجال الأمن الذي يبدو أنه من قسم باب موسى الذي نزل لتوثيق الحادثة ومعاينتها. وتجدر الإشارة إلى أن عائشة جباري عضو في منظمة العفو الدولية وقيادية في الكثير من المبادرات الشبابية داخل تعز وخارجها وإحدى الناشطات الفاعلات من ذوات الإعاقة. .

دورة لــلــغـــة الإشــــــــارة فـــي جــــــامــعــة تــــعـــز

خاص/ المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة (MCPD)

أقيم يوم أمس الثلاثاء 9 مارس آذار 2021م بجامعة تعز حفل اختتام الدورة التدريبية الخاصة بلغة الإشارة لعدد 46 متدربا من أساتذة وموظفي جامعة تعز من مختلف المراكز والكليات في مقدمتهم طلبة قسم التربية الخاصة ، نفذها خلال الفترة من 2/16 وحتى 2021/3/6م مركز ذوي الإعاقة للتنمية والتأهيل بدعم من مؤسسة رمز للتنمية , وفي حديث خاص للمركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة قال “أمير عقلان” رئيس مركز ذوي الإعاقة للتنمية والتأهيل تعد هذه الدورة ضمن المشاريع والبرامج النوعية التي ينفذها المركز لرفع مستوى التحصيل العلمي والمعرفي وكسر الحواجز التي تقف إمام ذوي الإعاقة السمعية إثناء تعاملهم مع غيرهم وخاصة في البيئة الجامعية .

مشيرا إلى أن هذه الدورة جاءت ملبية وضرورية لاحتياجات الطلبة الصم الدارسين في الجامعة والذين يعانون من عدم وجود ترجمة فورية للمحاضرات أو الامتحانات بلغة الإشارة , وصعوبة الوصول إلى احتياجاتهم ومتطلباتهم إضافة إلى ضعف التعامل مع كوادر الجامعة وموظفيها بسبب عدم فهم الآخر للغة الإشارة وهي لغة التواصل الوحيدة لذوي الإعاقة السمعية ، الأمر الذي أدى إلى انسحاب ما يزيد عن 15 طالب من الصم من الجامعة .

من جانبه يقول “فتوان العامري” احد مدربي الدورة التدريبية ” انه تم تدريب المشاركين على مفردات قاموس لغة الإشارة اليمني وأيضا على العديد من الكلمات الغير موجودة في القاموس و أعطاهم العديد من النشاطات التطبيقية والتدريب على خطوات مبتدأ لتعلم الترجمة , وهو ما سيحد من تلك المشاكل التي كانت تواجه الطلبة الصم في الجامعة سوى في قاعة المحاضرات أو في مكاتب الجامعة وسوف تسهل على الطلبة الصم التخاطب مع من تم تدريبهم من كوادر وموظفي الجامعة , متمنيا ً عبر صفحة الـــ MCPD تكثيف دورات لغة الإشارة واستمرارها حتى يتم إكسابهم مهارات اكبر في الترجمة للغة الإشارة

“أواب الراسني” طالب مستوى رابع دراسات إسلامية بكلية الآداب بجامعة تعز واحد المشاركين أعرب عن سعادته بهذه الدورة والتي وصفها بالموفقة وخاصة انه حصل عليها بعد خمس سنوات من بحثه على دورة مشابه , وعلى الرغم من فترتها القصيرة لكنه استفاد استفادة كبيرة حسب قوله . وفي حفل الختام تم توزيع شهادات المشاركة للمتدربين إضافة إلى عرض عدد من فقرات الحفل بلغة الإشارة منها مسرحية عرضت جزء من معاناة الصم أثناء التعامل مع البيئة الجامعية .

صورة من دورة للغة الإشارة بتعز